قراء في ديوان "طين زائد" للشاعر نايف العنزي

متتاليات ونقوش تفترس جدار الطين

قراء في ديوان "طين زائد" للشاعر نايف العنزي

توفيق الشيخ حسين

[email protected]

هنا لوحة

كان لابد من أن أرسمها

فكتبتها 

مفردات تتناثر ظلالها عبر صفحات ممتلئة بالأسطر قابلة للذوبان ما بين الفاء والقاف .. مع دفء الصمت الحارس للسطور في ظل الكتب التي تجسد تأريخ الطين والتي تشير بحركات القلم عندما تكتب على الصورة لتجرح أجسادنا بكي ّ الحروف .

واجهة الكتاب غلاف نصبغه

بما نظن انه الفاتحة

لنزرع كلمتين لا يسع للمترادفات

أن تتجاور معهما

" طين زائد 2002" الديوان الشعري الرابع للشاعر نايف العنزي تأتي بعد مجموعاته الشعرية المتتالية " ظلال الكلمات 1995 " .. " أشكال تخفي ظلالها 2001 " .. " وترسم الأمكنة 2001 " .. وله أيضا " لك ما تشاء 2002 " ..

" حافة الاختصار 2004 " ..

برسم الشاعر نايف العنزي تشكيلاته بأسلوب القصيدة الحديثة القصيرة والمكثفة جدا ً وتمتاز بوحدة الموضوع وأقل عددا ً من المفردات نصا ً متكاملا ً ..

صمت ٌ يمزق الأوراق في كتاب هادئ حزين عبر كلمات تسكن الروح وهواجس تسامق الحروف في قبضة الموت .. تبحث عن مأوى في عمق الفضاء لتتحرر النفس من قيودها لتغذي الروح ..

                الصمت في الكتاب حس

                        روحـي

              تجاوزه انفلات الروح من

                   قبضة الموت

               والبقاء ألـم يســـاءل

                   أين الأرواح . ؟

كتب ٌ يقــلـب ُ صفحاتها فيجد ُ نقشا ً حملت ْ السطور أسرارها .. ميزان نقشـه ُ صدى على تجاويف الطين المنزلق على حواف النص عبر ترانيم الصباح ..

                      وزن الكتـب

              يعني وضع النقاط بميزان

                         آخر

                  *   *   *   *

            أخيرا ً جعلوا للكتب أقفالا ً

                 حتى تحفظ السطور

                      أسرارها

                        الملقاة

                 *   *   *   *

          العهد بين الإنسان والكتب

                 تطبيق تأريخي

           انزلق بالطين فلوّ نـاه

                  خزفـــــا ً

هموم ٌ منثورة غطـّت عالمه .. أطفال ٌ ليس لهم إلا حاضرهم .. مع طباشير ملونة يكتبون بها على جدران الزمن .. تسكنه الطفولة في بحر الحنين .. ويجدهم دائما ً بين السطور ..

      يتمنى أن يكتب على الصورة لكنه

             يخشى من ألا يفهم

                 الأطفال إلا

                 الطباشير

في عينيه علامات تبحث عن ضياء .. يقلب ُ فنجان قهوته ويمضي في رحلة البحث عن أمل ليخرج من عتمة كهفه المظلم .. فلا يجد غير عتمة الأحزان بجانب قلمه الذي يلامس العذاب ..

    رؤية تبحث عن منظار

            ومنظار

   يتسـاوى مع العتــــمة

           فنجان مقلوب

 لا يستحق منا أن نتـأمل

تتبعثر الحروف على ذاكرة الورق .. يشكـو السـطر من هذيـان القلـم عبر خيـوط أبجديـة الذاكـرة .. فينجـوا من تلاطـم أمواج الصحــو إلى شطآن الدفء والأمـان ..

        البـوح هذيـان

يستغفـل ذاكـرة الصحـو

        فننجـوا

منه بفراش دافـئ

طين لا يحتمل تجانس الظل وغفوة اليأس المسكونة بالرعشة التي ترهقها خطوات تتناثـر عبر انزلاق الشـكل مع رسـوم على صفائـح الظـل ..

يمكن للظل أن يختصـر البعـد

حيـث يسـتعين بشفافيته التي

   أنكرت التجسد الموهوم

إلى درجة المبالغة التي وصلنا إليها

لا ينتظر الظل النسق الأخير حتى

      لا تتعثـر رعشـاته

أنفاس الظل وغفلة الطين تزحف نحو السطور .. يعتصرها الألم بصمت متفكر .. وجسد تستنطقه الحروف مع نهاية الصفحات البياض التي تسحب المفردة المتناثرة عندما تلامس اليقين ...