تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 63

تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 63

مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها ، بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها

[ تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ " دَلائِلُ الْإِعْجازِ " لِعَبْدِ الْقاهِرِ الْجُرْجانيِّ ]

د. محمد جمال صقر

[email protected]

قالَ

قُلْتُ

مِمّا هُوَ عَلى ذلِكَ ( ما يوجب الاستئناف وترك العطف ) قَوْلُ الْآخَرِ :

زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ لَهُمْ إِلْفٌ وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاف

وَذلِكَ أَنَّ قَوْلَه : " لَهُمْ إِلْفٌ " ، تَكْذيبٌ لِدَعْواهُمْ أَنَّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ ؛ فَهُوَ إِذَنْ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يَقولَ : كَذَبْتُمْ ؛ لَهُمْ إِلْفٌ ، وَلَيْسَ لَكُمْ ذلِكَ . وَلَوْ قالَ : زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ ، وَلَهُمْ إِلْفٌ ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلاف - لَصارَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يَقولَ : زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ ، وَكَذَبْتُمْ - في أَنَّه كانَ يَخْرُجُ عَنْ أَنْ يَكونَ مَوْضوعًا عَلى أَنَّه جَوابُ سائِلٍ يَقولُ لَه : فَماذا تَقولُ في زَعْمِهِمْ ذلِكَ وَفي دَعْواهُمْ ؟ فَاعْرِفْهُ ! وَاعْلَمْ أَنَّه لَوْ أَظْهَرَ كَذَبْتُمْ ، لَكانَ يَجوزُ لَه أَنْ يَعْطِفَ هذَا الْكَلامَ الَّذي هُوَ قَوْلُه : " لَهُمْ إِلْفٌ " ، عَلَيْهِ بِالْفاءِ ، فَيقولَ : كَذَبْتُمْ ؛ فَلَهُمْ إِلْفٌ ، وَلَيْسَ لَكُمْ ذلِكَ . فَأَمَّا الْآنَ فَلا مَساغَ لِدُخولِ الْفاءِ الْبَتَّةَ ، لِأَنَّه يَصيرُ حينَئِذٍ مَعْطوفًا بِالْفاءِ عَلى قَوْلِه : " زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتَكُمْ قُرَيْشٌ " ، وَذلِكَ يُخْرِجُ إِلَى الْمُحالِ ، مِنْ حَيْثُ يَصيرُ كَأَنَّه يَسْتَشْهِدُ بِقَوْلِه : " لَهُمْ إِلْفٌ " ، عَلى أَنَّ هذَا الزَّعْمَ كانَ مِنْهُمْ ، كَما أَنَّكَ إِذا قُلْتَ : كَذَبْتُمْ ؛ فَلَهُمْ إِلْفٌ - كُنْتَ قَدِ اسْتَشْهَدْتَ بِذلِكَ عَلى أَنَّهُمْ كَذَبوا ؛ فَاعْرِفْ ذلِكَ !

إذا كانت جملة كذبتم ، إنشائية لا تحتمل تصديقا ولا تكذيبا ، بل تعبر عن مشاعر قائلها المتقدة - لم تعطف عليها " لهم إلف " الخبرية ، وتَخَرَّجَ كلام سيدنا على عطف ما بعد الفاء كله على ما قبلها ، أو كما صار المتأخرون يقولون : " عطفت القِصّة " !!

اعْلَمْ أَنَّ الَّذي تَراهُ فِي التَّنْزيلِ مِنْ لَفْظِ " قالَ " مَفْصولًا غَيْرَ مَعْطوفٍ ، هذا هُوَ التَّقْديرُ فيهِ - وَاللّهُ أَعْلَمُ - أَعْني مِثْلَ قَوْلِه - تَعالى ! - : " هَلْ أَتاكَ حَديثُ ضَيْفِ إِبْراهيمَ الْمُكْرَمينَ . إِذْ دَخلوا عَلَيْهِ فَقالوا سَلامًا قالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرونَ . فَراغَ إِلى أَهْلِه فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمينٍ . فَقَرَّبَه إِلَيْهِمْ قالَ أَلا تَأْكُلونَ . فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خيفَةً قالوا لا تَخَفْ " ، جاءَ عَلى ما يَقَعُ في أَنْفُسِ الْمَخْلوقينَ مِنَ السُّؤالِ . فَلَمّا كانَ فِي الْعُرْفِ وَالْعادَةِ فيما بَيْنَ الْمَخْلوقينَ إِذا قيلَ لَهُمْ : دَخَلَ قَوْمٌ عَلى فُلانٍ ، فَقالوا : كَذا - أَنْ يَقولوا : فَما قالَ هُوَ ؟ وَيَقولَ الْمُجيبُ : قالَ كَذا - أُخْرِجَ الْكَلامُ ذلِكَ الْمَخْرَجَ ، لِأَنَّ النّاسَ خوطِبوا بِما يَتَعارَفونَه ، وَسُلِكَ بِاللَّفْظِ مَعَهُمُ الْمَسْلَكُ الَّذي يَسْلُكونَه .

