مؤتمر الدفاع عن القران
حازم ناظم فاضل
عقد في محافظة السليمانية بالعراق (مؤتمر الدفاع عن القرآن) يومي 22و23 كانون الأول 2011 من قبل مركز الزهاوي للدراسات الفكرية بالسليمانية بالتعاون مع المعهد العالي للفكر الاسلامي في امريكا .
وافتتح المؤتمر بقراءة القرآن تلاوة الشيخ مهربان حمه سعيد .
والقى كل من :
(1) الدكتور صباح البرزنجي؛ كلمة مركز الزهاوي للدراسات الفكرية.
(2) الدكتور رائد عكاشة ؛ كلمة المعهد العالي للفكر الإسلامي في امريكا.
وقدم في المؤتمر (15) بحثاً باللغتين العربية والكوردية . ومن هذه البحوث :
(1) القرآن شريعة كونية وكنز للعلوم يهدي الى بحوث جديدة ، للدكتور محمد جميل الحبال(1) :
وملخص بحثه :
أن القرآن الكريم فضلاً عن كونه أساساً كتاب هداية وإيمان وإرشاد ومنهاج حياة لتكوين الفرد الصالح والمجتمع الفاضل فهو أيضا كنز للعلوم ومفتاح لها ويشجع على العلم والمعرفة ويثني على العلماء ويهديهم الى بحوث جديدة كل حسب اختصاصه إذا أحسنت دراسته وفقا لقواعد اللغة العربية وعلوم التفسير مع الأخذ بزمام العلوم التجريبية وما تتوصل اليه المعارف الحديثة من حقائق وتقنيات. والمسلم هو أولى الناس للحصول عليها والإفادة منها لأنه يستخدمها ويسخرها للخير وفائدة البشرية وسعادتها وليس لضررها والإساءة اليها كما حصل ويحصل من قبل الحضارة المادية الغربية وإفرازاتها التي انعكست سلبا على الفرد والمجتمع ولازالت في معظم مناحي الحياة.
لذلك فإن من اهم الوسائل للدفاع عن القرآن (في عصر العلم والمعرفة) هو إظهار الجانب العلمي عامة والتطبيق العملي منه خاصة وبذلك ننتقل من الدفاع النظري الى الدفاع العملي والمقصود به إظهار الجوانب العملية في التحدي القرآني الواضح للذين يخالفونه أو يهاجمونه جهلا منهم أو حقدا عليه لتشويه صورته ومقاصده الربانية الإنسانية النبيلة.
وللحصول على ذلك نذكر أدناه أهم الأهداف والوسائل المطلوبة لتحقيقها والتي تتطلب تظافر الجهود على مختلف الجهات الرسمية والشعبية ومن اهمها:
الأهداف :
1- خدمة القرآن الكريم وعلومه في مجالات الحياة عامة ومجال العلوم الطبية والكونية خاصة .
2- إمكانية الاستفادة من العلوم الموجودة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وتوظيفها لفائدة البشرية.
3- الدعوة الى الله وكتابه المجيد عن طريق العلم وبالحكمة والموعظة الحسنة.
الوسائل :
1. إتقان اللغة العربية كونها لغة القرآن ولغة العلم ( اللغة الكونية ) وتسهيل تعلمها واتقانها للمسلمين من العرب و غيرهم و بالوسائل المناسبة لمتطلبات العصر قال تعالى :
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (يوسف:2)
2. الاحاطة والالمام بالعلوم الكونية والتجريبية بكافة تخصصاتها العلمية ومحاولة الحصول على كافة التقنيات ووسائل المعارف الحديثة .
3. الإفادة من الإمكانيات المتاحة في الجامعات والمعاهد والمؤسسات العلمية ومراكز البحوث لتحقيق الأهداف المذكورة اعلاه.
4. تأسيس مراكز بحوث خاصة بموضوعات الإعجاز الطبي والعلمي في القرآن والسنة والتي تعنى بالنواحي المعملية والتطبيقية .
