عندما أبقى وحدي
للشاعرة حاموطال بار يوسيف
موسى أبو دويح
هذا الديوان ترجمه البروفسور نعيم عرايدي وراجعه الكاتب الصحفي حسين سراج، وكتب مقدمة للكتاب سماها "مقدمة في الشعر العبري". استعرض فيها باختصار الشعر العبري الوارد في أسفار التوراة، وتطور الشعر العبري منذ ذلك العهد إلى العصر الحاضر.
وبعد المقدمة كتب الشاعر نبيل خالد رئيس تحرير كتاب ابن لقمان في المنصورة بمصر، ملخصا للديوان من ثماني صفحات بعد مقدمة الكتاب بين فيه ان الحمامة –وهي رمز للسلام-هي حمامة مهملة فاغرة منقارها في يوم خماسيني قرب بقايا من اللحم التي تركها الكلب. تنقر وتقرقر، مع النمل، وتخاصم ككل الصقور. وهذا هو واقع السلام بين يهود وأهل فلسطين.
ويقول الشاعر نبيل خالد –فهما مما كتبته الشاعرة حاموطال: "إن الإنسان عندما يطرد من بيته، ويجف حلمه بالأمان والسلام فلا بد أن تغلي رغبته في الانتقام ممن أفقده هذا الحلم".
وأنا أقول إن الحكومات اليهودية المتعاقبة منذ نشوء دولة يهود في سنة 1948 وإلى اليوم، لم تترك مجالا للسلم ولا للصلح ولا للبحث ولا للتفاوض، حيث عمدت كل الحكومات على القتل والنهب والسلب وهدم المنازل، وقطع الشجر، وحرق الأرض، واعتقال الرجال شيوخا وشبابا وأطفالا، والنساء والعجائز والصبايا والحوامل اللواتي يضعن حملهن في السجون.
وأن ما قام ويقوم به يهود ضد الفلسطينين وغيرهم من العرب، من قتل وهدم ونهب وسرقة للماء من الأنهار أو من جوف الأرض، وللنفط والغاز من مصر، فاق حد التصور، معتمدة في كل ذلك على الخونة من حكام العرب، وعلى القوة والغطرسة التي تتمتع بها بدعم وتأييد من بعض الدول التي أيدتها منذ نشوئها وإلى يومنا هذا.
وما علم ساسة يهود أن الظلم لا يدوم، وأن الظلم عواقبه وخيمة، وأنها جنت على نفسها براقش، وأن الحقد الذي زرعه حكام يهود وعسكرهم ومستوطنوهم ومستعربوهم وجواسيسهم في قلوب الفلسطينيين والعرب والمسلمين لا ينزعه إلا عودة يهود، كل إلى البلد الذي جاء منه، ورد كل الحقوق إلى أصحابها.
لقد اختارت الشاعرة لديوانها عنوان "عندما أبقى لوحديبقى لوحديأ" وهو في رأيي اختيار نابع من شعور انساني حيث تقول الشاعرة في هذه القصيدة التي جعلتها عنوانا للديوان حسب ما جاء في الترجمة:
عندما أبقى لوحدي أفقد ذاتي
كلها، أبقى مع لا شئ
ولا شئ هناك ولا حتى الآه
وكل شئ كالحجارة فوقي
هذا هو شعور الشاعرة اليهودية
فكيف إذاهو شعور الفلسطينيين في هذه الأيام؟!!!
وكيف هو شعور اخوانهم من العرب المسلمين؟!!!
وهم يشاهدون على الفضائيات –في هذه الأيام- ما تقوم به اسرائيل ضد أهل فلسطين. وآخره ما قامت به ضد أهل أم الفحم أمس الأربعاء 27/10/2010.
الديوان مترجم، وأنا لا أجيد، بل قل لا أعرف اللغة العبرية. وترجمته بالعربية جاءت جافة، غير واضحة، وغير نافذة للقلب.
ومعلوم أن الترجمة، ترجمة النثر، تحتاج إلى ضالع أو ضليع في اللغتين، اللغة المترجمة واللغة المترجم منها، وترجمة الشعر، أكثر صعوبة من ترجمة النثر.
وعليه فإنني لا استطيع أن أحكم على الديوان.