رد نقدي على الأديبة الشامية دنيا العطار

من الدكتور حسن الربابعة

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم الاخت الاديبة الشامية الرائعة دنيا العطار سلام عليك ليل نهار وبعد ؛فلا اعرف كيف تختارين نصوصا ادبية لها غير معنى ومعنى ربما لذوقك الرفيع ، فالبحتري رحمه الله منبجي المولد وبعده ابو فراس الحمداني وقد زرت منبج قبل عدة سنين وهي الى الشرق من مدينة حلب على نحو ثمانين كيلا ، وصدقيني يا دنيا زرتها لانها بلدة شاعري العزيز البحتري الذي كتبتُ رسالة الدكتوراة معنونة ب"الصورة الفنية في شعر البحتري "وبعد كل هذه الهرطقات التي لا تقدم خدمة لسينية  البحتري اقول ان قصيدة البحتري هذه تمثل ظاهرة فنية عنده في تخليد المباني والرسوم والعمران فهو صاحب قصيدة بركة المتوكل : 

تنصبُّ فيها وفودُ الماء معجلة كالخيل خارجة من حبل مرسيها 

اذا علتها الصبا ابدت لها حبكا مثل الجواشن مصقولا حواشيها 

لا يبلغ السمك المحصور غايته لبعد مال بين قاصيها ودانيها 

فحاجب الشمس احيانا يغازلها وريِّقُ الغيث احيانا يــبـاكيها 

واهتم البحتري في حرب الاساطيل فكتب قصيدة يمدح احمد بن دينار الفارسي الاصل المسلم الفذ الذي حطم اسطول الروم في معركة بحرية في "ايش اده "جزر خلدونبة الخمس جنوبي انطاكية في البحر الرومي انذاك "المتوسط اليوم " ولم يعد من سفن الروم الاسبع من (700) سبعمائة وقد اغفل المؤرخون هذه المعركة فاعترف بها فازليف الروسي وغيره من مؤرخي الاجانب ، واشار البحتري رحمه الله الى توظيف المسلمين "النار الاسلامية "يضاهون بها النار الاغريقية فدمروا سفن الروم وكان الذي صمم هذه النار هو مهندس سوري مسيحي قيل (1200) الف ومائتي عام من اليوم وقد كتبت بحثا في هذا المجال عنوانه "المعركة البحرية البحترية "نشرته جامعة اليرموك قبل عقد من الزمن من اليوم كما اصدرته كتابا عنوانه "حرب الاساطيل "عام 1999م ، ومن شعره في هذه القصيدة حديثه عن النار الاسلامية فيقول : 

اذا رشقوا بالنار لم يك رشقهم ليقلع الا عن شواء مقتر

والقصيدة من اربعين بيتا على الطويل لا مجال لدرجها هنا وقصدى من هذا القول ان البحتري شاعر الطبيعة الفنان كان من اصحاب الاهتمامات بالعمران وتخليد الرسوم تخليده رسوم المعركة على جدران :ابيض المدائن "يوم شاهدها في المدائن جنوبي بغداد بعد ان ترجل عن متن عنسه فرسم الصورة بكلماته الخالدة فشكر لك اخت دنيا وعطرك بمحامد خالدة مع التقدير 

الدكتور حسن الربابعة