لكن من أعرافنا كذلك إذا روى الراوي ما تردد بين أطراف ، أن يتحدر بعطف بعضه على بعض : قال محمد ، فقال عمر ، فقال علي - حتى إذا لم يذكر الفاء قُدِّرَتْ . إن الأقوال معطوف بعضها على بعض من غير تقدير سؤال المروي له .

ثم لقد صار من فن الحوار الآن ، ألا تتصدره مادة القول ، تعبيرا عن واقعيته ، بل صار من الفن العالي أن تتداخل الأصوات ، فلا يُمَيِّز كلام صوت من كلام غيره ، إلا الفَطِن !

جُمْلَةٌ حالُها مَعَ الَّتي قَبْلَها حالُ الِاسْمِ يَكونُ غَيْرَ الَّذي قَبْلَه ، إِلّا أَنَّه يُشارِكُه في حُكْمٍ ، وَيَدْخُلُ مَعَه في مَعْنًى ، مِثْلَ أَنْ يَكونَ كِلا الِاسْمَيْنِ فاعِلًا أَوْ مَفْعولًا أَوْ مُضافًا إِلَيْهِ ، فَيكونَ حَقُّهَا الْعَطْفُ .

نصب " مِثْلَ " على حال ضمير الغيبة المحذوف مع فعل مستتر فيه ضمير فاعله ، تقديره أعرفها - أضعف من رفعها على خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا .

ثم رفع " الْعَطْفُ " ، محتاج إلى تقدير ضمير شأن في " يكون ، ولا أعرفه في أسلوب أبي بكر ، فكأن الصواب " الْعَطْفَ " ، كما انتصبت " فاعلا " بقلها .

مَعْلومٌ أَنَّ سَبيلَ الْكَلامِ سَبيلُ التَّصْويرِ وَالصِّياغَةِ ، وَأَنَّ سَبيلَ الْمَعْنَى الَّذي يُعَبَّرُ عَنْهُ سَبيلُ الشَّيْءِ الَّذي يَقَعُ التَّصْويرُ وَالصَّوْغُ فيهِ ، كَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ يُصاغُ مِنْهُما خاتَمٌ أَوْ سِوارٌ ؛ فَكما أَنَّ مُحالًا إِذا أَنْتَ أَرَدْتَ النَّظَرَ في صَوْغِ الْخاتَمِ ، وَفي جَوْدَةِ الْعمَلِ وَرَداءَتِه ، أَنْ تَنْظُرَ إِلَى الْفِضَّةِ الْحامِلَةِ لِتِلْكَ الصّورَةِ ، أَوِ الذَّهَبِ الَّذي وَقَعَ فيهِ ذلِكَ الْعَمَلُ وَتِلْكَ الصَّنْعَةُ - كَذلِكَ مُحالٌ إِذا أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ مَكانَ الْفَضْلِ وَالْمَزيَّةِ فِي الْكَلامِ ، أَنْ تَنْظُرَ في مُجَرَّدِ مَعْناهُ . وَكَما أَنّا لَوْ فَضَّلْنا خاتَمًا عَلى خاتَمٍ بِأَنْ تَكونَ فِضَّةُ هذا أَجْوَدَ أَوْ فَصُّه أَنْفَسَ ، لَمْ يَكُنْ تَفْضيلًا لَه مِنْ حَيْثُ هُوَ خاتَمٌ - كَذلِكَ يَنْبَغي إِذا فَضَّلْنا بَيْتًا عَلى بَيْتٍ مِنْ أَجْلِ مَعْناهُ ، أَلّا يَكونَ تَفْضيلًا لَه مِنْ حَيْثُ هُوَ شِعْرٌ وَكَلامٌ . وَهذا قاطِعٌ ، فَاعْرِفْهُ ! (...) وَاعْلَمْ أَنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغوا في إِنْكارِ هذَا الْمَذْهَبِ ما بَلَغوهُ إِلّا لِأَنَّ الْخَطَأَ فيهِ عَظيمٌ ، وَأَنَّه يُفْضي بِصاحِبِه إِلى أَنْ يُنْكِرَ الْإِعْجازَ وَيُبْطِلَ التَّحَدِّيَ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُ ؛ وَذلِكَ أَنَّه إِنْ كانَ الْعَمَلُ عَلى ما يَذْهَبونَ إِلَيْهِ ، مِنْ أَلّا يَجِبَ فَضْلٌ وَمَزيَّةٌ إِلّا مِنْ جانِبِ الْمَعْنى ، وَحَتّى يَكونَ قَدْ قالَ حِكْمَةً أَوْ أَدَبًا ، وَاسْتَخْرَجَ مَعْنًى غَريبًا أَوْ تَشْبيهًا نادِرًا - فَقَدْ وَجَبَ اطِّراحُ جَميعِ ما قالَهُ النّاسُ فِي الْفَصاحَةِ وَالْبَلاغَةِ ، وَفي شَأْنِ النَّظْمِ وَالتَّأْليفِ ، وَبَطَلَ أَنْ يَجِبَ بِالنَّظْمِ فَضْلٌ ، وَأَنْ تَدْخُلَهُ الْمَزيَّةُ ، وَأَنْ تَتَفاوَتَ فيهِ الْمَنازِلُ . وَإِذا بَطَلَ ذلِكَ فَقَدَ بَطَلَ أَنْ يَكونَ فِي الْكَلامِ مُعْجِزٌ ، وَصارَ الْأَمْرُ إِلى ما يَقولُهُ الْيَهودُ وَمَنْ قالَ بِمِثْلِ مَقالِهِمْ في هذَا الْبابِ ، وَدَخَلَ في مِثْلِ تِلْكَ الْجَهالاتِ ، وَنَعوذُ بِاللّهِ مِنَ الْعَمى بَعْدَ الْإِبْصارِ .

