لفظا الرَّدْمِ والسَّدِّ في القرآنِ والحديثِ
فقهُ دلالتِهما وسياقُ استعمالِهما[1]
د. خليل محمّد أيّوب
أولاً: توطئة:
شغلتْ قضيةُ التّرادف أو الفروق الدّلاليّة بين الألفاظ في اللغة أهلَ العلم قديماً وحديثاً، واختلفوا في ذلك الموضوع على رأيين: فمن قائلٍ بوجود هذه الفروق، ومن نافٍ لذلك الوجود[2], وكتبوا في ذلك عشرات الكتب والرّسائل والبحوث عدا ما تفرّق في كتب التّفسير وغيرِها من كلامٍ على ما بين الألفاظ من فروقٍ.
وليس من غايتي في هذه الدّراسة أن أعرِض لذلك الخلاف وأدلّتِه، وما كتب حولَ موضوعه قديماً وحديثاً؛ إذ ذلك أُشْبِعَ بحثاً، وقُتِل تمحيصاً، وإنّما الذي أقصد إليه النّظرُ في استعمال القرآن والحديث لفظين لهما شديدُ اتصالٍ بذلك الموضوع، وهذان اللّفظان هما: الرّدم والسّدّ.
والسُّؤال الذي سأتصدّى له في هذه الدِّراسة، وأعمل على الإجابة عنه هو: أثمّة فرقٌ بين لفظي الرَّدم والسَّدِّ في استعمال القرآن والحديث أم أنّه ما من فرقٍ؟ وإذا كان ثمّةَ فرقٌ فما يمكنُ أن يكون؟
ولكن يحسن قبل أن أدلف إلى موضوع السُّؤال أن أوطِّئ بفرْشٍ أعرِّف فيه بالتّرادف لغةً واصطلاحاً.
ثانياً- التّرادف لغةً واصطلاحاً:
1- التّرادف لغةً:
الرّدْف لغةً: (مَا تَبِعَ الشيءَ. وَكُلُّ شَيْءٍ تَبِع شَيْئًا فَهُوَ رِدْفُه، وَإِذَا تَتابع شَيْءٌ خَلْفَ شَيْءٍ فَهُوَ التَّرادُفُ، وَالْجَمْعُ الرُّدافَى... وَيُقَالُ: جَاءَ الْقَوْمُ رُدَافَى أَي: بَعْضُهُمْ يَتْبَعُ بَعْضًا... وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بَعْضًا. والتَّرَادُفُ: التَّتَابُعُ. قَالَ الأَصمعيّ: تَعاوَنُوا عَلَيْهِ وتَرادفوا... ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه، وارْتَدَفَه خَلْفَه عَلَى الدَّابَّةِ.)[3]
2- التّرادف اصطلاحاً:
التّرادف في الاصطلاح: (ما كان معناه واحدًا وأسماؤه كثيرةً)[4] فمن ذلك[5]: العامُ والسّنة[6]، والزّوج والمرأة[7]، والرّحمن والرّحيم[8]، وغيرُ ذلك. ولعلّه بيّنٌ أنّ المعنى الاصطلاحي للتّرادف مجازٌ من المعنى اللغوي؛ إذ الكلمات يتتابعن فيه على المعنى الواحد كما يتتابع القوم إذا أتوا رُدَافَى، والكلمات يركبنَ المعنى كما يركبُ الواحد خلْفَ الآخر (كأنّ المعنى مركوبٌ واللفظين راكبان عليه، كالليث والأسد.)[9]
ثالثاً- الرّدم والسّدّ في القرآن الكريم والحديث النّبويّ:
ورد لفظا الرّدم والسّدِّ في القرآن الكريم في سورة "الكهف"، في قول الله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا. قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا. قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) الكهف94،95. وورد لفظ السّد في سورة "يس": (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) يس9.
وفي الحديث النّبويّ ورد لفظا الرَّدم والسَّدِّ في ثلاثة أحاديثَ، اثنان للرّدم:
فعن أبي هريرةَ، أنّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ.) وَعَقَدَ وُهَيْبٌ بِيَدِهِ تِسْعِينَ.[10]
وعَنْ زَيْنَبَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ.) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: (نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ.)[11]
وواحدٌ للفظ السّدّ:
فعن أبي هريرةَ، أنّ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا. فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ كَأَشَدِّ مَا كَانَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْعَثَهُمْ إِلَى النَّاسِ حَفَرُوا حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا، فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَيَسْتَثْنِي، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ، وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَهُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيُنَشِّفُونَ الْمِيَاهَ، وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ وَعَلَيْهَا كَهَيْئَةِ الدَّمِ، فَيَقُولُونَ: قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ، فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ وَدِمَائِهِمْ.)[12]
وواضحٌ أنَّ القرآن الكريم استعمل لفظ السّدّ في ثلاثة معانٍ تدور حول معنى الحجز بين الشّيئين:
الأول: الجبلان، وهو المراد من السّدّين في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ...) يقول الطّبري: (والسَّد والسُّد جميعاً: الحاجز بين الشيئين، وهما ها هنا - فيما ذُكِر- جبلان سُدَّ ما بينهما، فردمَ ذو القرنين حاجزاً بين يأجوجَ ومأجوجَ، ومن وراءَهم، ليقطعَ مادَّ غوائلِهم وعَيْثِهم عنهم.)[13]
الثاني: ردمُ يأجوجَ ومأجوجَ.
