قراءة في كتاب (مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري)

التورم الثقافي

وضرورة الخروج من أسر التنمية القهرية

قراءة في كتاب

(مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري)

للدكتور سيد دسوقي حسن

زغلول عبد الحليم

"ينبغي النظر إلى التنمية كطيف كبير أوله تنمية البقاء وآخره تنمية النماء والسبق"

دكتور مهندس

سيد دسوقي حسن

إن محاولات أجدادنا القريبة للنمو الذاتي والذي عباقرته الشيخ الزبيدي والشيخ حسن الجبرتي قد أجهضت ويمكن الرجوع إلى كتاب (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) للعلامة محمود شاكر للتعرف على قصة الجناية التي ارتكبت في حق الوطن بمحاولة تفريغ العقول من كل ثقافة الأمة حتى صرنا إلى ما صرنا إليه وتحولت الأمة من أمة إلى شعب ومن شعب إلى جماهير ومن جماهير إلى غوغاء كما ذكر الأستاذ مصطفى مرعي – رحمه الله – إننا نشأنا منبتين عن تنمية البقاء، وأعجزتنا في طلبها تنمية النماء والسبق، فلم نكاد ندرك لها سبيلا وبذلك أصبحنا علماء بلا قضية وبلا أمة، ووقعنا في أسر تنمية قهرية صنعتها لنا دوائر أجنبية لا تريد لنا خيرا.

والتنمية القهرية – كما يوضحها  لنا أستاذنا الجليل الدكتور سيد دسوقى أننا نحيا كسوق لمنتجات الغرب وما يستلزم ذلك من بعض الصناعات الثقيلة والخفيفة كخطوط إنتاج منقولة من المصانع الغربية ومعتمدة في تجديدها وتطويرها على مصانعه ومراكزه التطويرية فندخل في الطريق ببلاهة شديدة حيث تعطل الأيدي التي كانت تغزل وتنسج وتحيك وتبقى معطلة في معظمها إلا القليل الذي سيعمل في المصانع المستوردة بأكملها من الخارج ولعلنا نلحظ أن آليات التنمية الضاغطة تبدأ دائما من السلطة ولذلك تحرص القوى الاستعمارية على الحكم الشمولي في بلادنا وتؤازره وهمها أن تصبح السلطة مركزه في يد فرد أو مجموعة صغيرة تحتويها بمستشاريها وخبراتها وتوقعها في حبائلها طوعا وكرها وتتدرج بها في مهاوى العنف حتى تفقد العزيمة على صناعة القرار الوطني فتستجيب لكل ما يملى ليها مما يعطل نموها ويزيدها وهناً على وهن

ويقول العالم  سيد دسوقي حسن إن القاعدة الذهبية في علوم بناء الحضارات هي:

(آلا تهدم كوخك إن كنت لا تعرف كيف تبني خير منه)

ولكن الأشاوس من أمتنا الصابرة يأبوا إلا الهدم لكل تنظيم فعال يمكن تطويره رويدا رويدا من اجل بديل لا نملكه. غباء لا مثيل له وقلة نظر يحاسب عليها.

