بِناءُ الْجُمْلَةِ الْخَبَريَّةِ في ديوانِ الْبُحْتُريِّ
دِراسَةٌ وَصْفيَّةٌ ( تَوْليديَّةٌ تَحْويليَّةٌ )
د. محمد جمال صقر
بحث ناصر باتع محمد عثمان ،
لنيل درجة الدكتوراه في اللغة العربية ،
من قسم اللغة العربية ، بكلية الآداب ، من جامعة بنها .
بسم الله - سبحانه ، وتعالى ! - وبحمده ، وصلاة على رسوله وسلاما ، ورضوانا على صحابته وتابعيهم ، حتى نلقاهم !
مرحبا يا ناصر ، أحسن الله إليك ، وبارك فيك ، ويسر لك !
ينبغي لك أولا أن تعتز بتلمذتك لأستاذنا الدكتور كريم زكي حسام الدين ، الذي أعتز قبلك بأياديه علي وعلى غيري ، العلمية والخلقية الكريمة ، التي يُدْرِكُ بها أهلَها وغيرَ أهلها ، فتصادفُ أحيانا أهلَها من أمثالك - إن شاء الله - فيكونون هم أهلَها ، وتصادفُ غالبا غيرَ أهلِها من أمثالي - عافانيَ الله ! - فيكون هو أَهْلَها !
ثم ينبغي لك ثانيا أن تعتز بجلوسك بين يدي أستاذنا الدكتور محمد إبراهيم عبادة الذي لن يخدعني عن بعد ما بينه وبيني مكاني الآن بجواره ؛ فقد أبى إلا أن يشرفنا جميعا بحضوره المهيب وعلمه الكبير وأدبه الجم وأبوته الحانية .
ثم ينبغي لك ثالثا أن تعلم أنني حين أجادلك بالحسنى ، أسعى إلى أن أحفظ ما أعلم وأعلم ما أجهل ، وليس لي من فضل عليك إلا بما حَصَّلَتْه لي الخبرة فيما بيننا من عمرٍ ربما كنت أنت بعده أحسن حالا مني أنا !
· " بِناءُ الْجُمْلَةِ الْخَبَريَّةِ في ديوانِ الْبُحْتُريِّ : دِراسَةٌ وَصْفيَّةٌ ( توليدية تحويلية ) " ، بحث جعلته للدكتوراه ، بعدما جعلت للماجستير بحثك : " الْجُمْلَةُ الِاسْميَّةُ عِنْدَ أَبي تَمّامٍ : دِراسَةٌ تَرْكيبيَّةٌ " :
o فأحسنت فيهما جميعا اختيار مجال العمل " نحو الكلام العربي " ؛ فهو نظام أطوار اللغة والتفكير العربيين ، الذي لولاه لانفرطت لغاتٍ وتفاكيرَ شَتّى !
o ثم أحسنت وصل آخرهما بأولهما ، بما بين البحتري المتأخر ، من تلمذة لأبي تمام المتقدم . وإن بدت لي في عكس ما اخترت ، وجاهة من انتهاج البحتري منهج المتقدمين ، وخروج أبي تمام عليهم ، وأن ليس للزمن من أثر في مسألة القدامة والحداثة الفنيتين كما زعم ابن قتيبة ؛ فعندئذ تؤصل العادات المتحجرة ، ثم تنبه على الخروجات المتفجرة !
o ثم أحسنت في خلال تبنيك نظرية تشومسكي اللغوي اليهودي الأميركي الذي اتبعته ، بتقديم الدراسة التركيبية في بحث الماجستير ، وتأخير الدراسة التوليدية التحويلية لبحث الدكتوراه ؛ فمرحلة الدراسة التركيبية أقدم عنده من الدراسة التوليدية التحويلية !
o ولكنك فاجأتني بما رأيت من تأجيل الاستفادة مما تنتهي إليه في الدكتوراه مع ما انتهيت إليه في الماجستير ، في الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، إلى أجل غير مسمى ، فندمت لك على ذلك لما رأيت فيه - لو كان - من تدقيق وإبداع مناسبين للدكتوراه ، بعد أعمال الفاعل التي يُسْكَتُ عليها في الماجستير !
o ثم فاجأتني مرة أخرى برجوعك عن رأيك - والرجوع إلى الحق فضيلة - لمّا احتجت إلى رفع طبقة كلامك بموازنة ما انتهيت إليه في الدكتوراه بما انتهيت إليه في الماجستير .
