نقد صورة عمان

نقد صورة عمان

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

( نقد رسالة جامعية عنوانها "صورة عمان في الشعر الأردني ـ دراسة موضوعية وفنية "إعداد الطالب خالد إسحاق  الشباطات،بإشراف الدكتور إبراهيم عبد الجواد البعول ،وعضوية الأستاذ الدكتور محمد الشوابكة ،والأستاذ الدكتور محمد احمد المجالي ،والدكتور حسن محمد الربابعة ، التي نوقشت وأجيزت  في كلية الآداب ـ جامعة مؤتة،قاعة العرض، الساعة العاشرة صباح الأربعاء الموافق لليوم الحادي والعشرين من شهر أيار عام ألفين وثمانية )

*******

باسم الله وكفى ،الذي إذا رفعت الحرف الأول منه بقي لله، وإن حذفت الثاني بقي له ,وإن حذفت الثالث بقي هو الله الواحد الأحد،عليم السر والنجوى ،باسمه الجامع لأسمائه الحسنى ، وجميعُ الأسماء متعلقة به،فسبحان الله وكفى ، ونصلي ونسِّلم  على خاتم الأنبياء، محمد النبي الأمي، ونجلُّ اللهَ على أول أمر لنبيه أعطاه "اقرأ "باسم ربك  الذي خلق ، وتصاقبه "ارق " فكلما قرأت رقيتَ  أيها الإنسان بعلم الله وإذنه ، إلى علم الله الذي لا يحيط به إلا هو مصداقا لقوله تعالى  "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "  ، و نصلي على آله الأنجاب ، وصحبه الأحباب ،مصابيح الهدى ، في الحنادس ،والأطهار من الرواجس، وبعد؛

  فأشكر لأخي ، رفيق الدرب العلمية، منذ عقدين من الزمن، الدكتور إبراهيم عبد الجواد البعول ،الذي أكرمني  بالاطلاع على رسالة ماجستير بإشرافه  في الأدب الحديث ونقده موسومة ب"صورة عمان في الشعر الأردني ـ دراسة موضوعية وفنية "من إعداد طالبه، خالد اسحق الشباطات ،فاختارني عضوا مناقشا لها من ضمن لجنة علمية كبيرة في العلم والقدر ، وهما الأستاذان الدكتوران محمد الشوابكة ، و محمد أحمد المجالي ،وهما من أساتذة  جامعة مؤتة الكبار،كبيران نتاجا وإبداعا ، وإشرافا ونقدا

والحقُّ ، فان دراسة المكان أدبيا عامة، والأردني خاصة  مطلب قديم متجدد ، لانَّ فيه رصدا لتطور المكان ؛عمرانيا واجتماعيا وفكريا ، وتفسيرا نفسيا،ومعرفة العوامل التي أثَّرت فيه وأثرته ، أو العوامل التي أثَّرت فيه وهدمته أو غيَّرته ، لا من خلال الدرس التاريخي الجغرافي حسب ، بل من روح الأدب الذي يعدُّ  بحق أبا الفنون ، وهو المتكأ علبه ، والملجأ إليه ،عندما يَخلط المؤرخون في أحداثه، أو يتشككون في تواريخه ، فتنهض الكلمة الفنية ساعتئذ بطاقتها اللغوية، فتشهد لقائلها ما قاله فيها حتى وان غابت عن مسرح المكان بعضُ شهوده .

     لقد سرَّحتُ ناظريَّ بهذه الرسالة العلمية الجادة ـ مبنى ومعنى ـ فألفيتُها نهضتْ على أربعة فصول وخاتمة، وملاحقَ، رصد فيها صاحبها ، بعض الأشعار التي عنيت ب"عمان "فذكرتْها ، أو تغنَّت بها ، فأعجبتها .

