يمزج الشاعر بين الدين والسياسة، فهما جسدان في روح واحدة، فلله در الشاعر الإسلامي المعاصر إسماعيل الحمد حيث يقول محرضا على الجهاد في فلسطين...
يافَجْرَ غَزَّة:
كتب الشاعر الكبير إسماعيل الحمد قصيدةً تحت عنوان يافجر غزة نشرها في ٣/١١/٢٠٢٣ م يقول فيها :
لقد حزن أهل غزة على فراق الأحبة ولكن لم يصلوا إلى درجة اليأس والإحباط..
ويندد الشاعر إسماعيل الحمد بالموقف الأمريكي والأوربي، المؤيد للطغيان والاحتلال، فيقول:
ويبشر المجاهدين بالنصر والتمكين ودحر الأعداء في وقت قريب، فيقول:
الأقصى يناديكم:
وقد كتب إسماعيل الحمد مصوراً جراح القدس وأهلها، فقال قصيدة تحت عنوان الأقصى يناديكم:
ويشكون من هوان الأمة وخضوعها للطواغيت، فيقول:
ويستعيد الشاعر ذكريات البطل صلاح الدين الأيوبي، الذي حرر القدس من أيدي الصليبيين، فيقول:
عَروسُ المجْد:
ويقول شاعرنا إسماعيل الحمد مخاطباً شعبنا الذي راح ينادي صلاح الدين الأيوبي حين رأى خذلان القادة العرب..
ويفضح الشاعر جرائم اليهود ونشرهم للميوعة والفساد:
ويؤكد الشاعر على أهمية القدس فهي عروس المدائن، ويصور خذلان العرب لها:
غيابُ الحَمِيَّة:
وعاب الشاعر إسماعيل الحمد على البعض غياب الحمية والمروءة والنخوة حين يرون أعراض المسلمين تنتهك، فلا تتحرك لهم غيرة، ولا يسارعون في نجدة المظلومين..فقال:
٢٠/١٠/٢٠٢٣ م
لقد مشى أحفاد السامري يعيثون في الأرض الفساد ويعبدون العجل، وعابوا على هتلر الهولوكوست، وفعلوا بأطفال فلسطين ما هو أقبح منه...
ويخاطب القدس الشريف، ويطلب منها المعذرة والسماح ....
بِذِكْرَى النُّو رِ :
وكتب إسماعيل الحمد قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم نشرها في ٢٨/٩/٢٠٢٣ م يقول فيها:
وأخيراً:
فإن الأخ الشاعر إسماعيل الحمد الذي يعد نابغة الاتحاد قد أصبح مدرسة في الشعر الإسلامي الهادف، وأضحى الشعر عنده رسالة ومسؤولية سامية نبيلة .
فهو يدافع عن قيم الدين والأخلاق الفاضلة، ويصور أهداف أمته وجراحها، ويهتم بقضاياه العادلة في الحرية والكرامة الإنسانية، والاستقلال وحق تقرير المصير..ويسعى لسعادتها وخلاصها من القهر والظلم والفساد والاستبداد...
حياكم الله وبياكم أستاذي الحبيب أبا عمر وإلى مزيد من العطاء.
لَكِ الْعُذْرُ إنْ كَرَّ الصَّباحُ علَى المَسا = فَهذا ظلامُ اللَّيْلِ جَنَّ وَعَسْعَسَا
وفي غَزَّةٍ قَدَّ الظَّلامُ ثِيابَهُ = وَإِنَّ لَها في بَسمَةِ الشَّمْسِ مُؤْنِسا
تُكَحِّلُ أهْدابَ الحَياةِ بِنورِها = وتَزْرَعُ في جفْنِ المَواجعِِ نَرْجِسا
فَكَمْ أَغْرَقَ الأهْدابَ دَمْعُ مُوَدِّعٍ = وَلَمْ تَذْبُلِ الآمالُ ، في تُرْبَةِ الأَسَى
وَيَبْتَهِجُ الموتُ الكريمُ بِغزَّةٍ = إذا زَفَّ عُشَّاقُ الشهادَةِ مُعرِسا
ويَبْحَثُ فيها الخَوْفُ عن وجْهِ خائِفٍ = فيَرْجِعُ مَذْهُولًا - عَلَى الهَوْلِ - مُفْلِسا