5. تدريس مادة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في المدارس والجامعات (حسب تخصصاتها) وتشجيع الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه ) في تناول موضوعاتها.
(2)الإسرائيليّات في التفسير: حكمها، وآثارها،وموقف المفسّرين منها، للدكتور محمد شاكر محمد صالح الجاربوتي(2) :
وملخص بحثه :
1- إنّ مصطلح (الإسرائيليّات) تشمل كل ما تطرّق إلى التفسير من أساطير قديمة منسوبة في أصل روايتها إلى مصدر يهودي أو نصراني أو غيرهما, وإنّما أُطلق عى جميع ذلك لفظ الإسرائيليّات من باب التغلّب للون اليهودي.
2- إنّ الأخبار الإسرائيليّة ليست مرفوضةً جملةً وتفصيلاً –كما قد يتصوّر البعض-, بل إنّ منها ما هو صحيح مقبول, وهو ما له شاهدٌ من الشرع يؤيدّه, ومنها ما هو مرفوض, وهو ما يعارض الشرع والعقل, ومنها ما هو مسكوت عنه لا هو من قبيل المقبول, ولا من قبيل المرفوض, فلا يصدّق ولا يكذّب, ولكن تجوز روايته وحكايته للاعتبار.
3- كان الصحابة يرجعون إلى أهل الكتاب, ويأخذون برواياتهم في تفسير القرآن الكريم, ولكن في حدود ضيّقة, ولم يسألوهم عن أشياء تتعلّق بالعقيدة أو بالأحكام, اللهم إلا على سبيل الاستشهاد وتقوية ما جاء به القرآن.
4- زجّ التابعون في التفسير كثيراً من الإسرائيليّات والنصرانيّات بدون تحرّ أو نقدٍ, ولم يسيروا على نهج الصحابة في التعامل مع الروايات الإسرائيليّة.
5- هناك جملة أسباب عملت على قبول الإسرائيليّات ودخولها في التفسير, منها ما يرجع إلى اعتبارات دينيّة, ومنها ما يرجع إلى اعتبارات اجتماعيّة, ومن أهم تلك الأسباب هو أنّ القرآن يتّفق مع التوراة والإنجيل في سرّد قصص الأنبياء, وأخبار الأمم الغابرة, ولكن مع اختلاف في كيفيّة السرد, حيث أن القرآن يسرّدها بشكل موجز وإجمالي مقتصراً في ذلك على مواطن بينما تسردها التوراة والإنجيل بشكل تفصيلي, فكان المسلمون يرجعون إلى أهل الكتاب لمعرفة هذه التفاصيل والجزئيّات بدافع حبّ الاستطلاع, لأنّ النفس تميل إلى استيفاء المعارف.
6- خلّفت بعض الروايات الإسرائيليّة آثاراً سيّئةً على ألأمة الإسلاميّة, وأشاعت بين أبنائها بعض الأفكار المنحرفة.
7- تباينتْ مواقف المفسّرين إزاء الروايات الإسرائيليّة, فمنهم من ابتعد عنها في تفسيره وحذّر من روايتها, ومنهم من توسّع في ذكر الإسرائيليّات من غير تمحيص ونقد, ومنهم من اقتصر من الإسرائيليّات على الروايات التي لا دخل لها بالعقائد والأحكام, التي لا تتعارض مع العقل السليم, فلم يرفضها جملةً وتفصيلاً, ولم يقبلها جملةً تفصيلاً, بل التزم الوسط, وخير الأمور أوسطها.
8- لا ينبغي أن نمدّ أصبع الاتهام إلى أقطاب الروايات الإسرائيليّة الّذين يدور عليهم الكثير من تلك الروايات ممّا هو مبثوث في كتب التفسير, وهؤلاء أمثال: عبد الله بن سلام, ووهب بن منبه, وكعب الأحبار, ولا أن ننتقص من قيمتهم, ولكن علينا أن نقيس ما يروى عنهم بمعيار الشرع والعقل للتأكد من صحتها, أو عدم صحتها.
