قراءة في قصة: مغني المطر
سهيل إبراهيم عيساوي
القصة من تاليف الكاتب زكريا محمد ، رسومات احمد الخالدي ، اصدار مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ، الطبعة الثانية 2011 ، الحق يقال ان اصدارات مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي ، اصدارات هادفة وجادة وقريبة من قلب الطفل .
القصة : تسرد حكاية الجحش الصغير الذي كان يحجم عن الغناء ، رغم ان الكل كان يغني العصافير والخيول والديوك والناس وكل شيئ ... لانه كان يظن ان صوته قبيحا ، كان بلا اغنية ،حسب ان الناس سوف تضحك عليه ،لكن في داخلته كانت رغبة جامحة في الغناء لماذا هو بالذات دون الاخرين لا يغني ؟؟ ، اخيرا قرر الجحش الصغير كسر صمته والخروج عن المألوف قرر الغناء لكن ليس كما توقع الناس عن الالم والغضب والصبر والتعب وكل عذاباته اليومية ، بل اغنية عن المطر ، لكن المطر لم ينزل منذ فترة ، وكل الكائنات كانت تنتظر هطول المطر وتبتهل لله ان يمن عليها بالمطر ، ما ان غنى الجحش خرجت اغنية جميلة حلوة والاهم ان قطرات المطر اخذت تتدفق زخات زخات ،
" ياربي زخة زخة
صار لها شهرين ونص
ما بخت ولا بخة "
كذلك غنت معه كل الكائنات والاطفال فصارت تمطر الدنيا بغزارة
" امطري وزيدي
فوق دار سيدي
امطري رشاش
لنسقي الجحاش "
وكلما تأخر المطر نادوا الجحش الصغير حتى تكرم السماء عليهم بزخات المطر ، فيهطل المطر فورا ، وصار الجحش الصغير مغني المطر ، واخيرا عندما تمتنع السناء عن المطر يلبس احد الاطفال قناع جحش له اذنان كبيرتان وينزل الصغار لغناء اغنية الجحش الصغير وحين يغني الاطفال ينزل المطر فورا .
تعابير موفقة : استعمل الكاتب عدة تعابير جديد وابداعية منها ، ص 11 " كسر الصمت والخجل ،وفتح فمه الكبير وغنى " وايضا ص 11 " وظلت الشمس مثل كرة من نار في عز الشتاء " وص 15 " وكأن حبات من البرد تداعب أنفه " و ص 21 " ابتلت انوفهم "
العنوان : وفق الكاتب في اختيار العنوان والذي جاء متناسقا مع روح القصة .
رسالة الكاتب : بالطبع القصة تتجاوز كونها قصة عادية يقحم بها جحش ، انما يلفت انتباه فراد المجتمع الى الانتباه الى الاشخاص الضعفاء او الخجولين ومنحهم كل الفرص ، ربما من هؤلاء يأتي الحل والبركة ، ان الله لا ينظر الى الوجوه انما الى القلوب الصادقة والنوايا الحسنة ، كذلك يشجع الاشخاص الذين يظنون ان قدراتهم محدودة او صوتهم ضعيف الى اسماعه عاليا وعدم الانطواء والتحسر ، ايضا هنالك تعزيز لقدرة الاطفال بينما الكل مشغول الاطفال من يتولون مهمة