في ظلال مسرحيتكم هاشم بن عتبة

في ظلال مسرحيتكم الموسومة

بـ"هاشم بن عتبة"

المنشورة يوم 24/5/2008م

د. عبد الله الطنطاوي

[email protected]

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم ، ناصر رسوله محمد الامين وصحبه الغر الميامين ، ممن باعوا الحياة الدنيا واشتروا بها ثمنا غاليا جنان النعيم ، ففازوا بتجارة لا تبور،  

 سيدي الشيخ الأديب عبد الله الطنطاوي ، امد الله بعمرك سنين طوالا لخدمة دينه والكتابة عن صحابة رسول الله ممن جاهدوا في الله جهادا ما عليه من مزيد، فقطعت اعضاء من اجسادهم وفقدوا يوم تعوير اليرموك (700)سبعمائة عين بسهام الروم ولم يجزعوا ، بل تباهوا بفقدها ، لانه اوسمة تزيدهم بهاء وجلالا، فالمغيرة فقد عينه ، وعيره الفرس بها لاغاظته بعد مقابلتهم كرئيس وفد ، فقال لهم كلمة خالدة ترجموها للفرس "ليت لي الف عين تفقأ في سبيل الله العين تلو الاخرى " ومثله  عين عتبة وغيرهم كثر ، لقد وظفت باسلوبك الرشيق ثلاثة اعلام هم فتى وفتاه ، وعلقت على اسميهما المبركين فوزي فوزيه ، واستحضرت من عالم الخلود الشحص المستدعى من عالم عيب الشهداء وكبار الصجابة شانك مع هاشم ، واستعنت ، بالصوت والصورة على ما يفهمه المخرجون المسرحيون ، ليحدثهم عن نفسه كانه ترجمة ذاتية ، وبها استعنت بثقافة واعية لاستحضار شخوصك وقد عببت من سيرته الحربية بل وسيرته في جاهليته واسلامه ، وتنقلت بسيرته على هيئة شريط سينمائي من موقع لاخر ، احضرته مع خالد من العراق ، كذا هو شانه  ثم اعدته الى القادسية ليشارك عمه سعدا احد العشرة المبشرين في الجنه وهو من اخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من الرجال القلة الذين صمدوا مع رسول الله يوم احد وقد رماهم بالف سهم ورسول الله يشد على يده " ارم سعد فداك ابي وامي " من له خال مثل خالي ، واي وسام يعلو فوق وسام رسول الله ، سعد هذا يقبل راس ابن اخيه بعد قتله الاسد الشرس الذي كان يربى في حدائق قادة الفرس للرعب والارعاب ، فما كان من عتبة الا ان قبل قدم عمه سعد يرد على توقيره بتوقير طاعة ومحبة ، والحق فقد اعددت ثلاثة بحوث عن القعقاع بن عمرو التميمي ودوره في فتوح العراق والشام تم عودته الى حمص لمشاركته ابا عبيدة في انجاز آخر فتوحاته " فتبين لي من خلال شعر القعقاع ان معركة اليرموك كانت سنة ثلاث عشرة للهجرة في زمن الصديق وليس في زمن الفاروق ، على رغم من اختلاف الروايات التاريخية فيها بين خمس عشرة واربع عشرة ، ومثلها القادسية سنة اربع عشرة ، ذلك من شعر القعقاع الذي فيه توجه مع خالد من بصرى الى اليرموك وعلى ذلك فان اشتراكه قائد كردوس بامرة سيف الله هو الخبر الصحيح ، لم استطع ان اضيف شيئا ذا بال امام مسرحيتكم التي وردت بعبارة سهلة ممتنعة ، وقد نهلت من موارد الادب على عادتك واستعنت بالدرس التاريخي وتحديد بعض الاماكن الجغرافية لتتم متابعة حركة المترحم له بسهولة، في مواقفه المتعددة في اطاري الزمان والمكان  باسلوب مسرحي سهل ، ينفث في روع الشباب عزة  وينفخ في أرواحهم انفاس الجهاد المستمرة من  انموذجات اسلامية عليا.

آجركم الله وسدد على طريق الحق والجهاد خطاكم

المحب حسن الربابعة