نحو منهج إسلامي في النقد الأدبي 3

نحو منهج إسلامي في النقد الأدبي

الحلقة الثالثة


رمضان عمر

[email protected]

رئيس رابطة أدباء بيت المقدس / فلسطين

من الطبيعي ان ينحاز الفكر الجمالي اللغوي في العصر الحديث الى القديم التليد ، لان ارتباط الاسلام مع الغة من خلال القران الكريم ،يجعل المنطق الابداعي ينحى نحو ترسيخ فلسفة الجزالة التي ارسى قواعدها البيان القراني الفريد ، وبسط ابجدياتها النقد السلفي الذي تحدثنا عنه انفا .

وليس غريبا ان يقع هذا الموقف من الاسلاميين ؛ ذلك ان محاولات التمرد اللغوي او التجديد على حد تعبير بعض النقاد كانت تاتينا من غير العرب ، بله من غير المخلصين للدين كالزنادقة والفرس في معارك الشعوبية قديما واليسارين والعلمانين في معارك الحداثة حديثا.

ومن هنا فان المعركة الادبية حول طبيعة اللغة الشعرية قد تحمل في ثناياها بعض البذور الايديلوجية، التي تسمح للغيورين من امثال ابن قتيبة والجاشحظ والجرجاني ان ينفروا من دعاوى التجديد ويصنفوها تصنيفات سياسية تصل الى حد محاولات الهدم. ش

بيد ان القضية وان احتملت شيئا من هذا في الماضي فهي تحتاج الى عميق تدقيق في الحاضر ، واعمل فكر نقدي ابداعي ونظرة واعية تحط من قدر الظلام ، وتنحي العصبية ، دون ان تقع في جرف الانهيار المفترض .

وياتي ذلك في تحديد مفهوم الشعر والشعرية ، والفروق الجوهرية بين ما يجوز ولا يجوز ، وهل القصيدة العربية شكلا ام مضمونا ؟ بمعنى هل لنا ان نقبل الغزل والهجاء لانه جاهلي فصيح جاء منسجما مع عمود الشهر ، ونرفض اشعار درويش والسياب التي في الوطن والحياة والاخلاق لانها لم توافق عمود الشعر ن ومنطق القدماء في بناء القصيدة ؟