تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ 6
تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 6
مَنْهَجٌ مِنَ التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها،
بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها
[ تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ " الْغَيْثُ الْمُسْجَم في شَرْحِ لاميَّةِ الْعَجَم " لِلصَّفَديِّ ]
د. محمد جمال صقر
قالَ |
قُلْتُ |
||||||||||||
أَمّا قَوْلُ بَكْرِ بْنِ النَّطّاحِ في أَبي دُلَفٍ : يا طالبًا لِلْكيمِياءِ وَعِلْمِه مَدْحُ ابْنِ عيسى الْكيمِياءُ الْأَعْظَم لَوْ لَمْ يَكُنْ في الْأَرْضِ إِلّا دِرْهَمٌ وَمَدَحْتَه لَأَتاكَ ذاكَ الدِّرْهَم فَلَيْسَ هذا مِنْ صِناعَةِ الْكيمِياءِ في شَيْءٍ ؛ بَلْ هذا مِنْ بابِ الرُّقى وَالْعَزائِم ! |
بدأت الآن الآن بدأت ! |
||||||||||||
قَدْ ظَرُفَ شَيْطانُ الْعِراقِ في قَصيدَتِهِ التّائيَّةِ ، حَيْثُ قالَ : وَما صَنَّفَه جابِر مِنَ الصَّنْعَةِ جَرَّبْت (...) وَكَمْ في بوطِ بَرْبوطٍ مِنَ الرّاسِخَة نَزَّلْت |
لن يستقيم صدر البيت الأول حتى تُسَكِّنَ آخر جابر ضرورةٌ قبيحة ، ولا عجز البيت الثاني إلا بأن تكون " الراسخ " ! |
||||||||||||
أَنْشَدَني لِنَفْسِه مِنْ لَفْظِهِ الْمَوْلى نورُ الدّينِ عَليُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ فَرْحونَ الْمالِكيُّ الْيَعْمَريُّ الْمَدَنيُّ ، بِدِمَشْقَ الْمَحْروسَةِ ، في سَنَةِ إِحْدى وَأَرْبَعينَ وَسَبْعِمِئَةٍ ، هذِه اللّاميَّةَ وَقَدْ رَكَّبَ عَلى كُلِّ صَدْرٍ عَجُزًا وَعَلى كُلِّ عَجُزٍ صَدْرًا ؛ فَناسَبَها ، وَهذا قَصْدٌ ظَريفٌ ! وَمِمّا أَنْشَدَني قَوْلُه : أَصالَةُ الرَّأْيِ صانَتْني عَنِ الْخَطَل وَسُرْعَةُ الْحَزْمِ ذادَتْني عَنِ الْمَذَل وَحُلَّةُ الْعِلْمِ أَغْنَتْني مَلابِسُها وَحِلْيَةُ الْفَضْلِ زانَتْني لَدَى الْعَطَل |
هذا هو التَّرْبيعُ ؛ فاليعمري قد رَبَّعَ أبيات لامية العجم ، كما صار غيره يُخَمِّس |
||||||||||||
كانَ الطُّغَرائيُّ يَتَمَنّى عُلوَّ شَأْنِه ، وَيُؤَمِّلُ إِقْبالَ زَمانِه في أَيّامِ هذا الْمَمْدوحِ إِذا آلَ أَمْرُ السَّلْطَنَةِ إِلَيْهِ ؛ فَكانَ فيها حَتْفُه ! وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبيِّ - صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ ، وَسَلَّمَ ! - أَنَّه قالَ : لا تَتَمَنَّوُا الدُّوَلَ ؛ فَتُحْرَموها |
ومِنْ ها هنا أُتِيَ أحمدُ بن الحسين ! |
||||||||||||
مِمّا اتَّفَقَ لي نَظْمُه في فَرَسٍ أَشْقَرَ : يا حُسْنَه مِنْ أَشْقَرٍ قَصَّرَتْ عَنْه بُروقُ الْجَوِّ في الرَّكْض لا تَسْتَطيعُ الشَّمْسُ مِنْ جَرْيِه تَرْسُمُه ظِلًّا عَلى الْأَرْض ! |
