غطاء إبادة الشعوب
غطاء إبادة الشعوب
– استعباد العرب للشعوب الافريقية –
محمد هيثم عياش
برلين / 17/10/10 أجمع مؤرخو الانسانية وفي مقدمتهم الاوربيين قبل العرب بأن شعوب العالم لم تشهد فاتحا أرحم من العرب المسلمين ، فهذا صاحب كتاب قصة الحضارة غوستاف لوبون يؤكد بأن المسلمين وخاصة في مقدمتهم العرب لم يستعبدوا شعبا فتحوا بلاده بل أقاموا العدل وحرروا شعب كل دولة فتحوها من استبعاد زعماءهم ولا أحد ينسى قضية سمرقند التي وقعت زمن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقد أمر الاسلام المسلمين بانذار كل شعب يسكن مدينة يريد المسلمون فتحها اما الدخول بالاسلام او دفع الجزية فغافل قائد المسلمين قتيبة بن مسلم رحمه الله سكان سمرقند ودخل مدينتهم عنوة فقضى قاضي عمر بن عبد العزيز بخروج المسلمين من المدينة الا ان اهل سمرقند لما رأوا عدالة الاسلام اسلموا عن بكرة ابيهم وطلبوا من القاضي الغاء حكمه .
ولا تخلو امة من الامم من العنصرية وقد كان العرب قبل الاسلام معروفون بالعنصرية حتى ان بعض القبائل كانت تأنف من قبائل اخرى فقد كانت قبيلة باهلة وغفار مأنوفة من قبائل العرب فهذا جرير الذي كان يتحلى بالعنصرية رغم الاسلام يذم باهلة بقوله :
أباهلة ينبحني كلبكم وأسدكم ككلاب العرب
واذا قيل للكلب يا باهلي عوى من لؤم ذلك النسب
وقول جرير ايضا
فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا
اذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا
وقول المتنبي يشتم كافور الاخشيدي
لا تشتري العبد الا والعصا معه ان العبيد لانجاس مناكيد
الا ان خروج قادة فذذة مثل قتيبة بن مسلم محى صورة باهلة السيئة من قبائل العرب ، وروى عالم العربية النضر بن شميل انه قال جاءنا سعيد بن سلم بن سعيد بن قتيبة بن مسلم اميرا علينا / على مرو / من قبل الخليفة المنصور مقترا / مفلسا / فما تركنا حتى أغنانا عن آخرنا فقيل له وكيف ؟ قال علمنا كيف يجود غنينا على فقيرنا . والاسلام الغى العنصرية بكافة أشكالها، ويؤكد التاريخ بأن المسلمين وخاصة الصحابة والتابعين كان لهم عبيدا الا أنهم يعاملونهم معاملة اولادهم ، وقد رأى أحدهم أبا ذر الغفاري رضي الله عنه وعليه رداء جميل وعلى غلامه رداء مثله فاستفهمه فقص عليه انه قام باهانة غلام له زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله لغلامه يا ابن السوداء فغضب رسول الله وقال لابي ذر انك امرؤ فيك جاهلية وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو بن العاص رحمه الله متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا وذلك عندما ضرب محمد بن عمرو قبطيا سبق حصانه .