إن الأمة الإسلامية قوامها الآن مليار ونصف المليار من المسلمين أو يزيد قليلا ولكن هذا العدد الكبير لا يشكل في الأغلب الأعم النمط المطلوب الذي يجب أن يكون عليه الفرد المسلم وإذا وجد ذلكم النمط فإنه ينظر إليه على أساس أنه مخالف للاتجاه العام وعليه أن يفكر جيدا قبل أن يقدم على قول أو عمل وعلى فرض أن الظروف كانت مهيأة لاستقبال الفكرة إلا أن التربص بالفكرة في حالة استعداد كامل للقضاء على كل نبت جديد فتموت الأفكار أو قل تذبل
الأفكار دائما في بلاد المليار مسلم وتنمو وتترعرع في أرض غيرها
وسبحان مقلب القلوب والأبصار. في سنة 1985 أطلعت على كتاب
(مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري) للأستاذ الدكتور سيد دسوقي حسين، أستاذ هندسة الطيران والفضاء بكلية الهندسة - جامعة القاهرة، منذ عام 1979 حتى الآن، ومن المحزن والمخجل والمؤسف أن كتابة هذا والمطبوع على نفقة (نقابة المهندسين) ويوزع مع مجلتها حينذاك على الوزارات ثم تضعه يد الإهمال على أرفف النسيان وتأخذه يد الإهمال الأكثر قسوة لتضعه على رف آخرلا استطيع أن أذكره، وتسألني ما بال حديقتنا ؟ وأنا أسأل ما بالك تسأل ؟ لماذا فشلنا ونجح غيرنا ؟! ألهذا السبب فشلنا ونجح غيرنا، السبب واضح للغاية وشاءت الأقدار أن التقي الدكتور سيد دسوقي حسن، بعد طول بحث حتى في نقابة المهندسين لم أحصل طوال سنوات البحث حتى على مجرد تليفونه أو عنوان للمراسلة وعندما سألت المدير الإداري قال: لا يوجد مهندس بهذا الاسم لدينا !!! إنها مصيبة كبرى وتعد واحدة من أمهات المصائب التي نزلت بالأمة. ماذا يعني أن تخلو سجلات نقابة المهندسين من اسم الدكتور سيد دسوقي حسن ؟ سؤال أريد الإجابة عليه من نقابة المهندسين، وأكرر أريد الإجابة عليه من نقابة المهندسين … أستاذ هندسة الطيران والفضاء في مصر لا توجد عنه  بيانات في نقابة المهندسين !! ماذا أقول ؟!! في الوقت الذي نعاني الأمرين من الولايات الصهيونية الأمريكية تعمل  يد الإهمال في جد على ذكر – العلماء الكبار من ذاكرة الأمة، وإفساح الطريق للنكرات والمجاهيل والتماثيل، تفاهة ليس لها مثيل، لن أذكر نكرة من النكرات حتى لا يذكر (اسم النكرة) في مجال ذكر العلماء الذين ذكرهم الخالق تعاظم وارتفع في قرآنه المجيد (الراسخون في العلم ) إن مصيبة الأمة أنها تحيى بين أنها تعرف ولا تعرف وإذا عرفت لا تعمل وإذا عملت لا تحسن العمل.

أمه أغرقها الذي أغرقها في بحور من الجهل والتعتيم حتى صرنا
إلى ما صرنا إليه وأرى ما يراه الشاعر محمد الفيتوري الذي قال يوما:
(وتدوس على أعناقنا ماشية اليهود) أنها لا تدوس أعناقنا فقط !! ولا حول ولا قوة إلا بالله أول خطوة لتدمير الأمة الإسلامية هي: رفض العلم !! مصيبة كبرى والعلم هنا على إطلاقه - ليس هنا – فيما أرى علم شرعي وآخر غير شرعي كل العلوم مرتبطة بخالق العلوم ولا اعتبار في نظري لهذا التقسيم الذي أراه فاسدا لأن العلوم جميعها مرتبطة بخالق العلوم سبحانه وتعالى فليس هناك من ورقة تسقط إلا ويعلمها الخالق تعاظم وارتفع، ومن هذا  المنطلق جاء كتاب (مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري) للعالم الأستاذ الدكتور سيد دسوقي حسن، الذي يؤكد فيه أن الأمة لن تقوم من رقدتها التي طالت إلا بالتزامها بعقيدتها والذين يحاولون أن تقوم الأمة بدون العقيدة هم يحرثون في البحر، قد تكون بعض الصناعات
والمنتجات علامة من علامات التقدم التكنولوجي ولكنها علامة غير حقيقة لأنها من علم ظاهر الحياة ولكن العلم الحقيقي هو الذي  يحقق مراد الله من خلقه ولا يمكن أن يكون مراد من خلقه هو المجون والخلاعة ومخالفة شرعه سبحانه وتعالى لأنه يعبد بما شرع ولا يعبد بما نشرع، حقيقة كبرى يغفل عنها المتعالمون ويمجدها الأبالسة في أذهان البشر الذين صموا آذانهم عن سماع الحق وأغمضوا أعينهم عن رؤية النور وقد ساهم  طه حسين بكتابه (مصادر الشعر الجاهلي) خاصة قبل تعديله الذي أجبر عليه ـ في تعميق المفاهيم التجزيئية والانشطارية في الفكر كما ساهم علي عبد الرازق بكتابه (الإسلام ونظام الحكم) الذي قيل أنه منسوب إليه، ساهم  هو الآخر في تضليل الأفهام وزيادة الانقسام بين مؤيد ومعارض عند الحديث في هذا الأمر وساهم أيضا صغار الأبالسة بنشر ترهات كبار الأبالسة وألطف مما تسعفني به الذاكرة أن غالي شكري أصدر العدد (149) أبريل 1995 من مجلة اسمها (القاهرة) تطبع على نفقة الدولة وتنشرها الهيئة المصرية للكتاب متضمنا كتاب في مصادر الشعر الجاهلي بدعوى كيف كانت حرية الفكر في أوائل القرن الماضي !!