(3)الطَّعْنُ في القرآنِ الكريمِ :مفهومُه وتاريخُه والقواعدُ المنهجيةُ للتعاملِ معه للدكتور صلاح ساير فرحان العبيدي :
وخرج البحث بجملة من النتائج والتوصيات تتلخص في وجوب نشر ثقافة القرآن الكريم ، والتوسع في الدراسات القرآنية ، وإنشاء المراكز والمعاهد والجمعيات العلمية والدعوية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ، لنشر الثقافة القرآنية ، وتحصين المسلمين من خطر هذه التيارات المنحرفة والهجمات المسعورة الشرسة.
(4) الظاهرة القرآنية إعجاز ورسالة للأستاذ نشأة غفور سعيد (3) .
وقد قال الباحث : أن البحث في الظاهرة القرآنية يأخذ مجالاً أوسع مما حاولنا الدخول فيها.. ولعل الباحثين في الوحي والجوانب النفسية في الإرتباط العضوي والمعرفي بين الذات المحمدية والأفكار النابعة من الرسول ص والأسلوب القرآني المتميز من ألفه إلى يائه، وكما يقال: (الأسلوب هو الإنسان).. ولم يتمكن المسلمون خلال القرون الخمسة عشرة أن يؤلفوا كتابا موحداً من تجميع الأحاديث وحتى الأحاديث المتجمعة في باب أو كتاب في كتب الحديث.. فإننا لا نقدر- ولن يقدر أي كائن- أن يربط بينها على صورة القرآن الكريم. كما أننا ندرك وسعة الموضوع وتشعبه وعدم الإتيان بالأمثلة عن أقسام الإعجاز العلمي..
كما كنا نود أن نتطرق إلى الآثار الإنسانية التي تركها القرآن الكريم في حياة الإنسان ورحلته من الجاهلية إلى الإسلام..
وكيف أصبح المجتمع الإسلامي الأول بأثر القرآن الكريم مجتمعاً مثالياً يبقى المنارة المطلوبة في حياة المسلمين وحقاً..لا يصلح آخر هذه الأُمة الإ بما صلح به أو لها .
(5)المستشرقون وافتراءاتهم على الإسلام للدكتور محمد زكي ملا حسين البرواري(4) .
وذكر الباحث العيوب والمآخذ والثغرات المنهجية لدراسات المستشرقين المغرضين عن الإسلام وحصرها في الفقرات الآتية:
1- تحريف النصوص الإسلامية تحريفاً مقصوداً، والقراءات الانتخابية المقصودة للنصوص، وهذا ما حصل لـ(جولد تسهير)و (شاخت) في موقفهما من صحة الأحاديث النبوية.
2- اعتمادهم أقوالاً باطلة، ردها علماء المسلمين وبعض علماء الغرب المنصفين بدلائل علمية حاسمة، وعدم تبيان وجهة النظر الإسلامية في المسائل المطروحة.
3- وضع النصوص في غير مواضيعها، وتحميلها ما لا تحتمله ألفاظها خدمة لأغراض الاستشراق.
4- اقتطاع فقرة من نص علمي للاستدلال به على غرض خبيث ينقضه النص نفسه إذا ذكر كاملاً.
5- المغالطة في المناقشات العلمية، وسوء الظن والفهم لكل ما يتصل بالإسلام.
6- سوء الظن برجال المسلمين وعلمائهم وعظمائهم.
7- تصوير الحضارة الإسلامية تصوراً أقل من واقعها كثيرا، احتقاراً لآثارها.
8- عدم التمكن من الإحاطة بأسرار اللغة العربية، وتأثرهم بالنصرانية الأوروبية تأثراً يجعلهم ينظرون إلى الأديان الأخرى نظرة مفعمة بالشك .
(6)علوم القرآن الكريم وتأريخية النص ..هل القرآن العظيم صنيع التاريخ...؟ (الرّد على أقوال المستشرقين ومقلّديهم من المفكرين العرب والمسلمين) للاستاذ
محمد محمد حمه ميرزا.
(7)القرآن كيف نتلوه؟ وكيف نتدبره ؟ للأستاذ محمد رشدي عبيد(5).
