دراسة ادب علاء الاسواني

« عمارة يعقوبيان » نموذجاً[1]

صلاح الدين عبدي

[email protected]

الملخص:

رواية عمارة يعقوبيان لكاتب و طبيب اسنان مصري علاء الاسواني التي اثارت جدلا وضجة في الاوساط الادبية سواء كان في داخل البلد أو خارجها و ترجمت الی اللغات الفرنسية و الايطالية و الانجليزية و العبرية وتحولت الی فيلم سينمائي و مسلسل تلفزيوني و لاقت شعبية كبيرة   .

في هذه الرواية يناقش علاء الاسواني الهوة بين الاجيال المختلفة خلال اكثر من نصف القرن في مصر و دلنا الی نفسيتهم و طريق تفكيرهم . يتناول الاسواني  النفاق الاجتماعي و الشذوذ الجنسي و الفساد الاخلاقي الذي يعاني منها الطبقات الراقية من المجتمع المصري و البؤس و اليأس الذي يسود المجتمع و التناقضات الهائلة بين تمسك بالدين و اقتراف الفاحشة و المعاصي والمحسوبية والرشوة التي كانت فيما قبل تجلت في ادب نجيب محفوظ.  تتعرض ايضا لعدد من الاوضاع الفاسدة في مصر قبل و بعد ثورة يوليو 1952 وينتقل لنا وجهة نظر الناس بالنسبة لهذه الثورة ،اولئك الذين فقدوا امتيازاتهم بسببها  اولا والذين حصلوا علی امتيازات كما تستوعب الرواية نقدا سياسيا لاذعا و تكشف الفساد علی مستوی الحكومة و انواع الممارسات المشينة و المريضة التي ترتكب باسم الدين . ويمكن القول الرواية بكل شخوصها و ابطالها و بكل ما حوت من رصد لحركة المجتمع المصري، لوحة تاريخية في الخمسين سنة أي من عام 1952 حتی 2002 بتفاصيل في نهاية الدقة و الامانة فلم يترك ظاهرة في المجتمع المصري الا وسجلها و جعل القارئ مشاركا فيها و أخذ بلبابه. هذه المقالة تنوي ان تناقش الرواية هذه وما لها و ماعليه و تعرف الاوساط الادبي الايراني الی الرواية التي كانت ثمرة جهد الادباء المرموق المصري مثل نجيب محفوظ و توفيق الحكيم و جمال الغيطاني و....و نستطيع ان نقول علاء الاسواني يكون بحق افضل خلفا لافضل سلف.

المفردات الرئيسة : علاء الاسواني ،أدب ،عمارة يعقوبيان ، مصر.

المقدمة :  

لسنوات الطويلة ظل المشهد الروائي في مصر لا يقدم الی قرائه النهم بجديد الی أن ظهرت الرواية التي حركـت المياه الراكدة و أعطت املاً ضلّ الكثيرون الطريق اليه منذ سنوات ، رواية حازت و لمرة نادرة علی اعجاب القراء والنقاد معاً و ها هي رواية عمارة يعقوبيان التي في غضون اقلّ من عامين طبع خمس مرات و كانت بحق الانفجار الروائي و نجمة في سماء الابداع الادبي . رواية هزّت المشهد الروائي العربي منذ صدورها وخاصة بعد ترجمتها الی الفرنسية و الايطالية و الانجليزية و العبرية و تحويلها الی فيلم سينمائي و مسلسل تلفزيوني اما من هو علاء الاسواني و ماهي عمارة يعقوبيان فنتحدث مفصلاً عنهما فيما يلي.

السيرة الذاتية لعلاء الاسواني: د.علاء الاسواني ولد في 26مايو1957  بالقاهرة في عائلة البرجوازية هو ابن اديب عباس الاسواني المحامي الذي احيا فن المقامات وسمّاها المقامات الاسوانية في الستينات من القرن العشرين وحاز علی جائزة الدولة من جرّاء رواية «الاسوار العالية» غيرأنه لم يكن مثل ابنه ذاع صيته .علاء ينتمي نفسه الی اسرة مثقفة لان جده ايضاً كان شاعرا مرتجلا و عم والدته مدة وزيرا للمعارف.

يعتبر علاء استاذه الاول اباه لأنه أرشده الی كتابة و اعطاه مكتبته الضخمة و نشأ و ترعرع علاء في وسط هذه المكتبة التي تضم أفضل وأروع الابداعات الانسانية في مختلف المجالات. و تتلمذ لأصدقاء ابيه الذين كانوا يعتبرون اعلام مصر مثل احسان عبدالقدوس وعبدالرحمان الشرقاوي و حسن فؤاد وصلاح جاهين ولويس جريس و... ونلاحظ أن الهواية الاولی له هي القراءة منذ نعومة الاظافرة وبسبب نصيحة والده المحامي بأن يجب عليك ألا تعتمد علی الرواية وتمتهنها لانها ستقدم لك تنازلات كل يوم، لذلك التحق بكلية الطب بجامعةالينوي في شيكاغو في الولايات المتحدة و حصل علی شهادة الماجستير في طب الاسنان و هي نقطة تحول في حياته وعلی حد قوله الاطباء في بلاده يحصلون علی شهادة الطب عن طريق حبهم للادب . و بهذه الجامعة تعلم قواعد البحث العلمي و التفكير العلمي وهو يتقن عدة اللغات منها الفرنسيةلانه كان درس الثانوية في مدرسة الفرنسية و الاسبانية لانه اخذ منحة الدراسية في اسبانيا لدراسة الادب في الحضارة الاسبانية والانجليزية . مازال علاء الاسواني يمارس مهنته كطبيب الاسنان مبررا ذلك بأنه لايريد أن تصبح الكتابة  وسيلة يتكسب منها عيشه بل هواية يتنفس و يحلم من خلالها. وعضو في حركة كفاية المعارضة في مصر.

اما بالنسبة الی اعماله القصصية فها هي ذي :

1- جمعية منتظري الزعيم : رواية نشرها عام 1998 هي مجموعة من كبار السن من اقطاب الوفد يحاولون تحضير روح مصطفی النحاس رئيس وزراء مصر و زعيم الوفد قبل قيام الثورة 1952.

2- عمارة يعقوبيان : رواية نحن بصددها

3- نيران صديقة: التي تتألف من عشر قصص ضمت قصة طويلة بعنوان «الذي اقترب و رأی» تقع في أكثر من مأئة صفحة و اول قصة كتبها علاء و بسبب رقابة الجهات الحكومية و التأمروالنحس وعدم الحظ لم يستطع أن أصدرها. في هذه المجموعة القصصية لن تجد قصة بهذا العنوان إلا إن هذا التعبير « نيران صديقة» شاع مؤخرا خلال الحرب علی العراق حين كانت الفرق العسكرية ، الامريكية و البريطانية  تصيب بعضها البعض وتقتل والنيران الصديقة عند علاء الاسواني هي تلك التي تصيب بعضنا البعض. تم طبعها عام 2004 وقد صدر منها اربع طبعات خلال سنة ونصف. ومن خلالها اعاد الاسواني نشر اعماله القديمة.

4- شيكاجو: هي رواية التي تدور حول ظاهرة الفساد في مصرو المصريين المغتربين في الولايات المتحدة والعنصرية التي تسود المجتمع الامريكي بعد احداث 11سبتمبر.

