لغة الجنس عند الكاتبات والأديبات العربيات
دراسة حديثة بعنوان
وأثرها على القاريء العربي
الكاتب والباحث/ احمد محمود القاسم
أثرت لغة الجنس، والعواطف الجياشة، والمثيرة للغرائز، التي احتوتها مؤلفات وقصص الكاتبات والأديبات العربيات، في النصوص الأدبية، والتي طغت في الجوهر، في النصوص الأدبية، أثرت بشكل عام على القاريء العربي، وبشكل إيجابي، وجذبته إليهن كثيرا، وقد أثر هذا النص الأدبي الجنسي، على عنصر المتعة والتشويق، و زادها متعة وتشويقا أكثر لدى القاريء، عن الكتابة الكلاسيكية والتي كانت سائدة قبل ذلك.
اعتقد، ان المرأة العربية-الكاتبة والأديبة- تمكنت من خلال معرفتها بالرجل، وتفاعلاتها معه، ومعرفة خباياه، وحقيقة نفسيته العملية، وممارسته العاطفية معها، هذا الرجل، والذي يحمل فكرا ذكوريا، عبر قرون من الزمن، و من خلال العلاقات الزوجية المعروفة في كل عهد، او عبر العلاقات المفتوحة والمفضوحة، عبر علاقات الحب والعشق الذي نسجها الرجل معهن، ان ينقلن للقاريء، رؤية ونظرة الرجل الذكورية للمرأة، بشكل فاضح وبلا حياء، وبطريقة مشوقة وممتعة، ليقلن لنا من هي حقيقة هذا الرجل، الذي سامها شتى أنواع الاضطهاد والقمع والعذاب، عبر عصور التاريخ، وما زال يسيمها في أحيان كثيرة، وفي أماكن عديدة، شتى أنواع الذل والاستعباد في عصرنا الراهن، خاصة وهو على فراش الزوجية، أو على فراشها خارج مؤسسة الأسرة الشرعية، ونطاق الزوجية المزيف، و عبر صور وأنواع شتى من العلاقات، بما يقال عنه (زواج متنوع ومتعدد) في العصر الحاضر.
تمكنت النساء الكاتبات والأديبات، ان ينقلن لنا شعورهن، وشعور الرجل نحوهن، وممارساته معهن، خلال لقاءاتهن الرسمية او العابرة، بأسلوب سلس وممتع وشيق، ليقلن لنا، ما كنهه هذا الرجل، خلف الجدران، وما هي حقيقة ممارساته في الغرف المغلقة، وما هي حقيقة رجولته، وتمكن النساء الأديبات والكاتبات العربيات، من ان ينقلن لنا صورته بشكل مشوق أحيانا، ومضحك في أحيان أخرى، وهو يترنح أمام اجسادهن العارية ونهودهن النافرات، من أعلاهن الى أخمص أقدامهن، وهو يقبل الأرض تحتهن، ويلعق بلسانه وشفاهه، كل بقعة من جسدهن، بحيث لم يبق سنتمترا واحدا من أجسادهن، إلا لثمه بشفاهه، وان لم يستطع، لعقه بلسانه، هذا الرجل، الذي يعتبر نفسه الآمر الناهي، ويا ارض اهتزي، ما حد عليك قدي.
المرأة الكاتبة والأديبة، أظهرت الرجل على حقيقته في كتاباتها وقصصها الأدبية، وأظهرت كل تصرفاته أمامها، ونقاط ضعفه، على فراش الزوجية، او على فراش العشق والحب، الخارج على القانون، وخارج فراش الزوجية، أمام جسدها البض، المليء بمراكز الأنوثة والإثارة، وهي عارية أو شبه عارية، على أسرة النوم العابرة، وأثبتت، بما لا يدع مجالا للشك، بأنه نمر من ورق، وليس أسدا مزمهرا، كما يدعي هو نفسه.
