قراءات سيكولوجية
في روايات وقصص عربية
للكاتبة بنور عائشة
بنور عائشة ـ بنت المعمورة ـ
[email protected]
صدر للكاتبة بنور عائشة عائشة بنت المعمورة كتاب قراءات سيكولوجية في
روايات وقصص عربية عن منشورات دار الحبر وفي إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية
لسنة 2007.
قراءات سيكولوجية في روايات وقصص عربية يقول عنها الروائي رابح خدوسي في مقدمته ((
من السهل أن تقدم للقراء عملاً إبداعياً وفق معايير قد تختلف من كاتب لآخر و يعد
كلامك وجهة نظر، لكن أن تقدم عملاً نقدياً يجمع بين الآراء العلمية والانطباعية
فهذا ما يتطلب أكثر من منظار، في وقفات متعددة ، لأنه بالدرجة الأولى حكم على حكم
أو شهادة على نقد .
و إن هذه المقاربات
النقدية التي بين أيدي القراء للكاتبة عائشة بنت المعمورة يندرج ضمن هذا السياق، و
لعل أهم ما يميز هذه القراءات السيكولوجية الواردة في الكتاب .
أولا :
السبق في معالجة
النصوص الأدبية الجزائرية من جانبها السيكولوجي ، و هو ما يتيح للقارئ اكتشاف عوالم
جديدة في عملية الإبداع من حيث الدوافع النفسية التي تكمن وراء كل نص مكتوب ، أي
معرفة الذات المبدعة في أعماقها الحسية واللاشعورية ، و هو ما يمنحنا معرفة أنفسنا
و تشريحها بأدوات تختلف عن الأدوات التقليدية المعروف ة في مجال النقد الأدبي ..
وهي محاولة جادة وحتمية للتصالح مع الذات .
ثانياً :
التنوع الملحوظ في
النصوص المدروسة ( قصة ، رواية) ومن مناخات فكرية و مكانية وزمانية مختلفة أي أنها
بأقلام غير متجانسة و أغلبها أسماء معروفة لها وزنها في مجال الكتابة العربية أمثال
( أحلام مستغانمي، نوال السعداوي ، شاكر الأنباري
…) لكن الكاتبة أخضعتها كلها إلى معيار علم النفس وهذا يعني أن المنهج
العلمي المطبق في إطار التحليل النفسي له قدرة التحكم الكاملة في السلوكات
والتعابير الإنسانية من حيث الإحاطة بها و إبراز عناصرها و جزئياتها الخفية .
ثالثاً:
القراءة
السيكولوجية بمنظار قلم نسوي يضفي على هذه الشهادات مصداقية تجعل المتلقي واثقاً
فيما يقرأ ومحيطاً بالمعطيات الجديدة التي تلامس بل تؤثر في آليات الإبداع العربي
المعاصر ..
و الواقع أن الكتاب
العرب اليوم في حاجة ماسة إلى معرفة أنفسهم ، و ماذا يريدون و لماذا و لمن و كيف
يكتبون قبل أن يخطّوا سطراً واحداً لأن المكونات الأساسية لذهنيات قرائهم قد تغيرت
بفعل المستجدات على مستوى المفاهيم و القيم و الوسائل التعبيرية و أدوات النشر .
فالنشر الالكتروني و حرية التعبير و مستوى الوعي ونضج الإدراك و الأحداث الدولية ،
و ما يتولد عنها من تجدد على مستوى النظرية و التطبيق خلقت متلق جديد يختلف عن
نظيره في القرن الماضي .
ومن هنا فإن علم
النفس الإبداعي أضحى ضرورة ملحة في عالم اليوم كما هو الشأن بالنسبة لعلم النفس
الصناعي و العيادي والتجاري
…إلخ
إن هذه القراءات السيكولوجية لصاحبتها عائشة بنت المعمورة خطوة أولى على طريق طويل
ظل مغلقاً منذ عصور..
و ظل الإبداع عندنا
في حاجة إلى من يخرجه من عتماته وهذيانه
…