عن القصة القصيرة في نادي القصة

عبد الرحمن هاشم

أكد الناقد د. محمد علي سلامة، أن فن القصة القصيرة تطوير لفكرة الأسطورة، ولفكرة الحكاية الخرافية، ولفكرة الجدة، وأهم عنصر فيه هو التشويق "اقرأ قصتك فإن لم تجد فيها عنصر التشويق فاعرف أن فيها خللا".

وقال في محاضرته التي ألقاها بنادي القصة مساء السبت 13 يونية، بنادي القصة، إن أرسطو حين تكلم في الأجناس الأدبية تكلم أولاً عن القصة وذكر بعدها المسرحية ثم الشعر مما يدل على أن جميع الأمم تساوت في هذا الأمر فظهر عندهم فن الحكي فبدأ بالقصة القصيرة أو الأقصوصة ثم توسع في الحكي فجاءت الرواية والمسرحية والملاحم والسير.

وأشار أستاذ النقد الأدبي بكلية الأداب جامعة حلوان، إلى أن القصة القصيرة تتطلب قلة عدد الأشخاص، والتكثيف على بؤرة واحدة، أو حدث واحد، يخرج منه إشعاعات أو أحداث فرعية، وأن تكون اللغة شعرية، والمساحة قليلة.

وقال إن تراثنا العربي قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الشروط وأضاف إليها وضوح الرؤية والهدف.

ولفت د. محمد علي سلامة إلى أن القصة القصيرة فن مراوغ، قد يعطي صاحبه انطباعاً، بأنه كتب قصة قصيرة، وهو في الواقع لا يزيد عن كتابة حدودة، أو لمحة من رواية، ولا تجد لكتابته هدفاً معيناً.

وأوضح أن خاتمة القصة القصيرة أحياناً تتوافق مع البداية، وغالباً تكون مفارقة لها.

ونوه إلى أن أساس النجاح لأي عمل أدبي، يكمن في في امتلاك اللغة، وأن الانضباط اللغوي، شرط لاعتبار العمل، وبداية النظر فيه.

وقالت الأديبة د. نوران فؤاد، في مداخلتها، إن العربي القديم، نظراً لثقافته الشفاهية، تمكن من تكثيف القصة في جملة واحدة، فيما عرف بالأمثال، فكل مثل وراءه قصة، مثل "قطعت جهيزة قول كل خطيب"، " تكاثرت الظباء على خراش، فما يدري خراش ما يصيد؟"، " كيف أعاودك وهذا أثر فأسك؟"، وكلنا يردد المثل الحديث: "إن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه"،  وقصته هي قصة الفلاح المصري أثناء احتلال الإسكندر الأكبر لمصر.  أي أنه يعود إلي عصر الرومان، و كانت مصر تزرع الميرة "القمح"، وكان ممنوع علي الفلاح المصري أن يأخذ منه إلا بإذن الحاكم الروماني. وكان يوضع القمح في صوامع مليئة بالتراب إلى أن تصل للإمبراطورية الرومانية، وكان الحاكم كما كل الحكام لا يسمح للفلاح بأخذ نصيبه، فيقوم الفلاح بالبحث في التراب الموجود في الصوامع عن بقايا الميرة. ومن هنا جاء مثل "إن فاتك الميرة اتمرغ في ترابه".

وأوضحت الشاعرة والأديبة نوال مهنا، في مداخلتها، أن الموهبة والاستعداد الفطري شرط أساسي للكتابة، بعدها تأتي الأدوات، من لغة ودراسة واستفادة من التجارب السابقة. وقالت إن التشويق شرط مطلوب في كل الأجناس الأدبية.

وأشارت إلى أن الشاعر يكتب أولاً ثم يبحث عن العروض، لكنه لا يكتب من أجل العروض، مؤكدة أن الإبداع يأتي أولاً ثم يأتي النقد، فالنقد جاء من أجل الإبداع.

وقال الأديب المستشار صالح شرف الدين إنه لم يطلع حتى الآن على نقد ينظر للقصة الومضة، مؤكداً أن أبرز نقطة تقوم عليها قصة الومضة، المفارقة الشديدة اللاذعة، مثل "حذاء طفل للبيع.. لم يستعمل أبداً".

وأشار إلى أن القصة الومضة، يشترط فيها كما يشترط في أي فن قصصي، الحدث والزمان والمكان.

وقال الأديب محمد نجيب مطر إن أدب الخيال العلمي أدب راق تقدمت به أوربا لأنها استثمرت العلم لتحقيق الخيال، وضابطه ألا يكون الخيال محال التحقق.

وأكد الروائي فاروق عبد الله الذي أدار الأمسية، أن الرواية يكون الحوار فيها ثانوياً، بينما المسرحية، يكون الحوار فيها أساسياً، وقد تكون الرواية في المسرحية، وقد تكون المسرحية في الرواية، أي أنه قد يوجد نوع من التداخل لكن لكل نوع مواصفاته وشروطه. ومن الملاحظ أن المسرح عندما دخل إلى عالمنا لم نطلق عليه اسم مسرح وإنما قلنا "رواية".