الاتجاه الإسلامي في شعر يحيى بشير حاج يحيى
المديح النبوي الشريف من أعظم فنون الشعر لأنه يتعلق بأعظم الرسل وسيد الوجود.
ولقد سبق إلى هذا الفن البديع حسان بن ثابت، وشعراء الرسول عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك الأنصاري، وكعب بن زهير رضي الله عنهم .
ويأتي الشاعر الإسلامي المعاصر يحيى بشير حاج يحيى، فيدلي بدلوه بين هذا الركب المؤمن، فيصدر في وقت مبكر من شبابه ديوانا صغيراً تحت عنوان في ظلال المصطفى.
هذه سبيلي !
( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال : إنني من المسلمين )
وكتب الشاعر : يحيى حاج يحيى يقول مخاطباً الطاغية الذي أجبر شباب الأمة على ترك الصلاة...
ماذا يُضيركَ إنْ أقمتُ صلاتي
ودفعتُ للفقراء حقّ زكاتي ؟!
و سجدتُ للرحمن سجدةَ خاشعٍ
فسعادتي في هذه السجدات !!
ماذا يضيرك إن بذلتُ لخالقي
مَحياي - جلّ جلالُه - و مَماتي ؟!
ماذا يضيرك إن أطعتُ محمداً
في كل أمرٍ ، و ارتقيتُ بذاتي !؟
ماذا يضيرك إن هفا قلبي له
شوقاً ، وسالَتْ في الدُّجى عَبَراتي!
ماذا يضيرك إن نصرتُ مجاهداً
في الله، يحملُ أشرفَ الراياتِ !!!
ليردَّ عن وطن العقيدة حاقداً
قد عاد محتلاً بثوب طُغاةِ ؟!
ماذا يضيرك لو حملتُ رسالة ً
للعدل والإنصاف والرحماتِ !
ماذا يضيرك إن حفظتُ مَحارمي
من كل شائنةٍ ومن شُبهات؟!
وأضأتُ مصباحَ الهدى لنسائنا
فبناتُ كلِّ المسلمين بناتي !
ماذا يضيرك إن بسطتُ مَحبّتي
ظِلا، لأهل الحق والطاعات!!
ماذا يضيرك إن فضحتُ مظالماً
وقضيتُ حاجاتٍ لذي حاجات ؟!
ماذا يضيرك إن دعوتُكَ للهدى
لِتجوزَ من نارٍ إلى جناتِ ؟!
فاختَرْ لنفسك ، ما أنا مُستَكْرِهٌ
أحداً على الإيمان والإخبات !
الرحمة المُهداة ( صلى الله عليه وسلم):
ياأيها النورُ الذي عمّ الدًّنا
أحيا القلوبٓ وبدّد الظلماتِ !
في ظِلْك النبويّ عشنا سادةً
خفقتْ علينا أشرفُ الراياتِ !
لولاكَ ماحمل اللؤاء مجاهدٌ
ولظلّ يسجد للهوى واللات ؟!
أنقذتنا من غفلةٍ وجٍهالة …….
فعليك منّا أفضلُ الصلوات !!
وكتب الشاعر المسلم يحيى حاج يحيى مبيناً (حقيقة حب النبي صلى الله عليه وسلم !)!:
والشاعر يحيى حاج يحيى يبين حقيقة الحب الخالد الذي يجب أن يقدمه المؤمن بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. وها هو يكتب قصيدة في المديح النبوي، فيقول فيها:
يظنون حبّ النبيّ الكريمْ
بأبيات شعر ، وصوتٍ رخيمْ
فهل يعطِفون على البائسين
ويرعٓوْن فينا حقوقٓ اليتيم !؟
فإنّ المحبّ لخير الأنام .......
عظيمُ الوفاءِ ، ودودٌ ، رحيم !
وحُبُّ النبيّ اتّباعٌ لهٓدْيٍ ....
قويمٍ .... عليه الورى تستقيم !
سيدنا محمد قائدنا للأبد !!:
وكتب يحيى حاج يحيى قصيدة مديح أثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم بما أثنى عليه الله، فهو يقول فيها:
أعطاك ربُّك كوثراً ونعيما …..
وسقى عدوّكَ علقماً وحميما !
