قصيدة أيقظت أمة؟!!

قصيدة أيقظت أمة؟!!

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

اليهود كعادتهم في استغلال المناصب، وابتزاز المجتمعات التي تُبتلى بهم، وصلوا في يوم من الأيام على عهد صاحب غرناطة "باديس بن حيوس" الصنهاجي إلى السيطرة المحكمة عن طريق الوزير اليهودي "يوسف بن إسماعيل" المعروف (بابن تغرالة) وراحت أيديهم تعبث في أموال وأقوات المسلمين، حتى ذاق الناس من جشعهم الأمرّين.

وكان الشاعر الزاهد "أبو إسحاق الألبيري الأندلسي" قد ضاق بهم ذرعاً، وهو يحس بوطأتهم على المسلمين آنذاك، وباستغلالهم للمناصب والأموال إلى حد الإذلال؟! فكتب قصيدة يستنهض فيها الهمم ويحرّض صنهاجة على البطش بهم، فكان له ما أراد، وكانت أبياته النار التي تشعل الفتيل.. ومما قاله في القصيدة:

ألا  قُـلْ لصنهاجةَ iiأجمعينْ
لـقـد  زلَّ سـيّـدُكم iiزلّةً
تـخـيَّـر كـاتـبَه iiكافراً
فَـعَـزَّ  اليهودُ به iiوانتخَوا



بـدور  النَّدِيِّ وأُسْدِ iiالعرينْ
تـقـرُّ  بها أعينُ iiالشامتين
ولو  شاء كان من iiالمسلمين
وتاهوا، وكانوا من الأرذلين
أبـاديـسُ! أنـتَ امـرؤٌ iiحاذقٌ
فـكـيـف  اختفتْ عنكَ iiأعيانُهم
وكـيـف تـحـب فِـراخَ iiالزِّنا
وكـيـف  يـتـم لـكَ iiالمرتقى



تـصـيـب بـظنكَ نفسَ iiاليقينْ
وفي الأرض تضرب منها القرون
وهـم  بـغّضوك إلى iiالعالمين؟!
إذا  كـنـتَ تـبني وهم iiيهدمون
وإنـي احـتـلـلت بغرناطة
وقـد  قـسَّـمـوها iiوأعمالَها
وهـم يـقـبـضون iiجباياتِها
وهـم يـلـبسون رفيع iiالكسا
وهـم  أُمَـنـاكم على iiسرّكم
ويـأكـل  غـيـرُهم iiدرهماً





فـكـنـتُ أراهم بها iiيعبثون
فـمـنـهـم بكل مكان iiلعين
وهم يخضمون، وهم يقضمون
وأنـتـم  لأوضـعها لابسون
وكـيف  يكون خؤون iiأمين؟!
فـيُقْصَى،  ويُدنَون إذ iiيأكلون
فـبـادرْ  إلـى ذبـحه iiقربةً
ولا  ترفع الضغط عن iiرهطه
ولا  تـحـسـبن قَتلهم iiغدرةً
وقـد  نـكـثوا عهدنا iiعندهم
وكـيـف  تـكـون لهم iiذِمَّةٌ




وضَـحِّ  فـهـو كبش iiسمين
فـقـد كـنزوا كل عِلْق iiثمين
بـل  الغدر في تركهم iiيعبثون
فـكـيف تلام على iiالناكثين؟!
ونحن خمولٌ، وهم ظاهرون؟!