كما يكتب مقالة شهرية بجريدة العربي الناصري. الاسواني في معظم روايته  يهاجم الحكومة المصرية لانه يراها سبب احباطه في بداية امره.

مناقشة الموضوع:

 دراسة رواية « عمارة يعقوبيان » شكلياً وموضوعياً :

      علاء الاسواني الذي انتقل من مهنة الطب ومكافحة تسوس الاسنان الی مكافحة تسوس المجتمع و كتب رواية اثارت ضجة في الاوساط  الادبية العالمية .يقول حوله صلاح فضل الناقد الشهير : «ان لم يكتب علاء الاسواني الا هذه الرواية لكانت كافية لتضعه في مصاف الروائيين الكبار في الادب العربي»(راجع موقع محيط).

ترجمت الرواية الی عدة اللغات منها الايطالية و الفرنسية و الانجليزية و العبرية و في الفرنسا بيع 160الف نسخة منها وكم مرة أعيد نشرها . و نهاية عام 1998 وقتها كانت فكرة رواية «عمارة يعقوبيان» قد تولدت لدی الاسواني وبدأ في الإعداد لها واتخذ قرارا بالهجرة خارج مصر بعد الانتهاء من كتابة الرواية. وظل يبحث عن مكان يستعد للهجرة إليه وقام بعمل البحث على شبكة الإنترنت فوقع اختياره على دولة نيوزيلندا، فبدأ يجمع عنها كل المعلومات المتاحة صغيرها وكبيرها استعدادا للرحيل حتى أنه أصبح على معرفة بكل تفاصيل الحياة هناك كما لو كان قد عاش فيها. (لمزيد من المعلومات راجع موقع دروب في شبكة الانترنت).

لعمارة يعقوبيان قصة طريفة يرويها علاء الأسواني قائلا: «كنت أسير في أحد شوارع حي غاردن سيتي العريق بوسط القاهرة قرب السفارة الأميركية، يومها كان العمل يجري لهدم إحدى العمارات السكنية فوقعت عيني على بقايا أثاث شقق تلك العمارة، مكتب قديم، شباك خشب، مرآة عتيقة، كل هذه الأشياء جعلتني أتوقف أمامها، وتساءلت بيني وبين نفسي: ترى كم رسالة حب كتبت على هذا المكتب؟ وكم وجه طالع تلك المرآة؟ وكم شاب وقف في الشباك في انتظار ظهور حبيبته من شباك البيت المقابل »( السابق) .

قررعلاء الاسواني نشر روايته بنفقته الخاصة في نسخ قليلة وهو مثل اصحاب الحوليات يحفظ في ملفات خاصة في كمبيوتره مختلف الروايات و يغذيها بتفاصيل و شخصيات و خلفيات من البحث و الدراسة ولما يشعر الحد الكافي منها يبدأ بكتابتها مثلما فعل بعمارة يعقوبيان . كانت عيادة طبيب الاسنان تقع في هذه العمارة هناك إذن قابل العديد من الانماط و الشخصيات التي أوحت له بالتأكيد هذه الرواية. اول مشجع لطبع و نشر الرواية هو جمال الغيطاني الروائي الشهير. استغرقت كتابة وتنقيح الرواية ثلاث سنوات . بعد انتهائه من «عمارة يعقوبيان»، كانت الأقدار ترتب لعدم رحيله عن مصر، فقد قرأ الرواية عدد من أصدقائه الضالعين في الحياة الأدبية، وبينهم جلال أمين، وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، رئيس تحرير مجلة «أخبار الأدب» الذي بدأ في نشرها على حلقات في المجلة مطلع عام 2002، وهو ما دفع علاء الأسواني إلى التراجع عن الهجرة، بعد أن قوبلت الرواية بالكثير من الترحيب من جمهور المثقفين والقراء.

الشخصية : في هذه القصة سيادة الشخصية وعن طريقها استطاع القاص ان يرسم لنا صورة من واقع اليم و بشعة في آن من مصر .

تعتبرالشخصية الانسانية مصدر امتاع و تشويق في القصة و كانت في قديما تعّد عاملا ثانويا بالقياس الی عناصر الادبي الاخری وقد كانت تابعة لحدث او عناصر أخری للقصة و استمر هذا الامر حتی القرن التاسع عشر اذ احتلت الشخصية مكانة بارزة و استقلت وزد علی ذلك اصبحت الاحداث نفسها جزءا من  الشخصيات و كانت الشخصيات هي نفسها تتحرك الاحداث فتبريرها، أن يعزوها النقاد و الدارسون لعلو و قيمة الفرد في المجتمع و رغبتها في السيادة فأصبحت كل عوامل و عناصر السرد تعمل علی اضاءة الشخصية. الجدير بالذكر أن الشخصية في كل الظروف و الاحوال ليست هي المؤلف لان شخصيات القصة تكون مجرد خيال يبدعها المؤلف لغاية فنية إذن من صنع المؤلف و قد تكون الشخصية تختار من العالم الواقع و ذلك بأن تعكس بعض جوانبهم الواقعية وقف صياغات خاصة بالعمل الفني.

يعرض علاء الاسواني فصولا من حياة مجموعة من شخصيات كانت تسكن العمارة ،شخصيات تباينت اعمارها و مستوياتها الطبقية و طموحاتها و مصائرها . نحن نناقشها علی حسب  عرض دورها علی التوالي:

نبدأ بزكي بك الدسوقي الابن الاصغر لعبد العال باشا الدسوقي القطب الوفدي المعروف وآخر بقاياه. يشكل بالنسبة لسكان شارع سليمان باشا شخصية فلكلورية محبوبة عندما يظهر ببدلته صيف شتاء. ابوه من كبار اثرياء قبل الثورة وهو تعلم الهندسة في جامعة باريس في فرنسا . و أن لم تقم ثورة 1952و لم تنزع املاكهم في دورة الاصلاح الزراعي و توزيعها علی الفلاحين يستطع ان يلعب دورا سياسيا بارزا في مسرح مصر بسبب نفوذ ابيه وهو ناقم إذن علی ثورة يوليو بكل رموزها و شعاراتها وتوجهاتها السياسية لانها ضيعت عليه فرص الترقي في كوادر حزب الوفد و مناصب الحكم .

لم يلبث مكتبه الهندسي الذي افتتحه في عمارة يعقوبيان أن باء بالفشل من جّراء نكبة موت ابيه و تحول مع الايام الی مكان يقضي فيه زكي بك وقت فراغه اليومي حيث يقرأ الجرائد و يحتسي القهوة ويثرثر اصدقاءه ويلقی عشيقاته . عاش زكي بك شبابه و رجولته وكهولته حتی امتد عمره الی خمس و ستين عاما دون زواج. نلاحظ ان إخفاقه في حياته لايرجع الی الثورة فقط و إنما يرجع الی فتور همته و تعوّده الی حياة اللهو و مصاحبة الغانيات وبتعبير آخر تتمحور حياته غالبا حول كلمة واحدة و هي المرأة و المرأة بالنسبة له يعني كل شئ و تذوق كل انواع المرأة و هذه التجارب الجنسية جعلته خبيرا حقيقيا بالمرأة ودائرة المعارف الجنسية الجبارة علی حد قول علاء الاسواني . كان زكي بك يخوض صراعا بائسا مع اخته التي تشاركه سكنی شقته و التي كانت تسعی سعيا جادا للاستيلاء علی ثروته في حياته و قبل مماته وطرده من بيته بحجة ضياع خاتمها و قد بلغ هذا السعی ذروته بمحاولته الحجر عليه و القاء القبض عليه حينما اخلی ببثينة عريانيين .غيرأن زكي بك فاجأ أخته بزواجه من بثينة السيد و هي فتاة في عمر احفاده.