كأنما ووجِهَ الشيخ وسلفه الصالحون بأننا نجد معاني القرآن مثلا في غيره من الكلام ، فنَبَّهوا على أن الإعجاز إعجاز صياغة هذه المعاني المعروفة ، وأن ليس التعويل على استحداث المعاني - وإن جاز أن يكون هذا في الوقت نفسه - بل على التعبير عنها .

ثم نحن الآن لا نفرق بين المعاني وبين التعبير عنها ، وندعي أن هذه الوجوه المعجزة من التعبير عن المعاني المعروفة ، تخرجها هي أنفسها عن أن تكون معروفة !

اعْلَمْ أَنَّكَ لا تَشْفِي الْعِلَّةَ وَلا تَنْتَهي إِلى ثَلَجِ الْيَقينِ ، حَتّى تَتَجاوَزَ حَدَّ الْعِلْمِ بِالشَّيْءِ مُجْمَلًا ، إِلَى الْعِلْمِ بِه مُفَصَّلًا ، وَحَتّى لا يُقْنِعَكَ إِلَّا النَّظَرُ في زَواياهُ وَالتَّغَلْغُلُ في مَكامِنِه ، وَحَتّى تَكونَ كَمَنْ تَتَبَّعَ الْماءَ حَتّى عَرَفَ مَنْبَعَه ، وَانْتَهى إِلَى الْبَحْثِ عَنْ جَوْهَرِ الْعودِ الَّذي يُصْنَعُ فيهِ إِلى أَنْ يَعْرِفَ مَنْبِتَه ، وَمَجْرى عُروقِ الشَّجَرِ الَّذي هُوَ مِنْهُ .

إنما يعرفه مفصلا قبل أن يعرفه مجملا !

ثم إذا اهتدى من علمه إلى هذا المُهْتَدى كان فيلسوفا ، وكان الذي اهتدى إليه فلسفة !