    أما الفصل الأول، فاحتوى المقدمة ، والثاني عنونه ب"القضايا الموضوعية "والثالث وسمه "بالبعد الوجداني " والرابع ب"القضايا الفنية "، ثم بخاتمه بيَّن فيها أبرز النتائج ، وألحقَ  برسالته جداول تضمُّ أسماءَ الشعراء، وعنواناتِ قصائدهم ، وأسماء الدواوين والمجموعات الشعرية التي اعتمد على كثير من الأشعار فيها ،وانتهى بجريدة مصادر ومراجع كانت كافية في موضوعه ، كلُّ ذلك ضمَّتْهُ دراسته في (195)مائة وخمس وتسعين ورقة من الحجم الكبير.  أمَّا فصله الأول ـ  وأرجو أن بتسع صدرُهُ للنقد الحق ـ فهو أضعف فصل في رسالته ،لأنه بدأ بالحديث عن المدينة في الشعر العربي الحديث ، وأخَّر ما من حقه التقديم   وهو "عمان التاريخ والحاضر "هذا من جهة،ومن أخرى ، فقسم الفصل قسمين : أولا وثانيا ولم يتقيد بهما في درجه إياهما في  مكانهما حسب الأصول، كما هو في ا وراقه( الخامسة والسادسة وما بعدهما )ومن جهة ثالثة،وهي الأهم أن عبوره إلى تاريخ عمان عبورٌ متعجل ، فيه خلط   و خطل ، فها هو يقول "عمان شهدت حضارات ابتدأت منذ العصر الحجري والحديث أي ما يعادل (8500) عام قبل الميلاد ورقة (19) وفي خاتمة رسالته عد مسيرتها ثلاثة آلاف عام ورقه (164)، فضاعت صورة عمان منه خلال خمسة آلاف  عام آلاف السنين، واعتمد في تاريخها على دراسات حديثة ليست كافية في مجالات التوثيق التاريخي لمدينة عمان ، ومال إلى الكتابة  الإنشائية لمَّا أعيته الحيلة ، دون دليل علمي شانه في الورقة (22)، وأسرع في الخروج من الدرج التاريخي لمدينة عمان ،كاد يكون صفر اليدين ، فاعتمد على دراسات حديثة  نحو حنان  الملكاوي وهند أبو الشعر في دراستيهما عن عمان  وغيرهما وان كانت دراساتهم جيدة في مجالها إلا في جانب ثوثيقي لبدء نشأتها ،وهذا الذي لم يستطعه الباحث ، ليوثق معلوماته عن نشأة عمان،  فتناقض في سيرة عمان وعمرها كما أسلفت، واعتمد على تجديف التوراة باسمها "عمون"ـ ولم ينقدها ـ  بان اسمها كان لنسبتها إلى عم ابنة لوط،التي ضاجعت عمها بعد أن أسكرته ، فأحبلها فولدت له "عمون "، وهذه من التي أدرجها الحموي في معجم البلدان  مادة "عمان " ولم يكذبها  الحموي ، وكان عليه  أن يذكرها تجديفات لليهود على أنبياء الله عليهم السلام ، منهم داوود النبي الذي مسخه اليهود، فأسموه"ابن زنا " ومسخوا نبوته بأنه كان فاسقا، ينظر من جبل القلعة إلى إحدى نساء ضباطه الحسان، وهي تستحمُّ ،في بيت قريب من المدرج الروماني الذي ،يقابلها من جهة الشرق ، فأرسل داوودُ الضابطَ للحرب، ليخلو له جو الفسق بامرأته ، وقد أدرج عبد الله التل أحابيل اليهود في مؤلفاته المتعددة معتمدا على ما وصل إليه من مراجع التوراة ، وأصحاحاتها ، وقصدي القول بان دراسة الجانب التاريخي صعب سلمه،لا يرتقيه  إلا باحث ذو تؤدة وصبر ،  وهذا الذي لم يتمكن منه صاحب الرسالة  هذه ، وكنت أتمنى أن يدرج الباحث الشباطات الشعر القديم في عمان على نحو من تدرج تاريخي يبدأ بالأعشى مثلا ثم ب"مليح الهذلي ثم بالفرزدق ثم بالخطيم  العبشمي ، لنرى صورة عمان عبر  تعاقب زمني الليل والنهار،انظر وراقه (24ـ27).وثمة خلط عنده في فهم النص للأحوص ورقة (24) إذ شرح  سلعا  على انه  حصن بوادي موسى مع أن الصحيح مكانه بين نجد والحجاز كما عند الحموي : معجم البلدان( ج3/269).وفي القصيدة العينية للأحوص تشوق إلى بلاده من العقيقين وسلع (24)