استطاعت المرأة العربية الكاتبة والأديبة، بعد انقضاء عدة عصور وقرون من الزمن، بكتاباتها الجريئة والصريحة، والتي كانت محظورة جدا في أزمنة ماضية، خوفا لما تسببه من فضائح اجتماعية، أن تعبر عن شعورها بكل حرية وجرأة، لأن مثل هذه الكتابات، التي تتكلم عن الجسد وعنفوانه ولهيبه وناره، وكيفية تأثيره على الرجل، كانت من المحرمات في العقود السابقة، ليس على المرأة الكاتبة والأديبة فحسب، بل وحتى على الرجل الكاتب والأديب نفسه أيضا، وبذلك تمكنت النساء الكاتبات والأديبات، من ان ينقلن لنا رأيهن بكل وضوح، ودون خوف أو وجل أو خجل، بالرجل بشكل عام، والرجل الشرقي بشكل خاص، وممارساته معهن في السراء والضراء، وفي السر والعلن، ولأول مرة تستطيع المرأة الكاتبة والأديبة في عصر العولمة والانفتاح، والتقدم التكنولوجي، وعصر الانترنت، أن تستغل بكتاباتها الأدبية، أنوثتها بشكل إبداعي، وتثير الغرائز الجنسية والفكرية، لدى القاري العربي، بشتى صورها وألوانها، وليس بشكل حيواني ووحشي كما يفعل معها بعض الرجال اليوم، وأمتعت، وأثرت على عقلية القاريء ومفاهيمه وأفكاره، بطريقة إبداعية خلاقة، وسلسة وممتعة.
الكاتبتان والأديبتان المصريتان، لطيفة الزيات ونوال السعداوي وهما معروفتان منذ أعوام الستينات بكتاباتهما الجريئة والمدافعة عن حقوق المرأة، وكيفية استغلالها من قبل الرجل، وما زالت كتاباتهما تثير المجتمع العربي والمسلم، وما زالت د.نوال السعداوي حتى يومنا هذا، تكتب في نفس موضوعات الجنس، وتطالب بمساواة المرأة مع الرجل في كل شيء، وبشكل صريح وعلمي بحت، و تثير في كتاباتها المجتمعات العربية والأفراد، بضجة إعلامية ضخمة.
الكاتبتان السوريتان كوليت خوري وغادة السمان، هما ايضا ناديتا بالمساواة بحقوق المرأة الجنسية مع الرجل، منذ أعوام الستينات وكانتا سباقتين، في طرح مواضيع وقضايا الجنس، الخاص بالشأن العربي والرجل العربي، في كتاباتهما وكتبهما، وبأسلوب شيق وممتع ومثير.
الفت غادة السمان، مجموعة من الكتب منها كتاب (عيناك قدري) و (لا بحر في بيروت) و (ليل الغرباء) و (الحياة بدأت للتو) وكتاب (زمن الحب الآخر)، و(سنوات الحب والحرب) و(رعشة) و(مر الصيف) و(معك على هامش) و(دمشق بيتي الكبير) و(أيام معه) وهناك العشرات من الكتب وغيرها، حيث عالجت فيها موضوع الجنس بصراحة متناهية، وأحيانا اخرى، بصورة رمزية معبرة، في فترة اعوام الستينات، حيث كان موضوع الجنس في الأدب، حتى لو كان من قبل الرجل من المحرمات، التي لا يقبلها المجتمع العربي والإسلامي، فما بالك، اذا كان مطروحا على طاولة البحث بقلم نسائي!!!
نهج غادة السمان في الكتابة ولغتها، أصبحا تقليدا يتداوله الرجال، وليس النساء فقط., وتراجعت الطعون، بحق كتابة المرأة في السابق, فغادة السمان بين قليلات لم يتبادر الشك بموهبتها الخاصة، من دون عون رجل يقف خلف ما كتبت، كانت غادة السمان صاحبة دار نشر وسطوة، تتبدى في كل كلمة كتبتها.