o ثم فاجأتني مرة ثالثة بما أوردته في 747 و748 ، في نتائج تلك الموازنة ، من كلام خطير ، كان ينبغي أن يكون أهم جزء في رسالتيك كلتيهما لا إحداهما ، فحال دون ذلك ابتسارك له واحتقارك وإطلاقك حصيلته من دون ضبط نسب وحيرتك فيه كما يدل قولك : " من الممكن أن تكون لدى الشعراء عموما " ؛ فاضطررتني إلى رفضه واقتراح عكس كل ما فيه ، وتوقع عجزك عن الرد !
· تبنيت إذن نظرية تشومسكي فيما زعمت أنه أنضج أطوارها ، على رغم أن بعض ما انتقده تشومسكي نفسه على البنيويين وهو بنيوي ، يرتد عليه في ضوء منجزات النصية - واعتمدت عليها اعتمادا كبيرا في تحرير كثير من المسائل النحوية وتحليل كثير من أبيات البحتري ، ولكنك :
o غَلَّبْتَ الاسمية في الجمل العربية على الفعلية ، تمكينا لنظرية تشومسكي التي حرص بها على عولمة الإنجليزية كما وضح في حوار مازن الوعر له ، وأهملت ما في اللغة من تعبير عن رؤية صاحبها ينبغي ألا تحاكم إلى ظواهر الطبيعة إلا إذا راعاها المعبر نفسه ، ولكل أمة رؤاها التي تكشف خصائصها ، وليس من الحكمة أن نضيعها في سبيل أنماط وصفية !
o ثم راجعت نفسك بقولك في 741 : " إذا كان الباحث قد أخذ بترتيب تشومسكي للجملة ( مسند إليه + مسند ) سواء في الجملة الاسمية أو الفعلية إلا أن الدراسة أثبتت عكس ذلك بالنسبة للترتيب للجملة الفعلية فقد استخدم البحتري الجملة الفعلية البسيطة المثبتة والتزم في معظمها الترتيب الأصلي ( فعل + فاعل ) بنسبة كبيرة جدا " ؛ فحيرتني فيما تعصبت له من قبل تعصبا شديدا ؛ حتى زعمت انخداع النحويين بما رأوه كثيرا من ابتداء الجمل العربية بالفعل ، أن هذا هو الترتيب الاصلي !
o ثم نكصت بقولك في 742 : " أما بالنسبة للترتيب بين أركان الجملة الفعلية فكان يأتي ( فعل + فاعل + مفعول ) ويأتي ( فاعل + فعل + مفعول ) ويأتي ( فعل + مفعول + فاعل ) ولم نجد ترتيبا محددا " ! فكيف - ترى - يتحدد لك التركيب ؟ أبأن ينفرد ؟ إنك تجد كثرة وقلة ، وتجد فيهما أسرارا تعبيرية وراءها أسرار نصية بحترية !
o وهولت علينا بمقالات الباحثين العرب والعجم في تعريف الجملة ، ثم غلبت مفهوم الجملة العام الإسنادي القديم ! ولو اكتفيت بأنها " مركب لغوي من عنصرين مؤسسين ( ركنين ) ، بينهما علاقة إسناد ( نسبة ) ، ربما انضاف إليهما أو إلى أحدهما ، عنصر آخر مكمل ( متعلق ) ، أو ملون ( أداة ) ، أو أكثر من عنصر ، وربما كانت تلك العناصر كلها ظاهرة ، أو كان بعضها ظاهرا يدل على غيره المضمر المقدر " ، كان أحسن .
o وأضفت الاسمية ذات الخبر الجملة الفعلية ، إلى الفعلية البسيطة - ولو جريت فيها المجرى العادي لجاز أن تتغير نتائجك - ثم لم يخطر لك أن تحذر اختلال رؤيتك في الأفعال الناصبة مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ؛ فآثرت السلامة !
o فرحت في حاشية 85 بابن يعيش وجعلته أحد نحاتنا الأوائل الذين انتبهوا من قبل الأمم إلى الانحراف الدلالي ، في شرحه للمفصل ، وهو المتوفى سنة 643هـ ، بعد قرنين تقريبا من الحد الذي حددته لدعواك توقف الدراسات اللغوية العربية عند الشرح أو التعليق أو التحقيق والتصويب - وغفلت عن سيبويه ونصه الذي أقام عليه الدكتور حماسة مثلا ، كتابا كاملا رجعت أنت إليه فيما رجعت !