    أما الفصل الثاني (البعد الحضاري )فقسمه بابين وددت لو غيره إلى بعدين  هما البعد  الجمالي والبعد الوجداني (ورقة28)وقد أحسن في هذا الفصل ، إذ عرض لجغرافية عمان ، معتمدا على آثار الجغرافيين العرب على نحو غبر كاف  من الدرج الزمني مكتفيا  بياقوت الحموي المتوفى في القرن السابع وأبي الفداء المتوفى في القرن الثامن الهجريين أوراق (32ـ33)، ولو قدم ذكر الجبال إلى ورقة 32 لكان أفضل من إبقائها في مكانها حاليا (ورقة 35) ،ليستقيم الحديث عنها حال ذكرها وليس على تأخر من الذكر بعد أن تكون الدراسة قد بدأت بالجبال من صفحات سلفت .

لقد استوعب الباحث دلالة الجبال ، من خلال الشعر فذكر بعضها من نحو جبل النظيف وجبل التاج ورأس العين ، وراح يترسم شوارعها المعبدة والترابية ، وأشار إلى جبالها السبعة ، وان لم يرد ذكرها كلها في الشعر ،وإنما أورد عددا لا تفصيلا ،وفي الشوارع تَستحضرُ دراسةُ الشباطات الصورةَ الصوتية من الموسيقا ،التي يرقص لها قرميد عمان الحاضرة ،ويتَّحد الشاعر بالشارع فيغنيان معا من فرط الهوى ، ومن الشوارع أزقة ضيقة،ومنها شارع السلط الجميل ذو الفتن النسائية، حيث تسكب عمان فيه كل فتنتها ،ورقة (46)،وثمة شوارع في عمان ضاعت للتقدم الحضاري، و بعض الشعراء يتندم لضياعها ،(47)ويترسم الشباطات المقاهي المنتشرة على إطراف الشوارع ،كما يترسم  نبع رأس العين، ويستحضر صور الشعراء وهم يشربون من مائه الزلال ، (48)وتتهندس الكلمات عند بعض الشعراء المهندسين،فيرسمون  صورة خمائليَّة لعمان ، حيث الأزهار تكسوها ، والطيور تبغم في رياضها ، وهديل الحمام ، يذكر بشهر  العسل (49) والزعتر البري يكسو جبال عمان ، وينتشر الصنوبر والكروم والبساتين الغناء في ربوعها ،، وترى الصورة على نوعين ثابتة كالشجر، ومتحركة كالطيور والحسون والحمائم وأنواع الطيور ، فيمتلئ الجو ألحانا وأنغاما شجية ، تتوزع البهجة في ارض عمان وسمائها (51)، وتتحول عمان في هذا الفصل إلى عدة رؤى ، فهي مدينة الشوق ولقاءِ الأحبة ، وتتحوَّل عمان جغرافية للروح المملة، فأمكنتُها تشقُّ من الضلوع متنفسا لها ، ويقيم بعض الشعراء علاقات وطيدة بالمكان ،عن طريق ذكرياتهم ، وتكون عند الشعراء جنات عدن ، وعمان مدينة يحنُّ إليها الغائبون عنها ، وهم في تدافعهم تحنانا إليها تبرز عندهم هواجس تنغِّص عليهم  عودتهم من مثل جمركة سياراتهم على الحدود ،  (58)، واستعان الشعراء على بناء صورة عمان بالأسطورة ، وشهريار مثلهم ، والتضمين حينا ، فعادلوا قلق امرئ القيس ليلة مراقبته النجوم التي شدت بالحبال إلى صم الجبال  ببعض لياليهم (59)*، وعمان عندهم مجسَّمة تمدُّ ذراعيها للشاعر الوله ، وهي مشخَّصة تضم ابنها الشاعر إلى حُضنها بشوق وتحنان ، وتتحول عمان طائرا يمد جناحيه برفق كأنه بساط الريح لحبيبه الشاعر ،(62)، وعمان تميمة يعلقها الشاعر في عنقه ، يستعين بها لتمده بطاقة سحرية ، تخفف  عنه  مما يعانيه من ارق  لفراقه عنها ،أما طيور عمان فكان ينبغي أن تكون مع الطبيعة المتحركة ورقة (97) ؟  في مجال الحيرة الجامع بينهما (67)، والطيور في عمان تتساءل عن مرابضها بعد أن ابتلعتها عُمران عمَّان،، ولم ينقد الشباطات ما وهم به الشاعر أبو غريبة أو أبو غرابيه وقد أدرج اسميه هذين في صفحة واحدة ، إذ لم يصحح  الشباطات له وهمه بان عمان لم يكن لها دور في غزوة مؤتة، ولا في معركة اليرموك ، فمن أين لهذا أبي غربية  هذه الخلطات الغريبة  ؟(69) ، وعمَّان ملتقى ملوك العرب وزعمائهم  قبل (1990م) ، ومكان عمان  بين العواصم من حيث الموقع الجغرافي ، إذ تقع بين بغداد ودمشق والقاهرة والقدس ، (70)، وتتحول دلالتها إلى واحة أمن وأمان يحمد الله على تينكما النعمتين  (72)،وعمان هي حلم العرب في الوحدة العربية (74)وهي أخت الرباط أخوة ونسبا ، وهما جناحا وطن كبير؛ شرقي وغربي ،(76)، وتتحول عمان إلى مدينة  رافضة  للعنف ،تتأبى الإرهاب ولا تجيزه ،لأنه مخالف لما ورد في كتابي الله القرآن الكريم والإنجيل (78) ، وقد برزت ظاهرة نبذ الإرهاب شعرا بعد تفجيرات الإرهابيين يوم 19تشرين الثاني 2005م ، وعلى مساوئ التفجيرات فلها فائدة، لأنها وحدت صفوف الشعوب العربية  (81 ـ82)، ووقف بعض الشعراء يلتقط بعدسة أفكاره صورا بشعة لأجساد تناثرت في الفنادق العمانية في التوقيت المذكور (83)، ويردُّ الشعر على التفجيرات من جانبين ، ديني وأخلاقي ، فيحرمانه.(85)ويعدَّ  بعض الشعراء ضحايا الانفجارات شهداء (86)، وعمَّان عصية على الانفجارات لا تنحني إلا لله (87). وتتحول عمان إلى صور متعددة كأنما تديرها ببرنامج (باور بوينت )فهي حينا أم ومربية ، رمز خصب وعطاء (89)وهي حينا معشوقة(90)وهي مدينة مجاهدة، شقيقة القدس ،(92) وهي مدينةُ ضيافة، وحاضنة للغة العربية الفصحى ، (96) وهي مدينة الحلم ، مأوى المرعوبين من أقطار العالم العربي (98)وعمان مدينة محيرة مربكة جديرة بالعشق الدائم (100)