الثالث: الحاجزُ يُضْرَبُ أمام العين فلا ترى بسببه شيئاً، وقد جاء به القرآن للتّمثيل لِمن عَمِيَ عن الحقّ. يقول الطَّبري: (وعنى...أنّه زيَّنَ لهم سوءُ أعمالهم فهم يَعْمَهُونَ، ولا يبصِرون رُشْدًا، ولا يَتَنبَّهون حقًّا.)[14] وأمّا الرّدم فلم يستعمل إلّا في الدّلالة على سدّ يأجوجَ ومأجوجَ.
فإذا جئنا إلى الأحاديث النبويّة فإنّا نراها لم تستعملِ اللّفظين إلّا في الدِّلالة على ردمِ يأجوجَ ومأجوجَ.
وكلُّ ما سبق يعني أنّ خمسة مواضعَ من سبعةٍ في القرآن والحديث اِستُعملَ فيها الرّدمُ والسّدُّ بمعنى ردْمِ يأجوجَ ومأجوجَ. وذلك حالٌ يدفع دفعاً إلى القول بالتّرادف. ولكن هل الأمر كذلك؟ وهل لنا أن نستعمل لفظ الرّدم بدلاً من السّدّ في آية "يس" أو أن نستعمل الرّدم مثنى بدلاً من "السّدّين" في آية "الكهف"؟
وحتّى نجيب عن هذه الأسئلة، ونحقِّق فيما بين اللفظين من علاقةٍ يحسن بنا ابتداءً أن نستعرض أقوالَ علماءِ اللغة والتّفسير وشُرَّاح الأحاديث في هذين اللّفظينِ:
1- أقوالُ علماءِ اللغةِ:
إذا ما تتبّعنا أقوالَ علماءِ اللغة في الكلام على لفظي الرّدم والسّد فإنّا نجدها تذهب ثلاثة مذاهبَ: فهي إمّا ترادف بينَ اللّفظين، وإمّا ترجّح التّرادفَ، وإمّا تعرضُ فرقاً، لكنّها لا تقطع بوجوده.
والذين قالوا بالتّرادف كانوا أكثر عدداً، فإلى ذلك ذهب الخليلُ بْنُ أحمد[15] وابنُ دريد[16] والأزهري[17] والصاحبُ بْنُ عبّادٍ[18]والجوهري[19] وابن فارسٍ[20] والرازي[21]، يقول الخليلُ رحمه الله في العين: (رَدَمتُ الثُّلْمةَ والبابَ أردِمُ رَدْماً أي: سَدَدْتُه، والاسم الرَّدْم، وجمعُه رُدُوم، وثوبٌ مُرَدَّم ومُلَدَّم إذا رقِّع، وقال عنترة: هل غادَرَ الشُّعَراءُ من مُتَرَدَّمِ... أي: مُرَقَّع مُستَصْلَحٌ. والرَّدْمُ: سَدُّ ما بيننا وبينَ يأجوجَ ومَأْجُوجَ..)[22]
ورجّح ابنُ سيده القولَ بالتّرادف؛ إذ ضعّف القولَ بأنّ الرّدم أكثرُ من السّد وأمنعُ، مستعمِلاً لذلك فعلَ القول مبنيّاً للمجهول، يقول رحمه الله: (رَدَمَ البَابَ والثُّلْمَةَ ونَحْوَهُما يَرْدِمُهما رَدْماً: سَدَّهُ. وقِيلَ: الرَّدْمُ أكثُر من السّدّ؛ لأنّ الرَّدْمَ: ما جُعِلَ بعضُه على بَعْضٍ، والاسمُ الرَّدْمُ، وجمعُه رُدُومٌ. والرَّدْمُ: السّدّ الذي بَيْنَنا وبَيْنَ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ...)[23] وكرّر ابن منظور هذا الذي ذكره ابن سيده في اللِّسان بنصّه.[24]
وذهب الفيروزآبادي في القاموس إلى عرض ثلاثةِ معانٍ للرّدم عطفَ بعضها على بعضٍ بحرف العطف "أو" الدّالّ على التخيّير، قال رحمه الله: (رَدَمَ البابَ والثُّلْمَةَ يَرْدِمُهُ سَدَّهُ كُلَّهُ، أو ثُلُثَه، أو هو أكثَرُ من السّدّ...)[25] فدلّ بهذا الحرف على عدم ترجُّح معنى على معنى أو القطعِ لمعنى دون آخر، وتابع القاموسَ على ذلك المرتضى الزّبيدي في تاج العروس.[26] ولكن يُلاحَظ على صنيع القاموس ومتابعِه تفرّدُهما من بين سائر المعاجم بذكر كلمة (الثلث)، وهو قول لم يذكُرا له شاهداً، وينقضه معنى الإغلاق المُطْبِقِ الذي تدلّ عليه لفظة الرّدم.