o اتهمت جهود القدماء بضياعها بفلسفة العامل والمعمول ، وهي لو تأملت لا تخلو من فنية المجاز ، كما قال أبو العلاء وكأنه بلسانهم قال :
" لا تُقَيِّد عَلَيَّ لَفظي فَإِنّي مِثلُ غَيري تَكَلُّمي بِالمَجازِ " !
o نعيت على النحويين اشتغالهم بصغائر الأمور عن كبائرها ، ثم أعرضت عن كبائر التأمل اللائحة :
§ قلت مثلا في 358 : " أيا كان الفرق بينهما ( لم ولما ) ، فإننا ننظر إليهما على أنهما عنصرا تحويل ، يستعمل كل منهما لنفي الحكم المثبت ، وقلبه إلى معنى الزمن الماضي ، ويترك أثرا من حيث المبنى على آخر الفعل هو علاقة - وهي بلا ريب علامة - والغرض من هذا الجزم طبقا لما جاء عن العرب ، وهو إقامة خط سلامة المبنى ، ولا دور له في المعنى والدلالة ، وقد استخدم البحتري " لم ولما " لكن " لم " أكثر " ؛ فراجعت العادة النحوية القديمة التي ذممتها !
§ مما لم ترغب في تأمله مثلا ، وجدانك " كان " أكثر الأفعال الناسخة ورودا في الجملة الاسمية المثبتة ، ثم " ما زال " ، ثم " أصبح " - ولو قد تأملت لوجدت بين الثلاثة علاقة مثلثة ؛ ففي " كان " انقطاع ، وفي " ما زال " استمرار ، وفي " أصبح " قرب يشبه الصيرورة ، ولجاز أن تذكر قول المتنبي :
فَأَصبَحْتُ أَسْتَسَقي الْغَمامَ لِقَبْرِها وَقَدْ كُنْتُ أَسْتَسقي الْوَغى وَالْقَنا الصُّمّا !
§ قلت في 182 : " مسند إليه محذوف جوازا أو وجوبا ، فالمحذوف جوازا قد حذف اعتمادا على فهمه من السياق ويكون ذلك غالبا في بداية الأبيات ( أول كلمة في البيت ) وقد كان هذا النمط أكثر الأنماط ورودا . كما ورد المسند إليه محذوفا بعد القول . أما حذف المسند إليه وجوبا فقد ورد قليلا " ، من غير أن تتأمل ملاحظك هذه بما يتقدم بالوصفية كما ادعيت !
o لقد تمنيتُ لك أن تستطيع رد الأشكال والصور والأنماط إلى أنماط محددة جدا تستفرغ في تأملها وسعك ، لتكشف أصول تفكير البحتري الفني ، وطبيعة حركة هذا التفكير ومدى حيويته ، ولكن الأماني غرر !
o فقد خرجت نتائج تحليل أبواب الدراسة 735 ، كأنك لم تسمع عن النسبة إلى المقدار الكلي ! ما لي أنا وللمقادير الجزئية الصريحة من دون نسبها ! ثم بقسمة مواد الأنماط على أعدادها يخرج متوسط مادة النمط في كل جملة من الجمل !
o ثم تدعي في 736 أن نسبة التكرار والشيوع في الديوان تأتي وفق مقولات النحاة ، وما ثم غير أعداد لم تستفد منها !
o بل تمازحنا بقولك في 740 : " قد ورد الفعل " قال " كثيرا وكان يأتي بعده جملة القول وكانت اسمية وفعلية " ، وهو شبيه بما يقال في " شفيق يا راجل " الذي كان إذا عطش شرب ، وإذا تأخر أسرع ... !
o أهذا كل ما يمكنك تقديمه لنا ! ثمت إذن مشكلة عويصة !
o لقد نسيتَ أنك في حضرة مادة نصية شعرية ، لكل صفة من صفتيها هاتين تبعة لا تتحملها التوليدية التحويلية !