أمَّا الفصل الثالث فتناول فيه "البناء الفني" من ثلاثة محاور هي؛ اللغة والصورة الشعرية والموسيقا ، أمَّا اللغة فلم يتوقف عندها لغة واصطلاحا فأغمط  حق  المعاجم المختصة، ولجأ إلى الطبل وعز الدين إسماعيل وعبد الفتاح نافع ، ليعرِّفوا له اللغة (104ـ105 )واستوقفته صورة عمان، مشخصة متحركة وملونة ، فهي فرس لا يثنيها الريح وهي حدَّ الرمح القرشي القد ،(106)وهي عكَّازة الحلم الذي يتكأ عليها (107)، ووظف من اللغة تراثها الشعبي ؛كراسي القش واكل البليلة (109)ومن اللغة عادات اجتماعية كالعاب النرد والشطرنج ،ووظف بعض  التضمين "يا زمان الوصل بالسيل النظيف "(109) وما بعدها ،واستوقفته الصورة الشعرية (113) ولكنه لم يعتمد على من كتب فيها وأجادوا، منهم نصرت عبد الرحمن وعبد القادر الرباعي ، وحشد أسماء من كتبوا فيها حشدا فقط، ولم يفد من مؤلفاتهم ، ولم يذكرهم في مصادره ، فظلت الصورة الفنية تائهة المعنى ، لم  تحددها   أوراقه(113وما بعدها116 )وتوقف عند أنماط الصورة الحسية من بصرية وسمعية ولمسية وذوقية وشمية، وكان يهتم بعرض أبرز ما تتلقطه حواسه منها ، وان كان فاته الصورة النفسية الجامعة لكل هذه الحواس من جهة، كما فاته التطبيق الكلي على نص كامل يدرس فيه تراسلات الحواس في طاقة اللغة .أما الموسيقا الشعرية  فجدول لها كما في ورقة (156) اثني عشر بحرا وعدد قصائد واستخرج النسبة المئوية في دراسة علمية جادة عرض للبحور وأدارها على فنون الشعر المختلف ، وان كان حتى الآن لا يُجزم بإدارة بحر محدد على غرض وحيد أوحد ،لقد ابرز الجدول اثني عشر بحرا توازعته (176) مائة وست وسبعون قصيدة ،احتل البحرُ الكامل الترتيب الأول فيها ومجزوء الرمل الترتيب الثاني عشر ، وقد راح الشباطات يجتهد في وصف البحور  وأسباب النظم عليها ، وهو اجتهاد يحمد له .

