قراءة في ديوان حديث الريح لداود معلا
قراءة في ديوان حديث الريح لداود معلا
بقلم: حيدر قفّة
المعروف من حال الشعراء أن الهاجس الشعري يغزوهم بلا مقدمات، تأتي الخاطرة للواحد منهم، فيترنم بالكلمات ويدندن بها حتى يستقيم له الوزن، ويتأتى له البحر الذي يفرض نفسه عليه، تبعاً للحالة النفسية التي يتلبس بها عند مداهمة الخاطرة له. وقد يخرج من هذه الحال –حال التلبس بالخاطرة والترنم بالمقدمات- ببعض الأبيات التي تشكل المقدمة للموضوع الذي سيطر عليه، لكن الخاطر الشعري الذي هاجمه أو داهمه لا يستأذن في اختيار الوقت المناسب
فقد تكون المداهمة لحظة قيادة السيارة، أو مداعبة النوم استدراجاً لهذا العصي، أو وهو يستحم –كما يقولون- على كل حال، قد يداهمه في وقت لا يتمكن فيه من إتمام القصيدة، فيكتفي منها ببضعة أبيات على أمل تكملة القصيدة عند التمكن من استفراغ الهمم لها.
إذن، فالبداية تكون دفقة شعورية عالية التوتر، تحمل التجربة الحقيقية الصادقة للشاعر، تلك التي اهتز لها وجدانه، فترنم بالمقدمة.
فإذا ما شعر بالاستقرار، وأراد تكملة القصيدة، تكون الدفقة الشعورية قد تلاشت، فلم يبق من حرارة الانفعال إلا النزر اليسير، فيجلس الشاعر ليكمل القصيدة بلا انفعال حقيقي، ولكن بمهارة الدربة، والتمكن من الصنعة.
وهنا يختلف الشعراء، فمن كان ماهراً، خبيراً بصنعته، جاءت بقية القصيدة متماثلة مع أولها –وإن فقد الشاعر حرارة الانفعال- لكنه عوضها بإجادة الصنعة، ومن كان دون ذلك، جاءت قصيدته –أو الجزء التالي للمقدمة- فاترة، النظم فيها أظهر من الشعر.
وشاعرنا داود معلا كسائر الشعراء، عنده الشعر الجيد الذي يرقى إلى مصاف شعر الكبار، وشعر دون ذلك، وله أبيات في قمة الروعة، وأبيات حُشرت حشراً لتكملة القصيدة، وقد خلت من الشاعرية.
وقبل الخوض في التفاصيل، أريد أم ألم إلمامة سريعة بمجمل الديوان، وانطباعاتي عنه، في ملاحظات سريعة.
1 – أغلب قصائد الديوان يتحدث فيها الشاعر عن فلسطين عامة، والقدس خاصة، وهذا ليس غريباً، فهو من مواليد قرية المالحة قرب القدس سنة 1933م، هذا من جانب، ومن جانب آخر خلفيته إسلامية خالصة، والقدس تشكل بُعداً إسلامياً بالإضافة للبعد الوطني الذي يتغنى به الوطنيون، فلا غرابة إذاً، إن وجدنا شاعرنا يجنح بنا في أغلب قصائده إلى القدس، حتى تلك التي يبدو ظاهرها غزلياً أو وجدانياً، تتحول بعد قليل إلى جانب الأرض، والوطن، والهم العام لهذا الشعب.
2 – بعض القصائد نشعر فيها بحر الدفقة الشعورية العارمة في البداية، ولكن ما يلبث أن تبرد هذه الدفقة، أو تتلاشى هذه الومضة، ولتكتمل القصيدة بروح النظم، ويبدو فيها حرص الشاعر على تطويل القصيدة، مما يضعفها، ولو أنه اقتصر على الدفقة الأولى لكانت أجود.
