الوصول الى السلم الاجتماعي.. قراءة في فكر الامام الشيرازي
مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث
المقدمة:-
السلم بمعناه السلمي امنية غالية ورغبة اكيدة يتمناها كل انسان يعيش في هذه الحياة الدنيا، لما في السلم من معاني الطمأنينة والصحة والعافية فالسلم يشمل جميع مناحي الحياة وامور المسلمين كلها ويشمل الافراد والجماعات والشعوب، واذا وجد السلم انتفت الحروب والاحقاد والضغائن بين الناس، فالدعوة الى السلم دعوة جميلة محببة الى النفس.
مفهوم السلم لغة واصطلاحا:-
السين واللام والميم: معظم بابه من الصحة والعافية ويكون فيه ما يشذ والشاذ عنه قليل، فالسلم: ان يسلم الانسان من العاهة والاذى فالله جل ثناؤه هو السلام، لسلامته مما يخلق المخلوقين من العيب والنقص والفناء: قال تعالى " والله يدعو الى دار السلام "، ومن معناه (المسالمة) وهو المصلحة وتجنب الحرب، وقيل: السلام والسلامة البراءة وتسلم منه: تبرء، ومنه قوله تعالى: (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما)، أي سلما وبراءة لا خير بيننا وبينكم ولا شر ويقولون:- سلام عليكم، فكأنه علامة المسالمة وانه لا حرب هناك، وقيل: قالوا سلاما، أي سداد من القول وقصدا لا لغو فيه، ومنه قوله عز وجل: (سلام هي حتى مطلع الفجر)، أي: لا داء فيها ولا يستطيع الشيطان ان يصنع فيها شيئا، وقد يجوز ان يكون السلم: التحية ومنه قوله تعالى: (دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام).
اما اصطلاحا:- هي تعبر عن ميل فطري في اعماق كل انسان، وتحكي رغبة جامحة في اوساط كل مجتمع سوي، وتشكل غاية وهدفا نبيلا لجميع الامم والشعوب.
• ما قيل عن السلم الاجتماعي:
1. هو نشر المبادئ السامية والمثل العليا بين الناس بالدعوة الى الاخاء الانساني العام، ومحاربة النظم التي تباعد بين الانسان واخيه الانسان والعمل على خلق مجتمع انساني امثل، يسوده العدل والرحمة والمحبة والاخوة الصادقة
2. وقد عبر شخص اخر بقوله: لقد عرفت السلم عن طريق ضميري ووجداني واكتفيت بذلك، انها في البدء شعور غريزي بقرابة تربطني ببني الانسان، وبتضامن مع جميع خلق الله، وهي بعد ذلك عمل ايجابي وسعي صادق لخدمة البشرية، والصفات المميزة للإنسانية هي الحرية والعدالة والتضامن الاجتماعي.
3. ان السلم هو الحرية الوحيدة في هذا العالم في نظر جبران خليل جبران لأنها ترفع النفس الى مقام سام لا تبلغه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسوده نواميس الطبيعة واحكامها.
4. قال بعضهم: اليس في وسع المرء ان يعيش في هذا العالم دون ان تطبع روحه بطابع الملة وتصبغ بصبغة الطائفية، الا يقدر ان يكتسب ثقة اخوانه البشر دون ان يعلن تشيعه او تسننه ويفاخر بتعصبه ويكابر بغيرته الدينية، الا يقدر ان يحب فئة من الناس دون ان يبغض سواها، الا يقدر ان يكون شريف الروح نزيها عفيف النفس ابيّا دون ان يحفر على صفحات قلبه او على جبينه بأحرف كبيرة: انا مسلم او انا مسيحي او انا يهودي اليس له ان يحب ربه دون ان يبغض اخاه في الانسانية؟
5. قال الشاعر:-
شعب كما شاء التخاذل والهوى..........متفـــــرق ويكـــــــاد ان يتمزقا
لايرتضــــــــي دين الاله موفقا..........بين القلوب، ويرتضيه مفرقا
ويقول اخر ايضا:-
ما اجمل الدنيا لـو ان بيوتهـــا..........تبنى بلاعمد ولا اطـــــناب
تبنى من الحب الـذي لايشتكي..........اصحابه من مالك او جـابي
الحب دين الله فليـك ديننـــــــا..........في كل كارثة وكل مصــــاب
فالبيت ان نأت المحبـة ساعة..........عنــه غدا بيتـــــــا بـلا ابواب
لا تسألوني من حبيبي بينــكم..........فجميعكم ان تسالوا احبابي
وغيرها من الاقوال التي لا يسع المجال للذكر.
السلم الاجتماعي في القرآن الكريم والسنة النبوية
اولا:- السلم الاجتماعي في القرآن الكريم
ورد لفظ (السلم) وما اشتق منه في كتاب الله عز وجل في اربع واربعين اية منها خمس مدنية والباقيات مكية في حين لم يرد لفظ الحرب الا في ست آيات كلها مدنية، وبهذا ان القرآن الكريم يدعو الى السلم والسلام في الدرجة الاولى ويحث عليه ويرغب فيه ويرفض الحرب والتنازع والفرقة، ومن الآيات وفق هذا المفهوم قوله تعالى: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم).
