تعليقات على أنا ووطني وأمتي
أنا ووطني وأمتي
1
تعليق الأستاذ والشاعر الكبير
سليم عبد القادر زنجير
الأديبة الموهوبة: آزاد
سعدت كثيراً بالاطلاع على كتابك الذي ضم ألواناً من الأدب، ما بين شعر ونثر، وفاض بمعاني الحب والإيمان والوفاء والأمل والأشواق وهي أسمى المعاني الإنسانية التي تمنح الأدب والحياة، وتمنح القلوب الأنس والبهجة، حتى في أشد حالات المعاناة.. ولقد بدا واضحاً في هذه الكتابات جمال الأسلوب، وصدق العاطفة، وسمو الأفكار، وقوة التأثير.. وليس هذا بمستغرب على ابنة أستاذنا الكبير أبي عتبة.. وإن كانت حداثة السن جديرة بالتنويه والإعجاب، ولها دلالاتها الكثيرة..
كان من الممكن أن أقول الكثير لولا أن أستاذي أبا أسامة قد سد علي مسالك القول بمقدمته الرائعة، التي رسم فيها معالم الطريق، وأضاء المدى حتى نهايته، فماذا ترك لغيره، وما عساني أن أقول بعده؟! إنني أوافقه على كل ما كتبه، وأشاركه الفرح بكل نبتة في بستان الأدب الإسلامي، وأدعو الله أن يمدها بأسباب البقاء والنماء، وأرجو من ابنتنا آزاد أن تتعهد موهبتها – وهي موهبة أصيلة قوية – بما تستطيع من العناية والرعاية، وأن تمضي في دروب الإبداع والعطاء على خطا والدها، وهي جديرة بذلك وقادرة عليه..
2
تعليق الدكتور والشاعر والمربي
عثمان قدري مكانسي
د.عثمان قدري مكانسي
[email protected]
كنت أراها صغيرة تدخل علي الغرفة وأنا أقرأ، فتنظر في كتابي وتبتسم، وتحاول – وهي
طفلة في الرابعة أو الخامسة من عمرها – أن تعرف ما أقرأ، ببسمة طفولية رائعة تنم عن
ذكاء مبكر ولطف محبب.
لم أكن أراها إلا صيفاً حين تأتي هي وأبواها الفاضلان إلى عمان يحملان معهما الود
والأنس، ويحتلان الشقة فوقنا، فتدب الحركة والبركة في البيت الساكن طوال الفصول
الثلاثة الأخرى.
وتنمو آزاد، وينمو فيها الحياء والخفر، فتدخل إلى خالتها أم حسان، وتشق الباب لتلقي
علي التحية بأدب جم وابتسامة مغضية ثم تغلقه بهدوء.. وأسمع صوتها وضحكتها البريئة
بين حين وحين يعطران البيت، وينشران الأنس والبشر..
في كل صيف أرى الفتاة الحيية تزداد ألقاً، خلقاً وخُلقاً، ونعمت هذه الهبة الجلية،
والعطية الجليلة.. وذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء.
أقرأ مقالاً في بعض مواقع "النت" مذيلاً بتوقيع آزاد الغضبان ويعجبني، فأعيد قراءته
غير منتبه إلى الاسم، أو معني به، فلم يخطر ببالي أن ابنة الثالثة عشرة التي كانت
قبل أعوام طفلة هي صاحبته، إلا أن والدها الحبيب يهمس في أذني:
- أقرأت موضوع آزاد؟
فأتلكا قليلاً، ثم أهتدي لما يريد أن يقول، فأسأله مستوثقاً:
- أهو لها؟
فيهز رأسه بالإيجاب مبتسماً.
وتتوالى موضوعاتها التي تنم عن عقل متفتح، وذهن متوقد، ويظن القارئ البعيد أن
الكاتبة سيدة مارست الكتابة وبرعت فيها، ومهرت في إشراق الأسلوب وجمال التعبير،
ويعجب بما يقرأ وهو على ظنه هذا، ثم يزداد عجبه حين يعلم أنها فتاة صغيرة العمر،
أترابها ما زلن يتلعثمن في قراءة كتبهن، ويخطئ الكثير منهن في كتابة الجمل
وصياغتها.
