دراسة نقدية في رسالة دكتوراه لشاهد الضرورة الشعرية

دراسة نقدية في رسالة دكتوراه

لشاهد الضرورة الشعرية

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

نوقشت رسالة الدكتوراة  للطالبة رانيا سالم الصرايرة

وأجيزت يوم الاثنين  3/1/2011م 

بسم الله الرحمن الرحيم  والصلاة والسلام على رسول الله وخاتم أنبيائه أجمعين وبعد؛

فاشكرُ للأستاذ الدكتور يحيى العبابنة  أستاذِ الدراساتِ اللغوية والنحويَّةِ في جامعة مؤتة، إذ اختارني عضوا مناقشا لرسالة علميَّة موسومة ب"شاهد الضرورة الشعرية بين القواعديَّة والاستعمال  دراسة في المستوى النحوي التركيبي "من إعداد طالبة الدكتوراة رانيا سالم الصرايرة ،أقول  أكرمني الأستاذ يحيى  بالاطلاع على  رسالة إحدى طالباته من جهة ، ينضاف إلى ما ذكرت من أخرى؛  اختيارُهُ عضوي مناقشة آخرَين كبيرين هما الدكتورة إيمان الكيلاني من الجامعة الهاشمية، والدكتور سيف الفقراء ،من جامعة مؤتة ، فأتاح  لي مشكورا الالتقاء  بهما ، في جلسة علمية هي الأولى ،  وأكادُ أجزم أنَّها فرصة للإفادة من ملحظاتهما ليس لي فحسب، بل للطالبة المذكورة، في مائدة علميَّة اشرفَ عليها وأدارها أستاذ كبير، ذو سُتونَ نتاجا  بفضل الله ومننه؛ نتقرَّاها في سيرته الغنيَّة المتقان ؛ كتبا منشورة وبحوثا .

    أمَّا الرِّسالةُ الموسومةُ بأعلاه فمتميِّزة بدقَّتها ، وطرفة موضوعاتها ، و بلغتها الرَّصينة ،إذ أكاد أبرِّؤها من عيوب الإملاء، وهنات اللغة ، ومع كل ذلك فلا بدّ من عرض بعض الملحظات النقدية عليها، لتقويم  ما أُنتقص من شواهدِها ، أو ما أُجترح من عُرى الضبط لبعض النصوص الشعرية فيها ، فكان فيها على حالها هذه  لبسٌ للقارئ، وان كان مثلُ ذلك لا يصدِّع قوَّتها، و لا يُخلًقُ من جِدَّتَّها،ولكنًَ مبتغى  البحث العلمي هو سعيه  نحو الكمال ،وان كان ذلك محالا ، إذ الكمالُ  لله   عزَّ وجلَّ    وحده.

      والرِّسالةُ بناءً؛قائمةٌ على  مقدِّمة ٍ وتمهيد وسبعة فصول وخاتمة ، ملحقةٌ بالمصادر والمراجع ، ضمت بين دفتيها (142)تنتين وأربعين بعد المائة من صفحات الحجم الكبير، واتكأت  على غير (131) مائة وواحد وثلاثين مصدرا ومرجعا ،وهي كافية لإنهاض رسالة ٍعلميةٍ جادَّةٍ  كهذه،  وان كان قليل من المراجع لم يستنأنس به في الحواشي، كما يمكن أن يضاف إلى الحواشي والمراجع بعض منها  ضروري بعد التوصية بإضافتها . 

  أمَّا فِهرسُ المحتويات فلم ترقَّم فيها  فصول الرسالة السبعة، لا في فهرس المحتوى ، ولا في متن الرسالة ؛ وهي العلاقات الإسنادية أولا، ونواسخ العملية الإسنادية ثانيا، وفي نهاية الفصل خطأ إملائي هو زيادة أن في خبر "كد" والصواب زيادة لا زياد " فهرس المحتويات "ورقة(ج)، والفضلات ثالثا ،والأفعال رابعا ،والحذف خامسا ،والتقديم والتأخير سادسا ،والأدوات سابعا،وان كنت أتمنى أن تستبدل الأدوات  ب"الحروف " وتبادل معانيها ، لانَّ الحروف من أقسام الكلام الأربعة ، وما ذلك للأدوات .

أمَّا الملخَّص في العربية فبحاجة إلى علامات ترقيم شان كثير من أوراق الرسالة ، وقد أشرت إلى علامات الترقيم في أوراق  الرسالة ما أمكنني ذلك .أما من الأخطاء الإملائية انطلقا من هذه الفكرة (ص2) والصواب "انطلاقا"،وعبَر،والصواب "عبْر"(ص2)وتمنيَّتُ في الورقة الرابعة أن تظهر شخصية الباحثة مؤنثا "كأن تقولَ وقد وقفتِ الباحثةُ  ولو لمرة واحدة لتبرز جنسها في رسالتها ."ص4"وقد بدت جملتُها ركيكةً في الفقرة الأخيرة من الورقة الخامسة، واقترحت عليها استبدالها "ورقة 5"ومن الأخطاء الإملائية ولعلها طباعيَّة استبدال همزة الوصل بالقطع "إحفظ " والصواب وصل ورقة(9)، ومثلها فأمش قصدا "والصواب همزة وصل ورقة 19، وفندريس بدل قندريس "ورقة 17)ومنه تنوين الهمزة الواقعة بين ألفين(هجاءا ) والصواب حذف ما بعد الهمزة "ورقة 21" ومن الإملائية سقوط حرف الكاف من"يحكمها "ورقة "24"سطر 2، وتصحيح التفكير إلى "التنكير " ص61سطر 6.كما يجب إزالة همزة القطع من "انطوى "في قول"الفرزدق ورقة (102)سطر 14.

