ردا على يسري الغول

النقد في خدمة مخافر الشرطة

يسري الغول*

[email protected]

ربعي المدهون

   ليس من عادتي الرد على أي انتقاد يوجه لروايتي "السيدة من تل ابيب" التي كانت على القائمة القصيرة لجائزة بوكر العالمية للرواية العربية في دورتها الثالثة 2010، ولا أسمح لنفسي بذلك  أساسا. لكن حين يتجاوز النقد أبطال روايتي، إلى المس بشخصي، وينزلق إلى التشهير بي، اعتمادا على أكاذيب، وتلفيق تهم وتزوير للنص الأدبي، وتقويل شخصياتي ما لم تقله، واتهامي بمواقف غير وطنية، في عملية تحريض علني مثيرة للاستغراب، فلن أكتفي بالرد الذي أورده هنا، مؤكدا على حقي المكفول بالرد على مقال السيد يسري الغول، المعنون "بين كتاب في جريدة وبوكر الرواية العربية"، وإنما سأحتفظ بحقوقي القانونية، إذا ما تبين لي، بعد الاستشارة، أن ما ساقه الغول من الفاظ واتهامات وتحريض يقع في إطار الذم والتشهير والنيل من السمعة الشخصية من دون حق أو سند.

   أعترف بداية بأن الغول يبدأ بمقدمة موضوعية، وملاحظات نقدية تعبر عن وجهة نظر عقلانية وهادئة، تشيد بقوة بالرواية حتى جزئها الثالث، الذي "آلمني كثيراً لتوقف كل عناصر الرواية الحقيقة (..) فكان عنصر التشويق (...)  قد ولى إلى غير رجعة، وبدأت التقريرية الصحفية تطفو على سطح سيرة الكاتب الذاتية، أو روايته حسب تصنيفها، وانتقلت الرواية من الأحداث المشوقة والمهمة إلى أخرى لا قيمة لها عند القارئ،" كما كتب يقول عنه.

بعد ذلك، يقفز الغول فوق ملاحظاته الفنية، التي تعبر عن وجهة نظره في الرواية في نهاية الأمر، إلى خطاب سياسي أيديولوجي بحت، يندفع نحو قراءة تعسفية، تنتهي إلى سلسلة من الاتهامات الخطيرة بدءا من التطبيع، إلى تشويه سمعة الشهداء الفلسطينيين، إلى إصباغ صفة الرحمة على الاحتلال والدفاع عنه، إلى تزوير حقائق موضوعية، وتبرير ممارسات الاحتلال، وقد سيق ذلك كله بلغة تحريضية مقيتة. وسوف أتوقف عند بعض ما ينبغي الرد عليه.  

التطبيع أولا

هكذا فوجئت بانقلاب لغة الغول من النقد الهادئ، رغم خلافي معه، إلى لغة متوترة سطحية، تنزلق إلى مناقشة قضايا خارج الرواية، تتهمني صراحة بأنني تركت بلدي لأعود إليها "مشاركاً في مهرجان حيفا التطبيعي، متنكراً لفلسطين والقضية الفلسطينية،" في إشارة إلى المؤتمر الثقافي الذي نظمته وزارة الخارجية الإسرائيلية في حيفا، ما بين 1 و4  ديسمبر 2010، والذي فاجأته حرائق الغابات وتم الغاؤه. 

والحقيقة التي ستصدم الغول، هي أنني غادرت البلاد بتاريخ 22 مايو، أي قبل انعقاد المؤتمر بستة شهور تقريبا، ولم أعد إليها. أما زيارتي للبلاد وبضمنها حيفا، فقد جاءت تلبية لدعوة الصديق صالح عباسي، الناشر والموزع الفلسطيني الأكبر للكتاب العربي في البلاد، والذي ربط مدارس الفلسطينيين بالكتاب العربي ومناهجه، وخصوصا كتب الأطفال. وساهم في الحفاظ على اللغة العربية التي يكاد أطفال البلاد الفلسطينيين، يفقدونها أمام زحف اللغة العبرية على ألسنتهم، وكانت الدعوة احتفاء بروايتي. وبالفعل تضمن برنامج الزيارة، إقامة خمس أمسيات أدبية، فلسطينية الدعوة والطابع والحضور، لمناقشة الرواية في المدن الفلسطينية راهط في صحراء النقب، وحيفا، وباقة الغربية، والناصرة وأم الفحم. وقد تناقل أخبار تلك الزيارة المعلنة والعلنية التي أعتز وأفتخر بها، والكلمة التي ألقيتها في "بيت الكرمة" في حيفا، وسط حي النسناس العربي، حيث تطوف ذكرى معلمنا الأكبر الكاتب والروائي ومربي الأجيال، الراحل اميل حبيبي، أكثر من مئة صحيفة عربية وموقع ثقافي على امتداد المنطقة من موريتانيا إلى كردستان العراق، أنصح الغول بالإطلاع عليها، وسيجدها على الرابط التالي:

http://www.adabfan.com/journal-issues/cultural-news/6031.html

 وهي بعنوان "الروائي ربعي المدهون عريس حيفا في شهر الثقافة والكتاب العربي"، ففيها دروس عدة، مفيدة لمن هم بحاجة لأن يتعلموا معنى أن يكون الكاتب ملتزما، ومعنى أن تكون الكتابة موقفا، لا تهريجا وشعارات ومزايدات رخصية واتهامات سندها أكاذيب.