o من ثم اضطررتَ إلى انتزاع جمل من سياقاتها ، متغافلا عن ذوبها فيها ، كما في قول البحتري :
§ " أمسى صريع مدامة في مجلس ريحانه لحظات موق الغيد " ،
الذي انتزعت منه " ريحانه لحظات موق الغيد " ، وهي نعت " مجلس " ، ظانا أن البحتري فكر فيها وحدها منقطعة من " مجلس " ! وهو يمضي كما زعمت أنت من اليمين إلى اليسار ، يعمل أعمال الناظم المختلفة .
o ربما زعمت أنك تنتزع جمل محاور التعبير ، التي خطرت للبحتري قبل غيرها ؛ فاستحقتْ ما عملتَه بها ! وهو زعم حسن على بعد أن تكون هذه الآلاف المؤلفة كلها محاور تعبيرية ، يقتضيك عندئذ أن تبحث عن منهج غرس البحتري لهذه الجمل في تلك السياقات ، وهذا من أفكار النصيين التي تتجاوز منهجك كثيرا !
o ولقد حرتَ أيما حيرة بين الجملية والنصية ، باضطراب أشكال صور أنماطك بين التوفيق إلى الاقتصار على الجملة ، والتفريط بالانحصار في بعض أجزائها ، والإفراط بالتجاوز إلى أكثر من جملة :
§ اختيارك التراكيب المنسوخة بـ" أَنَّ " المصدرية ، تشريع أولي للاجتزاء من الجملة ؛ فهي كما تعرف وما بعدها جزء واحد من جملتهما !
§ وازن بين أخذك الجملة الطويلة كلها في 75 ، 280 :
" وأبي أبو حيان قائد طيئ للروم تحت لوائه المنصات
وولي فتح الجسر إذ أغرى به عمر وفاعل تلكم الفعلات " ،
" ملكتُ عنان الهجر أن يبلغ المدى ونهنهتُ قول الشعر أن يَتَسَرَّعا " ،
" صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل جبس " ،
وإهمالك بعضها في 94 ، 137 ، 367 مثلا :
" غدا وهْو طَوْد للخلافة ماثلٌ وحَدُّ حُسامٍ للخليفة مِقضَب " ،
" إمام هدى يرجى ويرهب عدله ويصدق راجيه الظنونَ وراهبُهْ " ،
" نغشاه لا نحن مشتاقون منه إلى أُنْس ولا هو مسرور بنا فَرِح " ،
أهو الشوق إلى النصية الطبيعية ، أم الهروب إلى ما تتضح لك في تحليله طريقة !
· " بِناءُ الْجُمْلَةِ الْخَبَريَّةِ في ديوانِ الْبُحْتُريِّ : دِراسَةٌ وَصْفيَّةٌ ( توليدية تحويلية ) " ، بحث في ثمانمئة صفحة 800 تقريبا ، تنقسم على عشرة الأقسام التالية :
1 = 1 : فهرس موضوعات .
2 = 45 : فهرس أنماط .
3 = 12 : مقدمة .
4 = 54 : الباب الأول ( الدراساة اللغوية ) .
5 = 283 : الباب الثاني ( الجملة الخبرية المثبتة ) .
6 = 125 : الباب الثالث ( الجملة الخبرية المنفية ) .
7 = 260 : الباب الرابع ( الجملة الخبرية المؤكدة ) .
8 = 13 : نتائج الدراسة (الخاتمة ) .
9 = 8 : المصادر والمراجع العربية والأجنبية .
10 = 2 : الملخص الإنجليزي .
o خطر لي أن الصواب أن البحث عن المسألة ، إنما هو في الشعر لا الديوان ؛ فالديوان هو سجل الشعر ومجمعه .
o كل ما لم يقع تحت العنوان مباشرة ، يمهد به إذا أفاد ؛ ومن ثم ينبغي جعل الباب الأول كله ، تمهيدا .
o كنت تستطيع أن تضمن الباب الرابع في البابين الثاني والثالث ، فتتجنب كثيرا مما أتعبك ، وتوفر كثيرا من جهدك لتأمل ما لم تفرغ لتأمله مما نبهتك وأنبهك عليه ! ولكنك بنيت رسالتك على التوكيد بالتكرار !
o أخليت رسالتك من التمهيد ؛ فأقحمت في المقدمة كثيرا من مسائله !
o تكلمت في المقدمة عما فعلته في الرسالة - بل عما فعلته في المقدمة نفسها - ككلامك عن التركيب المستتر الذي لم تتناوله بعد ، وكأنها خاتمة !