مافيك عيبٌ غيرَ أنّ عيونَهم
غَشِيتْ ، وعُتّم قلبُهم تعتيما !؟
كنت َ الملاذَ ولم تزل تمضي بنا
في كل عصر قائداً وحكيما !
جنّبتَنا الويلاتِ بالنور الذي
زان الوجودَ وزادَه تكريما !
صلوا على خير البرية أحمدٍ
يامسلمون وسلِّموا تسليما !
إلا رسول الله..... !!!:
وعندما أقدم خبثاء الغرب والشرق على الطعن برسول الله صلى الله عليه وسلم، فرسموه بأقبح الصور ، فكتب يحيى حاج يحيى عضو رابطة أدباء الشام قصيدة يدافع فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلنستمع إليه وهو يقول:
أيُشتَمُ خيرُ مَن صَلّى وصَاما
ويُـهزَأ بالذي أرسى السلاما !؟
وأورَقَ هَـديُه في كُلِّ أرضٍ
مُـسـاواةً وعَدلاً واعتِصاما !
ولـم تَـعرِف لَهُ الدٌّنيا مَثِيلاً
وَمَـا ا تخَذَت سِواهُ لها إِماما !
ودَعـوَتُـهُ تُـظَلِّلُ كُلَّ حيٍّ,
وَقَـد عَـدَلَت فأَنقَذَتِ الأناما !
وَتَـعجَبُ بعدَ ذلكَ إن غَضِبنا
لِـرِفـعَـةِ مَن بِدينِ اللهِ قاما !؟
وأنـتـم تَذرِفونَ الدمعَ زُوراً
عـلـى أصنام إفكٍ كاليتامى !؟
وآذَيـتُـم رسـولَ اللّهِ فِينا
بِـرَسـمٍ زائفٍ هَتَكَ الحراما !؟
فـأيٌّ مُـقَـدَّسٍٍ مِن بعدِ هَذا
تُـقـيم له البَرايا الاحتراما ؟
فَنَحري_ يا رسول الله دِرعُُ
تقي وتَرُدٌّ مَن رامَ ا قتِحاما
أَمَرتَ فكنتَ أفضلَ مَن دعانا
لإنـصـافٍٍ وعَدلٍ لا يُسَامَى
أَرَيـناهُم صُنوفَ العدلِ دِيناً
ولم نَرضَ المَظالِمَ والظَّلاما
وأنـصَـفنا بَني الأديانِ طُرّاً
وسـامَـحـنا وسالَمنا كِراما !
ورُبَّ كَـنيسةٍ عاشَت زَمَاناً
ولـولا عَدلنا صارَت حُطاما
وَعـمَّت رَحمةُ الإسلامِ فيهم
ولـم نَـخفِر لهم يوماً ذِماما
وبالحُسنى _ولم نُكرِه شُعوباً_
دَعَـونـاهم لدِينٍ قد تسامى
فَـلَسنا نَرتَضي الإكراهَ دِيناً
لـمـخـلوقٍ وإن فينا أَقاما
فَـتَـحـتُم للعداوةِ شرَّ بابٍ
وزِدتُـم نـارَ فِتنَتِكُم ضِراما !؟
وبـالـتَّهديد أخرَستُم شُعوباً
ولـلإرهـابِ أرسَيتُم نِظاما !؟
رسـولُ الله أنـصفَكم بِعدلٍ
ولـم يُشهر بِوَجهِكُمُ الحُساما !
سـيـبقى خالدا ًفي كُلِّ نفسٍ
ولـو ذاقَت لنُصرَتِهِ الحِمَامَا !
في ظلال بيوت الله!:
وقد كتب الشاعر الإسلامي يحيى بشير حاج يحيى قصيدة { إلى أحبابنا في حلقات تحفيظ القرآن الكريم }، جاء فيها:
يافِتيةً بحمى الإسلام قد نشؤوا
وزادَهم شرفاً عِلمٌ وقرآنُ !
أرجو الإلهَ لكم حِفظاً وتكرمةً
وأن يزينَكُمُ ذِكرٌ وإيمانُ !
في المسجدالعامر المبرور مدرسةٌ
والصدقُ والعلم والإخلاص عنوان ُ
كم ناشءٍ في حماها نال مرتبةً
وفوق مفرقه للفضل تيجانُ !
لولا كتاب ُ الهدى لم تعلُ رايتُنا
ولاتحرّر في الآفاق إنسانُ !