مع ان ليلى بعلبكي وكوليت خوري سبقتا غادة السمان في هذا الاتجاه, غير ان حضور غادة السمان الأدبي المتواتر، واختيارها سياسة إعلامية ناجحة، ساعدا على نشر أدبها على نطاق واسع، وجذب اليها شعبية لم تكن تحظى بها الكاتبة سابقا، ولكن غادة السمان، بقيت في كل الأحوال نتاج الثقافة اللبنانية، حيث كانت تعيش، وان كانت سورية الأصل, في مرحلة كانت شديدة الاعتماد ثقافيا على تعميم النموذج او الموضة الدارجة في الأفكار والقيم والنمط الأدبي، بين اهم أسلحة ذلك النجاح، ما طرحته عن نفسها كممثلة للثورة الجنسية في أعوام الستينات، التي كان من الصعب ان تحلم بنوايا الالتحاق بها اية أديبة عربية, فقد أشبعت غادة السمان قصصها بنساء يتطلعن الى ان يصبح لهن حق المساواة في الفراش، وليس فقط في الحياة العادية، وهي بهذا حققت اختراقا لأكبر المحرمات في عالم الكتابة النسائية العربية, هذا الموضوع الذي أصبح لاحقا من بين اكثر المواضيع تداولا في الكتابة النسائية، في حين لم تجرؤ على مناقشته في تلك الفترة سوى نوال السعداوي من منطلق علمي، حتى وان تلبس طرحا روائيا. وبتواتر حضورها الأدبي على مدى ثلاثة عقود او يزيد, تكاد غادة السمان أن تكون الأكثر وضوحا في تكريس هذا النهج, وبما تركته من آثار على الكتابة النسائية الأكثر نجاحا، والممثلة بتجربة الكاتبة والأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي، غير ان قصص غادة السمان، تؤشر الى وعي لغوي جديد، كان وسيلتها للتعبير عن شخصية المرأة الطليعية، وكذلك كانت الكاتبة السورية كوليت خوري لا تقل تأثيرا عن الكاتبة والأديبة غادة السمان، في كتاباتها عن المرأة، حيث الفت العشرات من الكتب، وكانت تربطها علاقات حميمة مع الشاعر نزار قباني، وكانا يكمل كل منهما الآخر في هذا المجال، فهو شاعر المرأة بلا منازع، وهي المدافعة عن حقوق المرأة ايضا بلا منازع.
الكاتبة والأديبة ليلى بعلبكي والتي الفت مجموعة من الكتب، منها كتاب (أنا أحيا) معروفة ايضا منذ سنين الستينات بكتاباتها والتي تتصف بالجرأة والشجاعة والصراحة والقدرة الإبداعية والأدبية في التعبير عن شجون المرأة وأحزانها واستغلالها واللعب بها، في المجتمع العربي ألذكوري، وأثارت كتاباتها في وقتها ضجيج إعلامي واجتماعي كبير وواسع، وتلقت الكثير من التجريح والإهانات، كونها كانت تتكلم بكل صراحة ووضوح عن العلاقات الجنسية الزوجية وغيرها خلف الجدران المغلقة، وتفضح حقيقة ما يجري، وكيف تستغل المرأة جنسيا بعيدا عن الأعين والفضائح، حيث يتم قهرها وإجبارها على فعل كل ما يريده الرجل، وإذا ما رفضت، يكون مصيرها الطلاق، ومن ثم الضياع في عالم المجهول، وإما عليها ان تقبل بالإهانة والذل، والكثيرات منهن، كن يقبلن، بسبب لقمة العيش، ويسكتن على ما يجري لهن.
الكاتبة والأديبة رجاء بنت عبد الله الصانع، طبيبة الأسنان، الشابة، السعودية الجنسية، والتي لم يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون عاما، الفت كتابا بعنوان (بنات الرياض)، تتكلم فيه الكاتبة، بصراحة وشجاعة، عن بعض الظواهر الجنسية المستهجنة، لدى الأزواج السعوديون والزوجات السعوديات، والتي يمارسها الأزواج مع زوجاتهم في مدينة الرياض بشكل خاص، بأسلوب شيق وممتع، فيه الكثير من الإثارة والإبداع والتشويق، على لسان نساء سعوديات متزوجات او مطلقات، وقد أثار الكتاب، الكثير من الضجة في المملكة العربية السعودية وأثار حفيظة الحكومة السعودية ايضا، بحيث منع الكتاب من بيعه في الأسواق السعودية، علما بان الكتاب، قد طبع لعشرات المرات، لما أثاره هذا الكتاب، من الضجة الإعلامية خليجيا وعربيا، حتى ذهبت ببعض الرجال ذوي الشأن، أن يرفعَ دعاوي قضائية ضدّ الكاتبة وروايتها.