فَتَبًّا لأوروبا وأمْريكا التي = تُلَمِّعُ في مَهْدِ النُّبوءَاتِ مُومِسا
رَوَى الشَّرُّ عَنْها ما افْتَرَتْ مِنْ مَزاعِمٍ = وكَمْ أزْهَقَتْ تِلْكَ المَزاعِمُ أنْفُسا
فإِنْ أنْسَنوا إجْرامَهُمْ بِمَزاعِمٍ = فَإِنْسَانُهُمْ قَبْلَ الوُجُودِ تَأَبْلَسا
غَدًا تُشْرِقُ الآمالُ يا أخْتَ صَابِرٍ = وَيَأتِيكِ رَأسُ الشَّرِّ يَوْمًا مُنَكَّسا
فلا تَهني ، والنَّصْرُ وقْفَةُ صَابِرٍ = وسَوْفَ تَرَيْنَ النَّصْرَ أَبْلَجَ مُشْمِسا
ماذا دهى الأقصى يئنُّ مُمَدَّدا = ولِصوتِهِ في مَسمعِ الدُّنْيا صَدَى
وجراحُهُ تَرْوِي تَهاوُنَ أمَّةٍ = مازالَ فيها الكِبْرياءُ مُقَيَّدا
ومَلامِحُ الغَضَبِ العَنيفِ حَييَّةٌ = ضاعَتْ بِصَوتِ المُرجِفينَ بهِ سُدَى
والكونُ حولَ فنائِهِ مُتخاذِلٌ = يُرخي ظِلالًا بالسُّكوتِ مُلبَّدا
يا أمّةً لانَتْ لِسَطْوةِ حاكِمٍ = أنْ صارَ فيها بالعَمالَةِ سَيِّدا
مابالُها بمُدى الهَوانِ تمزّقتْ = حتى ثَنَتْ عَنْ نُصرةِ الأقْصَى يَدا
مِن كُحْل عَينَيكِ الإباءُ تكحّلتْ = عَيناهُ فاسْتلَّ البَسالةَ مِرْوَدا
هزّي إلَيْكِ بِجِذْعِ دَوْحةِ مَنْ بَنَوا = أمجادَها واسْتَعْذبوا فيها الفِدا
وذَري التَّناحُرَ والشِّقاقَ وَزَمْجري = فالعزُّ يَعشَقُ مَنْ أتاهُ مُوَحَّدا
فإذا صلاحُ الدّين شرَّعَ سَيْفَهُ = فإلى مَتَى سَيَظلُّ سيفُكِ مُغْمَدا ?!
أَجِلْ طَرْفًا عَلَى الأَقْصَى بِحِرْصٍ = وَقِفْ بِالبَابِ وَانْدَهْ ياصلاحُ.
وَأَيْقِظهُ فَإِنَّ اللَّيْلَ أَرْخَى = كلاكِلَه وَقَدْ بَعُدَ الصَّبَاحُ.
وَخَبِّرْهُ بِأَنَّ القُدْسَ تُسبى = وفي أَعْتَابِهَا ذُبِحَ الكِفَاحُ.
وَدَنَّسَهَا اليَهُودُ وَمَا نَطقْنَا = وَلَمْ يَنْطُقْ بأيْدينا السِّلَاحُ .
مَشَتْ فِيهَا نِسَاؤُهُمُ عرَايا = وَكُلُّ مُحَرَّمٍ فِيهَا مُبَاحُ.
فَقَدْ نُكِبَتْ بِعُشَّاقِ الكَرَاسِي= وَغَضُّوا الطَّرَفَ وَانْثَنَتِ الرِّمَاحُ.
وَكَمْ نَادَينَ معتصماهُ لَكِنْ = خُذِلْنَ بِسَاحِها، الغيدُ المِلَاحُ.
وَنَاحَتْ كُلُّ نائحةٍ ذَويها = فَمَا أَغْنَى بَواكيها النّواحُ .
عَلَتْ أَصْوَاتُهُنَّ، وَكَمْ شَجَبْنَا = فَهل أَغْنَى عَنِ السّيفِ النُّبَاحُ ?.
وَصافحْنَا أَيَادِي قَاتِلِيهَا = فَأَزْرَى فِي تَسَامُحِنَا السَّمَاحُ.
سَتَرْنا جُبْنَنَا عَنْهَا بِذْلٍّ = فَعَرَّى ذُلَّنَا الضَّعْفُ الصُّراحُ .
عَرُوسُ مدائنِ التَّارِيخِ غَشَّى= مَفَاتِنَهَا عَنِ الرّائي وِشَاحُ.
تَرَكْنَاهَا بِيَوْمِ العُرْسِ تَبْكي= وتَثعَبُ مِنْ كَرَامَتِهَا الجِرَاحُ.
تَرَكْنَاهَا تُنَازِعُ وَانْبَطَحْنَا = فَلَمْ يَشْفَعْ لَنَا فِيهَا انْبِطاحُ
ودُرْنا في مآسينا ودارَتْ = بِنا الدُّنْيا ، وجافانا الفَلاحُ
وأدْمَنّا قِتالَ بَني أبينا = فَهَدَّ قُرونَنا فينا النِّطاحُ
فَعُذْرًا ياعَروسَ المَجْدِ عُذْرًا= فَلا قُطزٌ هُناكَ ولا صَلاحُ .
