عندما يصحو الأمل
تاليف: هاني محمد الطايع
عرض: يحيى حاج يحيى
مجموعة قصصية تضم أربع قصص جاءت تحت عنوان يشي بتوجهها، ويبرز منطلقاتها (من القصص الإسلامي المعاصر) قدمها الكاتب نموذجاً من نماذج الإبداع الأدبي الذي يعبر عن الأدب الإسلامي من خلال واقعية تعترف بكينونة الإنسان في سموه وتدنيه، وفي سقوطه وصحوه.
فتحدثت الأولى (عندما يصحو الأمل) عن صنف من الشباب الملتزم، الذي يلفت الأنظار بسلوكه المتميز وفكره الناضج! فالمهندس (غزوان) هادئ متزن ونشيط، لا يصل به هدوؤه إلى درجة الانزواء، فهو حين يتعرض دينه لاعتداء المعتدين، ينهض مع عدد من أمثاله لمواجهة الباطل، ويبذل دمه، ويصبح أسوة لمن بعده على طريق الجهاد!
وأما الثانية (العودة إلى البحيرة الصافية) فتصور لحظة من لحظات الانسياق مع هوى النفس، بطلها أستاذ جامعي متزوج، كادت تزل قدمه عن الطريق الصحيح مع صديقة زوجته المهتمة مثله بالأدب، لكنه يسافر ويعود إلى بلده، لأن ما ينتظر أمثاله من أعمال أكبر وأجل من تلك العلاقة!
وفي الثالثة (الجزاء) تصوير لما يلقاه صنف من الناس نتيجة انسياقهم مع مصالحهم على الرغم من نصائح الآخرين لهم بالعواقب السيئة للمال المشبوه، وما يجره على أصحابه من ويلات.
وأما الرابعة (الحارس الليلي) فتصور أثر القصة في حياة كثير من الناس، سواء أكانوا قارئين لها، أم مستمعين من خلال حارس ليلي مدمن على الخمر يتأثر بسماع أقصوصة من أحد المعلمين!
تهتم هذه المجموعة بإبراز الصفات الإنسانية لشخصياتها من دون تعسف أو تكلف، فهذه الشخصيات من مستويات متعددة في مواقع حياتية مختلفة، تعبر عن نماذج إنسانية متباينة! ففيها من يجود بروحه وهو راض كل الرضا، ومن يتأرجح بين السقوط والسمو، فيستدرك الأمر، ويضع نفسه في الموقع اللائق بها، ومن يصل به الأمر إلى استمرار التمرغ في حضيض المصلحة الشخصية من دون أي اعتبار! وفيها الشخصية البسيطة كالحارس الليلي الذي استطاع أحد المعلمين عن طريق أقصوصة أن يحرك فيه نوازعه الإنسانية!
تمتاز هذه المجموعة بحرص كاتبها على صياغة عبارته بدقة وأناة، وإبرازها بثوب الفصيح القشيب من دون تكلف أو إغراق.
وسوم: العدد 885