تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ 32
تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 32
مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها ، بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها
[تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ "ديوانُ الْبُحْتُريِّ عُنِيَ بِتَحْقيقِه وَشَرْحِه وَالتَّعْليقِ عَلَيْهِ حَسَنْ كامِلِ الصَّيْرَفيّ"]
د. محمد جمال صقر
قالَ |
قُلْتُ |
قالَ يَهْجو أَحْمَدَ بْنَ صالِحِ بْنِ شيرَزادَ ، وَجارِيَةَ ابْنِ أَبي قُماشٍ : تَزَوَّجْتَها بَعْدَ إِحْراقِها قُلوبَ النَّدامى وَإِقْلاقِها (...) وَأَحْسَبُ أَنَّكَ مُخْفٍ رِضًا وَقَدْ راسَلَتْهُمْ بِخِلْياقِها (...) الْخِلْياقُ آلَةٌ موسيقيَّةٌ ذاتُ أَوْتارٍ ، لِلْيونانيّينَ وَالرّومِ ، سَبَقَ التَّعْريفُ بِها (...) ، ذَكَرَهَا الْخَوارِزْميُّ بِاسْمِ الشِّلْياقِ . نُضيفُ هُنا أَنَّنا وَجَدْناها في كِتابِ " الشِّفاءُ : الرِّياضيّاتُ ( جَوامِعُ عِلْمِ الْموسيقى ) " ، لِابْنِ سينا ( 143 ) ، بِاسْمِ " السِّلْياقِ " ، وَبِهذِهِ الصّيغَةِ وَرَدَتْ في كِتابِ " تاريخُ الْموسيقَى الْعَرَبيَّةِ " ، تَأْليفُ هـ . ج . فارْمَرْ ( 183 ) ، وَأَشارَ فِي الْهامِشِ إِلى ما يوحي أَنَّها مِنَ الْآلاتِ الْموسيقيَّةِ الْبيزَنْطيَّةِ . |
هو هنري جورج ، وكتابه هذا جيد ، قرأته كله بمكتبة جامعة السلطان قابوس . |
إِذا ما صَديقٌ رابَني سوءُ فِعْلِه وَلَمْ يَكُ عَمّا رابَني بِمُفيق صَبَرْتُ عَلى أَشْياءَ مِنْهُ تَريبُني مَخافَةَ أَنْ أَبْقى بِغَيْرِ صَديق |
لطالما آذاني هذا المعنى ! |
وَما هذِهِ الْاَيّامُ إِلّا مَنازِلٌ فَمِنْ مَنْزِلٍ رَحْبٍ وَمِنْ مَنْزِلٍ ضَنْك (...) الْمُنْتَحَلُ - 264 ، غير منسوب - " وَما هذِه إِلّا مَنازِلُ رِحْلَةٍ ... إِلى مَنْزِلٍ ضَنْك " (...) مُحاضَراتُ الْأُدَباءِ - 2 : 86 - " إِلّا مَراحِلُ ... إِلى مَنْزِلٍ ضَنْك " (...) ، الْفَواتُ - 2 : 375 - " إِلى مَنْزِلٍ ضَنْك " ، الْوافي - 2 : 293 - وَالْأَرَجُ - 183 - " إِلى مَنْزِلٍ " . |
سبحان الله ! قد وقع لي منذ أيام في رسالةٍ هذا التركيب " مِنْ كَذا وَمِنْ كَذا " ، من دون أن أنتبه إلى كتابته ، فلما أعدتها عجبت كيف لم أقل : " مِنْ كَذا إِلى كَذا " ، كما أورد المحقق من الروايات الأخرى ! ولكنها وقعت للبحتري العربي الأبي ! |