3 – بعض القصائد تشعرك أنها من البداية ليست وليدة تجربة شعورية حقيقية، أو إحساس صادق بالحدث، وإنما نُسجت من أجل الرغبة في القول، أو مجاراة لحدث ما مسيطر على الساحة في وقته، فلا ينفعل به من الداخل مثل قصيدة "المسير إلى اليوم قبل الأخير ص37" ورغبته في الربط بين القدس والعراق، ومأساة الطرفين، لاسيما بعد حرب الخليج الثانية.
4 – رغبة الشاعر في أن يبدع قصيدة طويلة ظهرت في قصيدته "إلى حفيدي بشار ص47" فهي تحتوي على عدة مقاطع، كل مقطع يشكل وحدة مستقلة، لكن في القصيدة مقاطع جيدة، كما في البداية، ومقاطع دون ذلك، حيث الضعيف الفاتر.
5 – الشاعر متمكن من لغته الشاعرية، ومن إبداع الشعر بالطريقة العمودية، أو الشعر ذي الشطرين، لكنه –وأحسبه تقليداً للسائد- جنح إلى شعر التفعيلة أو الشعر الحر- ولا أجد ضرورة لذلك- فجاءت قصائده هذه ضعيفة جداً، لا تليق به، فهي تشبه بدايات الشعراء في فترة التجريب خلال سني مرحلة الدراسة الثانوية، فضلاً عن الإغراق في الرمز، الذي أفقد القصائد خاصية الدخول المباشر للقلب، والعلوق به، فما فائدة قصيدة لا يفك طلاسمها إلا قائلها؟!
6 – الشاعر يبدأ بدايات غزلية رقيقة رائعة، لكنه لا يلبث أن يهرب من هذا الجو، ويحول غزله جهة الوطنية أو الإسلامية، فلمَ هذه الهروب؟ هل الغزل العفيف مما يعاب عليه؟ أو أنه –وقد أصبح جداً- يجد شعر الغزل لا يليق به؟! أم يعتبر ماضيه وحاضره اللذين يصنفان في قافلة الدعاة إلى الله يتنافيان مع الإحساس بالحب، ورعشة القلب، والترنم بالغزل؟! لا أدري سبباً وجيهاً يدفعه لذلك، وهو ليس في حاجة لأن أذكره أن الإسلام لا يعارض الغزل العفيف.
7 – هناك قصائد يبدأها بالوجدانيات، لكنه يضن على الناس بمواصلة السير في قصيدته على هذا المنوال الرائع، فيهرب –أيضاً- إلى الوطنية والإسلامية، ولكأني به يعتبر أن مهمته توصيل رسالة ما، وهو في سبيل هذه الرسالة يئد كل نسمة حانية تهب على قلبه وقلوبنا، وأنا أخالفه الرأي هنا، كما خالفته هناك، فالوجدانيات لا تقل أهمية عن الشعر الدعوي أو الوطني أو السياسي، وكلنا نحتاج إلى ضروب الشعر كلها.
* * *
أما عن الديوان، فيقع في مئة وثلاث صفحات من القطع المتوسط، وقد حوى تسع عشرة قصيدة، أعجبني منها القصائد التالية: (كلمات على حد السيف ص19) (الشجر المأسور ص25) (الشهيد والفأس ص41) (إلى حفيدي بشار ص47) (في ذكرى الهجرة ص55) (الشهيد وشجرة الزيتون ص60) (الدخول إلى التاريخ عن طريق الهجرة النبوية ص63) (صبر العراق ص94) (بطاقة من نوار لابنتي في العيد ص101).
ونلاحظ أن اثنتين من قصائده المشار إليها آنفاً تنتهيان بحرف الروي الياء، والياء تشير إلى الملكية والخصوصية، وهذا الحرف مسبوق بحرف النون، والنون حرف مهجور متوسط، فإذا التقى الحرفان –النون والياء- منحا القصيدة خصوصية الالتصاق والحنو، والتشكيل الذاتي داخل النفس، مما يجعلها ألصق بالقلب.