وإذا كان يسري الغول، يعتبر زيارتي لمدينة حيفا وعدد من المدن الفلسطينية، وفي القلب، مسقط رأسي المجدل عسقلان، بعد 62 عاما على النكبة، وركوعي أمام مسجدها وتقبيلي وجنات حجارتها، واستنشاق رائحة الذكرى تفوح من حبات ترابها، وتقبيل أقدام المحلات الصغيرة المتبقية فيها وأقفالها الصدئة، إذا كان الغول يعتبر كل ذلك تطبيعا، فلا أجمل ولا أعظم من هذا التطبيع. وكم تمنيت لو كانت تلك عودة حقيقية لفلسطيني عاش حتى الآن، 62 عاما من عمره لاجئا.

في العلاقة بالوطن

   في قراءته "النصية" كما يصنفها، يلقي الغول تهما خطيرة بلا أدنى تردد أو شعور بالمسؤولية. ويقول حرفيا، ومن دون أن يرمش له جفن ضمير وطني أو إنساني: "أراد المدهون أن يخبرنا من خلال نصه الروائي بأننا نحن الفلسطينيين لسنا سوى ظل مساو لليهود الذي احتلوا الأرض وقتلوا وشردوا أهلنا ومن بينهم السيد المدهون ذاته". منطق سأكلف بطلي وليد دهمان، أولا، بالرد عليه، فهو أصدق من الغول نفسه، مع انه شخصية متخلية وليس حقيقية مثل الغول: "الوطن حقيقة ترفض أن تموت تحت ضربات وقائع تاريخ لم يرحمها. الوطن ليس ظلا، الوطن صورة يحضر جانب منها هنا (فلسطين المحتلة عام 1948) ويحضر آخر هناك، في الجهة الأخرى حيث أمي (قطاع غزة)." ويسعدني أن أقدم الشكر مجددا، لبطلي الذي أحببت فلسطينيته النظيفة ونظافته الفلسطينية، ولغته وتقنيته وصدقيته وهو يرسم هذه الصورة البالغة الدلالة لقطاع غزة، في لحظة تاريخية فاصلة سبقت رحيل قوات الاحتلال عنه، صورة أفزعت الغول الذي يرفض أن يراها أو يعترف وأمثاله بها: "كأن الحياة في قطاع غزة مرحلة طائشة، يضع نهايتها موت متجول يختار ضحاياه بالصدفة. وموت مخطط له يذهب إليه الراغبون بإرادتهم. وموت عشوائي تقرره العلاقات بين الميليشيات المسلحة. وموت طبيعي لا يعرف ضحاياه موعده القدري بالضرورة. وموت مجاني يقرره العبث أحيانا. مليون ونصف المليون فلسطيني يتزاحمون على العيش الطارئ في حياة طارئة. يعيشون من أجل الموت الذي مضى والموت الذي سيأتي."

الغول والبوكر

أما استغراب الغول لاختيار لجنة جائزة بوكر العربية لـ"السيدة من تل أبيب" للقائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثالثة العام الماضي، فهذا شأن اللجنة وقرارها، وله أن يعترض ما يشاء وكيفما شاء، وبأي طريقة تعجبه، لكن من المفيد تذكيره بما كتبه كبار الكتاب والنقاد العرب حول الرواية، والذي تجاوز 44 مراجعة وقراءة نقدية، تؤكد صوابية قرار البوكر اجمالا، وتسنده كخيار صحيح. وأذكره أيضا، بأن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت تستعد لإطلاق الطبعة الخامسة من الرواية، التي راجت شعبيا في كثير من البلدان العربية، وقوبلت بترحيب يفوق التوقعات.

تزوير وتحريض

قراءة الغول النصية، لم تكن في جزئها الأخير على الأقل، نقدية للرواية كواقع مواز، بل قراءة محض أيديولوجية متوترة متشنجة، انزلقت إلى شكل من أشكال النقد السائب مثل المليشيات المسلحة المنفلتة في شوارع غزة في ذلك الحين، بعد أن تخلى الغول عن أي ضوابط أو قيم نقدية أو موضوعية، وعن نزاهة الحرف ونظافته الذي ميز القسم الأول من مقاله.