لنلاحظ وصف الاسواني السحري لنری مدی براعته ومهارته :« عندما يظهر عليهم ببدلته الكاملة صيف شتاء التي تخفي باتساعها جسده الضئيل .... وجهه المتغضن العجوز و نظارته الطبية السميكة و أسنانه الصناعية اللامعة وشعره الاسود المصبوغ بخصلاته القليلة من اليسار الی أقصی يمين رأس بهدف تغطية الصلعة الفسيحة الجرداء ، باختصار يبدو زكي الدسوقي اسطوريا علی نحو ما»( عمارة يعقوبيان ص9-10).

الشخصية الثانية علی توالي دوره وتواجدها في الرواية ،هو الحاج محمد عزام هو رجل انيق القامة رغم انكسار سنه ولولا هذه الشظف و سنه المتقدمة التي تركت اثرها علی مسحته  لبدا كنجم سينمائي . الحاج عزام الذي بدأ حياته ماسحا للاحذية او عمل مدة كفراش ثم إختفی بعد ذلك اكثر من عشرين سنة وظهر فجأة و قد حقق الثروة الطائلة لإتجاره بالمخدرات وهذه الثروة الهائلة مكّنته من شراء املاك وفروع عديدة في مختلف مناطق القاهرة و يبدأ يومه بتفقد املاكه. هو موثق الناس و معتمدهم يلجأون اليه في حاجاتهم و تسوية خلافاتهم . هو المتدين الملتزم لاتفوته صلاة مع هذا هو يتعاطی الحشيش لان العلماء قالوا بكراهته.

الحاج عزام بتحامله و اعطاء اموال كثيرة استطاع ان صعد الی انتماء مجلس الشعب عن طريق كمال الفولي السياسي صاحب النفوذ الهائل . هذا مليونر حديث النعمة عندما كبر اولاده و استقرت حياته الاسرية علی حين غرة تحركت غرائزه الجنسية التي لاتجد اشباعا لها في زوجته المسنة فيقرر أن يتزوج بعد أن يحصل علی موافقة ابنائه الضمنية  وعلی تشجيع و إغراء الشيخ السمان فقيه المحلة و موثقه . ولهذاالحاج عزام قنّع اولاده الثلاثة فوزي وقدري و حمدي و قبلوا مرغمين و بحثوا له عن زوجة مناسبة حتی في النهاية  وقع الاختيار علی سعاد جابرعلی شريطة انها تترك ابنها الصغير عند امها وعدم الانجاب اطلاقا وأن يظل الزواج سرّا من امرأته الاولی وفي حال علم زوجته الاولی بأمر زواجه الجديد، سيكون مضطرا الی تطليقها. كانت سعاد عند الحاج عزام امرأة للمتعة فقط ونلاحظ أن سعاد أخلت بالاتفاق و حملت منها فأرغمها عن طريق بلطجي علی إجهاض حملها قبل أن ينفصل عنها بالطلاق . و استطاع الحاج عزام الحصول علی توكيل لبيع السيارت اليابانية حقق من خلاله ارباحا بالملايين لكنه اضطر صاغرا الی التنازل عن ربع أرباحه لكمال الفولي احد عناصر في جهاز السلطة بإمكانه عرقلة نشاطه و النبش في ماضيه المشبوه و ملاحقته بالتقارير الرقابية و دعاوی التهريب الضريبي....

اما حاتم رشيد فصحفي معروف و رئيس تحرير جريدة لوكير التي تصدر في القاهرة باللغة الفرنسية و هو ارستقراطي عريق. والدته جانيت الفرنسية و والده الدكتور حسن رشيد القانوني الشهير وعميد كلية الحقوق عاد من الغرب ليطبق ما تعلمه في مصر بحذافيره و أسرة الدكتور رشيد عاشت حياة غربية قلبا وقالبا . حاتم رشيد لم يلاحظ اباه يصلي أو يصوم مرة واحدة ولايفارق فمه النارجيلية و النبيذ الفرنسي دائما علی مائدتهم و لغة التخاطب في البيت كانت الفرنسية . وكانت جانيت امه مترجمة في السفارة الفرنسية كان يشغل كل وقتها . ولها علاقة مشبوهة بالمسيوبينار سكريترالسفارة وفي هذه البيئة نشأ وترعرع حاتم رشيد. وبكلمة أخری كان ابواه مشغولين عنه بعملهما و تركاه لرعاية الخدم حتی فعل به ما فعل وحدا به في النهاية إدمانه للشذوذ الجنسي بيد احد خدميه باسم إدريس  في التاسع من عمره هتك عرضه .  حاتم من الشواذ المحافظين و كان الشذوذ في حياة حاتم هامشيا محددا بإحكام ولم يكن مجرد مخنث بل هو شخص موهوب جعلته تجارب حياته التي تمتد سنه الی الخامسة و الاربعين محنكا و وصل بكفائته وذكائه الی قمة نجاح المهني هو مثقف من أعلی مستويات يجيد عدة لغات بطلاقة يريد ان يضيق حياته الشاذة و يقتصرها علی الليالي و يعيش يومه العادي كصحفي و مسئول قيادي وفي الليل يمارس لذته لبضع ساعات في الفراش و يبرّر هذا المزاج طبيعيا و أن الناس في الدنيا لهم مزاج معين يتخففون به من ضغوط الحياة و يعتبر شذوذه شئ من ولوع الناس بالخمر والحشيش أوالنساء أو القمار و هذه الاشياء لم يقلل من نجاحه أواحترام الناس لنفسه ويريد أن يكون له عشيقا ثابتا لئلا يعترض من جانب عشاق مختلفة الی السرقة و الاهانة و الابتزاز و الضرب بطريقة الوحشية و لهذا اختارعبدربه فجأة الذي يشبه عشيقه الاول ادريس كثيرا وتم قتله علی يد هذاالرجل. لنری التوصيف البارع للاسواني حول حاتم رشيد بهذا الاسلوب: « حاتم لا يبتذل نفسه و لايضع مساحيق علی وجهه أو يتأود بطريقة مثيرة ... وهو في مظهره و سلوكه يقف دائما ببراعة مابين الأناقة و الناعمة و التخنث ...بدأ بأناقته و قده الرشيق و ملامحه الفرنسية الدقيقة أشبه بنجم سينمائي متألق لولا التجاعيد التي تركتها علی وجهه الحياة الصاخبة و ذلك الاربداد الغامض الكريه البائس الذي يغلف دائما وجوه الشواذ»( عمارة يعقوبيان،ص55-56)

عبدربه الرجل الفقيرالصعيدي الذي اصطاده حاتم رشيد من بين جنود الامن المركزي و بأعطائه المال الكثير و أغرائه باشتراء الكشك و استأجار الحجرة في فوق سطح عمارة يعقوبيان جعله عشيقه الخاص . وحاتم رشيد لأن يظل مع عبدربه يلبي كل حاجاته و معاملته بعبدربه كان كريما.عاش عبدربه مع حاتم معذبا بالشعور الديني و خاف من الله هو في بلده الصعيدي معروف بالشيخ ويصلي صلاة النوافل ويصوم رمضان والسنن وحاليا يشرب الخمر و ينام  مع حاتم.