أيها المُنْتَمونَ لِلْبُنْدقِيَّة = عَطِّروا المَجْدَ بالدِّماءِ النَّقِيَّة
واسْفَحوها لِيُبْرِئَ الثأرُ فيها = جرحَ ثَكْلَى وقلْبَ أمٍّ شَجِيّة
قَدْ لَبِسْتُم مِنْ الشُّموخِ دُروعًا = وَنَحَرْتُم ذُلَّ النُّفوسِ الأبيَّة
ومَشَيْتُمْ علَى جَثامِينِ وَهْنٍ = لم تَزَلْ مِنْهُ في النُّفوسِ بَقِيَّة
وَرَأَيتُم صِهْيَوْنَ يُشْهِرُ حِقدًا = خَزَّنَتْهُ الآمادُ في جُحْرِ حَيَّة
وَرَجَوْتُمْ مِنْ يَعْرُبَ العَوْنَ لَكِنْ = ماوَجَدْتُمْ إِلّا غِيابَ الحَمِيَّة
ومَشَى السَّامِريُّ فيهِمْ يُزَكِّي = عِجْلَهُ في المَواقِفِ اليَعْرُبيَّة
جَرَّمُوا (الهولوكُسْتَ) وَارْتَكَبوهُ = واسْتَعادُوا أفْرَانَهُ الْهِتْلَرِيَّة
أطْفَؤُوا بَسْمَةَ الطُّفولَةِ لَمَّا = أَمْطَرُوها بالرَّاجِماتِ ( الذَّكِيَّة )
وأزاحُوا عَنِ الوُجُوهِ وُجُوهًا = مِنْ قِنَاعِ المَزاعِمِ الحَضَرِيَّة
أشْعَلَوا النارَ في الأَمانِ فَثارَتْ = نارُ حِقْدٍ بنكهةٍ طائفية
وَأَشَاعَوا أنَّ الحَضارةَ فيهِمْ = لَوْ أصَابُوا ، ماشَكْلُها البَرْبَريَّة ؟
أيها القُدسُ أعْذِرينا فَإِنّا = بَصمَةُ العارِ في ضَياعِ الهويّة
والْعَني المُنْتَمينَ لِلْعُرْبِ زُورًا = مَنْ تَعامَوا عَنِ الدِّماءِ الزَّكِيَّة
سَايَرُوا الغَرْبَ في المَزاعِمِ حَتَّى = ردَّدُوها بِلَكْنَةٍ أعْجَمِيَّة
فَانْهَضُوا وامْشُقُوا النُّفُوسَ سُيُوفًا = واسْتَعيدُوا حِطِّينَ والقَادِسِيَّة
وابْسُطُوا فوقَ غَزَّةَ السَّيْفَ أَلَّا = تَتَمادَى في غَيِّها الهَمَجِيَّة
بِذِكْرَى النُّو رِ فاحَتْ ذِكْرياتي = بِعِطْرٍ مِنْ صَدَى التّاريخِ آتِ
فَرُحْتُ أُلَحِّنُ الذِّكْرَى بِشَوقٍ = وعَزْفُ خَواطِري الثَّمْلَى أدَاتِي
وَذِكْرُكَ في شِعابِ الْقَلْبِ لَيْلَى = بِهَا نَشْرُ الصَّباحِ على السُّراةِ
بِها عَيْنُ السَّماءِ هَمَتْ بِمُزنٍ = يَسُحُّ علَى تَباريحِ الفُراتِ
وإنِّي كُلَّمَا جَاشَتْ بِنَفْسي = علَى وَهَنٍ ألاعيبُ الجُناةِ
مَسَحْتُ مِنَ المَشاعرِ كُلَّ لَيْلَى = وأطبَقْتُ الجُفُونَ عَلَى فَتاتِي
ويَمَّمْتُ النَّسيبَ على هَوَاهَا = وَكَمْ عَزَّ النَّسِيبُ عَلَى الهُواةِ
وجلْتُ بهَمْسِ ألْفاظٍ تُناجي = صَدَى ذِكْراكَ في نَجْوَى صَلاتي
وأغْرَتْني أفانينُ المَعاني = تَقلَّبُ فيكِ يا أمَّ اللُّغاتِ
أليْسَ مُحمَّدٌ مَنْ جاءَ يَسْعَى = بِهِ عَبقُ الصِّفاتِ المُؤْنِساتِ؟
ألَيْسَ لَهُ على الدُّنْيا ظِلالٌ = تَرَفّقُ بالنُّفوسِ المُتْعَبات ؟
ألَمْ تَسْقُطْ بِهِ الأوْثانُ حَتَّى = عَنَتْ لِلْحَقِّ أعْنَاقِ الطُّغَاةِ
تَبارَى فيكَ أرْبابُ القَوَافي = بِمَدحٍْ ضَاقَ عَنْ عَبَقِ الصِّفاتِ
فأطْلَقْتُ العِنانَ لِبَعْضِ خَيْلي = تُعَزِّزُ فيكَ ضَبْحَ العَادِياتِ
وغرَّدَتِ القوافي فيكَ زَهْوًا = وماسَ الزَّهْوُ في شَدْوِ الحُداةِ
وَأَلْفَيْتُ الحَيَاةَ بِلا حَياةٍ = إذا أَلِفَتْ سِواكَ بِها حَيَاتِي