الله ! هذه صورة أخرى ! |
||||||||||||
مِنْ قَوْلِ الْعَبّاسِ بْنِ الْأَحْنَفِ فيما أَظُنُّ : قالَتْ وَأَبْثَثْتُها سِرّي فَبُحْتُ بِه قَدْ كُنْتَ عِنْدي مُحِبَّ السِّتْرِ فَاسْتَتِر أَلَسْتَ تُبْصِرُ مَنْ حَوْلي فَقُلْتُ لَها غَطّى هَواكِ وَما أَلْقى عَلى بَصَري |
بل هما لعروة بن أذينة في مجموع شعره - وفيه " وَجْدي " مكان " سِرّي " - وفي أغاني الأصفهاني - وفيه " ما بي " مكانها - وفيهما " تحب " مكان " محب " ، و" السَّتْر " مكان " السِّتْر " ، وربما كان هذا الأخير من أخطاء الطّابع والمُراجع المعهودة هنا ! |
||||||||||||
تَشْبيهُ ابْنِ الْمُعْتَزِّ أَكْمَلُ مِنْ ثالِثِ الطُّغَرائيِّ ، حَيْثُ قالَ : قَدِ انْقَضَتْ دَوْلَةُ الصِّيامِ وَقَدْ بَشَّرَ سُقْمُ الْهِلالِ بِالْعيد يَتْلو الثُّرَيّا كَفاغِرٍ شَرِهٍ يَفْتَحُ فاه لِأَكْلِ عُنْقود |
وأحسن ما فيه ملاءمته لحال المتحرق إلى الفطر ! |
||||||||||||
قالَ ابْنُ نَفادَةَ يَهْجو : أَعُبَيْدُ مَنْ سَمّاكَ إِنْسًا كاذِبٌ ما لِلْوَحاشَةِ عَنْ خِلالِكَ مَعْدِل وَأَقَمْتَ ميزانَ الْعَروضِ وَقَدْ غَدا تَقْطيعُ كامِلِها بِوَصْفِكَ يَكْمُل مُسْتَصْفِعٌ مُسْتَقْوِدٌ مُسْتَجْهَل مُسْتَحْمِقٌ مُسْتَبْرَدٌ مُسْتَثْقَل مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِل |
كان ينبغي لك أن تخرج الصيغ على " مُتْفاعِلُنْ " ! |
||||||||||||
يُحْكى أَنَّ أَبا جَعْفَرٍ أَحْمَدَ بْنَ النَّحّاسِ الْمِصْريَّ النَّحْويَّ ، كانَ جالِسًا عَلى دَرَجِ الْمِقْياسِ في سَنَةٍ لَمْ يَزِدْ فيها النّيلُ ، وَالنّاسُ مِنْ أَمْرِه في شِدَّةٍ ، وَهُوَ إِذْ ذاكَ يُقَطِّعُ في بَيْتِ شِعْرٍ ، فَمَرَّ بِهِ اثْنانِ ، فَسَمِعاهُ يَتَكَلَّمُ بِكلامٍ غَيْرِ مَعْقولِ الْمَعْنى ، فَتَوَهَّما فيه أَنَّه يَسْحَرُ النّيلَ ، فَدَفَعاهُ إِلى الْبَحْرِ ( النيل ) ، فَغَرِقَ |
قد كان ذلك بقريب من بيتي ؛ فربما تواتر إلى قرارة نفسي ؛ فمنعني أن أرى دَرَجَ الْمِقْياس ، وهو المزار السياحي ! |
||||||||||||
مِنْ فَوائِدِ عِلْمِ الْعَروضِ فَصْلُ الْقَضيَّةِ فيما يُتَنازَعُ فيهِ : هَلُ هُوَ شِعْرٌ عَرَبيُّ ، أَمْ لا . وَقَدْ رَأَيْتُ لِلشَّيْخِ جَمالِ الدّينِ بْنِ واصِلٍ ، كلامًا عَلى قَوْلِ الْبَهاءِ زُهَيْرٍ : يا مَنْ لَعِبَتْ بِه شَمولٌ ما أَلْطَفَ هذِهِ الشَّمائِلْ فَقالَ فيها : إِنَّها غَيْرُ داخِلَةٍ في أَبْحُرِ الْعَروضِ ، وَتابَعَه جَماعَةٌ ، وَالصَّحيحُ أَنَّها مِنْ بَحْرِ الْوافِرِ ، إِلّا أَنَّه دَخَلَ فيهِ الْعَقْصُ ، وَهُوَ اجْتِماعُ الْخَرْمِ بِالرّاءِ ، وَالنَّقْصِ ؛ فَيَخْلُفُه ( مَفْعولُ ) بِتَحْريكِ اللّامِ ، وَشاهِدُه : لَوْلا مَلِكٌ رَؤُفٌ رَحيمٌ تَدارَكَني بِرَحْمَتِه هَلَكْت تقطيع بين البهاء زهير وتفعيله :