2- أقوال المفسّرين وشرّاح الحديث:
فإذا ما انتقلنا إلى كتب التّفسير التي عرضت للكلام على لفظي الرّدم والسّدّ فإنّا نجد كتب التّفسير ذهبت في ذلك الأمر مذهبين:
أوّلهما: أنّ الرّدم أمكنُ من السّد وأمنعُ. يقول الطّبري في تفسير قوله تعالى: (أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) أجعل بينكم وبين يأجوجَ ومأجوجَ رَدْماً. والرّدْم: حاجز الحائط والسّدّ، إلّا أنّه أمنعُ منه وأشدُّ، يقال منه: قد رَدَمَ فلانٌ موضع كذا يَردِمه رَدْما ورُدَاما، ويقال أيضاً: رَدَّم ثوبَه يردمه، وهو ثوبٌ مُرَدّم: إذا كان كثير الرّقَاع...)[27] واحتجّ الطّبري لهذا القول بما أخرجه (محمّد بن سعد عن ابن عباس رضيَ الله تعالى عنهما أنّه قال: (هو كأشدِّ الحجاب.)[28]
وقال بمثل هذا القول الزّجاج في معاني القرآن وإعرابه، إذ قال رحمه الله: (والرّدمُ في اللغة أكثرُ مِنَ السّدِّ، لأنَّ الردمَ ما جُعِلَ بعضُه على بعْضٍ. يقال: ثوبٌ مُرَدَّمٌ، إذا كان قد رُقِعَ رُقعة فوق رُقعَة.)[29] وتابع الطّبريَّ والزجّاجَ على هذا القولِ الزّمخشري[30] وابنُ عطيّة[31] والرّازي[32] والبيضاوي[33] وبرهانُ الدّين البقاعي[34] والألوسي[35].
ووَفْقَ هذا التّفريق الذي قال به كلّ أولئك النّفرِ الكريمِ يكون ذو القرنين قد وعدَ القومَ (بالإسعاف بمرامهم فوقَ ما يرجونه، وهو اللائقُ بشأن الملوك.)[36]
ثانياً: تضعيف القول الأوّل بقولهم: "وقيل"، والميلُ إلى القول بأنّهما بمعنى واحد كما عند القرطبي، يقول رحمه الله: (وقوله تعالى: (عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) أي: ردْماً. والرّدمُ: ما جُعِل بعضُه على بعضٍ حتّى يتّصلَ. وثوبٌ مُرَدَّم أي مرَقَّعٌ. قاله الهروي. يقال: رَدَمْتُ الثُّلْمَة أردِمُها رَدْماً، أي سدّدتُها. والرّدم ... هو السّدّ. وقيل: الرّدم أبلغ من السّدّ؛ إذ السّدّ كلّ ما يُسَدّ به، والرّدمُ وضعُ الشّيء على الشّيء من حجارةٍ أو ترابٍ أو نحوِه حتّى يقوم من ذلك حجابٌ منيعٌ، ومنه ردّمَ ثوبَه إذا رقَعَه برِقَاعٍ متكاثفةٍ بعضُها فوق بعضٍ.)[37] وبمثل ذلك قال صاحب البحر المحيط: (السّدّ: الحاجزُ والحائل بين الشيئين. ويقال بالضّم وبالفتح. الرّدم: السّدّ. وقيل: الرّدم أكبر من السّدّ لأنّ الرّدم ما جُعِلَ بعضُه على بعضٍ...)[38]
وأمّا كتب شروح الحديث التي وقفت عليها فلم تعرض للفرق بين لفظي الرّدم والسّدّ، واكتفت بالمرادفة بينهما نحو قول العيني: (من رَدْم يأجوجَ ومأجوجَ. الرّدمُ: السّدّ الذي بيننا وبينهم.)[39] أو كقول الطّيبي: (ردَمْت الثُّلمَةَ رَدْماً إذا سددتها. والاسم والمصدر فيه سواءٌ.)[40]
ومن العرضِ السّابق لأقوال اللّغويين والمفسرين وشرّاح الأحاديثِ يتّضح لنا أمران:
1- اختلافُ العلماء في النّظر إلى موضوع التّرادف وعدمِه بين لفظي الرّدم والسّدّ؛ فمعظم علماء اللغة لم يفرّقوا بين اللفظين، ومن فرّق منهم إمّا رجّح التّرادف، وإمّا لم يقطع بوجوده، ورادفَ كلُّ شرّاح الحديث الذين وقفت على شروحهم بين اللّفظين، وأمّا المفسّرون فجلُّهم ذهب إلى القول بوجود فرقٍ بين اللَّفظين، وقلّة ضعّفت وجود ذلك الفرق.
