عنصرية الأدب الصهيوني

يحيى بشير حاج يحيى

عضو رابطة أدباء الشام

[email protected]

يقول الدكتور إبراهيم البحراوي في كتابه ( الأدب الصهيوني بين حربين : حزيران 1967 وتشرين 1973 ) إنه نتيجة لازدياد الثقة بالوثيقة الأدبية وجدارتها فقد اتجهت مجموعات من الباحثين في أوضاع المجتمعات الحديثة والمعاصرة إلى الاعتماد على الوثيقة الأدبية في الكشف عن مختلف الأوضاع في هذه المجتمعات . ومع مرور الوقت تطور هذا الاعتماد ، وتبلور عنه اتجاه نحو دراسة المجتمعات المعادية ، والتعرف عليها عبر الوثيقة الأدبية . وفي هذه العجالة سنستعرض بعضا مما جاء في الشعر العبري الحديث لنرى إلى أي مدى تبدو فيه هذه العنصرية . هم - مثلا – متميزون ، ليس فقط بنقائهم العرقي المزعوم الذي لم يثبت له دليل واحد ، ولكن في ذكائهم ومعرفتهم ؟

يقول ش شالوم في قصيدة ( عالم في ألسنة النيران ) : ستمضي أيضا أيام كثيرة ، وسنون وعقود كاملة حتى يعود الإنسان ، ويقرأ في كتاب ، وينظر في صورة ويفكر أفكارا عقلانية ويصغي لقلب العالم بأن إسرائيل كان الوحيد الذي أقام بينهم وهو يعلم !؟

وتبدو هذه العنصرية بشكل أوضح عند (جرينبرج ) فهم يفوقون جميع الشعوب ، ولاتستطيع هذه الشعوب أن تلحق بهم ، أوأن تتربع علىسدة العز التي يجلسون عليها ؟! وبلا مواربة أو حياء يعلن ذلك مستندا إلى خلفيتهم التلمودية بأ نهم شعب الله المختار؟

أي شعب في مكاننا لم يكن ليفوقنا

 وارتفاع الهامة في الطهر والطرب

لو عاش ما عشناه في ظل السلاطين السبعين وتبادل العهود بين الصليب والإسلام فليس هناك أطهر من اليهود ليسودوا

أوأجدر منهم ليحملوا على رأسهم تاج الملك في الدنيا

 ويقول (يهودا عميحاي ) في قصيدة أغاني أرض صهيوني ، كاشفا من حيث يريد أولايريدعن حقيقة هذا الصهيوني المزروع في أرضنا المباركة ، وقد نسج من أوهام التاريخ وطنا ، ونحت من أحقاده صنم عنصريته :

 هذا هو وطني

الذي يمكنني فيه أن أحلم دون أن أسقط

 وأن أرتكب أعمالا سيئة دون أن أضيع

وأن أهمل امرأتي دون أن أصبح معزولا

وأن أبكي دون خجل ،وأن أخون وأن أكذب

دون أن أتعرض للهلاك

وهذه العنصرية تبرزعند مفكيرهم كما برزت عند أدبائهم ؟! يقول تيودور هرتزل في مذكراته مشيدا بذكاء اليهودي ، واصفا له بأنه – يدرك بحدسه ما قد يضطر المرء لتكراره أكثر من مرة أمام أعضاء الشعوب الأخرى -

وليس آخرا ماكانوا يرددونه ، وهم ينقلون توراتهم من مستوطنة كريات أربع إلى مدينة الخليل : ( ابنوا الهيكل وانسفوا المسجد )