وذكر آثار للتدبر والتلاوة لكتاب الله حق تلاوته:
1- من آثار التلاوة أو سماع الآيات الآثار العضوية الجسدية بالإنفعال بدلالات الآيات التي فيها إنذار وتخويف وترهيب ثم التحول إلى شيء من الإطمئنان، فالجلود تقشعر للتلاوة ثم تلين الجلود والقلوب إلى ذكر الله ورحمته وجنته ووعده بقبول التوبة: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد ).( الزمر: ٢٣). إن هناك دراسات فسلجية للقلب تبين أن فيه أعصاباً ترسل إشارات كهرومغناطيسية للدماغ وأنه أكثر من مضخة لدفع الدم وأن من أجريت له عمليات زرع القلب تغيرت بعض وجوه شخصياتهم.. وهناك من يؤول القلب بأنه مركز لتقبل الأفكار في الدماغ.
2- من آثار التلاوة الحق الخشوع القلبي أي سكون القلب: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون).( الحديد: ١٦).
3- البكاء (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).( مريم: ٥٨)
ينقل عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه قال: فيها هذه السجدة سجدناها فأين البكاء؟
(قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا.. وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا).( الإسراء: ١٠٧ – ١٠٩)
فهم يؤمنون بتحقيق وعد الله في الآخرة وما ذكر من المشاهد والصور وأشكال العذاب التي قد لا نتصور الآن كيفية تحملها من قبل بعضهم... وهناك من كان يتفاعل مع آيات الترهيب إلى حدود غياب الوعي أو مفارقة الحياة قد يكون لتذكر ماض غير مرض وليس ذلك مطلوباً..
4- الرجوع بشيء جديد في كل مرة مع كل تلاوة ولو كانت قليلة يؤدي إلى تغيير ما في الفكر والشعور والحياة والعلاقات (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُون).( الأنفال: ٢). (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا). (الفرقان: ٧٣). ومن ذلك نوع خاص من الحياة لا يدركها إلاّ من آمن بالله واليوم الآخر والوحي إذ تتغير نظرته للحياة إلى نظرة أوسع وأعمق وأطهر وأزكى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُون).(الأنفال: ٢٤).
5- من آثار التدبر والتلاوة عدم الضلال والضياع الفكري بين شتى الفكر والمذاهب بدعوى الأدلجة أو الحداثة حتى إذا اقترب الأجل لم يسعفه شيء، وكذلك عدم الشقاء في الحياة والإصطدام المستمر مع الآخر لمعاكسة الحق أنانية وطمعاً (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى.( طه: ١٢٣)
6- وكذلك فإن القرآن نور لا يبدو حسياً ولكن يمر على المناطق المعتمة في الفكر أو ما يسميه الظلمات أو الثغرات الغيبية حيث لا توجد معرفة تملؤها فينيرها (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِين.. يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم).(المائدة: ١٥ – ١٦). هل نشعر بانسراب النور عبر هذه الفراغات أم أن الأمر يتم بكيفية مجهولة؟ الأكثر الثاني. لكن القرآن يجيب عن أسئلة ويحل إشكاليات ويسد حاجات ويزيل ظلمات...
ومن الجدير بالذكر أن للقرآن أسماء وأوصافاً منها: مبارك، عزيز، فرقان، ذكر، برهان، هدى، شفاء، رحمة، موعظة، مبين، بشرى، عزيز، مجيد، بشير، ونذير... ولكل اسم دلالة تتعلق بتأثير القرآن في الإنسان وعلاقته بحياته وآخرته فعلينا أن ننتفع بها.