|
قد راجعت ديوان البهاء ، فوجدت له قصيدتين متواليتين من هذا النمط الذي سماه المحققان " بحر السلسلة " ، وهو " مجزوء الدوبيت " . وهو كالمجزوء له على الحقيقة ، ولكنني أجده كمخلع البسيط بتغيير مستفعلن إلى مستفعلُ |
||||||||||||
قيلَ رافِعُ الْمُبْتَدَأِ التَّجَرُّدُ عَنِ الْعَوامِلِ ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ ؛ إِذِ الْعَدَمُ لا يَكونُ عِلَّةً لِلْوُجودِ ، وَفيهِ نَظَرٌ - وَقيلَ : رافِعُهُ الْخَبَرُ ، وَهُوَ باطِلٌ لِأَنَّ الْخَبَرَ مُتَأَخِّرٌ عَنْهُ وَضْعًا - وَقيلَ : بَلْ هُما مُتَرافِعانِ - وَقيلَ : الِابْتِداءُ رافِعُهُما ، وَهُوَ ضَعيفٌ ، لِأَنَّ الْمَعْنى ما لَه هذِهِ الْقوَّةُ - وَقيلَ : الِابْتِداءُ رَفَعَ الْمُبْتَدَأَ ، وَالْمُبْتَدَأُ رَفَعَ الْخَبَرَ ، وَهُوَ أَقْرَبُ الْأَقْوالِ |
وهل الابتداء غير التجرد ! أَفْضَلُ مِنْ أَقْرَبِكَ هذا ، القولُ بالترافع ؛ فبركني الجملة تكون الجملة ، وعلى وفق أحدهما يكون الركن الآخر ! |
||||||||||||
جَمَعَ السِّراجُ الْوَرّاقُ - رَحِمَه اللّهُ ! - هذِه الْواواتِ في أَبْياتٍ ، وَأَحْسَنَ فيها ، حَيْثُ قالَ - وَمِنْ خَطِّه نَقَلْتُ - : ما لي أَرى عُمَرًا أَنّى اسْتَجَرْتُ بِه قَدْ صارَ عَمْرًا بِواوٍ فيهِ وَانْصَرَفا وَنامَ عَنْ حاجَةٍ نَبَّهْتُه غَلَطًا بِها فَأَلْفَيْتُ مِنْهُ السُّهْدَ وَالْأَسَفا وَالْمُسْتَجيرُ بِعَمْرٍو قَدْ سَمِعْتَ بِه فَما أَزيدُكَ تَعْريفًا بِما عُرِفا وَتِلْكَ واوٌ وَلا وَاللّهِ ما عَطَفَتْ وَلَوْ أَتَتْ واوَ عَطْفٍ ما أَتَتْ طَرَفا وَلَوْ أَتَتْ واوَ حالٍ لَمْ تَسُدَّ وَلَوْ أَتى بِها قَسَمًا ما بَرَّ إِذْ حَلَفا أَوْ واوَ رُبَّ لَما جَرَّت سِوى أَسَفٍ وَكَثَّرَتْهُ خِلافًا لِلَّذي أُلِفا أَوْ واوَ مَعْ لَمْ أَجِدْ خَيْرًا أَتى مَعَها أَوْ واوَ جَمْعٍ غَدا مِنْ فُرْقَةٍ نُتَفا وَلَيْتَ صُدْغًا بِها قَدْ شَوَّهوهُ غَدا يُكْوى بِناري وَهذا في السُّلوِّ كَفى وَاللّهُ يَطْمِسُها واوًا ذَكَرْتُ بِها دالًا بِوَسْطي وَكانَتْ قَبْلَ ذا أَلِفا |
أراد الذي ألف من دلالة رب أو واوها ، على التقليل ! ولكنها ألف فيها التكثير من قديم ! |
||||||||||||
قالَ الْقاضي الْحَشيشيُّ : وَلي صاحِبٌ ما خِفْتُ مَكْروهَ طارِقٍ مِنَ الْأَمْرِ إِلّا كانَ لي مِنْ وَرائِه إِذا عَضَّني صَرْفُ الزَّمانِ فَإِنَّني بِرايَتِه أَسْطو عَلَيْهِ وَرَأْيِه |
" رأيه " في كلمة قافية البيت الثاني ، خطأٌ - لا ريب في أنه طِباعي مُراجعي ! - ينبغي أن تكون " رائه " بمعنى " رأيه " ! |