2- إنّ الذين قالوا بالتّرادف اعتمدوا في قولهم على تناوب اللّفظين في الدِّلالة على مسمّى واحدٍ، وأمّا الذين قالوا بعدم التّرادف فاستنبطوا الفرق من طبيعة الرّدم وحقيقته.
ولا شكَّ أنّ اختلافَ العلماء على ذلك النّحو يجعلُ مسألةَ التّرادف وعدمه بين لفظي الرّدم والسّدّ معلّقةً، ويعيدُ المسألة جَذَعَةً، ويثيرُ السؤالَ الذي طرحْناه من قبلُ، ولكنْ بصيغةٍ أخرى، وهي: هل القول بالتّرادف هو الصّوابُ أو عدمُه؟ أو ما الرّاجحُ من القولين؟ وما المرجوح؟ وإذا كان الصّواب مع من قال بعدم التّرادف فهل ما ذكروه من فرقٍ صحيحٌ ودقيقٌ؟
وحتّى نجيب عن هذه الأسئلة إجابةً وافيةً، ونظفرَ بما تقنع به النّفس يجب أن نفحص ذلك الفرق.
والذي يظهر لي من بعد التّدقيق في استعمال القرآن الكريم لهذين اللّفظين أنّ ما ذهب إليه القائلون من أنّ الرّدم أحكمُ من السّدّ وأمنعُ، متكِّئين في ذلك على أنّ الرّدم ما جُعِلَ بعضُه فوق بعضٍ، يردُّه أمران اثنانِ:
أولاً- استعمالُ القرآن لفظَ السّدّ في آية "يس": في قول الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ).
والسّدُّ في هذه الآية يدلّ على الغاية في قوّة الإغلاق والمنتهى في الإحكام، ولولا لم يكن كذلك لمَا مثَّل به القرآن للدِّلالة على المراد من آية "يس"، ولآثرَ لفظَ الرّدم على السّدّ؛ إذ ذلك مقتضى البلاغة والفصاحة والبراعة.
يقول الزَّمخشري معلّقاً على التّمثيل في آية "يس": (مثّل تصميمهم على الكفر، وأنّه لا سبيلَ إلى ارتوائهم بأن جعلهم كالمغلولين المُقْمَحِين: في أنّهم لا يلتفتون إلى الحقّ، ولا يَعْطِفُون أعناقهم نحوه، ولا يطأطئون رؤوسهم له، وكالحاصلين بين سدّين لا يبصرون ما قدَّامهم، ولا ما خلفَهم في أن لا تأمّل لهم، ولا تبصُّرَ، وأنّهم متعامون عن النّظر في آيات الله.)[41]
ثانياً- استعمالُ القرآن لفظ "السّدّين" مثنى السَّدِّ في آية "الكهف" مراداً به الجبلين، والجبالُ حواجزُ ربّانيّةٌ طبيعيةٌ هي المنتهى في الحجز والفصل والإغلاق.
ولكن هل عدمُ صحّة هذا الفرق معناه التّرادفُ بين لفظي الرّدم والسّدّ؟ والجوابُ عن ذلك: لا.
فالذي أراه أنّ لفظي الرّدم والسّدّ يلتقيان في معنى الإغلاق وقوّته من غير تفاوتٍ ولا تفاضلٍ، يقرِّر ذلك ويؤكِّده استعمالُ لفظِ السّدّ في آيتي "الكهف" و"يس"، دالَّاً على الغايةِ في الحجز، والمنتهى في الإغلاق، وأمّا ما يفترقان فيه فقد ظهر لي من بعد التّدقيق في معانيهما فرقان اثنان:
أوَّلاً: إنّ السّدّ أعمُّ من الرّدم، فلا يُطلق لفظُ الرّدم إلّا على ما جُعل بعضُه فوق بعضٍ، وأمّا السّدّ فيُطلقُ على الرّدم، وعلى ما ليس بردمٍ، وذلك حين يكون السّدُّ طبقةً واحدةً، وليس طبقاتٍ بعضُها فوقَ بعضٍ. وبذلك يمكننا أن نقول: إنَّ كلَّ ردمٍ سدٌ، وليس كلُّ سدٍّ ردماً.