(8)الوحي، طبيعته, أنواعه،والرّد على الشّبهات المثارة حوله، للدكتور جميل علي رسول السورجى (6) :
وملخص بحثه :
1 – إنَّ كلمة الوحي عربيَّة أصيلة، وقد جاءت في اللّغة بمعان عديدة، منها: الإشارة السّريعة على سبيل الرَّمز والإيماء، والرّسالة، والإلهام الفطريّ، والكلام الخفيّ، والوسوسة، والأمر، وكلّ هذه المعاني تدور حول حدوث العلم الخفيّ السّريع مهما اختلفت الأسباب، وهو يوافق المعنى الاصطلاحي للوحي الّذي هو إعلام الله تعالى من اصطفاه من خلقه كلَّ ما أراد اطّلاعه عليه بطريقة سرّيّة خفيَّة.
2 – حقيقة الوحي من الغيبيّات الّتي لا يدركها عقل البشر، وأنّه كان له أنواع عديدة، وهي: الوحي الّذي كان عن طريق الإلهام والقذف في القلب يقظة، والمنام الصّالح الصّادق، وسماع الكلام الإلهيّ يقظة، وما كان عن طريق أمين الوحي (جبريل).
3 – إنّ جميع القرآن الكريم كان عن طريق جبريل –عليه السّلام- وهو المسمَّى بالوحي الجلي، وكان له في نزوله على نبيّنا –صلّى الله عليه وسلّم- أساليب متنوّعة، وهي: إتيانه إليه –صلّى الله عليه وسلّم- على صورته الحقيقيّة الملكيّة، وعلى صورة رجل معروف له –صلّى الله عليه وسلّم- وللصّحابة، أو غير معروف، يراه الحاضرون ويستمعون إليه، وإتيانه إليه –صلّى الله عليه وسلّم- خفية دون أن يراه أحد، فيظهر على الرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- أثر التّغيّر والانفعال، وينخلع عن حالته البشريَّة العاديَّة، وكان هذا من أشدّ حالات الوحي عليه –صلّى الله عليه وسلّم-.
4 – كانت هناك ظواهر تصاحب النَّبيَّ –صلّى الله عليه وسلّم- حين ينزل عليه الوحي، وهي دالَّة على أنَّ الوحي لم يكن من قبيل حديث النّفس، وهي: رشح جبينه عرقاً في اليوم الشّديد البرد، وتغيّر لونه، وثقل جسمه؛ لأنّ حديث النّفس لا يستدعي ظهور هذه الأعراض.
5 – هناك أدلَّة علميَّة وعقليَّة عديدة ظهرت على أيدي الطّبيعيّين تدلّ على إمكانيّة الوحي ووقوعه، منها: التّنويم الصّناعي، الّذي يدلّ على أنّ للإنسان عقلاً باطناً أرقى من عقله الظّاهر، وأنّه في حال التّنويم يقرأ ما وراء الحجب، وأنَّ الرّوح مستقلَّة عن الجسد كلَّ الاستقلال، ومثل آلات الاتّصال من الموبايل، والفاكس، والرّاديو، والانترنت وغيرها، ومثل الكومبيوتر، والأقراص اللّيزريّة.
6 – قام الكفّار منذ عهد الرّسالة وإلى يومنا هذا بالطّعن في القرآن المصدر الرّباني، وذلك عن طريق إثارة الشّبهات حول مصدره وهو الوحي، وهي شبه واهية أمام العلم والعقل.
7 – زعم المستشرقون أنّ القرآن الكريم ما هو إلاّ حديث النّفس وإلهام كان يفيض من نفس النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ، وردّ عليهم بما يبطل زعمهم؛ لأنّ حديث النّفس لا ينشيء المعرفة التّامّة واليقين الكامل الّذي لا ريب فيه الّذي يوجد في الوحي.
8 – زعم بعض المستشرقون أنّ القرآن الكريم بشريّ، ابتكر النَّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- معانيه، وصاغ أسلوبه، ثمّ نسبه إلى الله تعالى، وردّ عليهم بأنّه لو كان من صنعه فأيّ مصلحة له في أن ينسبه إلى غيره، مع أنّ الحقائق الطّبيّة والكونيّة والتّاريخيَّة الموجودة فيه دليل على ربانيّة مصدره.
9 – كما أنّ أسباب النّزول، وتأخّر نزول الوحي في بعض الحالات رغم حاجته الشّديدة إليه، والعتاب الموجود في القرآن للرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- دليل على استقلاليّة الوحي.