   أما ملحقه بأسماء القصائد وأصحابها التي قيلت في عمان فبلغت عنده (137)مائة وسبعا وثلاثين قصيدة ،لمائة وسبعة وثلاثين شاعرا ، فهي مما يؤخذ على جدولته انه لم يرتب أسماء الشعراء الفبائيا ، فتكرر بعضهم، نحو محمد أبو غربية رقم 7ورقة 167 ورقم 80 ورقة 176 وعبد الباسط الكيالي رقم 72 و116 ورقة 175 وورقة 116 ، وبعض الشعراء لم يدرج لهم شعرا،وإنما عرضوا في القائمة دون شواهد منهم نايف أبو عبيد ولميس عتوم، والمقدادي، وإبراهيم المبيضين  وراكان أبو شطيرة وغيرهم كثر.

  أما قائمة المصادر والمراجع فجمعت معا،ولو فصل بينهما لكان فصَّل وأفضل ، وقد بلغت (68)مصدرا ومرجعا و(55)ديوانا وست دوريات ،وهي أعداد كافية للنهوض بمثل هذه الرسالة ، ويلحظ في مراجعه أمور ينبغي التنبه لها منها، بعض مراجعه حشدت دون أن يشار لها في متن رسالته وحواشيها ، وبعضها أشير إليها في حواشيها ولم تدرج في ثبت المصادر، وبعض المؤلفين أشير إلى اسمه غير مرة والصحيح مرة واحدة، وتذكر تحت اسمه مؤلفاته الفبائيا ، نحو إبراهيم أنيس (185)وحيدر محمود (192)وعبد الله رضوان (193)ونوال عباسي (194).

ومجمل القول" فان هذه الرسالة جيدة المستوى ، فيها جهد مبذول وجدية، قلما تَلحقُ بها  كثير من  رسائل الماجستير، على حد ما اطلعت عليه منها ، لغته سليمة نكاد نبرؤها من هنات الإملاء وعيوب اللغة ، له قدرة مميزة على اختيار النصوص ،وضبطها ، ونقدِها واستنطاقِها ، وله قدرة على إبراز صورة المدينة بألوان مختلفة ، مستعينا عليها بطاقة اللغة ، فتراها حينا متحركة وحينا ثابتة ، وحينا تراها بعينك الباصرة وحينا بقلبك، وحينا  تشمُّ عبق الزعتر فيها ،وشواء اللحوم الآدمية لشهداء التفجيرات فيها  حينا آخر، وترتسم صورة عمان الحديثة بجبالها وشوارعها ، وأزقتها المعبدة والمغبرة ، وتارة ترى أطيارها هاربة من ضوضائها  ، وغير ذلك كثير، تجده في هذه الرسالة العلمية.،فأتمنى له التوفيق في نشرها قريبا لأهميتها ، واحسب أن أمانة عمان لن تدخر جهدا في نشرها، وهي التي وسمت بها ، وصورتها في القرن الحادي والعشرين شاهدة عيان  ، وانَّ مثل هذه الرسالة لا تنهض إلا بإشراف دكتور محترف أيضا ، قد بصدق فيه القول:" انَّ هذا الشبل من ذلك الأسد " ، وما توفيقنا إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب،. أما الملاحظات عليها ، فنعرض لها على عجل في ضوء الوقت المحدد ، وان فاتنا الوقت ، فعليك مراجعتها في النسخة التي بحوزتي والله الموفق ، وهو المستعان به ، والحمد لله رب العالمين.