عبدربه بعد انتهاء فترةالتجنيد أحضر زوجته هدية و ولده الرضيع، وائل، و سكنوا في الحجرة التي استأجرها حاتم رشيد لهم .كانت علاقته بزوجته متوترة ولاسيما بعد وفاة ابنهما وائل و يعتبرانها نوعا من العقاب والجزاء الالهي علی ممارسته اللواط ، و قررعلی الخروج من حياة حاتم بانتقاله من العمارة وسكنی في منطقة أخری ولكن حاتم يلاحقه و يغريه بمال كان عبدربه في اشدّ الحاجة اليه و لايستطيع أن يستغني عنه. في النهاية بعد شهرين من غيبته يجده حاتم ويطلب منه ان يبيت معه ليلة ليحصل علی مهنة جديدة و مال كثير لانه منذ ترك الكشك لم يجد شغلا مناسبا وكان مدينا بكثير ويبرر استجابته لدعوة حاتم ضرورة فرضها الظروف و الله سيتوب عليه بعد انقطاع علاقته بحاتم و سوف يذهب لأداء الحج ليعود نقيا من الذنوب. وماإن يريد أن يخرج من حياته حتی اعترضه حاتم و وقع في الليله الاخيرة شجارو صراع عنيف بين حاتم و عبدربه و ادّی الی قتل حاتم علی يد عبدربه. لنستلذ بوصف عبدربه بقلم علاء الأسواني :« وجهه الأسمر الداكن و شفتاه الغليظتان و أنفه الزنجي الافطس و الحاجبان الثقيلان اللذان يمنحان وجهه طابعه الصارم» (  عمارة يعقوبيان،110ص  )

لنترك دور بثينة مع نساء أخريات في مكان خاص. وحاليا نتناول دور طه الشاذلي هو ابن الشاذلي حارس العقار و بواب عمارة يعقوبيان. طه طالب ذكي حصل علی درجة عالية في الثانوية لكي تؤهله للإلتحاق بكلية الشرطة وهدفه هو خدمة الی وطنه في زي الضابط و تجاوز كل اختبارات بنجاح و اصبح محسدة سكان العمارة ولكنه اصطدم بعقبة حالت دون دخوله الی كلية الشرطة وهو انتمائه لأب فقيرو عدم دفع رشوة للضباط  الكبارو مع أنه كتب رسالة شكوی الی من يهمه الامر و بيده الامر اما لم يجديه حتی أفضاه الی أن التحق الی كلية الاقتصاد و العلوم السياسية. اما محبوبة طفولته وصديقة صباه فهي بثينة التي بعد ان ذهبت للعمل بعد فوت ابيهاالی شخص مشبوه انقطعت علاقاتهما. و هناك طه وجد نفسه يبتعد عن الطلبة الاغنياء لئلا يسأله عن شغل ابيه و يقترب من الطلبة الفقراء من ذوي الاصول الريفية لانه يجد فيهم كثير من الطبيعات التي تناسبه من خلال هؤلاء الاصدقاء انتمی لإحدی جماعات لإخوان المسلمين أو علی حد قول الكاتب، الاسلام السياسي و كان تعرف علی الشيخ شاكر امام الجماعة لمسجد انس بن مالك و يشترك في العبادات الدينية ومظاهراتهم وتنسيقها ضد الحكومة الحاكمة وسياسة حماية احتلال العراق وكان يساعد في كتابة الشعارات  وتحرير مجلاتهم و هو ادّی الی القبض عليه و تعذيبه و الإهانة الجنسية. في المعتقل هتكوا عرضه وماإن خرج حتی أفعم قلبه بالرغبة في الانتقام من مسئولي إذلاله و إهدار كرامته و لذا بإرشاد الشيخ شاكر ذهب الی إحدی المعسكرات التابعة للجماعة و بعد مضي التدريبات اللازمة للقتال و ابلی المؤهلات اللازمة أمر له بالزواج من رضوی ارملة احد قيادات الجماعة بعد شهاته و بعد تباطؤكثير صدر له الامر بإغتيال أحد قيادات الشرطة المسئول و الضالع في هذا الامر الشنيع و أقبل علی تنفيذ الامر بحماس قتل الضابط وحراسه أطلقوا النار عليه  و هو ما أدّی الی أن يلقی مصرعه .

د. علاء الاسواني يری و يؤمن بأن النساء اللاتي تشكلن 70%من قرائه كائنة حساسة مملوءة بالمشاعر و بحاجة دائما الی المساعدة و الدعم بعيدا عن مفهوم السيطرة كما أنها اكثر وضوحا و صراحة من الرجل (رأی علاء في حوارا منشور علی موقع الحوار المتمدن).

 اما النساء اللاتي لعبن دورا في هذه الرواية فتحوي بثينة السيد و فيفي و رباب و سعاد جابر و دولت اخت زكي بك و رضوی و كريستين و جانيت أم حاتم رشيد و هدية امرأة عبدربه.

 نبدأ من رضوی التي تزوجت الی رجل ينتمي للجماعة الاسلامية و كما تصفه رضوی « كتبوافي الصحف أنه أطلق النار علی الضباط فاضطروا الی قتله ويعلم الله أنه تلك الليلة لم يطلق طلقة واحدة من سلاحه... طرقواعليه الباب و بمجرد أن فتح أطلقوا عدة دفعات من الآلي فاستشهد فورا و ثلاثة اخوة معه قتلوهم متعمدين و كان بوسعهم لو ارادوا أن يعتقلوهم أحياء »( عمارة يعقوبيان ،ص307). و بقتله و تحت وطأة و ضغط أسرتها التجأت مع ابنها الی مخيم الجماعة ورجوت من الشيخ بلال قائد التدريبات القتالية أن يسمح لها بالمعيشة في المعسكر في أطراف الصحراء و تزوجت من جديد من طه الشاذلي و تفجعت رضوی من جديد  بمقتل زوجها الثاني أي طه علی يد رجال الامن مرة أخری من جرّاء تنفيذ عملية اغتيال ضابط أمن الدولة كما تناولنا آنفا.