حقيقة لا بد من قولها، وهي أن الكاتبة رجاء عبد الله الصانع، استطاعت أن توقظ الساحة الأدبية العربية، وتُعيد للكلمة المكتوبة احترامها وأهميتها، فإن الطبعات المتتالية للرواية، تؤكد على هذا الاهتمام، خاصة بين جيل الشباب والشابات، والدخول إلى مواقع الانترنيت، توقفنا على هذا الجدل الواسع الذي أثارته الرواية، حيث استطاعت رجاء الصانع، أنْ تُؤكدَ على قُدرة المرأة في منافسة الرجل َ في ساحة الخَلق والإبداع، ومُراودة مفردات اللغة، واستخراج مدلولاتها السحرية، وقُدرتها على البساطة والعَفويَّة في تناول اللغة، وتقديمها بشكل مثير جَذّاب وخَلاق، تمكّنت رجاء الصانع أيضا، كغيرها، أن تُظهرَ الرجلَ على حقيقته، حتى عندما كان يشعر بأنّه لا يزالُ مهما، وارتقى في المَناصب ودرجات العلم، وسافرَ وتَعرّفَ وأتقنَ اللغات الكثيرة، بأنه ما زال ابنَ البيئة التي وُلِدَ فيها، وأنّ العادات والتقاليد والمَفاهيم التي نشأ عليها، هي التي تُوجّه خطاه وتُحَدّدُ مستقبله، وما تأخّرُ المجتمع العربي وانتكاستُه في اللحاق برَكب الحضارة والتقدّم العلمي والفكري، إلاّ نتيجة لهذا الموقف ألذكوري المُتجمّد، والرّافض لكل ابتعاد عن الماضي، والمُصرّ على قَمع المرأة، ورَفض مُشاركتها له في صُنع القرار، كما كان في الماضي وفي الحاضر والمُستقبل، وتتوجّه للقارئ أنْ يلتقيها لسَماع ما ترويه في موقعها الذي اختارت له اسم "سيرة و انفضحت" عبر الانترنيت.
هناك الكاتبة الكويتية عالية شعيب، والتي الفت كتابا بعنوان (العناكب) وهو يتحدث عن ممارسات بعض الطالبات السحاقية في جامعة الكويت، وتعرض فيه بعض المواقف الجنسية، وتعتبر في كتابها، ان موضوع السحاق، لا يقل خطورة عن موضوع الزنا، وتعتبر عالية شعيب من الكاتبات والأديبات المنفتحات، ولكنها في الأخير تراجعت عن الكثير من مواقفها، ولبست الحجاب، وأصبحت إحدى الداعيات لتحجب المرأة، وقامت بتأدية فريضة العمرة، واعتبرت ماضيها بأنه جزء من تاريخها، ويقال بان موقفها هذا، تم تحت ضغوط الجماعات الإسلامية المتشددة، الذين هددوها بالقتل، اذا لم تتراجع عن كتاباتها.
الكاتبة والأديبة ليلى العثمان، وهي كاتبة وأديبة كويتية جريئة، تحدثت في كتبها العديدة، عن الممارسات الجنسية غير المألوفة، وعن الصور الجنسية المثيرة، التي تحدث في الكثير من الزيجات، خلف الأبواب المغلقة، سواء عبر مؤسسة الزواج الشرعية أو خارجها، وعن زواج بعض كبار السن من الرجال، بفتيات صغيرات السن، يجبرهن أهلهن على الزواج، طمعا بالمادة والأموال، والزواج طبعا في حد ذاته، غير متكافيء لصغر سن العروس نسبيا، ولأنه كان طمعا في المال، وليس طمعا في إنجاب العيال، وكتبها تبين بعض الممارسات الجنسية المشينة التي تحدث في ليلة الدخلة، من قبل بعض رجال الكويت، أما الكتب التي الفتها ليلى العثمان فمنها كتاب بعنوان (صمت الفراشات)، وكتابا آخر بعنوان (العصعص)، والكتابان يحتويان على مواقف جنسية وصفية، والكتاب الأول، سمحت السلطات الكويتية بنشره بعد مدة من منعه، أما الكتاب الثاني فلم تسمح السلطات الكويتية بنشره، وقد لاقت ليلى العثمان الكثير من المشاكل والتهديدات بالقتل، وأقيم ضدها الكثير من الدعاوى في المحاكم الكويتية، لكنها ما زالت على جرأتها وانفتاحها في كتاباتها، وتمسكها بمواقفها رغم التهديدات ورفع الدعاوى ضدها.