10 – زعم بعض المستشرقين أنّ الرَّسول –صلّى الله عليه وسلّم- تلقَّى القرآن من معلّم بشريّ، سمّاه البعض بحيرا الرّاهب، والبعض ورقة بن نوفل، والبعض الحدّاد الرّومي الّذي كان بمكَّة، وردَّ عليهم بعدم واقعيّة هذه المزاعم من النّاحيّة العلميّة والعقليّة، ثمّ إذا كان هؤلاء على هذه الدَّرجة من العلم فلماذا لم ينسبوه إلى أنفسهم ليحوزوا الشّرف لهم.
(9) الاعجاز العلمي بين القبول والرد ، للدكتور كاوة فرج سعدون(7).
وتطرق الى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة المعجزة القرآنية المتجددة في عصرنا, والذي يدهش ويحير العلماء والإنسانية جمعاء .
وقال : ولكن يجب أن لا ننسى أن القرآن كتاب هداية وليس مصدراً علمياً بحتاً, وإماطة اللثام عن المعجزة العلمية للقرآن في يومنا هذا هي وسيلة مؤثرة في الدعوة الى الله واظهار صدقية القرآن, وذلك حين يرى العلماء والمختصين والناس أجمعين هذه الإشارات الدقيقة والعجيبة في القرآن منذ 1400 عام الى كثير من الحقائق العلمية التي اكتشفت منذ عدة سنوات فقط, لا يبقى لهم إلا أن يقروا أن هذا القرآن ليس من قول البشر لكنه مرسل من خالق الكون وأسراره.
(10) صدق ادعاء تحريف القرآن، للدكتور دياري احمد اسماعيل(8) .
(11) مبادىء الشعر الجاهلي وشبهة تأثيره في القرآن ، للدكتور اسماعيل البرزنجي(9).
(12) كتابة وجمع القرآن وشبهات المستشرقين،للدكتور ئاراس محمد صالح(10)
(13) اصول الفكر السياسي في الوحي لردّ المتربصين بالاسلام من المستشرقين للدكتور مصطفى جابر العلواني(11) .
(14) اشارات القرآن الى رمسيس الثاني كفرعون موسى ، للاستاذ فاضل القره داغي
(15) نبذة عن المخطوطات القرآنية للشيخ محمد علي القره داغي .
وفي ختام المؤتمر تمت قراءة البلاغ الختامي من قبل الاستاذ حسين حمه صالح .
الهوامش /
(1) محمد جميل عبد الستار محمود الحبال: 1945 الموصل-العراق
. بكالوريوس في الطب و الجراحة ،جامعه الموصل 1967
. دبلوم عالي في الطب الباطني – جامعه بغداد 1974
. عضو كليات الاطباء الملكية البريطانية 1978
. زميل الكلية الطبية الملكية في ادنبره 1992
. زميل الكلية الطبية الملكية في لندن 1993
. منح لقب طبيب استشاري في الطب الباطني من وزارة الصحة العراقية 1993
من مؤلفاته :
الطب في القران دار النفائس- بيروت 1997
العلوم في القران دار النفائس - بيروت 1998
العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الاسلامي – دمشق 2006
المنظومة السباعية في القران الكريم وتطبيقاتها في الكون والانسان
اكثر من 50 بحثا طبيا واسلاميا منشورا باللغتين العربية و الانكليزية في المجلات المحلية و العربية و العالمية.
يعمل حالياً : طبيب استشاري باطنية ورئيس قسم الرعاية الصحية المنزلية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام في المملكة العربية السعودية.
(2) الدكتور محمد شاكر محمد صالح سيتو : 1978 محافظة دهوك
عضو الهيئة التدريسية لمنتدى الفكر الإسلامي في إقليم كوردستان
مدير تحرير مجلة التجديد (نويسازي) الفصلية التي يُصدرها المنتدى
رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية العلوم الإسلامية – جامعة صلاح الدين – أربيل.
