السياحة الدينية الإسلامية

قراءة في

كتاب جديد

للدكتور نوح مصطفى الفقير

د. حسن الربابعة

قسم اللغة العربية

جامعة مؤتة

[email protected]

عن دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع ، عمان ، ط1، 1430ه 2009م، صدر للدكتور نوح مصطفى الفقير ،كتاب جديد ، عنوانه "السياحة الدينية الإسلامية في المملكة الأردنية الهاشمية"في (236) مائتين وست وثلاثين صفحة من القطع الكبير ، اتكأ فيه على (64) أربعة وستين مصدرا ومرجعا عززه بالصور؛ بدءا بمقام سيدنا هرون على غلافه الأمامي وانتهاء بمقامات الصحابة الشهداء الثلاثة في بلدة مؤتة على غلاف كتابه الخلفي ، وعزز كتابه بخريطة عن المواقع الأثرية الإسلامية في الأردن ،وقسم كتابه مقدمة وثلاثة فصول ، بين في مقدمته أثار رسول الله عليه الصلاة و السلام في الأردن منها شجرة الباقوعية في الصفاوي وقد استظل بأفيائها ،ودخوله جرش مرتين قبل نبوته ،وفتحه ثلاثة مواقع أردنية هي العقية "(ايلة ) واذرح والجرباء، ومنها صومعة الراهب بحيرى في أم الرصاص من ماديا ، وقد طعم وعمه أبو طالب فيها .واحتج بطهارة الأردن لأنه من أكناف بيت المقدس ،كما احتج ببعض أحاديث الرسول الكريم "لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب القدس وما حولها ، لا يضرهم خذلان من خذلهم ، ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة "(أخرجه تمام الرازي في فوائده انظر القرى لقاصد أم القرى لمحب الدين الطبري ، ص195)أما الفصل الأول فخصصه ل"أضرحة الأنبياء ومقاماتهم " والفصل الثاني خصصه لأضرحة الصحابة ومقاماتهم، والفصل الثالث أداره على العلماء والمدارس الإسلامية وشمل فيه القصور والقلاع في المدن الأردنية وقراها "