الكاتبة الفلسطينية حزامة حبايب، والتي ألفت كتابا بعنوان (اصل الهوى) تتحدث فيه عن الممارسات الجنسية لخمسة من الشباب، كانوا قد انتقلوا الى دولة الكويت من الأردن، وتنشر المؤلفة في الكتاب بصراحة، عن ممارسات هؤلاء الشباب الجنسية بشكل فاضح، وقد منعت السلطات الأردنية نشر الكتاب وبيعه وتداوله بالساحة الأردنية، باعتباره كتابا خارجا عن المألوف والعادات الأردنية وغيرها من العادات.
الكاتبة السورية سلوى ألنعيمي والمقيمة في باريس والتي الفت كتابا بعنوان (برهان العسل) وهو يتكلم ايضا عن بعض المشاهد الجنسية المثيرة للغرائز.
الكاتبة الجزائرية فضيلة الفاروق، والتي ألفت كتابا بعنوان (اكتشاف الشهوة) وتحدثت فيه عن ممارسات بعض الرجال والأزواج الشاذة.
الكاتبة الجزائرية المبدعة والرائعة أحلام مستغانمي ايضا، والتي لديها الكثير من المقالات في عالم المرأة، و الفت اكثر من ثلاثة كتب منها (ذاكرة الجسد) و(عابر سرير) وكتاب آخر بعنوان (فوضى الحواس) وفي الكتب الثلاثة صور أدبية رائعة، لرغبات وصور جنسية متأججة، وبأسلوب راقي وممتع ومشوق جدا، تجعل القاريء، يشعر بنشوة عارمة، وكأنه يسبح ببحر الحب والغرام والهيام.
"الحبّ هو ما حدَث بيننا، والأدبُ هو كلّ ما لم يحدث، فما أجملَ الذي حدث بيننا.. وما أجملَ الذي لم يحدث.. وما أجملَ الذي لن يحدث". كلمات دافئة، صادقة، بسيطة، بدأتْ بها الكاتبة الجزائرية أحلام باكورتها الروائية "ذاكرة الجسد" التي صدرت عام 1993م، وثارت الساحةُ الأدبية العربية ولم تهدأ، لنقرأ أيضا بعض ما كتبته الكاتبة والأديبة الجزائرية أحلام تحت عنوان:
(الكتابة في لحظة عري)
إلى الفدائي الذي منحني كلّ الأسماء...
إلا اسمه!
(من أين عاد وجهك إليّ هذا المساء؟
كيف أطلّ وسط هذا الحزن الخريفي؟
أكتب إليك، وخلف شباكي تبكي السماء.
في ذاكرتي صور كثيرة لنا.
في كل المواسم.
تصوّرت قبل اليوم، أنني قد أستقبل الفصول معك.
يبدو أنني سأظلّ أستقبلها وحدي.
لا زلت أجوب شوارع التاريخ.
أبحث عن وجهي الضائع الملامح، في وجوه السواح والغرباء.
في وجوه الثوار والزعماء.
ذاكرتي، عشرات الرجال، من كل قارات العالم.
جسدي، لم تبق عليه مساحة صغيرة، لم تتمرغ عليها شفاه رجل.
تغرّبت بعدك كثيرًا.
في غربتي الكبرى، يحدث أن أجمع أحزاني على كفيك، وانتظر المعجزة.