ثانيا: إنَّ لفظ السّدّ حين يُطلقُ ينصرفُ الذّهن إلى معنى إغلاق المفتوح على نحوٍ مكينٍ، لكنْ من غيرِ التّفكيرِ في الطّريق الموصلة إلى ذلك؛ إذ السّدّ (إِغلاق الخَلَل،ِ ورَدْمُ الثَّلْمِ. سَدَّه يَسُدُّه سَدّاً، فانسدّ واستدّ.)[42] وأمّا الرّدمُ فينصرفُ الذهنُ إلى معنى إحكام الإغلاق: كيف يكونُ؟ وممَّ يكونُ؛ لأنّ الرّدم كما سبقَ (ما جُعِلَ بعضُه على بعْضٍ.)[43]
فإذا ما عدنا إلى استعمال القرآن والحديث هذين اللفظين في قصّة يأجوجَ ومأجوجَ بعدَ أن حقّقنا القول فيما بينَهما من التقاءٍ وافتراقٍ من خلال التّدقيقِ في معانيهما فإنّنا نلحظ أنّ القرآن الكريم في آيتي "الكهف" استعملَ لفظ الرّدم مع ذي القرنين واستعمل السّدَّ مع من تضرَّر من يأجوجَ ومأجوجَ.
ولعلّ السّرّ في هذه المغايرة مرجعُه إلى أنَّ ذا القرنين كان مهموماً في إحكام الإغلاق، ومستغرِقاً في الطّريقة التي تمَكِّن من ذلك، فانتهى إلى أنَّ الرّدم سيكون على طبقاتٍ، يبيِّن ذلك ما جاء عقِبَ آية لفظ الرّدم:(آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) فهذه الآية ذَكَرتْ ما بُنيَ منه السّدّ: (زُبَرُ الحديد، النحاسُ المذابُ) وذكرتْ طريقة البناء:(المساواةُ بين الصّدفين، صهرُ الحديد بالنّار.) فناسبَ كلَّ ذلك إيثارُ لفظ الرّدم على السّدِّ.
وأمّا الذين سألوا ذا القرنين بناءَ السّدّ فلم تكن فكرةُ الطّبقات، ولا طريقةُ البناء، ولا موادُّه ممّا يعنيهم، أو مِمّا خَطَرَ على بالهم، إنّما الذي كان يعنيهم، وكانوا به مهتمِّين إغلاقُ الباب الذي يَلِجُ منه الشّرُّ والأذى إغلاقاً يمنعُ إفسادَ يأجوجَ ومأجوجَ وتعدِّيهم.
ولعلّ هذا الذي بَعَثَ على استعمال لفظ السّدّ في آية "الكهف" هو ذاته الذي بَعَثَ على استعماله في آية "يس"؛ فالغرض من آية "يس" يتحقق بذكر لفظٍ يدلُّ على الحجز بين الشّيئين على نحْوٍ محكَمٍ متين، وذلك ما ينهض به لفظ السّدّ، وأمّا جعلُ الشّيء على الشَّيء -كما في الرَّدم- ومِمَّ يكون؟ فغير مرادٍ، ولا يحسنُ صرفُ الذَّهن إليه.
فإذا ما انتقلنا إلى استعمال النّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم لفظي الرّدم والسّدّ فإنّا نجده استعمل لفظ السّدّ في سياق الإخبار عن عمل يأجوجَ ومأجوجَ المستمرِّ لفتح السَّدِّ. يقول النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم: (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمْ: ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا. فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ كَأَشَدِّ مَا كَانَ ...) وأمّا لفظُ الرّدم فاستعمله في سياقة الإخبار عن الشّر الذي اقترب من العرب. يقول صلّى الله عليه وسلّم: (فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ.) ويقول: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ.)