حُرُّ النِّجارِ فَإِنْ أَرَدْتَ لَقيتَه عِنْدَ الشَّمائِلِ لِلنَّدى مَمْلوكا |
أليس منه قول الفيتوري في عكسه : " مَمْلوكُكَ لكِنّي سُلْطانُ الْعُشاقْ " ! |
وَكَمْ مِنْ يَدٍ لِلَّيْلِ عِنْدي حَميدَةٍ وَلِلصُّبْحِ مِنْ خَطْبٍ تُذَمُّ غَوائِلُهْ |
أين أنت عن " إِخْوانيَّة " ، وقولي فيها : " يا صُبْحُ يا صَدِئ لِلَّيْلِ أَلْتَجِئ " ! أو عن " شَمْس الليل والنهار " ، وقولي فيها : " فَإِذا زارَتْني شَمْسي لَيْلًا وَابْيَضَّ الْأَسْوَدُ وَارْتاضَ الْجَمَلُ الصَّعْبُ وَسارْ أَرْقُصُ طَرَبًا وَأَراني لِلْعُلْيَا الْمُخْتارْ وَنَهارًا يَحْرِقُني قِنْديلُ الزَّيْفِ تَنامُ الشَّمْسُ عَلى ظَهْرِ الْجَمَلِ الصَّعْبِ الشّارِدِ مِنْ مُسْوَدِّ الْأَبْيَضِ فاقِئِ عَيْني فَأَنا فِي الدُّنْيَا الْمُحْتارْ " ! أو عن " لَيالي نادي المُوَظَّفين " ، وقولي فيها : " لَمْ أَكُنْ أَقولُ حينَ أَطْرَبُ إِلّا اللَّيْلُ حَبيبي فَقَدْ كانَ يَغْذوني أَنا وَيَسْهَرُ عَلَيَّ أَنا وَإِنْ بَدا لِسائِرِ النّاسِ أَنَّه يَغْذوهُمْ هُمْ وَيَسْهَرُ عَلَيْهِمْ هُمْ (...) كُنْتُ شَرارَ النُّجومِ يَسْجُمُني اللَّيْلُ عَميمًا وَمُزْنَةً سَجَمَتْ " ! |
وَكَذاكَ أَنْتَ الْبَحْرُ ثُمَّ تَكونُ في كَرَمِ الْعُذوبَةِ مُشْبِهًا لِلنّيل |
لأضعنَّ فراتا موضع براء ، ثم لأغيرنَّ ما يلزم : يَأْتي فُراتٌ إِلَى الدُّنْيا عَلى ثَبَجٍ مِنِ اسْمِه فَيُذيبُ الْهَمَّ وَالْحَزَنا ! |
هذا وَلَوْ قُلْتُ نَفْسي فيكَ لَمْ أَرَني قَضَيْتُ حَقًّا وَلَوْ أُعْطيتُ ما أَسَل |
ومن قبل ما قلتُ : " روحي فيكَ " ! |
قِفْ مَشوقًا أَوْ مُسْعِدًا أَوْ حَزينًا أَوْ مُعينًا أَوْ عاذِرًا أَوْ عَذولا |
ومن قبل ما نظرت إليه في كلمة تكريم المتفوقين في علم اللغة سنة 1985م ، قائلا : " أَقِفُ مَشوقًا ، لا مُسْعِدًا ، وَلا حَزينًا - وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ فِي التُّرْبِ خاتَمُه " ! |