نكرات تتحدث عن نكرات. ولما كانت القضية هي قضية خلاف
تضاد لا خلاف تنوع فالأمر لابد أن يؤخذ  مأخذ الجد فجاء ربط قيام الأمة من رقدتها الطويلة مرهونا بتفعيل عقيدتها ووضعها موضع العمل ويؤكد
اللواء أ.د فوزي محمد طايل هذا الأمر بقوله:

(إن الإسلام ليس سببا في تخلف المسلمين، لكن المسلمين تخلفوا بقدر ابتعادهم عن الإسلام، وعلا  غيرهم بسبب تخلفهم وليس لأن غيرهم على حق)([1]).

ولما كان الامتداد لا يكون إلا في الفراغ؛ لذا امتدت الأمم في فراغنا كما سمعنا وتعلمنا من الشيخ محمد الغزالي رحمه الله.

والذي لا نقاش فيه أن كل صاحب قلم  يكتب من منظور عقيدي يحاول فيه أن يربط الأمة بعقيدتها كي تقوم من رقدتها تصوب له السهام على يد قلة تبدو كبيرة في الظاهر ولكنها تتمتع بالصوت العالي، وتحتل أغلب الأماكن التي يقال عنها أنها ثقافية أو إعلامية، الأمة التي قوامها مليار ونصف المليار من المسلمين عاجزة عن قهر شراذم يهود!! وسبحان مقلب القلوب والأبصار،
إن مسألة ربط الأمة بعقيدتها هي المرتكز الأساسي للقيام من الرقدة الطويلة التي كانت سببها الرئيسي قيام التيارات القومية التي أسست للفكر الهزيل في دول المنطقة خاصة ما نراه اليوم!!
ولن نحكي عن الإجرام البعثي وما
فعله النظام الجمهوري الغوغائي في دولة من أغنى دول العالم وهي ليبيا !!
ولا تزال الأمة تعاني الأمرين من محاولات تمزيقها أو إعادة تقسيمها
(سايكس / بيكو) الجديدة بواسطة الأبالسة الكبار والصغار ومهمتهم الأساسية هي (فصل الأمة عن شريعتها) بتحقيق هذا الهدف الكبير والأساسي يتحقق ما يعرف بالميراث السلبي للدولة القومية
([2]).

إن أسباب تخلف الأمة الإسلامية واستمرار تدني الأوضاع فيها وعدم قدرتها على النهوض يرجع إلى:

1.    انفصال الأمة عن شريعة الإسلام ومناهجه.

2.    ضعف الإيمان في النفوس.

3.    عدم وضوح منظومة القيم الإسلامية في النفوس واختلاطها بغيرها من الأمور الفاسدة.0

4.    عدم وجود أي فكر استراتيجي إسلامي شامل يتعامل مع المستقبل.

5.    تغييب إرادة التغيير والنهوض … بل والإرادة بشكل عام([3]).

ونجد هنا أن شرط ربط الأمة بعقيدتها للقيام من رقدتها، شرط لازم لا مفر منه لأنه مستمد أصلا من الآية القرآنية الكريمة {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ ……} [النور: 55]

فالأمر جد لا هزل فيه إن البحث في نفايات الأمم ومخلفات الحضارات لا يكون أمة كما أكد الدكتور (فوزي طايل) في كل كتاباته الرائعة.

يبدأ اليوم في الإسلام بآذان الفجر ثم تبدأ جميع الأنشطة مع ابتداء أول ضوء نهار، وتنتهي بآذان الظهر لتبدأ فترة أخرى من بعد صلاة العصر والقيلولة إلى المغرب.

هذه هي بعض ضوابط سلوك الفرد المسلم ولعلماء التربية كلام كثير في هذا الموضوع.


 

نعود إلى كتابنا القيم (مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري) والذي ربطه مؤلفه بالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بقول مؤلفه في هذه الأيام الشداد تتوالى على أمتنا المصائب ولا نكاد نملك لها ردا، ولا نرى في الأفق القريب بشائر تدل على عزم الأمة على الخروج من هذا المستنقع الرهيب. ([4])