ويلوحُ لي أنّ الباعث على ذلك الاستعمال اقتضاءُ كلّ سياقٍ مَا يناسبُه، ففي الحديث الأوّل لم يكن ثمَّةَ شيءٌ يَشْغَلُ يأجوجَ ومأجوجَ غيرَ فتحِ المغلَق وهدم السّدِّ، فناسب ذلك أن يؤتى بلفظ السّدّ لِمَا في هذا اللّفظ من دِلالةٍ على معنى إغلاق المفتوح إغلاقاً تامَّاً منيعاً، وفي الحديثين اللّذين استُعمِل فيهما لفظ الرّدم كان النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم فَزِعِاً ممّا نُقِبَ من ردْم يأجوجَ ومأجوجَ؛ إذ في ذلك النَّقْب - ولو كان يسيراً- دِلالةٌ لا ريبَ فيها على اقتراب شرِّ أولئك القوم؛ وذلك أنّ الرّدم الذي بناه ذو القرنين كان آيةً في إحكام الإغلاق وإحسان البناء، ويستدعى نَقْبُه إلى الذّهن قصّة بنائه، وكيف كان ذو القرنين حريصاً على أن يصنعَه على نحوٍ يمنعُ إفسادَ يأجوجَ ومأجوجَ، ويحولُ دون أذاهم، فلذلك كان من المناسب التّعبيرُ بلفظ الرّدم لا بلفظ السّدِّ.
وهكذا نجدُ الاستعمالَ النّبويَّ للفظي الرّدم والسّدِّ مواطِئاً الاستعمالَ القرآنيَّ، ويقرّر كلاهما أنّ الفرقَ بين لفظي الرّدم والسّدّ ليس بكائنٍ في التّفاوت في معنيي الإغلاق والإحكام، وإنّما كائنٌ في المعنيين اللَّذين ذكرتُهما من قبلُ.
رابعاً: خاتمةٌ:
وبعدَ كلِّ ما قيل في العلاقة بين لفظي الرّدم والسّدّ، وموضوعِ استعمالِ القرآن والحديث لهما نخلصُ إلى ما يلي:
أولاً: أبرزتِ الدّراسةُ اختلافَ كلمة أهلِ العلمِ في شأن لفظي الرّدم والسّدّ، فلاحظتْ أنَّ علماء اللُّغة ذهبوا في الكلام على لفظي الرّدم والسّدِّ مذاهبَ ثلاثة: فهي إمّا ترادف بين اللَّفظين، وإمّا ترجّح التّرادف، وإمّا تعرِض فرقاً، لكنّها لا تقطع بوجوده، وذهب المفسّرون في الكلام على الرَّدم والسّدِّ مذهبين اثنين: أوّلهما: أنّ الرّدْم أمكنُ من السّدِّ وأمنعُ. وثانيهما: تضعيفُ القول الأوّل بقولهم: "وقيل"، والميلُ إلى القول بأنّهما بمعنى واحدٍ، وأمّا كتبُ شروح الحديث التي وقفتْ عليها الدّراسةُ فلم تعرِضْ للفرق بين لفظي الرّدم والسّدّ، واكتفت بالمرادفة بينهما.
ثانياً: خلصتِ الدّراسةُ إلى أنّ لفظي الرّدم والسّدّ يلتقيان في معنى الإغلاق وقوّتِه من غير تفاوتٍ، واستندتْ في ذلك إلى استعمال آية "الكهف" الثّالثة والتّسعين، وآيةِ "يس" لفظَ السّدّ دالّاً على الغاية في إحكام الإغلاق.
ثالثا: اكتشفتِ الدّراسةُ فرقينِ اثنين بين لفظي الرّدم والسّدِّ، وهذانِ الفرقانِ هما:
1- إنّ السَّدَّ أعمُّ من الرّدم، فلا يُطلقُ لفظُ الرّدم إلّا على ما جُعِلَ بعضُه فوقَ بعضٍ، وأمّا السَّدُّ فيُطلقُ على الرّدْم، وعلى ما ليس بردْمٍ، وذلك حين يكون السّدُّ طبقةً واحدةً. وبذلك يمكننا أن نقولَ: إنَّ كلّ ردْمٍ سدٌّ، وليس كلُّ سدٍّ ردْماً.
2- إنّ لفظ السّدّ حين يُطلقُ ينصرفُ الذّهن إلى معنى إغلاق المفتوح على نحو مكينٍ، لكنْ من غير التّفكير في الطّريق الموصلة إلى ذلك؛ ، وأمّا الرّدم فينصرفُ إلى معنى إحكام الإغلاق: كيف يكون؟ ومِمّ يكون؟
رابعاً: كشفَ التّحليلُ البيانيُّ لاستعمال القرآن والحديث لفظي الرّدم والسَّدِّ أنَّ إيثار أحد اللفظين على الآخر مرجعُه إلى ما يقتضيه كلُّ سياقٍ من معنى، وبيَّنَ أنَّ القرآنَ والحديثَ كانا ناظرَين في تعبيرِهما إلى الفرق الذي كشفتْ عنه الدِّراسةُ.
خامساً- المصادر:
1- الإعجاز البياني للقرآن، ومسائل نافع بن الأزرق، د.عائشة عبد الرّحمن، دار المعارف، القاهرة، ط2.