وهناك قصيدتان ختمهما الشاعر بحرف الدال ملحوقاً بألف الإطلاق وهما: (إلى حفيدي بشار ص47) و(بطاقة من نوار إلى ابنتي في العيد ص101). أما في قصيدة (في ذكرى الهجرة ص55) فنجده قد خصص لها قافية حرف الهاء المسبوق بالألف، وكما هو معلوم أن حرف الهاء يستفرغ الهواء من الرئتين، فإذا سُبق بالألف، منحا السامع إحساساً بالتوجع والحزن، فكانت هذه القافية مناسبة لموضوع القصيدة، حيث جنح الشاعر فيها إلى تعديد مآسي المسلمين في هذه الذكرى العطرة، فجاءت القافية مشاكلة للـ (آه) التي يتوجع بها المحزون، فتريح أعصابه، وتلطف من حر اكتئابه، بينما كان روي قصيدة (الشجر المأسور ص25) الراء، و(الشهيد والفأس ص41) الميم مع الألف، و(صبر العراق ص94) اللام، وكلها حروف لها جرس أخاذ.
وتمتاز قصائد داود معلا ببراعة الاستهلال، التي تأخذ بلب السامع أو القارئ من بداية القصيدة، فنراه يقول في القصائد المشار إليها:
مُدي يديكِ فما سواك يراني أعدو وقد عصبوا يدي ولساني
كلمات على حد السيف ص19
عيناك مالي أناديها.. فتعتذر توحي إليَّ حياءً ثم تتسترُ
الحجر المأسور ص25
نادى تُرابَكَ حين ضمَّ الأعظما لله بعدك.. قد تركتَ اليُتَّما
الشهيد والفأس ص45
بشارُ، والتفت الكلام قصيدا وأطلَّ عيدُك يستثير العيدا
إلى حفيدي بشار ص47
حَسبُ الهدى أن تجلى فيك معناه يا خيرَ من أشرقت بالنور ذكراه
في ذكرى الهجرة ص57
لبيكِ، وارتعشت تقبلني أوراقها الخضرا وتسقيني
(الشهيد وشجرة الزيتون ص60)
ولا يقتصر الجمال والحسن على بيت الاستهلال وحده، بل نجد في القصائد أبياتاً رائعة متفردة في جمالها ومعانيها، لما حوت من صور شعرية وخيال خصب، ومن هذه الأبيات على سبيل المثال ما يلي:
والله لو زرعوا ثراك لفقأت عين الموت ملء عيونهم فرأيتُ فيكِ على المدى بُعد المدى عيناك يا قدسُ شيء ثمَّ يجذبني هات أعطني ساعةً أنسل من ظمئي لكن جرحكِ لا يغفو النزيفُ به فأنت فينا وفي أطفالنا أبداً يتلفّتُ الماضي على أشلائنا نفاخر الناس بالتاريخ واعجبي ألم يًصلِّ بها الفاروق محتسبا إذا اشتكى جبل من ريح عاصفة رشوا علينا بذار الموت.. وانتظروا |
قنابلاً
|
ومع القنابل ألف.. ألف ورميتُ أعظمهم إلى النيران ص21 وكتبتُ فوق جبينه.. عنواني ص22 فيها فتُغرقني.. أهدابها السمرُ في غَورها فتلاقيني بها الدُّررُ ص25 ما زال حول ضفاف النهر ينتظر وهل يخالفُ قلبَ الغيمة المطر ص27 فزعاً أو يرقب حاضراً مردودا ص48 لم لا نُثبِّت للتاريخ معناه ألم تُقبِّل أديمَ الأرضِ كفاه ص58 كفاه هَمَّ الرياح الشامخ الجبلُ ص95 فكل بذرةِ موت حولها رجل ص96 |
جبان
وكما أن للشاعر أبياتاً رائعة في قصائده الجيدة، فإننا نجد أبياتاً دون ذلك، أُلحقت بالقصائد إما لتحكم القافية في الشاعر، وإما طلباً لتطويل القصيدة. وإما هبوطاً في مستوى الانفعال لذهاب الومضة أو فتور الأولى، فجاءت خالية من الفكرة الجيدة، أو الصور الشعرية الموفقة، فكانت مجرد كلام مرصوف لحشو القصيدة ليس إلا.