الشخصية الثانية هي سعاد جابرالتي تزوجت من نقاش تحبه ، سافر الی العراق بحثا عن لقمة العيش وترك لها طفلا و انقطعت اخباره و حكمت لها المحكمة بالطلاق خوفا عليها من الفتنة . أضطرت سعاد الی العمل و تعاني من شظف العيش حتی يأتيها الحاج عزام واستفسر حولها سرّا ورغم ظروفها الصعبة أشاد الناس باخلاقها جميعا . ويتم الاتفاق بين الطرفين و كانت صفقة محسوبة تحصل سعاد بموجبها علی الامان المادي و تؤمن مستقبل ابنها مقابل أن تقدم جسدها لهذا العجوز الذي اشترط عليها أن تترك ابنها في الاسكندرية عند اخيها و- كما قلنا- يبقي الزواج سريا و لاتنجب اطفالا وفي حال مخالفتها لأي من الشروط السابقة يعتبر العقد لاغيا. كل يوم بعد أن يؤدي الحاج صلاة العصر يصعد اليها في الشقة التي اشتراها من أجلها من عمارة يعقوبيان ليمارس الجنس معها فتصطنع اللهفة للقاء به و تشعر بفحولته رغم أنها تشعربالقرف من جسده الابيض المجعد ومن قواه الخامدةو لاتمنع نفسها من مقارنته بفحولة زوجها الشاب . وكم تبكي علی حالها و حال ولدها الذي حرم من رؤيته و الحاج يريدها للجنس فقط ولازالة هذه الحالة و حصول علی الامان الاكثر حملت من الحاج و لما تخبره فيثور و تثور هي و تخرج ما في خوالج صدرها و جوفها وتتحداه معلنة رفضها التخلص من جنينها و لاتستجيب لا لاغراءاته و لا لتهديداته و لا لكلام الشيخ السمان الذي يحضره لتقنيعها و التخلص من جنينها فذلك ليس محرما لان الروح لم تنفخ فيه حتی الشهر الثالث و عندما تفشل الحاج من محاولاته يلتجأ الی البلطجة لإجهاض زوجته فيرسل من يخدرها ليلا ثم ينقلها الی المستشفی حيث يتم اجهاض ولدها بذريعة تعرضها لنزيف حاد و بعدها يطلقها ويرميها كمنديل وسخ و يعطيها مهرها مع تهديدها بعدم اثارة مشاكل و بهذا الاسلوب تطوي حياة سعاد جابر علی يد الحاج الطفيلي حديث النعمة.

نصل الی دور جانيت أم حاتم رشيد الشاذ التي تزوجت من الدكتورحسن رشيد و تعمل مترجمة في السفارة الفرنسية و كانت لها علاقات الجنسية مع سكريتر السفارة ويعتبر حاتم زواجها من ابيه فرصة صعود اجتماعي حقيقية لعاملة بار. ومع ذلك يحتقر والدته لانها تحتقر مصر و تخونه و لاتجد الوقت لتهتم بإبنها و المرأة هذه كانت من قاع المجتمع الفرنسي  وكانت ثمرة زواجهما انسان شاذ . كانت جانيت بعد موت زوجها فجأة هي ايضا تموت و تبقي لحاتم مقدارا لا بأس به من المال.

الشخصية الأخری  هي هدية امرأة عبدربه عشيق حاتم رشيد . هي امرأة ريفية فقيرة من الصعيد وانجبت لعبدربه ولدا باسم وائل و لماانتهت فترة التجنيد لزوجها احضرهما من الريف ليسكنوا في حجرة استأجرتها لهم حاتم و علاقتها بزوجها كانت متوترة ولاسيما بعد موت ولدهما لانها تحس بعلاقته المشبوه بحاتم و ليس لها دورا متميزا في الرواية الا المشهدين .

 مدام كريستين نيقولاس صاحبة بار مكسيم جاوزت الستين عاما من عمرها ولدت وعاشت في مصر تتقن العزف علی البيانو و الرسم و تغني ببراعة وتزوجت عدة مرات وعاشت حياة صاخبة مرحة . في الخمسينيات بدأت علاقة ملتهبة بزكي بك ما لبث أن انطفأ و حل محله صداقة عميقة راسخة. هي  كانت مساعدة زكي بك في مشكلاته التي يواجهها تستمع لكلامه و تنصحه بإخلاص و تحنو كأم. هكذا يصفها علاء الاسواني :« لازالت كريستين تحمل آثار الجمال المنقضي ، جسدها متماسك رشيق و شعرها مصبوغ و مصفف الی الوراء و الماكياج الهادئ يمنح وجهها المجعد طابعا راقيا وقورا و عندما تضحك يتراوح وجهها بين الحنان و التسامح الجديرين بجدة طيبة و تلك الغواية القديمة التي تعود و تلمع احيانا للحظة ثم تنطفئ، تذوقت كريستين النبيذ كما تنقضي تقاليد المائدة »(  عمارة يعقوبيان ،ص151)

 رباب امرأة مومس كان لزكي بك العلاقات الجنسية بها تعرف بها في بار كايرو حيث يكون فيه معتادو الاجرام و ارباب السوابق و اللصوص الخبيرون و تعمل رباب هناك ويمنحها زكي البقشيش العالية و تستغله المرأة كل استغلال ومرة لما تنام معه سرقت خاتما لزكي تمتلكه اخته دولت.

شخصية أخری دولت الدسوقي اخت زكي بك تكبره بثلاثة اعوام . تزوجت من طيار حسن شوكت و انجبت ولدا و بنتا (هاني و دينا) لما قامت الثورة أحيل الی التقاعد لصلته الوطيدة بالاسرة المالكة و لم يلبث أن مات فجأة و لما يتجاوز الخامسة و الاربعين و تزوجت دولت بعده مرتين وزيجاتان لم يكتب لهما النجاح و اورثتاها المرارة   والعصبية و إدمان بالتدخين ثم كبرت ابنتها وتزوجت وهاجرت الی كندا ،وابنه الشاب ايضا بعد تخرجه من كلية الطب والحاح امه الی عدم الهجرة هاجر و ترك امه وحيدا . انتقلت للاقامة مع زكي الی شقته و منذ الاول اليوم بدأت بينهما التشاحن و العراك . دولت بعد قضية سرقة الخاتم طردت زكي من الشقة وتريد أن تحصل علی المال والثروة لزكي و بما انه لم يتزوج و لم ينجب اذن ستئول املاكه الی دولت و اولادها و علی حد قول زكي بك هي تكون حارس علی امواله.

نصل الی اكثر شخصيات بروزا و إثارة في الرواية فها هي بثينة السيد حبيبة طه الشاذلي ابن البواب بحكم سكونتهما في سطح العمارة و قد تعاهدا علی الزواج و انجاب الاولاد لكن فجأت بموت ولدها فشلت برامجهما. يجب عليها أن تساعد امها التي تعمل خادمة بعد موت زوجها وبعد حصولها علی ديبلم التجارة بحثت عن عمل و خلال عام واحد تنقلت بين اعمال عديدة لتحرشات الرجال بها. وتركها لعملها ادّی الی امتعاض امها  وعلمت من فيفي ابنة جارتهم في سطح العمارة كيف تساير صاحب عمله في حدود حتی تحافظ علی نفسها و شغلها و ايضا علّمتها كيف تعتني بانفسها وما يجب فعله بعد اللقاء بصاحب عملها. وقناع البراءة المزيف والتواطؤ من جانب امها تؤكد اشتراكها معها في الجريمة وعندما تری السيدات الثريات الانيقات، تتخيل كم مرة أسلمت حتی تحصل علی هذا المال.لقاءاتها مع اصحاب عملها و شعورها بالذنب اورثتاها مرارة وقسوة و كثيرا ما تفكر بأن الله اراد لها السقوط و لو اراد غير ذلك لخلقها ثرية و لم تعد قادرة علی الصلاة لأنها في داخلها تخجل من مواجهة ربّها  و تشعر بانها نجسة مهما توضأت . وبعد أن تبيع جسدها لأول مرة تكره رؤية طه وتتركه واخيرا تعرفت علی زكي بك وتعمل عندها كسيكرتيرة و هي تفكر ان تحتال عليه مقابل خمسة الآف جنية لكنها تقع بحبه بعد أن تری معاملته الحنون و عطفه و تصرفه الانساني معها فترفض أن تخدعه مقابل مال كثير وتنتهي الرواية بزواج زكي بك العجوزالارستقراطي في الخامس و الستين من عمره و  بثينة في العشرين من عمرها ابنة القاع الاجتماعي الفقير. كما راينا النساء محبطات مخفقات ممزقات تطحنهن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والاسياسية الخشنة من وفاة الاب أو الزوج المبكرة ثم الضطرار الی خدمة أو التسيلم ببيع جسدها المقابل الحفاظ علی العمل الزوج.