الغول لم يتردد، في لحظة فقدانه السيطرة على نصه الانفعالي، في ممارسة الكثير من التحريض، والارهاب الثقافي والايديولوجي، بمحاولته فرض أجندة متخلفة، ومفردات وتعابير مؤدلجة على سرد روائي إذ يقول: "آلمني حين وجدت الروائي ربعي المدهون يتحدث عن اليهود بلغة لم يعهدها الأدب الفلسطيني البتة، ودفاعه عن المحتل، رغم ما لاقاه أثناء رحلته من صنوف العذاب. فلا يتورع أن يقول عن العمليات الفلسطينية الثورية بأنها عمليات انتحارية، وكان الأحرى به أن يقول بأنها (فدائية أو نضالية) إن لم يرغب بكلمة (استشهادية). ووجدته يبرر للمحتل (التشديد في الحالتين من عندي)، في أحايين كثيرة، ما يفعله بنا كفلسطينيين؛ أذكر من ذلك أن اليهود (ولأنهم رحماء) يقومون بإخراج المرضى الفلسطينيين للعلاج داخل الأراضي المحتلة ويعاملونهم بلطف."

وليسمح لي المناضل العنيد أن أصحح معلوماته: إن مفهومه للعمليات العسكرية التي يقوم بها فلسطينيون بتفجير أنفسهم لقتل أكبر عدد من الاسرائيليين جنودا أو مدنيين، لا يتفق الفلسطينيون أنفسهم عليه، ويشجبها بقوة قسم كبير منهم، ويعتبرها سببا في فشل الانتفاضة الثانية وما جرته على الفلسطينيين من كوارث وويلات على غير مستوى. وهم، على أية حال، لا يعتمدون تعريفا موحدا أو تصنيفا واحدا لهذا النوع من العمليات، الذي تخلي عنه دعاته ومن بنوا أمجادهم عليه. ثم أن أهمية "السيدة من تل ابيب"، بإجماع النقاد، تكمن في إحدى مزاياها، المتعلقة ابتعادها الكامل عن الايديولوجيا، ونظافة سردها من اللغة الخطابية وخلوّها من الشعارات. وهذا بعض جديدها في الأدب الفلسطيني والعربي، وافتراقها الجوهري الهام عن العديد من الروايات التي تناولت موضوعات مشابهة. والرواية، أي رواية، في نهاية الأمر، ليست معنية بما اذا كان تفجير المرء نفسه في مسرح العدو استشهادا، أم انتحارا، أم عنفا، أم نضالا، أم كفاحا، أم أي توصيف آخر، فهذا شأن الأحزاب والمنظمات السياسية والصحف وبعض الشارع الفلسطيني، فالسرد الناجح يتعامل مع فعل درامي وليس مع خطاب ايديولوجي مسقط على حدث.

ثم يخلط الغول، عن قصد أو عن جهل، بين وفاء البس في الرواية، التي حاولت تفجير نفسها عند معبر اريز، وبين ريم الرياشي في الحقيقة. ويعتقد الغول أن وفاء البس، شخصية استوحيتها من ريم الرياشي، التي يستنجد الغول بروحها، ويوقظها من نومتها الأبدية، مستخدما خطابا ميلودراميا يستجدي تعاطف قارئه معه، في توجيه تهمة أخرى متهافتة، كاشفا عن جهل مثير للشفقة بالعلميات العسكرية التي نفذها فلسطينيون وفلسطينيات يفترض أنه يدافع عنهم، فيقول: "هكذا خدع الراوي القارئ بهذه المغالطة التاريخية (مغالطة من؟)  التي أساءت لشخص امرأة طاهرة تركت فلذات كبدها من أجل فلسطين التي تركها الروائي منعماً في بريطانيا."

أما بالنسبة لفلسطين التي يفترض الغول، في كليشيه تقليدي مزاود سمج، أنني تخليت عنها لأعيش منعما في بريطانيا، فأنصحه بقراءة سيرتي الروائية "طعم الفراق..ثلاثة أجيال فلسطينية في ذاكرة" التي تصدر منها طبعة ثانية في بيروت وعمان قبل نهاية فبراير الحالي، ففيها دروس كثيرة لأمثاله في كل المجالات وعلى كل المستويات.

