رؤية نقدية في نص هل انتهى العزف

رؤية نقدية في نص (هل انتهى العزف ..؟ )

للشاعرة الكبيرة هيام مصطفة قبلان

جوتيار تمر

النص : هل انتهى العزف..؟؟

للشاعرة : هيام مصطفة قبلان

 (هل انتهى العزف ..؟ )
ماذا ... والحبّ يزحف منتحبا
يلامس أطراف شهقته العابثة
يفرغ الجسد من " عبوته النازفة"
يتكوّع ،، يتراخى ظلّ ،،،
يتمطّى على سرير الرّغبة
تحوصلت رعشة فراشة ،، تكوّرت
لم تحترق بضوء .....
ولم تدمع عيناها
اختمر فتات الحزن وغفا لون الأرجوان
والحب الذي طوّق جيد الليل
يتمرّغ على شفة الرحيل
... بشهد امرأة ...
حملت على كفّها القدر
أدمنت الأرق ،، وتكسّرت المرايا
تثاقلت الرّيح واحترق البرق
ماذا ... وعلى طبق الفرح
سكب العشق لعابه
وتجرّع السّم حتى الثمالة
مارس مهنة القنص ،، هناك
وأنت يا العشق اليهتزّ لرماد الجسد
ماذا ... وعنق الليل يصهل
يتربّع على ناصية الحرف
مخضّب بأنّات الجرح ،، يتلولب الغمام
يبهت لون الصّدى ،، والمدى ...
برقصة السراب الأخيرة
يختنق ملح البحر ،،،
ويتقزّم ميلاد فجر ،، يختلس الانتظار
من نورس سقط سهوا
ماذا ... ويا أنت ،، أيّها العشق المذبوح
تلوّى .. تلوّى على وتر ،،
انتهى العزف

الرؤية النقدية: جوتيار تمر

نص اعتمد في تشكليه على بنى تعددية واضحة من حيث التراكيب اللغوية من جهة، ومن حيث التواتر الصوري من جهة اخرى، فالنص في ديمومته البلاغية اللغوية قدم لنا نموذجاً تجلى فيه الصوتية بشكل بارز باعتبارها قيمة تعبيرية تأتيها من مظهرها الاكوستيكي/ السمعي، ومن التداعيات بالمشابهة، حيث نلاحظ تشاكل صوتي واضح على مستوى الحروف المصورة لبعض الاصوات  كالياء والتاء (يفرغ ،، يتكوّع،، يتراخى،، يتمطّى،، تحوصلت،،  تكوّرت،، تحترق،، تدمع اختم،،  يتمرّغ........)، وهي في جملتها حروف وظفت على سبيل مقاصد مغايرة من حيث الدال والمدلول، لكنها من حيث التشكيل الصوتي متقاربة جداً، اما تباينها القصدي فقد اتى من جهة التمائز الدلالي، فبعضها وظفت ضمن اطار مباشر وصريح ودال على حدثية اجبرت الشاعرة على استحضارها لوصف الحالة المنشودة " يتكوّع ،، يتراخى ظلّ ،،، يتمطّى على سرير الرّغبة.." ، وبعضها توارات خلف الكلمة نفسها لتعطي مساحة تأويل ممكنة وبشكل مغاير لكونها نابعة من الذات الشاعرة نفسها وبصيغة مباشرة ايضاً " أدمنت الأرق ،، وتكسّرت المرايا"، وبعضها الاخر اتت بشكل مموه بحيث تجبر المتلقي على التتبع ومن ثم التمحص والتخليص النهائي لمفادها " ويتقزّم ميلاد فجر ،، يختلس الانتظار.."، وهكذا نجدها كلها تنصب في خانة القيمة اللغوية البلاغية للنص، ولقد رسم العنوان باستفهاميته معالم التشكيل التركيبي النحوي للنص منذ البدء ف(هل) باعتبارها  أداة استفهام لا محل لها من الإعراب فائدتها التشويق أو التحقيق على حملها على معنى،  قد ساهمت بشكل واضح في امكانية التأويل من حيث تشاكل المعنى باعتبار ان المضمون هو مخاض طبيعي لماهية العنوان، وكذلك باعتباره محور تدور حوله التراكمات البلاغية النحوية الصوتية في آن واحد، وعلى اعتبار ان الجناسهو ما اتفق في اللفظ واختلف في المعنى ايضاً.

 اما النص من حيث المعجم او التشاكل والتباين على المتسوى المعجمي، فانه قد استطاع من تثبيت بعض المعالم الاساسية للمعجم من حيث التركيب، حيث نلامس على الرغم من تشابه الملكات الصوتية واللفظية للمعجم الشعري لدى هيام في نصها " هل انتهى العزف ..؟"، الا اننا نلمس تباعداً بين الاطراف وذلك من خلال تلونات متباينة شكلاً ومضموناً للتوظيفات الدلالية نفسها "يبهت،، يختنق،، ويتقزّم... "، فالتركيب المعجمي ضامن هنا لاشتغال اللغة وتوسعاتها النصية والدلالية والصورية معاً، كما انها ضامنة لتحقيق الاستعارة المطلوبة على المستويين من حيث توظيف الكلمة كحقيقة معبرة عن الكينونة الذاتية للشاعرة، ومن حيث المجاز المحقق في صيرورته المنشود من توظيفه.