 أما في الفصل الأول فأدرج الدكتور نوح الفقير عددا من مقاماتهم عليهم الصلوات والسلامات،منها مقام سيدنا نوح عليه السلام في مقبرة الكرك من الناحية الشمالية الغربية منها .، وضريح سيدنا شعيب في وادي شعيب عليه وعلى نبينا المصطفى الصلاة والسلام ، وضريح سيدنا هارون شقيق موسى المولود في عام المسامحة في وادي موسى ، على قمة جبل عال من جبال الشَّراة ، ومار الياس في بلدة اشتفينا من محافظة عجلون اليوم ،وفي بلدة مكاور من محافظة مادبا اليوم ترتبط مكاور باعتقاد ديني ؛أنها كانت سجنا ليحيى وهو يوحنا المعمدان عليه السلام وان هيردوس قطع رأسه فيها ،ويعتقد أنها كانت مشنقة لسيدنا يوحنا المعمدان ، ومن يزر المسجد الأموي يجد فيه ضريحا ليوحنا المعمدان، وهو ابن خالة سيدنا المسيح عليه السلام ويقال بان المسيح ينزل في آخر الزمان في ساحة المسجد الأموي التي وردت بالمنارة ، وهو الذي يقتل الدجال قرب اللد ، وقد قتل يوحنا عليه السلام لأنه لم يفت ل"هيرودس "يزواجه من إحدى المحارم ،واختلف العلماء على مكان قتله، فمنهم من قال قتل يوحنا المعمدان في المسجد الأقصى أو على الصخرة في المسجد الأقصى، فأكمل عدد السبعين نبيا فتلوا عليها قبله ، وفي الأردن مقامان منسوبان ل"نوح" في الكرك ول"هود" في محافظة جرش شمالي جامعة جرش الأهلية اليوم وثمة مقام ل"يوشع" بن نون عليه السلام في شمالي مدينة السلط ، ووقف المؤلف على آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر شجرة "الباقوعية "ا في الصفاوي التي أظلته وعزز دراسته بصورة لها وذكر ثلاث قرى في الأردن فتحها رسول الله عليه السلام هي العقبة واذرح والحرباء من محافظة العقبة ومعان ، واحتج المؤلف بقوله عليه السلام "إن أمامكم حوضا ما بين ناحيتيه كما بين جرباء واذرح ). وانتقل في فصل ثان إلى أضرحة بعض الصحابة ومقامتهم ممن استشهدوا في غزواتهم على ارض الأردن ،منها مقام وضريح الصحابي كعب بن عمير الغفاري قرب الطفيلة، ومقام الحارث الازدي إلى الجهة الشمالية الشرقية من بلدة ابصيرا من محافظة الطفيلة اليوم،وضريح الصحابي فروة بن عمرو في عفرا من الطفيلة وأضرحة شهداء غزوة مؤتة في بلدة المزار الجنوبي، وقد تابع الغزوة رسول الله ووصفها وصف عيان ببيان، ومقام عكرمة بن أبي جهل فرب الهاشمية من محافظة عجلون، ومقام صحابيين ثويا شهيدين في فحل غربي بلدة كفرراكب شرقي بيسان هما السائب والحارث ابنا الحارث رضي الله عنهما والمح إلى شهداء طاعون عمواس ،ويبدو أن في ذكرهم صعوبة بالغة ، بحاجة إلى تأن في معرفة أسمائهم رضي الله عنهم أجمعين، ووقف عند ضريح أمين الأمة، ومسجده في الغور الأوسط قرب فرية عمته وهو إلى شمال بلدة دير علا بسبعة كيلومترات .وقد انشأ السلطان الظاهر بيبرس قبة فوق ضريحه ،والى الشرق منه ضريح ل"ضرار بن الازور" يقع على نحو كيلو متر من ضريح أمين الأمة، وهناك جنوبي شرقي الشونة الشمالية ضريحان ل"معاذ بن جبل وولده عبد الرحمن "وفي وادي اليابس ضريح ل"شرحبيل بن حسنة" فاتح الأردن وطبرية، وهناك ضريح عامر بن أبي وقاص في بلدة وقاص في الأغوار الشمالية شرقي تل السكر وجنوبي مثلث الزمالية ، وعامر هو اخو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وسعد من العشرة المبشرين في الجنة ، وقد توقف المؤلف عند صحابة ولدوا في الأردن ووقف عند مقامات تنسب إليهم منهم سيموبه البلقاوي وعبد الله بن حوالة الأردني ومقام منسوب ل "بلال بن رباح"في قرية بلال من وادي السير ، وتوقف أيضا عند بعض العلماء والمدارس الإسلامية والقصور والقلاع في المدن الأردنية منه الحميمة منطلقا للدولة العباسية وولد فيها أكثر الخلفاء العباسين ،.