ففي قصيدة الشجر المأسور يقول ص26:
وهكذا أنتِ لا شيءٌ يغيِّرني عما أراكِ به لا الدهرُ لا العُصُرُ
وفي القصيدة نفسها يكرر في بيتين كلمة (السمع والبصر) هكذا:
ماذا أرى وهمومي فيك تدفعني إلى الجنون.. وأين السمعُ والبصرُ
يموت قبل وصول الموت ظالمنا رعباً ويسقط منه السمعُ والبصرُ
مما أفقد القصيدة رونقها وبهاءها.
وفي قصيدة إلى حفيدي بشار ص52 يقول:
هم أجبن الجبناء لا تلقاهمُ إلا ثعابيناً تحوم ودودا
جبناء حتى في الظلام فيا ترى كيف استحالوا أنمراً واُسودا
كلام مرصوف لا جديد فيه، بل فيه تناقض، حيث إن الظلام وحده كفيل بزعزعة الثقة، ولكنه هنا يعتبره دافعاً للشجاعة على غير المألوف.
وفي القصيدة نفسها يقول ص52 أيضاً:
حرقوا الرجال على الرمال وغادروا صرح العروبة عائماً مهدوداً
ماذا يقصد بالعوم هنا؟ هل يقصد عدم التماسك لهول الضربة؟ ولو كان يقصد ذلك لكانت هائماً –بالهاء وليس العين- أقوى وأجود، فمن عادة المبتلى بكارثة أن يهيم على وجهه من الذهول، أما العائم فقد يكون متماسكاً، مدركاً لما يفعل، وهو كذلك، وإلا غرق، فكانت (عائماً) مضعفة للبيت فوق ضعفه.
وفي قصيدة في ذكرى الهجرة يقول ص59:
عودوا، فوالله إن النصر عوَّدَكُمْ عودوا لإسلامكم ينصركم الله
أي شاعرية في هذا البيت؟ وما الفرق بينه وبين المواعظ التي تقال في المساجد؟ لا شيء.
وفي الديوان أيضاً نجد قصائد قالها الشاعر متأثراً بغيره، وهو إما يصرح بذلك، كما في قصيدة "صبر العراق ص94" أو لا يصرح، لكنها تظهر في ثنايا الأبيات، مثل قصيدة "بطاقة لابنتي نوار ص101" التي يحكي بها القصيدة المغناة "غنيت مكة" وهي التي تترنم بها المغنية الشهيرة فيروز –ولا أعرف قائلها- وقد تجلت المحاكاة في أكثر من بيت، وربما القوافي نفسها، وانظر على سبيل المثال البيت الذي يقول فيه:
لا زهرةٌ ضحكت إلا ولوّنها عطرٌ على الزهر من أجفانها زيدا
والشاعر –كما أسلفت- له خلفية إسلامية، ترسخت عبر سنين من النضال لإعلاء كلمة الله، لاقى في سبيلها ما لاقى، وهو إذ يترنم بالشعر، لا ينسى هذه الغاية الغالية، غاية تثبيت دعائم الإسلام، والدعوة لإقامة الدولة الإسلامية، وإحياء الخلافة المؤودة، وتربية شباب الإسلام، وسماتهم وأوصافهم، فهو يقول:
تميلُ حولَ شعاعِ الشمس تشتدُّ.. فهي على الإيمان ثابتةٌ عقيدةٌ هي ماضينا وحاضرنا فما على حُلُمِ الماضي جحافلُنا لا.. والذي هزم الأحزاب ثم لا عزة لسوى الإسلام راغمة |
أعظمهم
|
وتستوي في صلاة الليل إن تعتدُّ.. فهي بسيف الله تعتمر ص27 وساعدٌ هو فينا الصارمُ الذكرُ تنام بل حاضرٌ.. يصفو ويعتكر ص28 تلاها الروم.. والفرس.. والإفرنج والتتر أنوف من بدلوا عهداً ومن غدروا ص29 |
سهروا