2- أنوار التّنزيل وأسرار التّأويل، ناصر الدّين أبو سعيد البيضاوي، تح: محمّد عبد الرّحمن المرعشلي، دار إحياء التّراث العربي، بيروت، ط1، 1418هـ.
3- البحر المحيط، أبو حيّان الأندلسي، محمّد بن يوسفَ، تح: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، 1420 هـ.
4- تاج العروس، مرتضى الزّبيدي، مجموعة من المحقّقين، سلسلة التّراث العربي، الكويت.
5- تحفة الأحوذي، أبو العلا المباركفوري، دار الكتب العلميّة، بيروت.
6- التعريفات، عليّ بن محمّد الجرجاني، دار الكتب العلميّة، بيروت، ط1، 1403هـ -1983م.
7- التّرادف في القرآن الكريم بين النّظرية والتّطبيق، محمّد نور الدّين المنجّد، دار الفكر، دمشق، ط1، 1417ه- 1997.
8- التّفسير الكبير، فخر الدين الرّازي، دار الفكر، ط1، 1401ه- 1981م.
9- تهذيب اللُّغة، أبو منصور الأزهري، تح: عبد السّلام هارون، وزملاؤه، الدّار المصريّة للتّأليف والتّرجمة.
10- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، محمّد بن جرير الطّبري، تح: الدّكتور عبد الله بن عبد المحسن التّركي، ومركز البحوث والدّراسات الإسلامية بدار هجر، دار هجر، ط1، 2001.
11- الجامع الصّحيح، محمّد بن إسماعيل البخاري، تح: د. مصطفى البغا، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت، ط3، 1987.
12- الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله محمّد بن أحمد القرطبي، تح: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصريّة، القاهرة، ط2، 1384هـ - 1964 م.
13- جمهرة اللغة، محمّد بن الحسن بن دريد، تح: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، ط1، 1987م
14- دراسات لغويّة في القرآن الكريم وقراءاته، د. أحمد مختار عمر، عالم الكتب، القاهرة، ط2. 1427- 2006.
15- دلالة الألفاظ على المعاني عند الأصوليّين، د. محمود توفيق سعد، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 2009.
16- روح المعاني، محمود الألوسي، دار إحياء التّراث العربي، بيروت.
17- سنن التّرمذي، محمد بن عيسى الترمذي، حكم على أحاديثه محمد ناصر الدّين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، ط1.
18- الصّحاح تاج اللُّغة وصحاح العربيّة، إسماعيل بن حمّاد الجوهري، تح: أحمد عبد الغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، ط4، 1407ه- 1987.
19- صحيح مسلم، مسلم بن الحجّاج، تح: محمّد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التّراث العربي، بيروت.
20- عمدة القاري شرح صحيح البخاري، بدر الدّين العيني، دار إحياء التّراث العربي، بيروت.
21- العين، الخليل بن أحمد، تح: د. مهدي المخزومي، إبراهيم السّامرائي، د. ط، د.ت.
22- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، تصحيح محبّ الدّين الخطيب، وعليه تعليقات ابن باز، خرج أحاديثه محمّد فؤاد عبد الباقي، دار المعرفة، بيروت، 1379ه.
23- القاموس المحيط، مجد الدّين الفيروزآبادى، تح: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرّسالة، إشراف: محمد نعيم العرقسُوسي، مؤسسة الرّسالة، بيروت.
24- الكاشف عن حقائق السّنن، شرف الدّين الطّيبي، نشر عبد الحميد هنداوي، مكتبة نزار الباز، مكة المكرمة، ط1، 1997.
25- الكشّاف، جار الله محمود بن عمر الزّمخشري، دار الكتاب العربي، بيروت، ط3، 1407ه.
26- لسان العرب، ابن منظور، تح: عبد الله الكبير، وزميلاه، دار المعارف، القاهرة.
27- المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ابن عطيّة الأندلسي، تح: عبد السّلام عبد الشّافي محمّد، دار الكتب العلميّة، بيروت.
28- المحيط في اللغة، الصّاحب بن عبّاد، تح: محمّد حسن آل ياسين، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1414هـ - 1994 م
29- مختار الصّحاح، محمّد بن أبي بكر الرّازي، تح: محمود خاطر، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، 1415ه– 1995.
30- مسند أحمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تح: شعيب الأرناؤوط، وآخرون، مؤسّسة الرّسالة، ط1، 2001 م.
31- معاني القرآن وإعرابه، أبو إسحاق الزّجاج، عالم الكتب، بيروت، ط1، 1408هـ - 1988 م
32- المعجم الاشتقاقيّ المؤصِّل لألفاظ القرآن الكريم، الدكتور محمّد حسن جبل، مكتبة الآداب، القاهرة، ط1، 2011.