ووقف عند علماء من السلط منهم محمد بن عبد الله السلطي، أما القلاع الإسلامية فذكر منها قصر الأزرق وبانيه عز الدين ايبك، وقلعة الكرك، وقد اجري على قلعتها ترميما الظاهر بيبرس وقلعة القطرانة التي كانت حامية ولرعاة الحجاج والقطرانة اليوم هي مركز لواء من محافظة الكرك،ولها بركة شرقيها على نحو اقلَّ مائة متر، وتقع شمالي الطريق المؤدي من القطرانة إلى معان والكرك ،.وقد دفن فيها الشيخ حامد العطار، وقلعة عجلون بناها عز الدين أسامة بن منقذ، بأمر صلاح الدين الأيوبي سنة (1184م) قبيل معركة حطين بثلاثة أعوام ،أما قلعة الحِسا فمحطة استراحة للحجاج وحصن لحمايتهم، وسكنها الفقيه ابن سحمان الشريشي ،أما قلعة الشوبك فحصينة وكانت مدرسة إسلامية،وفي اربد فبر أم موسى عليه السلام، وقبور أربعة أولاد من يعقوب عليه السلام وفيها قلعة دار السرايا وتحولت إلى متحف، وفي بلدة زيزيا جنوبي عمان على الطريق من عمان إلى العقبة بركة كبيرة،و كانت سوقا للحجيج ،أما الرمثا فكانت إحدى محطات الحج وكان فيها مدرسة إسلامية، وظهر في رحاب المفرق احد العلماء التابعين واحد القراء السبعة عبد الله بن عامر اليحصبي، وفي رحاب مسجد أيوبي، وكانت معان محطة استراحة للحجيج وفيه قلعة ومدرسة ومن علمائها الازدي المعاني أما بلدة الموقر فكانت موطنا للخليفة يزيد بن عبد الملك ،وذكر المؤلف قصورا إسلامية منها في الصحراء الأردنية :قصر المشتى والخرانه وعمرة وعين السل وطوبة الذي يقع على سبعين كيلا شرقي مركز إصلاح سواقة وتقع سواقة شمالي القطرانة بحوالي خمسة عشر كيلا،.وفي الطفيلة قلعتان هما غرندل، وتقع السلع غربي بلدة البيضاء ،جنوبي مدينة الطفيلة وشمالي بلدة ابصيرا .وهناك قصر الحلابات وهو قصر قديم في مدينة الزرقاء . أما في عمان ففيها المسجد الكبير شبيه بالمسجد الحرام في مكة ، و كان في أيدون اربد مدرسة علمية ومنها علماء كثر ، وأما أم الجمال المفرقية التي تقع شمالي شرقي مدينة المفرق، فسكنها أمويون وعباسيون وفيها أثار معمارية كبيرة , وهي واحة سوداء ،وتل الخضر في بيت رأس التي ذكرها حسان بن ثابت ، أما أم قيس ففتحها شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه وفيها آثار رومانية قديمة وتطل منها على بحيرة طبريا وهضبة الجولان، وفيها متحف .أما مدينة جرش فأثارها تغني عن الحديث عنها وقد زارها رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين قبل بعته وفتحها شرحبيل بن حسنة . ومخلص الحديث فان في هذا الكتاب نفعا كثيرا للسياحة في الأردن، وان كنت أتمنى على وزارة السياحة الأردنية أن تنظر في تنسيق المواقع على نحو من ترتيب جغرافي ، بل تنهض بترجمته إلى غير لغة بعد تنسيقه بحيث يُبدأ من شمال الأردن إلى جنوبه أو العكس ، ويشار إلى كل موقع سياحي بحيث يستكمل السائح جولته في الموقع كله من زيارة ضريح نبي كان أو ضريح شهيد أو موقع لولادة صحابي أو أي اثر من أثار القلاع ،أو أي شان من شؤون السياحة ليتهيأ الزائر لمشاهدة كل موقع كاملا دون حاجة إلى أن يتجاوزه ليعود إليه مرة أخرى وهو فيه ، شان ذكره ضريح أبي عبيدة ثم إلى ينتقل إلى ضريحي معاذ وولده ثم إلى ضريح شرحيبل جنوبا ،ثم يعود يتذكر مقام ضرار الذي لا يبعد عن ضريح أبي عبيدة الا كيلو متر والى الشرق منه ،ومثل هذا قد يضر بالسائح ويشعره بعدم التنسيق ، ولعل من مهمة وزارة السياحة الأردنية أن توعز للمؤلف أن يعيد تنسيقه وتدعمه لكي ينهض الكتاب نهضة علمية ،تفيد منها أو تقوم الوزارة نفسها بتنسيق المواقع التي ذكرها المؤلف. ، وقد يؤذن للأدباء والبحثة الراغبين بتأليف كتب عن العلماء الذين ولدوا في الأردن أو ماتوا فيها أو رحلوا عنها لإبراز مخطوطاتهم وجمعها وتحقيقها ، بغية الفائدة وتفعيل المكان الأردني ،والله ولي التوفيق .