ويشير إلى معاركنا مع اليهود إشارات عصرية، وتاريخية، ونصيّة فيقول:
ذي جولةٌ، وعلى التاريخ أجدادُنا شهداءُ الأمسِ تتبعهم حتى نرى راية الإيمان تجمعنا |
خاتمُنا
|
يراهُ من أقبلوا منهم ومن أحفادهم.. أفينجو الكافرُ البطرُ ص29 وينطق الشجر المأسور والحجرُ ص30 |
دَبَروا
إشارة للحديث المشهور عن المعركة الفاصلة مع اليهود، كما أخبر عنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ويقول أيضاً –وفيه إشارة للتاريخ والمعتقدات-:
ويهودُ تعجنُ بالدماءِ لم يشهدِ التاريخُ بعد محمد |
فطيرها
|
وتهزُّ ألوية لنا أن اليهود تجاوزوا الأخدودا ص51 |
وبنودا
وأما التضييق الذي يلاقيه الإسلاميون، فلم يغفل عنه، فيقول في قصيدة "في ذكرى الهجرة ص58":
مَنْ نحنُ؟ هل ضاقت الدنيا بوحدتنا الشرق يغزو حمانا في عقيدتنا |
|
حتى استباح حمى الإسلامي والغرب يسعى إلينا فاغراً فاه |
أشباه
ونكتفي بهذه النماذج، لأن الاسترسال فيها يخرجنا عن حد الإشارة، وإلا فالديوان مليء بالتوجهات الإسلامية الواعية.
ومن الموضوعات الطريفة التي استوقفتني في الديوان، العلاقة بين المخبر والغراب، من حيث السواد في اللون، وموروث الشؤم، والعلاقة بينه وبين تراب الوطن، فهذا الذي جعل من التجسس على الناس مهنته وحياته، فهو دائم التجوال، مفتوح العينين والأذنين، ليلتقط الأخبار، ويختل الأصدقاء، ويسرق منهم همساتهم.. منبوذ مكروه، صورته في الذهن قرينة لصورة الغراب الأسود، وليس الأمر كذلك وحسب، ولكنه –أيضاً- منبوذ من الوطن، لاسيما وقد كثر دور هؤلاء في معاداة أهل الإيمان، وكانوا أشواكاً في حلوقهم، أو خناجر في خواصرهم.
فهذا المخبر اللعين، عندما أبلغ أسياده بوشايته برجل مؤمن، جاؤوا، فلم يجدوا عند التفتيش الدقيق من أدوات التجريم إلا المصحف!! فعادوا والخزي ملء عيونهم.
لكنه –أي شاعرنا- يراهن على طبيعة الحياة، الحياة التي لا تُبقي أحداً على حال، فكيف بهذا المتواطئ إذا انقلبت له الأمور، وطرد من جنة إبليس، ما مصيره؟ وأين يجد المأوى لعظامه؟ أفي تراب الأرض التي خانها؟ أم في أحضان الشعب الذي روعه في أبنائه، بل خيرة أبنائه؟ إنه عندما يلفظه أسياده مستغنين عن خدماته، سيجد الناسي أيضاً يلفظونه، بل والأرض ستلفظ هذه العظام النجسة، فالأرض طهور، ولا تقبل إلا الطاهرين.
بَيد أن القالب الذي صاغ فيه الشاعر قصيدته لم يسعف الفكرة الطريفة، ولا الموضوع المهم الذي طرقه، فجاءت القصيدة ضعيفة فاترة، ولو أنه صاغ هذه الفكرة على غرار قصائده الرائعة من الشعر ذي الشطرين –الذي يُحسنه- لأبدع أيما إبداع، ولمنحنا قصيدة رائعة موضوعاً وشعراً، لا تقل عن قصيدة هاشم الرفاعي –عليه رحمة الله- في ليلة التنفيذ، لكنه لم يفعل.