التاريخ الأدبي للحركة الإسلامية
الشعر والشعراء في مجلة "الحق" القطرية
أحمد الجدع
أُسس المعهد الديني الثانوي في قطر ليدرس العلوم الإسلامية لطلبة قطر وللطلبة الوافدين إليه من الأقطار الإسلامية، وكانت قطر تؤمن لهؤلاء الطلاب بالإضافة إلى العلم الإقامة والغذاء ، وتخصص لهم رواتب تكفي نفقتهم في قطر .
كان أول مدير للمعهد الديني – على ما أذكر – هو الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري، أحد علماء قطر ، وواحد من أعلامها المشاهير .
ثم جاء الشيخ يوسف القرضاوي إلى قطر، وعين مديراً للمعهد خلفاً للشيخ عبد الله الانصاري ،فنهض المعهد في عهده نهضة علمية وأدبية واسعة، ولأن الشيخ القرضاوي شاعر، ويحب الشعر والشعراء فقد أولى الشعر اهتمامه، فبدأ بإِقامة الندوات الشعرية يستضيف فيها الشعراء الذين يعيشون على أرض قطر، ثم إنه رأى أن يدرب طلاب المعهد على العمل الصحفي فنظم إصدار مجلة للمعهد الديني يقوم على تحريرها طلبة المعهد وبعض من أساتذته .
وأحدث هذا النشاط الأدبي للمعهد حراكاً أدبياً في قطر، فأسهم الشعراء في الندوات الأدبية وفي رفد مجلة الحق بأشعارهم .
وقد تتبعت الشعراء الذين كتبوا شعرهم للمجلة ونشرته لهم في أعدادها، وها هي أَسماؤهم :
1- الشيخ عليوة مصطفى عليوة تسع قصائد.
2- أحمد محمد الصديق. ثمان قصائد.
3- الشيخ يوسف القرضاوي ثلاث قصائد.
4- سعيد عبد الهادي تيم قصيدتان.
5- محمد عبد الله قطبة قصيدتان.
صدر من المجلة تسعة أعداد، صدر العدد الأول منها في شهر رمضان المبارك 1383هـ وصدر العدد التاسع في شهر ذي الحجة عام 1400هـ .
ولم يكن صدور المجلة منتظماً، فقد استغرق صدرو الأعداد التسعة ثمانية عشر عاماً (من 1383هـ - 1400هـ) بمعدل عدد واحد كل سنتين .
أول الشعراء هو الشيخ عليوة مصطفى عليوة ، وهو عالم أزهري وشاعر مجيد، آتاه الله بسطة في الجسم، يرتدي الزي الأزهري المعممم ، مصري أتى قطر منتدباً من الأزهر – على الأغلب – فعمل وكيلاً للمعهد الديني الثانوي عندما كان مديره الشيخ يوسف القرضاوي ، ثم عمل مفتشاً للعلوم الشرعية بوزارة التربية والتعليم .
شعره كثير ولكنه لم يُجمع، ولم يصدره في ديوان مطبوع، والشعر الذي نعرفه له هو الذي نشره في مجلة "الحق" مجلة المعهد الديني الثانوي في قطر .
وأذكر أنه أنشأ قصيدة يداعب بها الشيخ يوسف القرضاوي عندما كان يتدرب على قيادة السيارة منها هذا البيت :
لا تغامر إذا الإشارة أبدت |
|
حمرة العين لو وقفت سنينا |
وكان في الشيخ عليوة دعابة محببة .
نشرت مجلة "الحق" للشيخ عليوة تسع قصائد :
1- تحية إلى مجلة الحق: العدد الأول رمضان 1383- ص 19-20 وهي قصيدة يحتفي فيها بصدور المجلة:
هلا رأيت الحق والميزانا |
|
فلمحت بين سطورها قرآنا |
والقصيدة ثمانية وثلاثون بيتاً .
وأريد أن أنبه هنا إلى أن تحية المجلات والصحف حين صدروها أصبح غرضاً شعرياً مستقلاً وهو من الأغراض الشعرية المستحدثة اقتضاه هذا اللون الجديد من القول الذي اتخذ المجلات والصحف مجالاً له، وأنا هنا أدعو الأدباء إلى الالتفات لهذا الغرض ودراسته والتنويه به .
