أطفال الحجارة في شعر محمود مفلح

أطفال الحجارة والمدن العربية

في شعر محمود مفلح

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

محمود حسين مفلح الشاعر الفلسطينى ولد عام 1943 م فى قرية سمخ على ضفاف بحيرة طبرية وهو عضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق واتحاد الكتاب الصحفيين الفلسطينيين وعضو رابطة الأدب الإسلامى العالمية ، وشاعرنا درس جميع مراحل تعليمه فى سوريا بعد هجرة أسرته من فلسطين وحصل على شهادة أهلية التعليم الابتدائي، ثم حصل من جامعة دمشق على إجازة فى اللغة العربية ، اشتغل بالتدريس فى سوريا والمغرب ويعمل منذ عام 1980 موجها تربويا للغة العربية بالمملكة العربية السعودية ، وشاعرنا جسد نكبة وأحزان الفلسطينيين ودار بين دروب القدس العتيقة شامخا جلدا لا يلين فنجد فى جولة سريعة ولمحة خاطفة فى ديوان " إنها الصحوة " 1988 م" ونقوش إسلامية على الجدار الفلسطينى "، فإلى أطفال الحجارة ،إلى الأطفال الذين أمسكوا بزمام المرحلة وأتقنوا فى الشهادة ،وأبو الموت إلا واقفين شامخين فى أرض الأنبياء والشهداء ،أرض فلسطين إلى أطفال الحجارة ،وفى قصيدته " نقوش إسلامية على الحجر الفلسطينى " قال :-

أنـتم سنابل هذا العمر فى iiبلدى
أنـتم خيول بنى الإسلام iiجامحة
مـن  الخيام خرجتم تعزفون iiلنا
شدوا الخناق فإن العرس عرسكم
هـاتـى الزغاريد يا أماه iiعالية
ضـمى الشهيد ولفى فى iiعباءته





وفى لهاث الصحارى أنتم المطر
يـقـودها زمن الإسراء والظفر
لـحن الفداء فجن اللحن iiوالوتر
وهـذه  الـغادة الحسناء iiتنتظر
فإن  أطفالنا فى القدس قد iiكبروا
كـل الـجراح فلا يبقى لها iiأثر
صمدت وصار ديدنك الصمود
بـقـيت وألف مجزرة iiتولت
وقـفـت تـعلم الأجيال iiلحنا


ولـو  أغرى العبيد بك iiالعبيد
يـبـيـد  الـقاتلون ولا تبيد
فـدائـيـا فـيـكتمل iiالنشيد

ويتضح ذلك جليا فى أهم معالم شعره ومن خلال دواوين الشاعر فى المدن العربية التى كم طاف وكم جال بها ؛ بداية من وطنه المصفود ، بلد الإسراء ، ففى قصيدة " يا قدس " قال مفلح :

يا أيها الوطن المصفود معذرة
لى  ذكريات بها ترتاح قافلتى
ولا نسينا ورب البيت سوسنة
ولا  شجيرة ليمون على كتفى



إنا نخوض إليك الليل والمحنا
كالجمر تيقنها من كابد iiالشجنا
ولا جناح هزار رف أو iiسكنا
ما زلت أحملها جلدا هنا iiوهنا

تحية معطرة إليك يا مدينتى المنورة

تحية الطيور والأقاح تحية الندى

إليك يا مدينة الهدى إليك يا مدينة الرسول

أيتها المدينة الأثيرة العريقة الريادة

أيتها الغمام على رسولنا الأمين

أفضل الصلاة والسلم

ويتجه شاعرنا بقلم مفعم بالشوق والحنين إلى جنوب المملكة العربية السعودية إلى

 " أبها " إلى عبق التاريخ ، إلى النسائم وحينما قدم إليها من جنوب السعودية ، أى من نجران " حيث يعيش شاعرنا موجها للغة العربية فقال :

أبـهـى أتيتك والبشرى على iiقدر
أبـهى  أتيت على إعصار iiقافيتى
فـكم صعدت جبالا أوهنت iiجسدى
وكـم  ركبت صهيل البرق منطلقا
أبـهـى بـهاؤك قد أعزى iiقوافلنا
مـن الـجنوب أتينا والحنين لظى
أبهى وأنت شراع العشق فى زمنى






فـأى جـوهـرة أهديك يا iiعمرى
ومـا لـويت على بدو ولا iiحضر
وكـم سقطت من الإعياء فى iiحفر
يـقـودنـى خطر بكر إلى iiخطر
فـأسرعت  زمرا تفضى إلى iiزمر
يـعـودنـاعبق التاريخ من مضر
وأنـت  مـنحة رب الكون iiللبشر
سيأتيك سيف الذى لا يفل ولا iiينبو
قـوافيك  مثل الغيم ترعى iiسماءنا
عيون المها مالى أرى الجسر خاليا


لـعلك ترضى عن أغانيك يا iiقلب
وقـد فزعت لما تعاورها iiالصحب
فـلا أحـد يـهفو ولا أحد iiيصبو
أزف إلـيـك كـاظمة السلاما
خيام  البدو تنبض فى iiعروقى
أشـم  عـبـير كاظمة iiفأبكى
ألـم يـصـدح بكاظمة iiجرير
ألـم يبن الفرزدق صرح iiمجد




وأرخـى لـلـفؤاد لك iiالزماما
وتـهمى فى لظى كبدى iiغماما
على  زمن شممت به iiالخزامى
فـهـامـت فى روائعه iiوهاما
ولولا الشعر صرحك ما تسامى
بـعـدت حتى ظننت البعد iiينسينى
من بعد عشرين عاما قد ضربت بها
تـفـوح  ملء دمى عطرا iiوأرغفة
درعـا  وأى كـلام لا أبـوح بـه
درعـا وأسـأل عـن أيام iiصبوتنا
عـن الـمـخيم عن فوضى iiأزقته





فـكـيف  تنشرنى درعا iiوتطوينى
فى  الأرض ترجعنى طفلا iiوتبكينى
فـيـا زمـان مراحى فى iiالبساتين
وأنـت أنـت التى باللحظ iiتغرينى
عـن الـدمـاء تغنى فى iiالشرايين
ونـحـن نغرق بين الطين iiوالطين

ونلحظ من خلا ل قصائد مفلح أنه يتسم بالواقعية فى أفكاره وبالصدق فى معانيه والقوة فى ألفاظه.