اما بالنسبة لرجال الدين كلهم منبوذة من الشيخ شاكر إمام مسجد انس بن مالك أحد قيادات الجماعة الاسلامية و من معترضي الحكومة واحتلال العراق من جانب المحتلين و دعم حكومة مصر منهم. و الذي يسوق الطلبة الی الجهاد في وجه الحكام الخونة و الظالمين و امريكا واسرائيل وبموت طه الشاذلي علی  يد  رجال الامن يشير الكاتب استحالة حل مشاكل المجتمع المصري عن طريق العنف الديني . و الشيخ السمان موثق المنطقة و مرشدهم ومعتمد الحاج عزام و طرف استشاراته و هو من فقهاء السلاطين و رجال المال فهو يؤيد العدوان الأمريكي علی العراق عام 1990واصبح نجما يستضيفه التلفزيون ليدافع عن قرار الاستعانة بالقوات الأمريكية ضد العراق. و امام جامع بلد عبدربه الصعيدي الذي كان مناهضا لعمل الشاذ. وايضا كان للمؤلف موقف مخالف لما تبديه الجماعات الاسلامية حينما يرتل أحد الطلاب القرآن يقول :« كان الجو اسطوريا و صادقا ونقيا والمشهد البدائي الخشن المتقشف يعيد الی الذهن ايام الاسلام الاولی »(  عمارة يعقوبيان ،ص130)

بالنسبة لرجال الشرطة نقابل تصرفاتهم في كلية الشرطة ،يرفضون دخول ابن حارس العمارة اليها ثم العنف في أمن الدولة و الذي يصاحب بالأذی الجنسي و النفسي و أخيرا قد قبض علی زكي المتصابي الذي اخلی ببثينة. و شخصيات اخری ‍مثل أبسخرون واخيه ملاك خله و انتهازيتهما .

ربما أن يتراءی لنا هذا السؤال ،هل حشد علاء الاسواني كل هذه الشخصيات ليستخدموها كأقنعة يبث من خلالها رسائل مباشرة الی القارئ مثل هذه المواضيع : نظرات بثينة حول مصر و تؤكد باللغة الدارجة أن مصر ليست بلدهم بل بلد من كان معه مال وفلوس وتنصحه بأن عندما أخذ شهادته سافر البلد آخر غير هذه المخروبة أي مصر و لعل هذا حجة من هجر مصر وهاجر اولاد دولت اخت زكي بك لانهم كارهين للاوضاع مصر الی درجة اليأس( عمارة يعقوبيان، ص85) . وقد أعلنت بثينة بوضوح وحسم أنها تكره مصر وتتمنی أن تغادرها الی بلد أخری نظيفة و كريمة و عادلة رغم أن زكي يعيدها الی حب مصر لانها مثل الام قد تخا صمها لكننا لانكرهها لكنها قالت له أن كلامه يذكرها بالأفلام و الاغاني اما الواقع الذي يهان فيه الانسان كل يوم في وسائل المواصلات و اقسام الشرطة و تحت انقاض البيوت وذل البطالة فهو واقع لابد أن يدفع دفعا لان يكره مصر.( عمارة يعقوبيان، ص192و193)

وكلام كمال الفولي عضو مجلس الشعب و أحد قيادات الحزب الحاكم الانتهازي حول طبيعة المصريين:« الناس الساذجة فاهمين اننا بنزور الانتخابات ابدا ... كل الحكاية اننا دارسين نفسية الشعب المصري كويس...المصريين ربنا خلقهم في ظل حكومة لا يمكن لأي مصري يخالف حكومته .. فيه شعوب طبعها تثور وتتمرد انما المصري طول  عمره يطاطئ لاجل أن يأكل عيش ...الكلام ده مكتوب في التاريخ ، الشعب المصري اسهل شعب ينحكم في الدنيا » ( السابق ،ص120)

كلام زكي بك حول جمال عبدالناصر يعكس نظرة المؤلف :« عبدالناصر أسوأ حاكم في تاريخ مصر كله ...ضيع البلد و جاب لنا الهزيمة و الفقر ...التخريب اللي عمله في الشخصية المصرية محتاج سنين طويلة لاصلاحه ...عبدالناصر علّم المصريين الجبن و الانتهازية و النفاق...» (السابق ص228-229) واشادة زكي بك بالنحاس باشا و الوفديين يرد لنا نظرة المؤلف ونفهم أن الكاتب يربط حل مشاكل مصر الی عودة ليبرالية الاربعينيات الوفدية والنحاس باشا وحكومته أي يقع علی حد قول د. ثائردوري في فخ الذاكرة التي تجمل الماضي ربما بسبب انسداد الطريق أحس أنه من الضروري أن يفتح أية نافذة و لو كانت وهمية فيقع في وهم تبني الحل الليبرالي الذي سبق و أثبت فشله.

حبكة القصة : هي سلسلة الحوادث التي تجري فيها، مرتبطة برابط السببية(فن القصة ،ص63) . ونری موضوع مستمد من واقع الحياة .كتب علاء الاسواني روايته وقد اشتملت علی القيم الانسانية التي يستطيع القارئ أن ينبش عنها. عبر تفاعله الوجداني العميق مع تحولات المجتمع المصري في خمسين سنة هو يری أمته فقدت بعض القيم الراسخة التي أنشئت عبر اجيال عديده ومنها قيمة الانتماء القومي و الوطني التي حققت لمصر الصمودبعد نكسة 1967و الظفر في حرب عام 1973و كانت تفترض أن تدارك الجرح الفلسطيني النازف في جسد الامة سقطت بعد صلح مصر المنفردة مع اسرائيل و احتلال العراق للكويت و اشتراك بعض الدول العربية مع قوات التحالف في الهجوم علی العراق و في الفراغ الناجم من غياب تلك القيمة تحول الصراع العربي الاسرائيلي الی صراع فلسطيني اسرائيلي و نری انعدام هذه القيمة تتجسد في كلام بثينة مع طه الشاذلي و زكي بك بوضوح و تداركت هذه القيمة وملئتها جماعات ارهابية بتفسيرهم الخاطئ من كلمة الجهاد و ممارساتهم الاجرامية علی ابناء دينهم و عمليات الارهابية و الانتحارية و الانفجارية كما نشاهدها في ارجاء العالم الاسلامي.

القيمة الانسانية الأخری التي نشاهدها تقلص ظلها هي قيمة الشرف كما لاحظنا في عمل بثينة في بدايتها كانت تتصور كي تظل شريفة يجب عليه ألا تسمح لأحد بأن يخدش حيائها و كرامتها بكلمة أو نظرة أو يلمس جزء من جسدها ولكنها بعد عام واحد تنقلت عدة اعمال لتحرش الرجال بها وعلمتها الايام تستطيع أن تحصل علی المال بدون جهد فقط أن تسمح للرجال أن تعبثوا بجسدها وتری الشرف لمن كان معه النقود لأن يدفعه رشوة .