(3) نشأة غفور سعيد : 1935 كركوك
تخرج من كلية التربية قسم الجغرافية جامعة بغداد 1962
تدرج في الخدمة التعليمية والتدريسية ابتداءا من معلم ابتدائي الى مدير عام تربية محافظة السليمانية 1991.
عمل مدرسا في معهد التطوير التربوي حتى احالته على التقاعد 2006
رئيس مركز كردستان للاعجاز العلمي في القران والسنة
صاحب امتياز مجلة (هيف - الهلال) المتخصصة بالاعجاز العلمي الصادرة باللغتين الكردية والعربية
(4)محمد زكى حسين احمد مصطفى البروارى : 1944 دهوك
استاذ مساعد/ جامعة دهوك
بكالوريوس في الشريعة والقانون من جامعة الأزهر سنة 1977 م
ماجستير في الدراسات الاسلامية جامعة الامام الأوزاعي/ لبنان 1998 م دكتوراه في الدراسات الاسلامية جامعة الامام الأوزاعي / لبنان 2002 م
عضو نقابة التدريسين
عضو جمعية الثقافة التاريخية لكوردستان .
عضو اتحاد علماء الدين الاسلامي في دهوك.
(5) محمد رشدي عبيد :
رئيس تحرير مجلة الإيمان الصادرة باربيل وعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، من مؤلفاته: النبوة والعصر ، الإيمان بالله في ضوء العلم والعقل ، مدخل إلى الإعلام الإسلامي، وقصة يوسف دراسة أدبية .
(6) الدكتور جميل علي رسول السورجي : 1980 محافظة دهوك
مدرس بقسم الشّريعة كلية العلوم الإسلامية/ جامعة صلاح الدّين/أربيل
(7) كاوه فرج سعدون: 1973 السليمانية
عضو مؤسس في (مركز كردستان للإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، في السليمانية
عضو الهيئة الإدارية في (جمعية مكافحة أمراض الصدر والتدرن في كردستان)
ماجستير في الأمراض الباطنية والصدرية.
(8)الدكتور دياري أحمد إسماعيل : 1968 محافظة السليمانية
. بكالوريوس في الطب والجراحة العامة، من جامعة الموصل، 1993
دكتوراه (البورد العراقي) في الجراحة العامة، من (الهيئة العراقية للإختصاصات الطبية) في بغداد، 2008 .
دكتوراه (البورد العربي) في الجراحة العامة، من (المجلس العربي للإختصاصات الطبية) في دمشق،2009
. عضو الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، 2009
مجاز في (القرآءات العشر المتواترة) من طريقي الشاطبية والدرّة، من الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني، في الموصل، 1997
عضو نقابة الأطباء العراقية، في بغداد، منذ 1993
عضو نقابة أطباء كردستان، في السليمانية، منذ 1998
عضو مؤسس في (مركز كردستان للإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، في السليمانية، العراق، منذ 2001
عضو هيئة تحرير مجلة (هيف – الهلال ) الصادرة بالسليمانية باللغتين العربية والكردية . عضو مؤسس في (مركز الزهاوي للدراسات المعاصرة)، في كردستان العراق، 2010
تدريس القراءات القرانية والقاء المحاضرات وتنظيم الندوات العلمية والثقافية
(9) الدكتور إسماعيل إبراهيم مصطفى :
أستاذ في كلية اللغات/ قسم اللغة العربية/ جامعة السليمانية:
عضو الهيئة التأسيسية لـ (جمعية الدعوة والثقافة الإسلامية)، 2001
عضو الهيئة التأسيسية لـ (مركز الزهاوي للدراسات الفكرية)، 2011
عضو جمعية أكاديميي كردستان، في سليمانية
(10)الدكتور ئاراس محمد صالح : 1970 محافظة السليمانية
استاذ العلوم الاسلامية بكلية العلوم الانسانية/ جامعة السليمانية
عضو نقابة صحفيي كردستان
(11) الدكتور مصطفى جابر العلواني
أستاذ بالمعهد العالي للارشاد والتوجيه – صنعاء- اليمن