عجيبة لم أقرأ مثلها من قبل أن يعلمنا المؤلف أن قانون (تداول القوة) هو من نصر الله ومن إرادته العظمى في حماية المستضعفين ولا يُعطل إلا في حالة واحدة … وذلك عندما تقوم دولة الحق كما قامت دولة الإسلام ومؤلفنا الكبير يقول لنا: (إن تسلط قوى الاستعمار وانفرادها بنا في هذه الأيام العصيبة
– لاحظ أن المؤلف الكريم يتكلم عام 1991 أو ما قبلها بقليل سوف يتطلب مزيدا من الجهد الخالص لوجه الله في ميادين الحياة جميعها بغية بناء القوة الذاتية روحيا واجتماعيا وتقنيا …) وحينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله القريب والبعيد … القريب
بإعمال قانون (تداول القوة) والبعيد عندما يتولد من هذه القوة الذاتية نظام دولي يقوم على البر والقسط ، ويهدي الإنسانية للتي هي أقوم([5])، الكتاب القذيفة الذي بين أيدينا الآن كيف مر هذا الجهد العظيم دون الاستفادة منه ؟.. هل وصلت الأمة إلى هذه الدرجة من البلاهة ؟..

كتاب مكون من 168 صفحة من القطع المتوسط، يمكن بسهولة أن يحفظ ويفعل، لقد أمرنا ونحن في المرحلة الثانوية 1964 أن نحفظ مقاطع من الميثاق الوطني وأيضا مقاطع من بيان 30 مارس !!

ولشدة الإيجاز التي يتمتع بها الكتاب ولبلاغة التعبير أجد أنه من الصعب للغاية أن اختصر الموجز واكتب عن البلاغة الراقية في كتاب عظيم لمؤلف عظيم نسيته أمته كما نسيت غيره من العلماء الكبار ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يقول المؤلف الكريم عن وضع الأمة حاليا عام 1991.

(في مصر اليوم كل الدوامات … بدءاً من باطنية فاقت القرون الأولى إلى حركات تتحلق حول جزئيات في التراث تركز عليها وما دونها الموت إلى علمانية بكل أنواعها على السواء … انفصام في شخصية الأمة يقتل الرشد ويقضى على القصد ويهلك الزرع والنسل) ([6])

فما بالك اليوم !! ولو سألناه الآن ماذا سيقول لنا ؟..

السطور السابقة تشخيص للحالة المصرية عام 1991 تقريبا ويستطرد المؤلف قائلا:

(ولأن الإسلام كان ومازال هو القادر على مجابهة الاستعمار فلابد من تشويه صورته بخلق أشكال تدعيه وما هي منه في شيء ثم عملية لصقها به وجعلها صورته المثلى) ([7])

ويضيف أستاذنا الجليل:

(والمكر الاستعماري  له جنوده في أرضنا … أساتذة في الجامعات، ومراكز البحوث، ورجال الإعلام، وقضاة، ورجال أمن لا يجمعهم جميعا إلا العمالة الباطنة للمكر الاستعماري وهم أدوات هذه الفئة … يبغوننا إياها … وينفخون في نارها آناء الليل وأطراف النهار) ([8])

ونكتفي بهذا القدر من التعريف بمشكلة الأمة ويؤكد أستاذنا الجليل انه ما كانت لهذه الفتنة أن تضطرم من غير تواجد لقابلية لها عند هذه الأمة أو (القابلية للاستعمار) وأدوات هذه القابلية الشمطاء كما ذكرها (مالك بن بني)  رحمه الله.

ويتفق أستاذنا الجليل مع اللواء أ.ح فوزي طايل رحمه الله في رفضه لأي مناورات مشتركة بين جيشنا وأي جيش أجنبي وضد استجلاب خبراء أجانب للبقاء فترات طويلة في أماكن حساسة وترك الحبل على الغارب لهم للتمكين النفسي والاجتماعي لهم([9]).

قلت فيما سبق أنني لا استطيع أن اختصر الإيجاز لعلو مرتبته ومنزلته ولا مفر إذن أن أقول للقارئ عليك يا عزيزي أن تحفظ وتفعَّل ما تحفظ من كتاب (مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري) للعالم الكبير الدكتور سيد دسوقي حسن الذي قدم للأمة تصوره عن الهيكل الحضاري للتنمية
(مرفق صورة)
وتكلم عن الأصول الإسلامية لنظريته في التنمية وأن سورة النمل هي التي أوحت إليه ببعض معاني نظريته في التنمية وأضاف أن لكل تنمية مناخاً عقيدياً تنشأ فيه وفكرا سلوكيا يصبغ تفاعل الإنسان بترابه الوطني وشريعة تحدد أطر هذا التفاعل.

