أغاني أولادنا انتماء لبلادنا
أغاني أولادنا انتماء لبلادنا
إعداد نبيهة راشد جبارين
جميل السلحوت
صدرت الطبعة الأولى عام 2001 والثانية عام 2005 من كتاب " أغاني أولادنا انتماء بلادنا " - مقتطفات من أغاني الأطفال الشعبية – اعادت صياغتها السيدة نبيهة راشد جبارين ، يقع الكتاب في 43 صفحة من الحجم الصغير محلى برسومات شادي حبيب الله ، وتصميم وطباعة دار النهضة للطباعة والنشر م.ض في الناصرة وبغلاف كرتوني مقوى ، وبطباعة أنيقة وفرز ألوان ، وبدون دار نشر .
ومعدة الكتيب حسب علمنا سيدة فاضلة من قرية زلفة قرب أم الفحم في فلسطين .
وواضح أن الكتيب ثمرة جهد طيب للسيدة نبيهة جبارين أرادت من خلاله أن تساهم في جمع ما تستطيع من اغاني اطفالنا الشعبية ، لتقدمها إلى الأطفال حيث جاء في الاهداء " إلى أطفال شعبي الذين سيدخرون في ذاكرتهم كنوز تراثنا واغانينا الشعبية " وهذا الاهداء يحمل في طياته دعوة من الكاتبة إلى الأطفال أن ينتبهوا إلى جذورهم وإلى أصولهم الشعبية التي تحمل في طياتها كنوزا من التربية والتعليم والقيم الحميدة ،وعنوان الكتاب " أغاني أولادنا انتماء بلادنا " يحمل في طياته معاني كثيرة .مع أن الكاتبة لم توفق في استعمال كلمة " اولادنا " حسب رأيي ، لأن كل مولود ولد مهما كان عمره ، فابني ولد وهو ولدي ولو كنت في المائة من عمري وهو في الثمانين من عمره مثلا ، وكان الأجدر استبدال كلمة " اولادنا " بـ " أطفالنا " لأن الطفولة محددة بسن معين وهو سن ما قبل البلوغ ، أو حتى سن ما قبل الثامنة عشرة حسب المصطلحات القانونية الحديثة . وما تبع عنوان الكتاب من جملة تفسيرية هي " مقتطفات من أغاني الأطفال الشعبية " وكلمة " مقتطفات " المشتقة من الفعل " قطف يقطف " تعني هي الأخرى الاجتزاء من الأغنية ، أي عدم ايرادها كاملة . وما جاء على الغلاف أيضا " أعادت صياغتها نبيهة راشد جبارين " ، وكان الأجدر استعمال كلمة اعداد وجمع أو جمع واعداد نبيهة راشد جبارين لأن اعادة الصياغة تعني في طياتها استبدال الكلمات ، وهذا لا يجوز ، فمثلا قد أنقل اليكم خبرا باللغة المحكية ، أو بجمل ركيكية ، فيتدخل أحدكم ويعيد صياغة ما قلت بلغة فصحى مثلا وبجمل جزلة مفيدة .
ومما يلفت الانتباه أن الكاتبة استعملت كلمة " تقديم " بدل مقدمة والمقدمة يكتبها الكاتب نفسه ، في حين يكتب غيره تقديما لما كتب .
ومع ذلك فإن الكتيب وما احتواه من أغاني أطفالنا الشعبية يبقى جهدا طيبا ، ومساهمة رائعة في جمع وتدوين جانب من تراثنا الشعبي الذي يتعرض للسرقة والضياع والطمس والتشويه، لأسباب كثيرة لسنا في مجال الحديث عنها هنا .
وعودة إلى المعاني التي يحملها عنوان الكتيب وهو " أغاني أولادنا انتماء بلادنا " وأهم معنى هنا هو ان التراث الشعبي جزء من الهوية الوطنية والثقافية والحضارية لأي شعب " . والتراث هو ما ورثناه عن الأباء والأجداد ومعروف أن الشعوب التي تنتج ثقافة وحضارة هي الشعوب التي تعرف الاستقرار ، وشعبنا العربي الفلسطيني له حضارته الثقافية والحضارية كونه أحد المساهمين في بناء الحضارة الانسانية عبر التاريخ ، مع التأكيد ان تراثنا الشعبي هو جزء أصيل من التراث العربي الشعبي في مجمله ، وان كانت له خصوصية معينة في بعض الجوانب وهذا أمر طبيعي .
ويبدو ان الكاتبة متخوفة من قضية الانسلاخ الثقافي عند جيل الأبناء – ومعها كل الحق في ذلك – وهي بعملها هذا تحمل رسالة فيها دعوة إلى التمسك بالموروث الثقافي ، والعودة إلى الجذور ، فمن لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له . ويلاحظ أن الأغاني الشعبية بمجملها ، وأغاني الأطفال خاصة تحمل فوارق ما بين منطقة واخرى حتى في نفس البلاد ، وذلك بفعل اختلاف البيئة ، واختلاف المهنة التي يمارسها الأباء ، فمثلا " شتي يا دنيا وزيدي
بيتنا حديدي
تغنى في جنوب فلسطين كالتالي :
امطري وزيدي
بيتنا حديدي
عمنا ابو عبدالله
ورزقنا على الله
******
وامطري وزيدي
وبيتنا حديدي
وبيتنا شعر الغنم
وعمنا عبد الله
ورزقنا على الله
ويلاحظ ان الكاتبة قد تدخلت في بعض الأغني واكملتها من عندها ، وكان الأولى بها أن تلجأ إلى كبار السن من الذكور والاناث وفي اكثر من قرية أو مدينة لتحصل على النص الأصلي .
كما يلاحظ أنها خلطت بين أغاني الهدهدة – وهي الأغاني التي تغنيها الأمهات لأطفالهن " وبين أغاني الأطفال أنفسهم ، فأغنية " هو دبع كركارة " هي اغنية هدهدة تشجع فيها الأمهات أطفالهن عندما يبدأون بالدرج أي الانتقال من مرحلة الحبو إلى مرحلة المشي .
يبقى أن نقول أن الثماني عشرة أغنية التي وردت في الكتيب أغان رائعة وتشكل اضافة نوعية للجهود الفردية في جمع التراث الفلسطينية واعادة احيائه .
الرسومات:
الرسومات التي ابدعها شادي حبيب الله جميلة وتناسب الموضوع وتجذب الطفل القاريء الى قراءة الاغنية.