قراءة في ديوان مرسى الوداد لشيخة المطيري

قراءة في ديوان مرسى الوداد لشيخة المطيري

نسب أديب حسين

تتحفنا الشاعرة شيخة المطيري بديوانها الشعري مرسى الوداد الصادر عن مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث عام 2009 ، يشمل الديوان 23 قصيدة، قسمٌ منها جاء على نمط  التفعيلة ، وقسم آخر شعر عامودي.

كان للرثاء نصيب كبير في التجلي بسبع قصائد من الديوان، ترثي الشاعرة عددًا من الشخصيات المعروفة وغير المعروفة، ففي قصيدة جرح بتشرين ترثي(الشيخ زايد) وفي قصيدة أخرى ترثي حمد خليفة أبو شهاب، وبأخرى ترثي أم البنين، وترثي الابن في قصيدة وداعًا بُني بعد أن قامت ببحث في موضوع رثاء الأبناء كما جاء في التقديم للقصيدة.

لاحظت أن الشاعرة كتبت العديد من القصائد التي تقمصت فيها شخصية رجل وتخاطب فيها المحبوبة الميتة، كما في قصيدتي في رثاء أم البنين وبعد الرحيل.

في قصيدة الى الرجل مع التحية تبارك للرجل بعداوتها اذ تقول :

بارك الله في ابتعادك عني   لا تعد لا تعد أنست الغيابا

لم تعد تملأ الحياة حياة    إن قلبي من حب عينيك تابا

وفي قصيدة أخرى ( وجودك يعدل الدنيا) تقول :

رغم كل شيء

وجودك يعدل الدنيا

وما فيها

وظلك واحة غنت

طيور مشاعري فيها

فكأني بالشاعرة تطل على نصها من بعيد، من وجهة نظرٍ ونقيضها فلا نستطيع الوقوف على مكامنها.

نشهد تعاطف الشاعرة مع القضية الفلسطينية في قصيدتي جنين وفجر الشهداء، وكذلك مع قضية العراق في قصيدة تأملات في قلب عراقي.

عندما بدأت بقراءة الديوان رحت أسجل جانبًا عناوين القصائد التي نالت اعجابي، وعندما شارفت على النهاية وجدتني قد قمت بتسجيل معظم العناوين، أعدت قراءة القصائد مراتٍ عديدة إنها بالفعل ككل مجموعة قيّمة، وكانت من أكثر القصائد التي نالت اعجابي بروعتها(سعاد، مرسى الوداد وأخفي الهموم ) . وأختم ببيتين من قصيدة أخفي الهموم :

أخفي الهموم وهذا الدمع فضاح   بل كيف أصبرُ والأحباب قد راحوا

يلوح فوق سما أشعارنا قمرٌ يبكي الفراق وأهل الود ما لاحوا

"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع ـ المسرح الوطني الفلسطيني ـ  14102010