حتی تری سعاد جابر أن الحصول علی الامان المادي خلف شكل القانوني للعاقلات الشرعية و هذا ايضا يقتصر في دائرة الاستمتاع بجسدها من جانب الرجل ( الحاج عزام ) مقابل أجر ويجعل أقرب ما تكون الی الزنا الحلال و هذه العلاقة ايضا تنتمي لدنيا المومس البغي.

يتسأل علاء الاسواني في المساحة البيضاء بين السطور ، لماذا انهارت و سقطت قيم دينية و اجتماعية و المثل العلياء نحو قيم الحلال و الحرام و العيب لماذا رغم علم عبدربه بذنبه أي اللواط يمارسه حاتم رشيد ألم يسمع من الشيخ دراوي إمام مسجدهم أن ذنب اللواط عظيم يهتز له غضبا عرش الرحمن ، ألم يكن عبدربه في الصعيد الشيخ عبدربه حتی لاتفوته فروض النوافل و صوم رمضان و السنن هل هذه الاعمال القبيحة تبرهن علی هشاشة دينه أم علی وطأة الفقر الجاثم علی كل حياته ؟ ألم يصدق كلام إمام علی(ع) هنا يكاد الفقر أن يكون كفرا. انطوی المصريون علی أنفسهم و كلام كمال الفولي يدل علی طبيعتهم المائة بالمائة حتی رجال الدين ايضا يتكلمون كما يرغب السلطان أو صاحب المال. كيف استطاع كمال الفولي الانتهاري أن ترقی في مختلف مراتب البرلمان في عهدالناصري ألقی المحاضرات و كتب مؤلفات في حتمية التحول الاشتراكي ولما انقلبت الدولة الی الرأسمالية يصير من أشد متحمسين و انصار الخصخصة و الاقتصاد الحر و يشن حملات ضارية ضد الاشتراكيين و يعبث بمقاعد البرلمان و يبيعها . يتبادر اسم كمال الفولي الی اذهان المصريين معنی الفساد و النفاق .

ما كانت هؤلاء النساء المحبطات الممزقات تطمحن من الحياة سوی السكنی و عيش ضئيل وتتجلی هذا الامر في كلام سعاد جابر و بثينة السيد. ثم يتسأل الاسواني هل المصريون الذين صنعوا المآثر و تلك الحضارة القديمة هم المصريين المعاصرين أم كلام كمال الفولي المذكور يصدق عليهم.

يتوجه الاسواني بكلامه في المساحة البيضاء بين السطور المصريين ، هذه الامراض الاجتماعية من الهوة الجبارة بين طبقات المجتمع و الجنس و الشذوذ الجنسي و الفساد الاخلاقي و ارتكاب الفاحشة و المعاصي التي عصفت بالشرف و قيم العيب و الحلال و الحرام أليست ناجمة من خلل حضاري بين تطبيق تقاليد الغرب و تجاهل قيمها القديمة و معارفها و مستوی تطورها. و هذ ه الفجوة و الهوة كما لاحظنا استغلتها جماعات ارهابية لعبثة بلبّ الشباب و تتجلی في الشيخ محمد شاكر المتطرف و انحراف طه الشاذلي البسيط النجيب و القاء مصرعه علی يد الحكومة. أو في جانب آخرتتجلی في تصرف الدكتور حسن رشيد الذي يريد ما تعلم في الغرب يطبقها بحذافيره في مصر و يری التقدم و الغرب كلمتين بمعنی واحد و كان زواجه من امرأة فرنسية تحتقر مصر و تقاليدها ايضا لتحقيق هذا الهدف اي تجاهل و نسيان القيم الاصيل للاسلام .حتی حاتم ابنهما لم ير اباه أن يصلي أو يصوم أو ادّی أي فروض الاسلام و طبعا كما رأينا يلد الشذوذ الجنسي لحاتم رشيد و وقع شذوذه في هذا الجو و الشرخ الحضاري و تحول عبدربه مجرما و حاتم رشيد رغم ذكائه و موهبته و قداراته الی انسان ذليل خزي محكوم.بما أن علاء الاسواني لم يعيش في ظل حياة عادلة ، نقية ، كريمة طبيعي أن ينسی ألوانها المشرقة في الحياة و يراها في مصرع طه الشاذلي و خزي حاتم رشيد و اقتراف عبدربه الجريمة و إجهاض سعاد جابر و تزوير كمال الفولي و الشيخ السمان و الحاج عزام و زواج بثينة السيد من الرجل العجوز .

إحدی وسائل التشويق في اجتذاب القارئ و الاستئثار بلبه و يستفيدها علاء الاسواني بكثرة هي التفاصيل الاباحية الموجودة في الرواية و اتهم الاسواني بالإفراط فيها ويؤخذ عليها . و احدی هذه الاباحية و الاستهتار في شخصية حاتم رشيد الذي يحتل حيزا كبيرا من لحم الرواية .

بساطة لغة عمارة يعقوبيان الی حد كبير واختلاط العامية بالفصحی أخلّ - الی حد ما – بصياغة عمله القصصي و إن كان مثل سلفه نجيب محفوظ يستخدم اللغة الفصحی لم يسايره أحد  في مجال القصصي و يكون أفضل خلف لأفضل سلف و لم يعتبرها النقاد لغته لغة الجرائد . اما علاء الاسواني فهو يبرر لغته وسيلة لا هدفا في حد ذاتها.

الطريقة التي التجأ اليها علاء الاسواني لعرض الاحداث وتطويرها هي طريقة السرد المباشر و هو يريد أن احيا و اعاد اسلوب الحكي الی الرواية‌العربية و هدفه من وراء ذلك امتاع القارئ و تشويقه وابهاره و يستلب لبّ القارئ خاصة في تجمعات الشواذ جنسيا في بار عزيز الانجليزي الشاذ و اشاراتهم الخاصة و شفراتهم و اللغة الخاصة التي يتكلمون بها . ودنيا النساء في الحجرات المتجاورة فوق سطوح عمارة يعقوبيان و معسكرات تدريب المجاهدين و طقوس الاحتفال بالزواج علی الطريقة الاسلامية وانواع النساء اللاتي وشفراته الخاصة في هذاالمجال و صور التحرش الجنسي بالعاملات في المحلات التجارية .و انماط الابطال الذين يلعبون في سطور الرواية يدل علی براعة  علاء الاسواني و يمزج هذ ه الطريقة احيانا بطريقة المنولوج الداخلي الذي يدخل ضمن تيار الوعي و بها الشخصية تعبر عن افكارها المكنونة . شئ غريب في هذه الرواية السيرة الذاتية لكل واحد من الشخصيات و بيسر تعرف القارئ الی الشخصيات الاصلية أم الفرعية و في نوعها الفريد.