تدخل آزاد البيت فتسلم على زوجتي وتريها شيئاً أعجبها، وأسمعها تقول لها:
- بارك الله فيك، يا ابنتي، إنك والله أديبة
المستقبل، وشاعرة النساء بلا منازع،
وتنقر الباب بلطف، وتستأذن أن تدخل، فأرحب بها، وتجلس أمامي تريني قصيدة عمودية
موزونة.. أقرؤها متمهلاً، ثم أنظر إليها فتفهم معنى نظرتي، فتهز رأسها مبتسمة
ابتسامة الواثق بنفسه، وكأنها تقول لي: لا تعجب فهناك غيرها.. ويصدق حدسي.. لكنني
أعجب حين تقول: إنها وليدة الليلة الفائتة. والقصيدة على طولها كان أغلبها صحيح
الوزن، سلس الجمل والتراكيب، بهي الصور والمشاهد، تحتاج إلى مراجعة بسيطة ليس غير،
ولا أذكر القصيدة هذه، ولعلها التي بعنوان "مستقبلي في سورية"..
فإذا بالأديبة الصغيرة تملك ناصية الشعر والنثر، وهبها الله الملكة الأدبية لتكون
– بإذن الله – علماً من أعلام الأدب والفكر، ولعلها ورثت عن أبيها "الدكتور منير"
شغفه بالقراءة ونهمه بالكتابة، ويا حبذا تاج العلم والأدب والدراسة والتحقيق.
لا أدري – والأديبة الشاعرة آزاد تصير باكورة أعمالها في هذه السن المبكرة – أي غد
أدبي فكري مشرق ينتظر هذا البرعم الزكي التي بدأ بقوة؛ إلا أنني أتوسم أن تمد هذه
الأديبة الواعدة المكتبة العربية الإسلامية بكتب مفيدة راقية فكراً ومعنى وأسلوباً،
تأليفاً ونقداً وتحليلاً، وأن تكون – بإذن الله – أديبة مرموقة يشار إليها بالبنان.
بارك الله فيك، يا ابنتي آزاد، ووفقك في خدمة دينه ولغته.
عمك عثمان
3
تعليق الدكتور والشاعر الكبير محمد وليد
زهرة أدبية تتفتح في عالم الكتابة والمشاعر والأفكار..
كتابتها ما زالت في بداياتها، ولكن رحيقها العذب يحرك في نفس القارئ مشاعر الإعجاب بما يخطه قلمها من عاطفة جياشة، وخيال مجنح، وفكر إسلامي ملتزم.
قد تكون أشعة الشمس الأولى أقلَّ ضياءً وضراماً من الشمس في رابعة النهار، ولكنها الأشعة التي تعطيك معنى الأمل المشرق بعد الليل البهيم.
فـ "وا قدساه!" شعاع ينطلق من واقع معاناة أرض الإسراء والمعراج..
و"أحب وطني" شعاع محبة ووفاء لأرض الآباء والأجداد..
و"مناظرة بين بغداد ودجلة.. وبين مغولي أمريكي" شعاع سهم مسدد إلى قلب الطواغيت والفراعين.
أما "همسات عائدة من رحلة الإيمان" فنسيم رقراق يهب عليك بنفحاته من الأرض المقدسة، ورجاء من عرفات الله أن يضمها بين ذراعيه لتقبل أرضاً جلس عليها الحبيب صلى الله عليه وسلم.
إلى الأمام يا آزاد.. لقد خطوت الخطوة الأولى – خطوة الموهبة – وهي ليست خطوة سهلة.. ولا بد من أن تتبعها خطوات:
- خطوة لصقل الموهبة والتمكن من أدوات الكتابة الفنية وما يتبعها من علوم اللغة والبلاغة والعروض، وعلوم القرآن والسنة والتاريخ وعلم النفس..
- وخطوة للتطوير المستمر للذات وتثقيفها بعلوم التراث وعلوم العصر؛ فالإنسان في حركة تعلم دائم ما دام على قيد الحياة.
إلى الأمام يا آزاد:
بارك الله فيك، وفي علمك وأدبك، وكتابتك التي تمشي نوراً بين السطور، ونوراً ملء الصدور.