2- إلى دعادة الحق ، العدد الثاني الصادر في شهر محرم 1384هـ ص 29 والمتمعن في القصيدة يجدها مستوحاة من اسم المجلة "الحق" .
الحق أجمل أن يكون شعارا |
|
أكرم به في العالمين منارا |
والقصيدة اثنان وعشرون بيتاً .
3- أصلح نفسك أولاً، العدد الثالث الصادر في شهر رمضان المبارك عام 1384هـ ص 25.
انصح النفس قبل نصح العباد |
|
ذاك حقاً من الهدى والرشاد |
والقصيدة أربعة وعشرون بيتاً .
4- سأعيش أدعو للحنيفة مخلصاً، العدد الرابع الصادر في شهر صفر عام 1385هـ ص 27-28 .
سأظل أرقب يومك الموعودا |
|
لتعيد أمجاداً لنا وعهودا |
وهي في ثلاثة وثلاثين بيتاً .
5- هلال المحرم، العدد الخامس الصادر في شهر صفر عام 1386هـ ص 34-36 .
أترى عراك من الزمان خطوب |
|
فكسا جمالك يا هلال شحوب |
وعدد أبياتها ثمانية وخمسون بيتاً .
6- في ذكرى الهجرة، العدد السادس، الصادر في شهر ربيع الثاني 1391هـ ص 30-31 .
ماذا جنينا
من
الأشعار والخطب |
|
يا أمة غرقت في اللهو واللعب |
وعدد أبياتها أربعون بيتاً .
7- أطيب التحيات للمعهد الحبيب، العدد السابع الصادر في رمضان 1394م ص 53-54 .
بارك الله معهد العرفان |
|
ورعى العلم شامخ البنيان |
والقصيدة في سبعة وثلاثين بيتاً .
8- خواطر من الهجرة، العدد الثامن الصادر في شهر ذي القعدة 1396هـ ص 45-46 .
أشرق فنورك للقلوب رجاء |
|
ذُلٌ ألمَّ بأمتي وشقاء |
والقصيدة في ثلاثة وأربعين بيتاً .
9- ماذا أقول لأمة الإسلام، العدد التاسع الصادر في شهر ذي الحجة 1400هـ ص 51-53 .
ماذا أقول لأمة الإسلام |
|
وأبث من حزني ومن آلامي |
والقصيدة في ثلاثة وثلاثين بيتاً .
أبدع الشيخ عليوه لمجلة الحق تسع قصائد عدد ابياتها ثلاثمائة وثمانية وعشرون بيتاً (328) .
وهذا العدد من أبيات الشعر يمكن أن يكون مجموعة شعرية من مجاميع الشعر في أيامنا .
ثاني الشعراء هو الشاعر أحمد محمد الصديق .
شاعر فلسطيني ولد في شفا عمرو عام 1941، درس في شفا عمرو ثم قدم إلى قطر ودرس في المعهد الديني الثانوي، درس الشريعة في السودان وحصل على شهادتها عام 1970 .
له أكثر من خمسة عشر ديواناً أولها نداء الحق ,آخرها البردة الجديدة .
نشرت مجلة الحق للشاعر أحد الصديق ثمان قصائد .
1- سأعود يا وطني، العدد الأول الصادر في شهر رمضان المبارك عام 1383هـ ص 53- 54 .
الثأر يصرخ في دمي وينادي |
|
الأرض أرضي والبلاد بلادي |
2- نداء الحق ، العدد الثاني الصادر في محرم 1384هـ ص 30-31 .
نداء يدوي وهو في الحق يصدع |
|
وليت الذي لا يكره الحق يسمع |
وجدير بالذكر هنا أن عنوان هذه القصيدة أصبح فيما بعد عنواناً لأول ديوان أصدره الشاعر 1397هـ عام 1977م .
3- جراح تثور العدد الثالث الصادر في رمضان 1384هـ ص 27-28 .
مازال طيفك في الذكرى يواسينا |
|
ولا
يزال
انتقاض الروح يحيينا |
والقصيدة في 39 بيتاً .
4- القرآن يتحدث عن نفسه، العدد الرابع الصادر في صفر 1385 ص 29-30 .
أنا في قمة الزمان منار |
|
خالد يهتدي بي الأبرار |
والقصيدة في 43 بيتاً .
