صحوة محمود مفلح
على الحجر الفلسطيني
أسامة محمد أمين الشيخ
/مصرعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
إلى أولئك الذين أعادوا إلى عروقنا نبض الحياة بعد سنوات الصقيع وإلى عيوننا النور بعد دهاليز اليأس إلى الأطفال الذين أمسكوا بزمام المرحلة وأتقنوا فن الشهادة وأبوا الموت إلا واقفين شامخين فى أرض الأنبياء والشهداء أرض فلسطين أرض أطفال الحجارة تلك الكلمات التى تعانق القلوب وتشعل الأفئدة بلظى الحماس وإلى الجيل الذى تربى على مائدة القرآن الكريم إلى جيل الصحوة المباركة الميمونة كانت مقدمتا ديوانين الشاعر محمود مفلح إنها الصحوة ونقوش إسلامية على الحجر الفلسطينى ومعاناة الأطفال والنساء ووصف أبناء فلسطين سنابل العمر وخيول بنى الإسلام القادمة ففى بداية الديوان " يا قدس " يصف لنا الوطن المصفود بألفاظ عذبة جياشة ومعانى رائعة فالقدس بلد الإسراء ويصف جهاد الأبناء فهم ما خفضوا جبينهم لأحد ولا سيوفهم نكست ومازال شاعرنا يحمل شجرة الليمون على كتفه فقال :
كل الطيور إلى أعشاشها هرعت يـا أيها الوطن المصفود معذرة لـى ذكـريات لها ترتاح قافلتى يـا قـدس يا بلد الإسراء بالغة لـكـنـنا ما خفضنا قط جبهتنا | إلا طـيـورى لا عشا ولا كنفا انـا نخوض إليك الليل والمحنا ولـى سفوح إليها كم هفوت أنا كالجمر يتقنها من كابد الشجنا ولا نـكـسـنا سيوفنا حرة وقنا |
وإلى حركة المقاومة الإسلامية فى أرضنا المحتلة قال مؤيداً :
ارفـق بنفسك فالرصاص مازال فى أرض الكرامة " خالد " لا تـسـقـطن علم الجهاد فإننا تـبكى سماء المسلمين نسورها | وفيروالأرض مـازالـت هناك وأبـو عـبـيـدة مـازال يغير شـعـب عـلى غمراته مفطور هـل فى سماء المسلمين نسور | تدور
وفى قصيدة عامان يقول :
غـضـب يـفجره فينفجر أرض الشهادة كيف ننكرها أرض القناديل التى سطعت أرض الحجارة غردى فإنما | هـذا الـذى بالموت يأتزر والـمسك فى أرجائها مطر فـى لـيلنا والليل معتكر فـى مسمعى التغريد ينهمر |
وفى قصيدة نقوش إسلامية على الحجر الفلسطينى والتى تعتبر جل القصائد التى جعلت أطفال الحجارة جبال صامدة لا تخشى الموت ويطالبهم أن يشدوا الخناق ويشدوا العناق على الأعداء التى ترحل عنا من ليل إلى غسق ولم يطل عليها عمر ولا صلاح الدين فقال متأثراً ومؤيداً ومتوعداً :
شدوا الخناق فأنتم وجهنا القمر من الخيام خرجتم تعزفون لنا الـقدس فى وله ترنو لخاطبها ومـا رمـيتم ولكن الله رمى | وفـى أكـفـكم غرد لحن الفداء فجن اللواء والوتر وكلهم فى صداق القدس يعتذر فـكيف يهزم من بالله ينتصر | الحجر
وفى ديوان إنها الصحوة مالت قصائده إلى الأمة العربية والإسلام العظيم وجيل الصحوة ويا أمتى وكانت أغنية صمود للمخيم الفلسطيني من أجمل قصائده والذى اظهر فيها الصمود والصبر الذى يلوح على الأفاق دائماً للفلسطينيين القاطنين فى المخيم والقيد الذى لابد أن ينكسر وهؤلاء الصناديد وقفوا يعلموا الأجيال لحنا فدائياً وعلى الرغم من المجازر بات فيقول :
صمدت وصار ديدنك الصمود بـقـيت وألف مجزرة تولت وقـفـت تـعلم الأجيال لحنا سنوات على القيود وصافيها خرجت من الخيام شواظ نار فـكـم جرح أصابك من لئام | ولـو أغرى العبيد بك يـبـيـد الـقاتلون ولا تبيد فـدائـيـاً فـيـكتمل النشيد وهـل تقوى على حر القيود تـلـظـى والطغاة لها وقود لـهـم قول وليس لهم عهود | العبيد
وكانت قصيدة الثريد وقال فيها :
بـأى كـف أخط الحروف يا كل العصافير فى أعشاشها انتحرت كـم يـفتكون بنا والصمت بلحمنا | قلمومـا غـنـاؤك والاهـوال تقتحم ولا يـحـلـق إلا الـبوم والرخم فـلا تـثـور على جزارها الغنم |
وفى نبذة مختصرة عن شاعرنا المرهف الحس المبدع الرقيق محمود حسين مفلح ؛ ولد فى عام 1943 فى فلسطين فى قرية سمخ على ضفاف بحيرة طبرية حصل من جامعة دمشق على إجازة فى اللغة العربية 1967م وعمل بالتدريس فى سوريا والمغرب ويعمل موجهاً تربوياً للغة العربية بإدارة تعليم البنين بنجرات بالسعودية – عضو رابطة الأدب الإسلامى العالمية وعضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين صدرت له دواوين عديدة منها مذكرات شهيد فلسطينى المرفأ – القارب – قصص قصيرة – المرايا – الراية – حكاية الشال الفلسطينى – إنهم لا يطرقون الأبواب قصص قصيرة – شموخاً أيتها المآذن – قضاء الكلمات – إنها الصحوة – غرد ياشبل – نقوش إسلامية على الحجر الفلسطينى ومن المعروف أن مفلح يتمتع بقوة الأسلوب وحماسة شديدة فى الألفاظ مناسبة والمعانى راقية جميلة ، صورة تنم عن شاعر متمكن يتيه فخراً فى دروب الأدب شعراً وقصة.