صلوا عليه وسلموا تسليما !
ياربّ صَلِّ على النبيّ المصطفى
ماشوّق الركبانٓ صوتُ حداءِ !
مالاح برقٌ في سٓما أم القرى ..
وتشوّقتْ شمسٌ لغار حِراءِ !
وعلى صحابته الكرام وآله !!!
ومٓنِ ارتضى بالسُّنة الغرّاء !
واجعل لأهل الشام ربّ مٓخرجاً
ممّا يُدبّر مفسدٌ ومرائي !!!؟
ليعودٓ للشام الأغٓرّ جمالُهُ .... !
فجٓمالُه في السُّنّة الزهراء !
وكتب يحيى حاج يحيى تحت عنوان (من وحي النبوة !! )، يقول:
ولستُ منافساً يوماً غنياً - وقد قسم الغِنى ربُّ الأنام !
فعندي قوتُ يومي لاأبالي - بمن جمعوا بحِلٍّ أو حرامِ !؟
صحيحُ الجسم من سُقم معافى-وكم زٓمِنٍ يئنُّ من السّٓقام!
وفي أمنٍ غدوتُ بفضل ربي!- عزيز الجار في قوم كرامِ !
فمالي والصراع على مٓتاع!؟-يزول! ومطلبي حُسنُ الختامِ!
أمنا عائشة الطاهرة ! الصِّديقة بنت الصِّذيق !!:
وأثناء حملة بعض الشيعة ( ياسر حبيب) في تشويه صورة السيدة عائشة _ رضي الله عنها_ كتب يحيى حاج يحيى منافحا عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
هي أمُّنا أمُّ الهُداةِ المتقين ْ!
هي زوُج سيّدِنا إمامِ المرسلين !!
هي إبنةُ الصّديقِ تاجِ المؤمنين !
عربيةٌ قد صانها خُلُقٌ رصين !
نشأتْ ببيت المصطفى الهادي الأمين !
وحِماهُ بالأخلاق والتقوى حٓصين !
هي قُدوةُ لنساء كلّ المسلمين !!
وبها شٓرُفْنٓ على نساء العالمين !
هي أُسوةٌ للأتقياء الصالحين !
هي أمُّنا يا ( خاسرا ) دنيا ودين !؟
واللُه برّأها، وأخْزى الكاذبين !؟
حاشا يُلوّثُ طُهرٓها خُلُقٌ مُشين
كانت وتبقى رمزٓ طُهرِ الطاهرين !
مناجاة دامعة:
وكتب يحيى حاج يحيى يقول متضرعا:
ياربَّ هذا الكون …….يااللهُ ...
مَن ذا دعاك فما استجبتَ دعاهُ !
اليوم جئتك حاملاً لخطيئتي ..
فاغفر لعبد ما جنته يداه !
ووقفتُ في الليل البهيم منادياً ...
اللــه ..يـا اللــه ..يـا اللــهُ
إن كنتُ ممن سار خلف جهالة ...
فالعفو عندك لا يُحدُّمَداه !
ياويلتي والذنب أثقل عاتقي ...
فبأي وجه في غـد ألقــاه !؟
إني بسطتُ يدي إليك تضرعاً
أواه مما قد جنتْ …..أواه
يانفس ماهذي بدار إقامة
فحذار ِممّن همُّه … دنياه !؟
وهذه القصيدة السابقة نشرها في منتصف السبعينيات في مجلة حضارة الإسلام الدمشقية، ثم فقدها مع غيرها في رحلة هجرتنا التي لم تنته، وسرني أحد الأصدقاء حين وجدها ونشرها في صفحته !
الأسوة الحسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم !!!
ويقول الشاعر الإسلامي المعاصر يحيى بشير حاج يحيى مادحا أشرف الخلق ورسول الحق، ومؤكداً على أنه الأسوة والقدوة الحسنة للمؤمنين:
خيرُ البرية قولُه الفصل الذي
أعيا وأعجز أبلغَ الفصحاءِ !
داوى النفوسٓ بحكمة وفضيلة
وبنى على التوحيد خيرٓ بناءِ !
أخلاقُه القرآنُ ! فانظر هل ترى
شبهاً لها في سيرة العظماء !