ومن اجل أن تستعرَّ نار المعاداة للاسلام وخاصة المسلمين العرب بأكثر مما عليه الآن واتهامهم بالوحشية وخلوهم من الانسانية فقد زعم خبير شئون علوم الاقتصاد الكاتب المتفرنس السنغالي الذي يعيش في باريس حاليا تيديان نو دياس في كتابه / قصة استعباد المسلمين للشعوب الافريقية وابادتهم / الذي قامت / جمعية الشباب الديموقراطيين / ببرلين وهي جمعية موالية للصهيونية العالمية بعرضه بندوة دعت اليها بأن المسلمين العرب كانوا اول من استباح دماء الشعوب الافريقية فقد باعوا اكثرهم . وأشار نو دياس الى انه اذا ما أراد المرء الاهتمام بشعوب افريقيا وأسباب فقرهم مع العلم غنى بلادهم بالموارد الحيوية التي ان استغلها الأفارقة لأصبحوا اكثر شعوب العالم ثراء يجب عليه العودة الى القرون الوسطى وبالتحديد منذ بداية الفتوحات الاسلامية بعد عصو النبوة فالعرب دخلوا القارة السوداء فاتحين محتلين وليسوا بدعاة واستباحوا حرمات الافارقة وسلبوهم واستعبدوهم وباعوهم في اسواق الرقيق ببلاد الخلافة الاسلامية وتاجروا بهم في اوروبا وكانوا اسوة للاوروبين باستعباد الافارقة حيث جاؤا بهم الى امريكا كعبيد للرجل الابيض وان استعباد الافارقة واستغلالهم بدأ من القرن السابع الميلادي / اي منذ عصر النبوة / حتى اوائل القرن العشرين وكانوا قدوة للغرب باستعباد الافارقة وأخذهم كعبيد للرجل الابيض في القارة الامريكية مؤكدا انه تم حتى بدايات القرن العشرين تم استعباد وتهجير اكثر من 29 مليون نسمة من الافارقة منهم 12 مليون نسمة تم بيعهم واستعبادهم في اوروبا و 9 مليون في بلاد الخليج العربي و 8 مليون نسمة في افريقيا نفسها .
ولا يعتبر نودياس صاحب فكرة تأليف كتابه بل بتكليف من دار نشر / روهفولت / الالمانية احدى كبرى دور النشر في المانيا واوروبا الوسطى ويعود سبب تكليفها نو دياس بوضع الكتاب الى انها تصدر بين الحين والاخر كتبا عن افريقيا واستبعادها وخاصة وقوع بعض بلادها تحت الاحتلال الالماني اضافة الى الاستعمارين البريطاني والفرنسي وبالتالي انتباه الرأي العام في المانيا واوروبا وامريكا والدول الغنية والصناعية بشعوب افريقيا الفقيرة وكيفية الاخذ بيدهم ومساعدتهم اقتصاديا واجتماعيا ومعنويا .
ولم يستطع الخبيرالاقتصادي توضيح المراجع التاريخية والسياسية لمعلوماته حول استبعاد العرب المسلمين للافارقة الا أنه أستند الى تقارير الرحالة الانجليزي عن افريقيا الصحافي هنري مورتون ستينلي / 1841- 1904 / الذي كان وراء تشجيع بلاده على احتلال افريقيا وتنصيرها والى الرحالة الالماني جيرهارد روهلفس / 1831 – 1896 / الذي كان قد صاحب الجيش الالماني باحتلال ناميبيا ، علما أن الرحالتين المذكورين لم يذكرا في كتبهما استبعاد العرب المسلمين للافارقة بل أكدا غير مرة رحمة العرب المسلمين بالافارقة .
واستعباد الافارقة وقع بالفعل بالتاريخ الا أن الافارقة الذين كانوا رقيقا عند المسلمين كانوا لم يدخلوا بالاسلام بعد الا انهم عندما اعتنقوا الاسلام اصبحوا احرارا بعكس نصارى اوروبا فهم يعتقدون ان استعباد السود جاء من امر رباني يعود الى حام بن نوح الذي يقال بأن السود الافارقة من نسله لان التوراة تزعم بأنه كان أسودا ولسبب سواده جعله نوحا عليه السلام خادما لاخويه سام ويافث .
والسبب باتهام السنغالي المذكور للعرب المسلمين يعود لانه اعتنق النصرانية وبالنصرانية التي اعتنقها اصبح معروفا لدى الاوساط الاقتصادية ولو بقي على اسلامه لبقي مخمولا لا يعرفه احد على حسب رأي وزير الدولة السابق في وزارة الخارجية الالمانية ومسئول ملف سياسة الشرق الاوسط في الحزب الديموقراطي الاشتراكي سابقا كريستوف تسوبل ، فقد وصف الكتاب بعد استماعه لمحاضرة نو دياس بأن الكتاب لا يعتبر بذات اهمية فهي افتراءات تضاف على العرب المسلمين لمساعدة الغرب على أقاويلهم بأنهم مصدر للارهاب . ويقع الكتاب في حوالي 300 صفحة من الحجم الوسط من المقرر أن ينزال الى الاسواق خلال شهر تشرين ثان / نوفمبر المقبل.