· قَنَّنْتَ لاعتبار الأنماط بقولك في حاشية 68 : " النمط الذي يمثل ظاهرة ويتم تحليله والتركيز عليه الذي يرد خمس مرات فأكثر أما الذي يرد أقل من ذلك فلا يمثل ظاهرة ونكتفي بالإشارة إلى عنوانه فقط " :
o لقد كان ينبغي أن تفصل ذلك في المتن لا الحاشية ، ثم أن تراجع ما يتداول في هذا الشأن من نظريات عني بها مثلا أستاذنا الدكتور سعد مصلوح .
o ثم ربما كانت وراء المرة الواحدة ، دلالةٌ عظيمة الأهمية تحتاج إلى مراعاة خاصة !
o ثم اضطربت معاملتك للأنماط وصورها وأشكالها :
§ في 71 : " وردت هذه الصورة سبع عشرة مرة من خلال سبعة أشكال " ، ثم اخترت منها أربعة فقط !
§ في 75 صورة متروكة لأنها أربع مرات ! ذلك على رغم أن اشتراطك العجيب المجحف ، إنما كان في الأنماط لا الصور ولا الأشكال !
§ في 187 تركت تحليل بعض الأشكال ، من دون سبب ، على رغم أن مرات ورودها تسمح !
§ في 191 : ذكرت الشكل الثاني ولم تذكر الأول !
§ في 500 أنماط التوكيد بأن وصورها ، من دون أمثلة ولا تحليل ، ولقد كنت أتربص بك أن تغفل عن جزئيتها هي وما دخلت عليه ؛ فأفلت اصلا بزعم قلة الأمثلة ، وما هي للأنماط بقليلة !
§ قلت في 731 : " أما بقية أنواع الجملة المؤكدة ( الجملة الاسمية المركبة المنفية المؤكدة ، الجملة الفعلية البسيطة المنفية المؤكدة ، الجملة الفعلية المركبة المنفية المؤكدة ) فلم نلحقها بفصول الدراسة لأنها لا تمثل ظاهرة شائعة كبقية الفصول ، فقد كانت نسبة ورود كل فصل لا تتعدى أربعا وعشرين مرة " ؛ فأين خمس مرات النمط ؟ لن نعجب إذن بعد حذف الفصول الكاملة من حذف الأنماط من داخل فصول أخرى !
· لا بأس بتدقيق بعض المسائل النحوية :
o قلت في جدول الأنماط التوكيد بالقصر " ما + استثناء " ، في هذا افتراض أن الاستثناء أو إلا وما أشبهها متأخرات عن دخول النوافي ، وهو غير صحيح !
o ص20 : " النحو العربي أحوج ما يكون إلى أن ينسب إلى هذا القسم من أقسام البلاغة " ، وصوابه " إليه " ، وهو خطأ طباعي ذكرني مقاملة الدكتور مطلوب في " أساليب بلاغية " ، ولكننا لم نلبث أو لم نفرح بعلم المعاني كثيرا حتى تجاوزناه إلى علم نحو النص !
o 246 في تسمية الجار والمجرور شبه جملة المكملين للفعل ، نظر ؛ فالمجرور كثيرا بمنزلة المفعول به ، أي مفرد لا يحتمل ذلك .
o لا أرى في أدوات التوكيد خفيفة ، التوكيد الذي كان فيها ثقيلة ، فأما إذا أضيفت إلى الجملة معها إضافات ، ثم فهم توكيد ما ، فالتوكيد فيها لا في المخففات !
o إذا قبلنا منك ما اخترته من استيلاء النفي على الجملة - وأحب لك أن تجعله نفي إسناد المسند إلى المسند إليه - لم نقبل حمله على التوكيد الذي يريد به المعبر أحيانا توكيد إسماع جزء دون جزء .
o في 480 اقتصرت في أداء النفي من أسلوب القصر على أدوات النفي ، ولا يمتنع كما تعرف أن يؤديه أفعال تفيده .
o كذلك هربت في 521 من أمثلة " لكن " المخففة ، وإن ادعيت لها التوكيد في 635 في قوله :
" وهم الصادقون بأسا ولكنْ أُلْقِيَتْ في كبار أمر كباره "
ولا دليل لها !