يحدث ان أسرق منك قبلة، وأنا أسير في المدن البعيدة مع غيرك.)
لا شك أن موضوع المرأة بشكل عام، والغوص في أعماقه، والبحث فيه، ممتع وشيق ومثير للغرائز، خاصة اذا كان يتعلق بالمرأة المثقفة والمتعلمة، والتي تفهم حقيقة كنهها المرأة، وحقيقة كنهه الرجل، وتستطيع ان تجادلك وتناقشك بخجل واستحياء، وتستطيع ان تكتب لك وتعبر عما يجول في خواطرها، بدون استحياء أو خوف ووجل.
لنقرأ ما تقوله الكاتبة والأديبة السورية سلوى ألنعيمي عن الرجل، وكيف كان يستقبلها عند حضورها من جو ممطر وعاصف في كتابها:
(برهان العسل)
(كنت أصل إليه مبللة، وأول ما يفعله هو، يمد إصبعه بين ساقي يتفقد "العسل" كما كان يسميه، يذوقه، ويقبلني، ويوغل عميقاً في فمي.
أقول له: من الواضح أنك تطبق تعاليم الدين، توصيات كتب شيوخي القدماء:
كنت أعلم أن القبلة، أول دواعي الشهوة والنشاط، وسبب الانعاظ والانتشاء، ولا سيما إذا خلط الرجل، بين قبلتين، بعضة خفيفة، و قرصة ضعيفة.
كيف يمكنني ألا أذكر المفكر به؟ لم يكن بحاجة إلى من يذكره بتراثه، هنا، كان مسلماً بامتياز، وأنا أيضاً.)
لنقرأ ايضا ما تقوله الكاتبة والأديبة الجزائرية فضيلة الفاروق عن صديقتها (باني بسطانجي) عن الزواج ونظرتها إليه، وحلمها فيه، في كتابها: (اكتشاف الشهوة) والمنشور من قبل دار رياض الريّس للكتب والنشر في لبنان في عام 2006م:
(هل تعريفين، حين تزوجت، كنت أظن أن كل مشاكلي انتهت، ولكني اكتشفت، أنني دخلت سجناً فيه كل أنواع العذاب، أنا "باني بسطانجي" التي منعت طيلة حياتها، حتى مجرد أن تفكر في ذكر، بين ليلة وضحاها، أصبح المطلوب مني، أن أكون عاهرة في الفراش، أن أمارس كما يمارس هو، أن أسمعه كل القذارات، أن أمنحه مؤخرتي ليخترقها بعضوه، أن أكون امرأة منسلخة الكيان، أن أكون نسخة عنه، وعن تفكيره، المشكلة تجاوزتني يا "شاهي" ولهذا تطلقت، ما اخترقني لم يكن عضوه، كان اغتيالا لكبريائي، وفيما أشعل هو، سيجارة انتصاره، ليتمم بها متعته، قمت أنا منكسرة، نحو الحمام، غسلت جرحي وبكيت، لم أكن احلم في تلك الليلة، فقد فاتني قطار الأحلام، وتركني واقفة على محطة مقفرة، تنعق فيها غربان الخيبة، ليلتها، لم يزرني الشاب الأسمر، الذي لطالما حلمت به، لم يلامسني بغابته الصغيرة، قبل أن استسلم للنوم تماما، ولم تحل سمرته علي، كليل رومانسي جميل، كانت تلك ليلتي الأولى، بدون رجل، كانت ليلة تنزف بين الفخذين إهانة قاتمة، ليلة لا معنى لها، حولتني الى كائن لا معنى له، حقارتي بدأت من هنا، من هذا الزواج، الذي لا معنى له، من هذه المغامرة التي لم تثمر، غير كثير من الذل في حياتي، وكثير من الانهزامية والتلاشي والانتهاء، في غاية السخف، كانت تحدث لي أمور لا افهمها، أمور تجعلني انتهي، وأتوقف عند لحظة اتخاذي لقرار الزواج، خمس وثلاثون سنة، وأنا في انتظار عريس يليق بحجم انتظاري).