قَدْ أَتاني عَنْه وَماخِلْتُ حَقًّا وَضْعُه مِنْ كُثَيِّرٍ وَجَميل وَيْحَه لِمْ يَقولُ ما يُفْسِدُ الذِّهءنَ وَيُزْري بِالْفَهْمِ وَالتَّحْصيل فَإِذا ما تَنازَعَ النّاسُ مَعْنًى مِنْ مُبينِ الْفُرْقانِ أَوْ مَجْهول قالَ هذا لَنا وَنَحْنُ فَتَقْنا غَيْبَه لِلسَّؤولِ وَالْمَسْؤول ضَرَبَ الْأَصْمَعيُّ فيهِمْ أَمِ الْأَحْمَرُ أَمْ لُقِّحوا بِأَيْرِ الْخَليل هَلْ هُم لا رَأَيْتَهُمْ غَيْرُ أَبْناءِ شُيَيْخٍ رَثِّ الْأَداةِ ضَئيل جُلُّ ما عِنْدَهُ التَّعَمُّقُ فِي الْفاعِلِ مِنْ والِدَيْهِ وَالْمَفْعول (...) يَهْجُو ابْنَ الْيَزيديِّ فَضْلًا ، وَكَتَبَ بِها إِلى إِبْراهيمَ بْنِ الْمُدَبِّرِ (...) وَدَخَلَ عَلى إِبْراهيمَ بْنِ الْمُدَبِّرِ وَعِنْدَهُ الْفَضْلُ بْنُ الْيَزيديِّ وَهُوَ يُلْقي عَلَى ابْنِه مَسائِلَ مِنَ النَّحْوِ ، فَقالَ : في أَيِّ بابٍ هذا ؟ قالَ : في بابِ الْفاعِلِ وَالْمَفْعولِ بِه . قالَ : هذا بابي وَبابُ الْوالِدَةِ ، حَفِظَهَا اللّهُ ! فَغَضِبَ الْفَضْلُ ، وَانْصَرَفَ . وَكانَ الْبُحْتُريُّ حاضِرًا ، فَكَتَبَ بَعْدَ ذلِكَ بِقَصيدَتِه إِلى إِبْراهيمَ بْنِ الْمُدَبِّرِ . |
والبحتري مشهور بكلمته في ثعلب حين فَضَّلَ على أبي نواس مُسْلِمًا : " لَيْسَ هذا مِنْ شَأْنِ ثَعْلَبٍ وَذَويه ، مِنَ الْمُتَعاطينَ لِعِلْمِ الشِّعْرِ دونَ عَمَلِه ، إِنَّما يَعْلَمُ ذلِكَ مَنْ دُفِعَ في مَسْلَكِ طَريقِ الشِّعْرِ إِلى مَضايِقِه ، وَانْتَهى إِلى ضَروراتِه " ! |
وَلَقَدْ رَضيتُ بِها طَبيبًا حاذِقًا يَشْفِي الْجَوانِحَ مِنْ جَوًى وَغِلال وَبِها غَنيتُ عَنِ الْعِبادِ رَسولَةً تَفْرِي الْقِفارَ وَما تَني لِكَلال (...) فِي الْأَصْلِ " وَغَليل " . وَهُوَ مُخالِفٌ لِحَرَكَةِ الرَّويِّ . وَلَمْ نَجِدْ فِي الْمَعاجِمِ " غِلال " . |
إنما مخالفته في نوع ردفه ، فيكون في القافية سناد الردف ، ولا شيء في الروي . |
يَظَلُّ هَجينًا مِنْ أَبيه إِذا دَعا لِأَنْباطِ تَرْعودٍ وَأَعْرابِ حايِل (...) حايِلٌ وادٍ في جَبَلَيْ طَيِّئٍ . |
بحائل هذه أقام أبي بعضا من مدة عمله بالجزيرة . |
أَنْتَ لَوْ كُنْتَ كَلامًا كُنْتَ مِنْ بَعْضِ مُحالِهْ أَوْ فَعالًا كُنْتَ مِنْ عُذْرِ حَبيبٍ وَاعْتِلالِهْ |
ذَكَرْتُ من قولي في " عَوْرَة " : " لَوْ كانَ حُبُّكَ يا مَكْرُ جَنَّةً لَهَجَرْتُهْ أَوْ كانَ شِعْرًا بَرَدّونيًّا لَكُنْتُ صَمِمْتُهْ فَكَيْفَ وَهْوَ دُخانٌ مِنْ غَيْرِ نارٍ خُنِقْتُهْ " . |