· لقد صادفت بلا ريب أحد الهنود العاملين بالكويت ؛ فاستأمنته على كتابة رسالتك ؛ فعاث فيها فسادا ، وملأها من ركاكات المستعربين بعد فوات الأوان :
o قال عليك في الشكر والتقدير : " فبفضل أستاذنا … فإنني أشكر " !
o خلط عليك بين المنهج والنظرية ، وهي نتيجة العمل به ، التي إذا تبناها الباحث ورضيها استعمل تأييدها فيما ينتهجه .
o خلط عليك بين الجملة بكلمة الكلام !
o أوهم عليك أن تعريف الجملة فيما قبلها خلا من الدلالي ، وهو دلالي لم يخرج عنها !
o روى عليك عن الكوفيين أنهم عبروا عن أصالة تقدم الاسم على الفعل ، بإجازة تقدم الفاعل على فعله ، وهذه الإجازة نفسها قول بعكس الاصل ، أي أن الفعل في الفعلية أصله التقديم ثم خولف الأصل فيما خبره الفعلية من الاسمية !
o ذكر عليك في 20 بعض أفكار تمام حسان من غير تسميته ، خالطا بين الجمل الإفصاحية والكلم الخوالف ، فالخالفة كلمة ، قسم من أقسام الكلمة ، فأما مرادك فكان الجملة الإفصاحية .
o قال عليك في 31 : " تجعل من الإنسان كأنه آلة ... فلا تقدم شيئا لم يتصل بطبيعة الإنسان " !
o كرر عليك في 36 ، 38 بعض الفقر !
o جعل عليك في 186 : الموصول مسندا دائما إلى جملة ، ومرادك أنه مشفوع أو متبوع أو مملوء دائما بجملة ، لا مسند إليها !
o قال عليك في متن 37 : " من أراد تتبع أفكار تسومشكي ... فعليه بالعودة إلى كتبه التالية " !
o قال عليك في 39 : " يجب أن تعرف أن فكرة إيجاد قواعد كلية تشترك فيها جميع اللغات ... " !
o قال عليك في 353 : إن وظيفة الأداة عند النحويين " تأتي في المرتبة الثالثة بعد العلاقة - وربما أردت العلامة - الإعرابية التي تحدثها تلك الأدوات في دخولها على الجملة " ؛ فعجزتُ عن معرفة ما في المرتبة الثانية ! وذكرتُ قول جرير :
" صارَتْ حَنيفَةُ أَثْلاثًا فَثُلْثُهُمُ مِنَ الْعَبيدِ وَثُلْثٌ مِنْ مَواليها " ،
الذي عُيِّرَ به حَنَفيٌّ حين قيل له : " من أي الأثلاث أنت ؟ " ؛ فقال : " من الثلث المُلْغى " !
o قال عليك في 398 : " إحدى المفعولين " !
o قال عليك : " سواء بإعادة ... أم باستعمال ... " .
o قال عليك في 479 : " إن " واخواتها ، تدخل على الفعل ، ومرادك أنك جعلتها تدخل على الجملة الفعلية ؛ فما زالت تدخل على الاسم ولكنك جعلته أحيانا فاعلا مقدما .
o قال عليك في 743 : " ورد الفعل ماضيا ومضارعا لا زما مع الماضي لازما ومتعديا مع المضارع " ، ومرادك : " ورد الفعل ماضيا لا زما ، ومضارعا لازما ومتعديا " !
o قال عليك في 747 : " نلاحظ أن الجملة الخبرية المثبتة المؤكدة كانت نسبة التكرار فيها كثيرة بصفة عامة لذلك فهي تمثل ظاهرة ملحوظة ، أما الجملة المنفية المؤكدة فقد كانت نسبة التكرار في الديوان قليلة ولا تتناسب مع الجملة المثبتة المؤكدة لذلك تعتبر ظاهرة كبقية الفصول " !
· لقد أكثر وأطلت حتى طبعت على صفحتين طباعة لا عهد لي بها !
o فمن جرائر ذلك التكرار :
§ في 737 تكرار بعض ما في 736 من النتائج !
§ مثل هذه الطريقة في إيراد الأنماط ، عبث عابث ! كأنك أردت تغيير طريقة الجدول التي في صدر الرسالة ، لتمييز ما تقدمه في الخاتمة ؛ فلم تفعل شيئا ، بل ضيعت على نفسك وعلينا وقتا وجهدا ومساحات شاسعة !
§ لم يخل فهرس مراجعك من تكرار ثلاثة عناوين مرة واحدة في 753 !