جهل وقلة معلومات

للأسف، لا يتوقف جهل الغول، ومحاولاته الدس الرخيص عند هذا الحد، فالكاتب الذي لم يكتشف جهله حتى اللحظة، يعود إلى القول حرفيا: " ووجدته (أي شخصي ربعي المدهون، أو بطل روايتي) يبرر للمحتل (التشديد من عندي) في أحايين كثيرة، ما يفعله بنا كفلسطينيين؛ أذكر من ذلك أن اليهود (ولأنهم رحماء) يقومون بإخراج المرضى الفلسطينيين للعلاج داخل الأراضي المحتلة ويعاملونهم بلطف." في إشارة الى وفاء البس التي استخدمت تصريح طبي للعلاج في محاولتها المرور من معبر ايزيز يوم العملية. لكني سأصدم الغول وأكشف جهله مرة عاشرة، وأسبب له نوعا من تأنيب ضمير استراتيجي تصعب معالجته، ولينصت لي جيدا: أن وفاء البس شخصية حقيية، ومحاولتها تفجير نفسها جرت فعلا عند معبر ايرز بتاريخ 20 يونيو 2005، ولا علاقة لها بريم الرياشي التي فجّرت نفسها بتاريخ 14 يناير 2004. وقد وزّعت عائلة البس في مخيم جباليا بعد ظهر يوم العملية الفاشلة، بيانا غاضبا ناقما وحزينا– أحتفظ شخصيا بنسخة أصلية منه، أزود موقعكم بصورة عنها إن شئتم - تدين فيه من رتب العملية وخطط لها، وتتهمه باستغلال ابنتها المريضة وتحمله المسؤولية. ولا تتردد العائلة في ختام بيانها في القول (إن الاحتلال كان أرحم منكم). وفي إحدى فقراته، يذكر البيان أن وفاء البس، كانت ذاهبة للعلاج في مستشفى إسرائيلي بتصريح طبي إسرائيلي، وهذا ما يحوّره الغول بطريقة رخيصة لخداع القارئ، مستغلا جهل البعض بذلك، ومن أجل الباسي تهمة الدفاع عن الاحتلال ووصفه بالرحيم (الذي يعالج الفلسطينيين). عيب، عيب يا غول..عيب عليك وقلةّ حيا كما نقول بعاميتنا الجميلة. كل الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والعالم، يعرفون أن علاج بعض الحالات المرضية الصعبة في مستشفيات الاحتلال، نعم مستشفيات الاحتلال، أمر قائم، ويتم كجزء من التعاون في هذا الجانب، بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وليس بين ربعي المدهون وبطل روايته وليد دهمان من جهة، وسلطات الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى. وأحيله في ذلك، إلى المناضل الحقيقي، د. معاوية حسنين، مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية، الذي شكى

 مرارا، من سعي سلطات الاحتلال لتقليص عدد المرضى الفلسطينيين الذين يعالجون

شهريا في مستشفياتها من 150 إلى 75 في الشهر.

    أما طرفة القطط (البسس بالعامية) والفئران التي أتى على ذكرها الغول، فتأتي على لسان إحدى الشخصيات في الرواية، أي تقع في سياق فعل درامي، ومن الخطأ والعيب على كل المستويات، بما فيها الأخلاقية لا النقدية وحدها، إخراجها من سياق السرد ومحاكمتها بمعزل عن النص. وهي شكل من أشكال الزج بالطرفة والموقف الساخر في فضاء مأساوي لدفع الفعل الدرامي إلى ذروة المفارقة، والحفاظ على عنصر التشويق في الرواية.

لكن الغول، الذي يدين هذه السخرية والانتقاد بحماس وتهور، حين يتعلق الأمر بحماس التي تحكم قطاع غزة اليوم، يصمت تماما، وربما يستمتع، حين يوجه الرواي نقده الحاد للسلطة الفلسطينية، بمن فيها رئيسها الراحل ياسر عرفات، ويسخر من بعض مواقفه بطريقة لاذعة.

وأخيرا، يعمد الغول في سبيل تسجيل إدانة ما، الى ممارسة تحريض ذي طابع ديني، حين يخلط بين احترام الآذان وقدسيته، وبين الموقف من الضجيج الذي تحدثه مكبرات للصوت لا عدد لها، ينطلق منها الآذان بفروقات زمنية واضحة (ثوان وأحيانا دقائق) بين المؤذنين كل حسب ساعة يده، واختلاف الأصوات وطبقاتها، وبشاعة بعضها أحيانا، مما استدعى توحيد الآذان في بعض المدن العربية مع الاذاعة، كما في عمان، الأردن، أو عبر الاقمار الاصطناعية، كما في بعض مدن الإمارات العربية.

 الغول، الذي يحسب نفسه على الثقافة والأدب وعالم القصة القصيرة، لا يفرق، في نهاية الأمر، بين الواقع وبين مشهد روائي ينتمي الى واقع مواز يتجسد في المتخيل، أو لعل الغول يتعمد ذلك، لأغراض أشك أن تكون نزيهة.

                

*عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين

غزة – فلسطين