قضية أخرى يطرحها العالم الكبير سيد دسوقي حسن ألا وهي
(قضية الوحي) الذي يحدد غاية عظمى للوجود الإنساني إليها تصعد كل الغايات الصغيرة للإنسان وتنتهي عندها ويحدد قيماً عملية في الحياة لا تصطدم بالعقل ولا تقهر النفس وهي قابلة للتجسد في حركة الناس ثم يقيم الحجة على الناس بأن يبعث لهم من أنفسهم بشرا تتمثل فيهم هذه القيم غاية التمثيل، لقد صدق
الدكتور مراد هوفمان سفير ألمانيا الأسبق في المغرب حين قال (لولا الوحي لكنا عميانا) الوحي الذي ينكره هلافيت الأمة من جيل الهزائم المتكررة، نعم الوحي مصدر يقين الأمة، كما يقول الدكتور سعيد البوطي. الوحي الذي ينكره من أعطتهم الدولة جوائزها المالية الكبرى من أمثال سيد القمنى!!.   

إننا نعيش اليوم مرحلة نجني فيها ثمرات مخطط ثقافي علماني أجنبي في شتى أقطار الإسلام فمعظم الإبداع الفني هو تعبير عن ثقافة جاءتنا عن طريق مخططات سبق أن أشرفت عليها أجهزة علمانية سواء في عهد الاستعمار الظاهر أو فيما تلاه من عهود العلمانية.

ونسأل الله سبحانه وتعالى آلا تطول الرقدة وأن تكف الأبالسة عن أفعالها وأن تستيقظ العزائم والهمم.

وأخيـــرا

يقول العالم الكبير سيد دسوقي حسن في السطر الأخير من بطاقته التعريفية والتي تم الحصول عليها من موقعه الإلكتروني ما نصه:

(ينصب جهدي الفكري في محاولة قراءة القرآن قراءة حضارية)

والحقيقة أن هذه الجملة تحتاج لدراسة طويلة عن هذا العالم الكبير الذي نسيته الأمة في زحمة الاحتفالات والمهرجانات التي لا تقدم ولا تؤخر، زحمة لا نهاية لها وطحن ولا طحين وإنني أدعو الهيئة العامة للكتاب – مكتبة الأسرة بأن تطبع كتاب (مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري) طبعة أنيقة رخيصة الثمن ليكون الكتاب داخل كل بيت ويوضع أمام  الناشئة في المكتبات العامة لمحاولة بعث الهمم والعزائم في تربية النشء وتقويم السلوك الذي أنهار وسقط وكذا تفهيم الناس أنه لا ثقافة بدون عقيدة ولا أمن بلا ثقافة وأن أمن الأمة هو ثقافتها وأن ثقافتها هي عقيدتها، هذا الطلب أتوجه به إلى وزير الثقافة وأرجوه أن يضع نصب عينيه أن الأستاذ الدكتور سيد دسوقي حسن عالم كبير واسم بارز على خريطة العالم ولا يحتاج من ضعيف مثلي أو من غيري إلى تعريف أو تقريظ فهو أكبر من أن يعرف.

والذي يلفت النظر في الجملة السابقة هذا التواضع الكبير في طلب العلم (محاولة قراءة القرآن قراءة حضارية) ويا ليت المتعالمون يعلمون !.. والذين يقرءون القرآن وعقولهم غائبة ولا يملكون إلا الحناجر الأوبرالية … القضية أكبر من القراءة الأوبرالية أنها قراءة الاستيعاب والفهم والتدبر والتامل والعمل، فمحاولة قراءة القرآن قراءة حضارية جملة تستدعي الانتباه وإعادة فحص المعرفة.

وسبحان الذي قدر للضوء البحث عن الطرق التي تستغرق أقل وقت ولا حول ولا قوة إلا بالله.

               

الهوامش

([1]) كيف نفكر استراتيجيا، لواء أ.ح دكتور فوزي محمد طايل، مركز الإعلام العربي، المقدمة ص‍ 6، ط1، 1418ه‍/1997م، مصر.

([2]) يمكن مراجعة موقع إسلام أون لاين، نت شرعي، د. سيف الدين عبد الفتاح، عواقب الدولة القومية.

([3]) كيف نفكر استراتيجيا، مرجع سبق ذكره، ص‍ 25

([4]) مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري، ص‍ 5، د. سيد دسوقي حسن، نقابة المهندسين، كتاب غير دوري، مطابع روز اليوسف، مصر 1992.

([5]) مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري، مرجع سبق ذكره، ص‍ 6

([6]) مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري، مرجع سبق ذكره، ص‍ 157

([7]) مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري، مرجع سبق ذكره، ص‍ 158

([8]) مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري، مرجع سبق ذكره، ص‍ 158

([9]) مقدمات جديدة في مشاريع البعث الحضاري، مرجع سبق ذكره، ص‍ 83