§ من التكرار المستغنى عنه نتائج كل باب ؛ فهي تكرار نتائج كل فصل !
o ومن جرائره العجلة عن الاستيفاء :
§ نقلت تقسميات وتفريعات وجمل أفكار من دون شرح : 20 ، كيف يجوز أن تورد أقسام المسألة عند العالم من دون أن تشرح هذه الأقسام أو تبينها بيانا كافيا ! تعتمد على معرفتنا ؟ بعض ذلك لم يقع لنا ! أم تعتمد على تخيلنا ؟ بعض ذلك يخالف ما تريد فلا يطمأن له !
§ 186 : تورد أسماء أقسام الجمل عند أستاذنا الدكتور عبادة ، من دون توضيح ، تعول على معرفتنا ، فتجمل ما لا تفصل ، فنعجب لذكره أصلا وأنت لن تعتمده !
§ ما مرموز الجيم في تحليل التركيب المستتر ، كأنك تعني الجزء ؟
§ كان ينبغي في الرموز أن تحميها من اللبس ؛ فتغير فواصل الجمل عن فواصل الكلم !
o ومن جرائره طوائف الأخطاء التي تشوه الكلام أحيانا ، وتعوق فهمه أحيانا .
§ مشكلة الطابعين على سفر كثرة الأخطاء والعجز عنها ! وحكاية د. فاضل صالح السامرائي وكتابه اللطيف معاني النحو في طبعته الأردنية ، وهو بعيد عنه في الإمارات العربية ، لما شكوته إليه اعتذر بالعجز عنه ، ومثل إخراج كتاب السامرائي كان إذا وقع لأستاذنا شاكر - رحمه الله ! - جمع نسخه ، وأحرقها مهما كلفته ، وهو كان يطبع على نفقته !
§ أخطاء طباعية :
· ما هذه الأداة النافية الغريبة في قولك من 742 : " فهي " ما " و" لا " و" لم " و" ألا " ، ثم من 743 : " فهي " ما " و" لا " و" الا " و" لم " و" لن " و" ليس " " ؟ لقد أردت بلا ريب " لما " ، ولكن أبى الهندي !
· الباب الأول : عكس الصفحتين !
· ترحيل الحواشي .
· 186 : تضليل الإحالات ؛ إذ تحيل في توضيح رؤيتك لجملة الموصول ، على ص11 ، وهو في حاشية ص200 ، وحقه متن التمهيد في تحرير المنهج !
· 30 : كان ، والصواب إذا كان !
· 50 : الأعداد ، وهي الأداء ! دون ، وهي دور ! فعلي إذن أن أخمن وأضرب الرمل وأعمل الأعمال كلها كلما أهمل طابعك الهندي بعدك وبدل وغير !
· سقطات أجزاء من العمل : 70 : مادة الشكل الأول ساقطة ، ولا غرابة في هذه الدوامة أن تتساقط المواد !
· 297 : سقط كثير ، بقية التحليل ونتائج الفصل ، كل ذلك سقط !
· 354 : إبراهيم أنيس ، وهو إبراهيم مصطفى !
· 356-357 : ذكرك آية قراءة سعيد بن جبير " عبادا " بالنصب ، هكذا : " إنِ الذين تدعون من دون الله إلا عبادًا أمثالَكم " ، وهي بغير " إلا " !
· سقط بشع في 479 : قلت " يرى بعضهم أن هذه اللام تدخل على الماضي المتصرف " ، والصواب " غير المتصرف " ؛ فالمشكلة في منع بعضهم دخلوها على الماضي أصلا .
§ أخطاء نحوية .
§ أخطاء ترقيمية .
· لماذا ورطت نفسك في مشكلة المصادر والمراجع ؟ ألم يكن الأجدر بك أن تكتفي كما صرنا نكتفي بـ" كتب البحث أو الرسالة " ، وإلا فإن مصادرك هي ينابيع مادتك ، ومادتك شعر البحتري ، أو ما قيل فيه ! ثم لماذا إذا تمسكت بفعلك ، لم تقسم الكتب غير العربية على هذا النحو نفسه !
· ثم ما طبعة دار الكتب العلمية البيروتية من ديوان البحتري ، إلى طبعة الصيرفي !
o تدعي ألا شرح لديوان البحتري ، ولم يترك لك الصيرفي حجة !