يعفو ويصفح ، لايُجازي سيئاً
بالسوء حاشاه من الأسواءِ !
وإذا الفوارسُ أحجمتْ فمُقٓدّمٌ
يحمي الحمى، ويجيب كل نداء !!
ويشيد بشجاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وكرمه فهو أسد في المعارك وغيث للمهلوف ..
فرسولُنا ليثُ المعارك أوّلٌ ......
عند اللقاء وفي اشتداد بلاء!
ويداه كالغيث العميم إذا هَمى
كالريح مرسلةً كبرْد الماء !
يعطي عطاءٓ الواثقين بربهم !!
من غير مافخرٍ ولا خُيٓلاء !
قد علّم الناسٓ الكرام بجوده
كرٓمٓ النفوس وهِمّةٓ الكرماء!
وطوى على جوع يُعٓلّم مٓن طوى
صبْرٓ العفيف، وعِفّة ٓالفقراء !
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة فإذا كانت الحرب يلوذ به الأبطال، ويحتمون به، وضرب المثل بالصبر والثبات على المبادئ والتقوى والخلق الرفيع فقد زكى الله بصره وفؤاده .
المنافق !؟:
وفضح الشاعر يحيى بشير حاج يحيى كيد المنافقين وأسلوبهم في الحياة، فقال:
يتلونُ مثل ٓ الحرباءِ - ويسِلُّ سليلٓ الرقطاء !!؟
يلقاك ٓبلطف مصطنعٍ - وببسمة غدر صفراء !
ويجود عليك ٓ بأيمانٍ -وله فن ٌ في الإطراء !؟
فيضيق الصدرُ لرؤيته - وتكاد تقطّع أمعائي !
أو ينفِدُ صبريٓ أحياناً - فأهزُّ الرأس ٓ بإيماء ؟
ويُلحُّ عليّ،ويسألني - عن أطهر أقسام الماء !؟
فأقول وضوءك ٓ مقبولٌ - فامزجْه بصدق وحياء
لو جاء البحرٓ لنجّسه - بسلوك الوغد المشّاء ؟!
يا موكب النور !!:
وللشاعر السوري يحيى بشير حاج يحيى ـ ديوان في ظلال المصطفى، على صغر حجمه كان زاخرا بالمديح النبوي الشريف، يقول فيه مادحا الرسول صلى الله عليه وسلم:
وأشاد بعدل الرسول صلى الله عليه وسلم، وصفحه وعفوه عمن أذووه في فتح مكة ..
علماؤنا قدوتنا !:
ويثني الشاعر الإسلامي الكبير على العلماء الربانيين الذين صح في وصفهم (ورثة الأنبياء) أن يأخذوا دورهم الذي عاهدوا الله عليه، وهو جهاد الكلمة والدعوة وقول الحق، وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم، فيقول:
يا أيها العلماءُ أنتم قـُـدوة ٌ
فجِـهادُكْم قد أنجبَ العظماءَ
فاليوم يستوحي الشبابُ مَسيرَكم
فـَـأَرُوهُ منكم هِمَّة ً ومَضاءَ
ليعودَ تاريخُ الشآمِ مُكَـلَّلا ً
بالمكرماتِ يُعَطـِّـرُ الأرجاءَ
كونوا على الأرزاءِ صَـفّـاً واحداً
يُعلي البناءَ و يدفَعُ الأرزاءَ !
وهكذا نرى أن الشاعر الإسلامي يحيى بشير حاج يحيى قد بذل الجهد في إبراز الهوية الإسلامية للأمة فأثنى على الله بما هو أهله وصور عقيدة التوحيد، ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وأشاد بمحاسن الإسلام، وفضح الطواغيت الذين منعوا العبادات في الجيش، وحاربوا الحجاب، وفرغوا الدين من محتواه،
ورد رداً بليغاً على بعض الشيعة الذين اتهموا السيدة عائشة أم المؤمنين بأقبح التهم ...كما رد على الذين أصدروا الرسوم المسيئة للرسول، وحرقوا المصحف في قارعة الطريق.
مصادر الترجمة:
١_ رابطة أدباء الشام.
٢_ ديوان في ظلال المصطفى: تقديم محمد الحسناوي.
٣_ صفحة يحيى حاج يحيى على الفيسبوك.
٤_ مواقع إلكترونية أخرى.
وسوم: العدد 1070