33- المفردات في غريب القرآن، الحسين بن محمد، المشهور بالرّاغب الأصفهاني، تح: محمّد سيّد كيلاني، دار المعرفة، بيروت.
34- مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، تح: عبد السّلام هارون، دار الفكر، 1399هـ - 1979م.
نظم الدّرر في تناسب الآيات والسّور، برهان الدّين البقاعي، المكتب الإسلامي، القاهرة، د.ط، د.ت.
-[1] نُشر هذا البحثُ في العدد الثّاني من مجلّة كليّة الشّريعة بجامعة عثمان غازي التّركيّة.
[2] - انظر ما كتبه محمّد نور الدّين المنجّد عن ذلك الخلاف في كتابه التّرادف في القرآن الكريم بين النّظرية والتّطبيق، ص36- 78. وكذلك ما كتبه الدّكتور محمود توفيق سعد في كتابه الفذّ دِلالة الألفاظ على المعاني عند الأصوليّين، ص537-562.
[3]- لسان العرب، ج3، ص1625، مادة (ردف)
[4]- التّعريفات، الجرجاني، ص199.
[5] - وهذه الألفاظ التي أسوقها كأمثلةٍ على التّرادف لا ترادفَ بينها على التّحقيق؛ إذ لكلّ واحدٍ منها معنى يميّزه من أخيه، ولكنّ القائلين بالتّرادف لا يرون فرقاً بين هذه الألفاظ. ولذا سأحيل على بعض الكتب التي عرضتْ لِمَا بينها من فروق.
[6] - انظر المفردات في غريب القرآن، الرّاغب الأصفهاني، ص354.
[7] - انظر الإعجاز البيانيّ للقرآن، الدّكتورة عائشة عبد الرّحمن، ص229- 231. وانظر معجم الفروق الدّلالية في القرآن، الدكتور محمّد داود ص278- 280.
[8]- انظر دراسات لغويّة في القرآن وقراءاته، الدّكتور أحمد مختار عمر، ص125، 126.
[9]- التّعريفات، الجرجاني، ص199.
- البخاري، 3169 مسلم،2881.[10]
- البخاري،3168. مسلم،2880.[11]
- مسند أحمد،10632. التّرمذي، 3153.[12]
[13] - جامع البيان، الطّبري، ج15، ص386.
[14] - جامع البيان، الطّبري، ج19،ص405.
[15] - العين، الخليل، ج8، ص36.
[16] - جمهرة اللغة، ابن دريد، ج2، ص639.
[17] - تهذيب اللغة، الأزهري، ج14، ص117.
[18] - المحيط في اللغة، الصّاحب بن عبّاد، ج9، ص304.
[19]- الصّحاح، الجوهري، ج5، ص1930.
[20] - مقاييس اللغة، ابن فارس، ج2، ص504.
[21]- مختار الصحاح، أبو بكر الرازي، ص267.
[22] - العين، الخليل بن أحمد، ج8، ص36.
[23] - لسان العرب، ابن منظور، ج3، ص1627، 1628. مادّة (ردم).
[24] - المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده، ج9، ص326.
[25] - القاموس المحيط، الفيروزآبادي، ص1112. مادّة (ردم)
[26] - تاج العروس، الزبيدي، ج32، ص242. مادّة(ردم)
[27] - جامع البيان، الطّبري، ج15، ص403، 404.
[28] - المصدر السابق، ج15، ص404.
[29] - معاني القرآن وإعرابه، أبو إسحاق الزّجّاج، ج3، ص311.
[30] - الكشّاف، الزّمخشري، ج2، ص747.
[31] - المحرر الوجيز، ابن عطيّة، ج3، ص542.
[32] - مفاتيح الغيب، الرّازي، ج21، ص172.
[33] - أنوار التّنزيل، البيضاوي، ج3، ص293.
[34] - نظم الدّرر، البقاعي، ج12، ص136.
[35] - روح المعاني، الألوسي، ج16، ص40.
[36] - المصدر السابق، ج16، ص40.
[37] - الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ج11، ص59.
[38] - البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ج7، ص218.
[39] - عمدة القاري، العيني، ج24، ص 181. وانظر: فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، ج1، ص131. تحفة الأحوذي، المباركفوري، ج6، ص 352
- الكاشف عن حقائق السّنن، الطّيبي، ج11، ص3380.[40]
[41] - الكشّاف، ج4، ص5.
[42] - العين، ج8، ص236.
[43] - معاني القرآن وإعرابه، ج3، ص311. لسان العرب،ج12، ص236.