وهناك هنات في ضبط بعض النصوص الشعرية نحو تقديم  ما من حقِّه التأخيرُ لضرورة الإيقاع الموسيقي "ورقة12""البحر البسيط "ديوان المتنبي وضعه البرقوقي دار الكتاب العربي ج4/150151)

           ضيفٌ المَّ براسي غيرَُ محتشم       والسَّيفُ أحسنُ  فعلا منه باللِّمم

          ومنه كف خضيب "ليس "خصيب "ورقة 26" في قول الشاعر"

                                 "وكف خضيب زينت ببنان"

         للشاعر عمر بن أبي ربيعة  من ديوانه ومن مغني اللبيب

   وفي الورقة ذاتها :"26"

  وفي الورقة (44)حذف حرف الباء من بِيض "فانكسر الوزن من قول الفرزدق على الطويل "

         ونطعنُهمْ تحت الكُلى بعد ضربهٍمْ   ببيض المواضي حيثُ لًَيُّ العمائمِ 

 وفي الورقة (57)لأبي نواس في البيت الأول الشطرة الثانية "فهم "خطأ" والصواب منهم " ( بها أثرٌ منهم جديدٌ ودارسُ )كما سقط حرفا "به"من الشطرة الأولى  من البيت الرابع في القصيدة النواسية ذاتها "والقصيدة على البحر الطويل :

                                 ولم أدر من هم غيرَ ما شهدت به

  وفي القصيدة ذاتها ورقة "58" البيت الأخير تستبدل"ذرَّت"ب"زُرَّت" (ديوان أبي نواس ج2/قصيدة رقم 467ص ص 78)

         البيت الثاني "تنالوا الغنى"لا تناولوا بيت "2"وفي الثالث "

         ومن يكن مثلي ذا عيال( ومقفرا)  وليس وفقرا "البيت الرابع "

 ووقع خطأ في نصٍّ قرآني لم يضبط من المصحف على عادة ما تتقنه الباحثة ورقة "86"في قوله تعالى "إن خفتم عَيْلًة ً"لا "عليه "كما هو مثبت في الرسالة.

 والإشارة إلى رقم الشاهد لا إلى  رقمي الجزء والصفحة، شانها في الإشارة إلى صفحات من مغني اللبيب ،ولو اعتمدت الشاهد كان أفضل ؛لان الشاهد ثابتٌ رقمُهُ، وان تغيَّرتْ طبعة المرجع، على أن شواهد المغني بلغت "947"شاهدا، ويمكنها أن تضيف إلى جريدة مراجعها كلا من الزركلي"الأعلام " وياقوت الحموي"معجم البلدان "لضبطهما أسماء بعض  الأعلام والأمكنة مما وردت في الرسالة.

وختاما فان  تصويب هذه الملحظات العلميَّة وهناك غيرُها، مما  أشرت إليها على حواشي الرسالة تقوِّي من متن الرسالة وفحواها ،وتدفعُ بها إلى التمكُّن من موضوعها ؛لتثبتَ دراستُها أنَّ المتبقي هو تسميةٌ بديلةٌ للاستعمالات اللغوية المتمردة مستعيرة إياها من كتاب "عنف اللغة "للعالم جان لوسيركل،إذ تمكَّنت الباحثةُ من الإفادة من هذا المصطلح الغربي، وتأتَّت بشواهد كافية عبَّرت عن الفضالة خارج نظام اللغة،وفسَّرتِ المتبقي في ضوء النصوص المختارة،مرتكزة على تماسك النص الداخلي، وارتباطه بسياقات مقاماتِ الحال، والانفعالِ من عنف اللغة وتداوله، في زمانهِ ومكانهِ، وحالة الشاعر النفسية؛ التي  قد لا تنظر إلى قواعد اللغة فتخرقها ،وقد يكون للهجات العربية المتنوعة والقراءات القرآنية الأربع عشرة  دور في انزياحات الشاهد عن القاعدة النحوية، كان ذلك من مضمونات هذه الرسالة العلمية الجادة الموفقة؛ في فصولها السبعة وخاتمتها ، وتظلُّ هذه الرسالة  العلمية شاهدةً على أنواع من  الحَراك اللغوي التلقائي لا تعاطفا مع المتبقي، ولا مع القاعدة، بل تدفع البحثَةَ إلى التعامل مع اللغة ، كما تريدُها  اللغة لا كما نريدُها نحن، بورك ما  في الرسالة، اذ شع فيها نورانيات من القرآن الكريم شواهد لا ترد ، وبورك قلم  الباحثة فيها يل بورك بمشرفها  الذي اختار موضوعها وأشرف عليها بأمانة ودقة متلازمين .   

والله ولي التوفيق .