5- في موكب الهجرة ، العدد الخامس صفر 1386هـ ص 37-39 .
بشراك بل بشرى الحياة فرحبي |
|
بطلوع شمسك يا منائر يثرب |
والقصيدة في 55 بيتاً .
6- يا فتية الإسلام ،العدد السادس،ربيع ثاني 1391هـ ص 82-83 .
وقفوا على هام الزمان رجالاً |
|
يتوثبون تطلعاً ونضالا |
والقصيدة في 83 بيتاً .
7- يا أمتي، العدد السابع ، رمضان 1394، ص 54-55 .
عودي إلى الإسلام عودي |
|
وتسنمي عرش الوجود |
والقصيدة في 44 بيتاً .
8- يا معهدي ، العدد الثامن ، ذو العقدة 1396 هـ ص 47 .
أشرق بنور الحق الإسلام |
|
وانهض منار هدى ورمز سلام |
والقصيدة في 23 بيتاً .
ثالث الشعراء هو الشيخ يوسف القرضاوي، والشيخ أحد الأعلام المسلمين المعاصرين وهو غنى عن التعريف ، ويستطيع من أراد الاطلاع على سيرته أن يجدها في مذكراته المنشورة .
نشرت مجلة الحق للشيخ يوسف قصيدتين .
الأولى: مسلمون ، العدد الثاني الصادر في شهر محرم 1384 ص 32-33 :
مسلمون مسلمون مسلمون |
|
حيث كان الحق والعدل نكون |
وهي في عشرين بيتاً .
الثانية: نشيد العودة، العدد الرابع، صفر 1385 هـ ص 20 .
أنا عائد أقسمت أني عائد |
|
والحق يشهدلي ، ونعم الشاهد |
ورابع الشعراء سعيد عبد الهادي تيم، وهو شاعر فلسطيني ، عمل في قطر لأكثر من ثلاثين عاماً، له ديوان: المرافئ البعيدة، وشعره كله في الوطنية ، توفي في عمان بالأردن عام 2001م .
الأولى: الحقد المقدس، العدد الثالث ، رمضان 1384هـ ص 27 :
كم بت أحبس دمعتي وأداري |
|
يا موطني يا روضة التذكار |
وهي في 34 بيتاً .
الثانية: حين تشرق الشمس، العدد الخامس ، صفر ، 1386هـ ص 64-60 .
يا شمس صبي بن سناك الأروع |
|
لهباً تلظى في وجوه الهجع |
وهذه القصيدة أشهر قصائده، وهي في 34 بيتاً .
وخامس الشعراء: محمد عبد الله قطبة .
ولد محمد عبد الله قطبة في 2/12/1954 ، توفي في الدوحة يوم السبت 3/3/2001 عن عمرو يناهز 46 عاماً بعد مرض طويل أدى إلى نزيف بالمعدة أودى بحياته .
أستاذ الأدب الانجليزي في جامعة قطر ،شغل منصب مساعد وكيل وزارة التربية والتعليم القطرية .
شاعر متقن إسلامي النزعة والتوجه .
خريج المعهد الديني الثانوي بقطر، ثم جامعات بريطانيا بالأدب الانجليزي ،مؤسس ومدير موقع إسلام أون لاين .
له ديوان "مشاعر ومشاعل" 1994م .
وله في مجلة الحق قصيدتان .
الأولى: فرحة النصر، العدد السابع، رمضان ، 1394م ص 56 .
النصر أقبل ناشراً أعلامه |
|
في هضبة الجولان والصحراء |
وهي في سبعة عشر بيتاً .
الثانية: في ذكرى المولد النبوي، العدد الثامن ، ذو القعدة 1396هـ ص 48 .
فرح الوجود بمولد العدناني |
|
واستبشرت بقدومه الثقلان |
وهي في 15 بيتاً .
ونشرت المجلة قصيدة " رسالة في ليلة التنفيذ" لهاشم الرفاعي في عددها الأول الصادر في رمضان 1383هـ من 60-62 .
كما نشرت مقتطفات من شعر الشعراء الذين أحيوا الندوة الشعرية الأولى التي أقامها المعهد الديني الثانوي عام 1384هـ وقد نشرت هذه المقتطفات في العدد الثالث الصادر في رمضان عام 1384 هـ .