يُتَصَوَّرُ أَنْ يَبْدَأَ هذا فَيَعْمَلَ ديباجًا وَيُبْدِعَ في نَقْشِه وَتَصْويرِه ، فَيَجيءَ آخَرُ وَيَعْمَلَ ديباجًا آخَرَ مِثْلَه في نَقْشِه وَهَيْئَتِه وَجُمْلَةِ صِفَتِه ، حَتّى لا يَفْصِلَ الرّائي بَيْنَهُما ، وَلا يَقَعَ لِمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الْقِصَّةَ وَلَمْ يَخْبُرِ الْحالَ إِلّا أَنَّهُما صَنْعَةُ رَجُلٍ واحِدٍ ، وَخارِجانِ مِنْ تَحْتِ يَدٍ واحِدَةٍ . وَهكَذَا الْحُكْمُ في سائِرِ الْمَصْنوعاتِ ، كَالسِّوارِ يَصوغُه هذا ، وَيَجيءُ ذاكَ فَيَعْمَلُ سِوارًا مِثْلَه ، وَيُؤَدّي صِفَتَه كَما هِيَ ، حَتّى لا يُغادِرَ مِنْها شَيْئًا الْبَتَّةَ . وَلَيْسَ يُتَصَوَّرُ مِثْلُ ذلِكَ فِي الْكَلامِ ، لِأَنَّه لا سَبيلَ إِلى أَنْ تَجيءَ إِلى مَعْنى بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ ، حَتّى يَكونَ الْمَفْهومُ مِنْ هذِه هُوَ الْمَفْهومَ مِنْ تِلْكَ ، لا يُخالِفُه في صِفَةٍ وَلا وَجْهٍ وَلا أَمْرٍ مِنَ الْأُمورِ .

ها هو سيدنا ذا قد رجع إلى الحق الذي نؤمن به ، فإنما اشتغل عنه آنفا ، ولم يجهله .

ثم قد تنبأ بالنسخ المادية الصناعية ، ولكنه لم يذهب وهمه إلى رغبة الطاغوت أن يستحدث نسخا مثلها إنسانية معنوية !

جُمْلَةُ الْأَمْرِ أَنَّ صُوَرَ الْمَعاني لا تَتَغيَّرُ بِنَقْلِها مِنْ لَفْظٍ إِلى لَفْظٍ ، حَتّى يَكونَ هُناكَ اتِّساعٌ وَمَجازٌ ، وَحَتّى لا يُرادَ مِنَ الْأَلْفاظِ ظَواهِرُ ما وُضِعَتْ لَه فِي اللُّغَةِ ، وَلكِنْ يُشارُ بِمَعانيها إِلى مَعانٍ أُخَرَ . وَاعْلَمْ أَنَّ هذا كَذلِكَ ما دامَ النَّظْمُ واحِدًا ، فَأَمّا إِذا تَغَيَّرَ النَّظْمُ فَلا بُدَّ حينَئِذٍ مِنْ أَنْ يَتَغَيَّرَ الْمَعْنى ، عَلى ما مَضى مِنَ الْبَيانِ في مَسائِلِ التَّقْديمِ وَالتَّأْخيرِ ، وَعَلى ما رَأَيْتَ فِي الْمَسْئَلَةِ - هكذا ونحن نرسمها الآن " المسألة " وهو الصحيح - الَّتي مَضَتِ الْآنَ ، أَعْني قَوْلَك : إِنَّ زَيْدًا كَالْأَسَدِ ، وَكَأَنَّ زَيْدًا الْأَسَدُ ، ذاكَ لِأَنَّه لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنَ اللَّفْظِ شَيْءٌ ، وَإِنَّما تَغَيَّرَ النَّظْمُ . وَأَمّا فَتْحُكَ إِنَّ عِنْدَ تَقْديمِ الْكافِ وَكانَتْ مَكْسورَةً ، فَلَا اعْتِدادَ بِها ، لِأَنَّ مَعْنَى الْكَسْرِ باقٍ بِحالِه .

قديما زعمتُ أن التصوير إنما هو التعبير عن المعنى بغير ما شاع التعبير به عنه ؛ ومن ثم يجوز أن ينعكس الأمر بعد حين !

ثم ربما كانت الأداة أول ما تركبت : كَإِنَّ ، ثم خففت إلى كَأَنَّ ، ولا سيما أننا نحفظ عليها توكيدها فنقول في الإعراب عنها : كَأَنَّ أداة توكيد تَشْبيهٍ !

لَمّا جَرَتْ بِهِ الْعادَةُ ، وَاسْتَمَرَّ عَلَيْهِ الْعُرْفُ ، وَصارَ النّاسُ يَقولونَ : اللَّفْظُ وَاللَّفْظُ - لُزَّ مِنْ ذلِكَ بِأَنْفُسِ أَقْوامٍ بابٌ مِنَ الْفَسادِ ، وَخامَرَهُمْ مِنْهُ شَيْءٌ لَسْتُ أُحْسِنُ وَصْفَه !

وهل بعد وصفك هذا وصف !

تَحَوَّلَتِ الْعادَةُ طَبيعَةً !