بالنسبة لزمن عمارة يعقوبيان في الواقع لوحة تاريخية تستوعب تاريخ مصر من سنة 1952أي عزل الوفد و ملك الفاروق و تقليد مفاتيح الحكم بيد الضباط الاحرار ولاسيما جمال عبدالناصر و ظلم و جبروته حتی سنة 2002 أي انتهاء كتابة الرواية بتفاصيل هي غاية في الامانة  والدقة . فلم تترك ظاهرة اقتصادية أو اجنماعية أو سياسية أو اخلاقية إلا و سجلتها و تعاملت مع اسبابها و جعلت القارئ مشاركا و فاعلا فيها. كمانلاحظ تشتمل علی احتلال كويت من جانب العراق و احتلال العراق من جانب قوات التحالف الدولي بقيادة الامريكية و مشاركة بعض الدول العربية . يمكن القول أن تاريخ مصر خلال نصف قرن يتجلی في هذه الرواية . يستخدم علاء الاسواني كسلفه نجيب محفوظ المكان بكثرة .اما المكان الذي اختاره هو عمارة يعقوبيان هو اسم حقيقي لعمارة موجودة فعلا بشارع طلعت حرب بوسط القاهرة أنشأها في عام 1934الميونير هاجوب يعقوبيان عميد الجالية الارمنية و تعاقد لبناها مع مكتب هندسي ايطالي شهير اختارلها تصميما جميلا . وقدسكن في العمارة  قبل ثورة يوليو 1952صفوة المجتمع من الاجانب و المتمصرين وزراء و باشوات من كبار الاقطاعيين و رجال صناعة اجانب أي اولئك الذين يديرون عجلات الاقتصاد المصري ثم تدهورت حالة عمارة يعقوبيان بقيام الثورة و طرد الاجانب من مصر بيد جمال عبدالناصر فهجرها الی بلادهم و استولی عليها الضباط و سكنوا شقق العمارة حتی جاء الستينيات فصارت نصف شقق العمارة يسكنها ضباط من رتب و مستويات مختلفة بدءا بملازم و نقيب الی اللواءات . وخدمهم يسكنون في سطح العمارة بعد ذهاب الضباط و خدمهم عن غرفهم الحديدية حل محلهم سكان فقراء مهمش جدد. وكان معظمهم يعيشون في سطح العمارة أي في الحجرات الضيقة الصفيحة التي بنيت في البداية للمخزن. إذن كانت عمارة يعقوبيان في رواية علاء الاسواني هي المكان و مسرح الاحداث و يعرض الكاتب مجموعة من شخصيات كانت تسكن العمارة تباينت اعمارها و مستوياتها الطبقية و طموحاتها و مصائرها. في النهاية ينبغي ان نقول تحية له و لعمله الرائع و لقدرته علی الغوص في اعماق النفس البشرية و مشكلاتها و هواجسها بهذا الاسلوب الرفيع.

نتائج البحث :

1-  علاء الاسواني انتقل من مهنة الطب و مكافحة تسوس الاسنان الی مكافحة تسوس المجتمع .

2-  يعرض الكاتب فصولا من حياة مجموعة من شخصيات كانت تسكن العمارة و تباينت اعمارها و مستوياتها الطبقية و طموحاتها ومصائرها. إن رواية عمارة يعقوبيان هي تصوير لاجيال مختلفة و كيفية صراع بينهما.

3-  النساء في رواية عمارة يعقوبيان تكون محبطات ممزقات تطحنهن الظرف الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية الخشنة.

4-  يكون رجال الدين في الرواية إما المتطرف إما من فقهاء السلطان و كلهم المنبوذ ليس لهم صدي ايجابي في الرواية . هذا الامر بالنسبة لرجال الشرطة ايضا يصدق.

5 - حشد علاء الاسواني كم كثير من الشخصيات كأقنعة يبث من خلالها رسائل مباشرة الی القارئ.

6- رواية عمارة يعقوبيان قد اشتملت علی عدة القيم الانسانية التي انهارت في المجتمع المصري منها قيمة الانتماء الوطني و القومي و الشرف و القيم الدينية و الاجتماعية.

7-  يناقش علاء الاسواني في المساحة البيضاء بين سطور الرواية امراضا اجتماعية من الهوة بين الطبقات و الجنس و الشذوذ الجنسي و ارتكاب الفاحشة و المعاصي و يعزوهاالی خلل حضاري بين تطبيق تقاليد الغرب و تجاهل القيم الثمينة الاسلامية.

8- استفاد  المؤلف لاجتذاب القارئ بكثرة من التفاصيل الاباحية.

9-  إن عمارة يعقوبيان لوحة تاريخية تستوعب تاريخ مصر من سنة 1952 الی 2002و يناقشها بتفصيل في غاية الامانة و الدقة.

المراجع و المصادر:

1-  الأسواني ، علاء ،عمارة يعقوبيان ، ط4، القاهرة ، مكتبة مدبولي، 2005

2-  نجم ، محمد يوسف ، فن القصة ، ط7، بيروت، دارالثقافة ، 1979

3 - عدة المواقع في شبكة الانترنت : Www.alarabalyawm.net وwww.moheet.com

وwww.doroob.com  و www.diwanalarb.com

بررسي ادبيات داستاني علاء اسواني باتوجه به رمان عمارت يعقوبيان

چكيده فارسي:

مؤلف رمان «عمارت يعقوبيان» دندانپزشك مصري بنام علاء اسواني است كه توجه ناقدان داخلي و خارجي را به اين رمانش جلب كرد و باعث شد به زبانهاي خارجي فرانسوي و ايتاليايي و انگليسي و عبري ترجمه شده و به فيلم سينمايي و سريال تلويزيوني تبديل و بااستقبال زيادي روبرو شود.

در اين رمان علاء اسواني شكاف بين نسلهاي مختلف را درنيم قرن بررسي كرده و مارا بامسائل روانشناسانه و چگونگي تفكر آنها آشنا ميكند .اسواني در اين رمان به بررسي نفاق اجتماعي و انحرافات جنسي و فساد اخلاقي كه طبقات اشرافي جامعه مصري از آن رنج مي بردند وبدبختي و يأس ونا اميديي كه بر جامعه مصري حاكم است و تناقضهاي وحشتناك وبيشماري كه بين دينداري و ارتكاب گناهان كبيره و پارتي بازي و رشوه وجود دارد، مي پردازد كه قبل از او در ادبيات داستاني نجيب محفوظ جلوه گر بود. همچنين به تعدادي از اوضاع و شرايط فاسد مصر قبل از انقلاب جولاي 1952 پرداخته و ديدگاه مردم را در رابطه با اين انقلاب به ما منتقل مي نمايد ، ديدگاه افرادي كه بسبب انقلاب رانت و امتيازاتي كه داشتند از دست داده اند و كسانيكه به امتيازاتي دست پيدا كرده ا ند، همچنانكه دربرگيرنده نقد سياسي گزنده است و رسواكننده فساد حكومتي و اقدامات ننگيني است كه باسم دين ، حكومت بدانها مي پردازد. مي توان گفت كه اين رمان با همه شخصيتها وقهرمانان آن وتصوير جامعه مصري، تابلويي تاريخي است كه نيم قرن مصر را از سال 1952تا 2002 با نهايت تفصيل و زيبا به تصوير كشيده و خواننده را با خود همراه مي كند.اين مقاله مي خواهد كه اين رمان را بررسي نمايد و نظر محافل ادبي ايران را نسبت به اين رمان كه ثمره تلاش نويسندگان برجسته مصري مانند نجيب محفوظ و توفيق حكيم و جمال غيطاني و.... جلب نمايد ومي توان گفت علاء اسواني بهترين خلف براي بهترين سلف مي باشد.

كليد واژه : علاء اسواني ، ادب ، عمارت يعقوبيان ، مصر

              

[1] الدكتور صلاح الدين عبدي استاذ مساعد جامعة بوعلي سينا بهمدان.