أي: مالوا الى المسالمة والمصالحة والمهادنة، كما وقع ذلك في صلح الحديبية لما طلب المشركون الصلح ووضع الحرب بينهم وبين رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم– فقد اجابهم الرسول مع ما اشترطوا عليه من الشروط رغبة في السلم والمسالمة، وقوله تعالى:
(ولا تقولوا لمن القى اليكم السلام لست مؤمنا)، فقد فسر معنى السلام فيها بـ (السلم) أي: المسالمة التي هي ضد الحرب ويدل على ذلك قوله تعالى: الق اليكم السلام ولم يقل: عليكم فدل على ان المقصود به: ترك القتال، كما في الآية الاخرى:-
(فان اعتزلوكم ولم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا) وقوله تعالى ايضا: (فان لم يعتزلوكم ويلقوا اليكم السلم ويكفوا ايديهم فخذوهم)
وعلى ضوء ذلك تكتسب اطروحة اية الله العظمى الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ونظريته في السلم الاجتماعي (اللاعنف) اهمية متميزة في وضع المعادلة العراقية المتأزمة وتشكل آراؤه نوعا من التمهيد لحل جذري يتناول المشكل العراقي ويسعى الى احتواء ازمته، وتبرز اهمية هذه الاطروحة على عدة مستويات تتداخل فيما بينها وتضمن عوامل النجاح في التطبيق، بل وتكاد ان تكون شرطا لهذا النجاح ومن مقتضيات حلول المشكلة العراقية.
واهميتها تكمن في انها تصدر عن مرجعية دينية، وتتحرك وفق هذا المنصب الديني، وهذا بحد ذاته يحمل اسباب قبوله في المجتمع ومن ثم يفترض وجوب الالتزام بما يصدر عنه، وتنبئ هذه الاطروحة ايضا عن رؤية اجتهادية تتأسس على مدارك شرعية ووجوه في الاستنباط تقوم على الكتاب والسنة واهل البيت –عليهم السلام– حيث يستمد الامام الشيرازي (قدس سره) هذه النظرية (السلم الاجتماعي) في كل ابعادها من القرآن الكريم وما قال به رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من احاديث وما رواه اهل البيت في مختلف المواقف.
ويبدو ان الفكر الجهادي للإمام الشيرازي (قدس سره) قد تماهى في هذه المسالة مع قناعته الفقهية حول السلم الاجتماعي (اللاعنف) الى مستوى القول بان: الاصل في الاسلام هو السلم واللاعنف، واصل هذا القول عند الامام الراحل (قدس سره) في بعض مابني عليه نظريته هو ان الاسلام مشتق من السلم والسلام، والسلم هو اصل الموقف في الاسلام وفلسفته في الحياة عند الامام الشيرازي بناء على تعريفه للإسلام بانه مشتق من السلم والسلام، وبهذا المعنى وانعكاساته يتناول الامام الشيرازي مفردة السلم وآياته واهم تجلياته النظرية والعملية عند الامام الراحل ويقول (قدس سره): وعلى هذا الاثر فان آيات الذكر جاءت لتؤكد على مسألة السلم والسلام، فقد قال عز من قال مخاطبا عباده المؤمنين: (يا ايها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين)، وقال تعالى مخاطبا الرسول الكريم –صلى الله عليه واله وسلم– وداعيا اياه الى الجنوح للسلم اذا جنح المشركون له: (وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله انه هو السميع العليم)، وامر تعالى باعتزال القتال اثر جنوح المشركين الى السلم حيث قال تعالى: (فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا)، وبهذا يختم الامام (قدس سره) في استدلاله القرآني على مسألة السلم الاجتماعي(اللاعنف) ويخلص الى ما يورثه السلم الاجتماعي والالتزام به من سلوك اسلامي وخلق رباني اجملته الآية الكريمة في قوله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
ونتيجة مركزية – السلم الاجتماعي – في فكر الامام الشيرازي (قدس سره) ومحوريته في ادارك وفهم الاسلام، وكما قلنا سلفا يتأسس الاسلام عنده على اشتقاقه اللفظي في معنى السلم والسلام، فالامام (قدس سره) يتوسع بإضافة آيات كثيرة تنتهي عنده في ما يؤول اليه – السلم الاجتماعي وترد في نهاية المطاف نفس الآيات التي تدل على الغفران والغض عن السيئة والمحبة والاحسان وما شابه.
ثانيا:- السلم الاجتماعي في السنة النبوية:-
ان الاحاديث والسيرة العطرة شاهدة على ان دعوة النبي – صلى الله عليه واله- هي السلام فلم يكن نبينا – صلى الله عليه واله – يدعو الى الحرب ولا الى المخاصمة والتنازع ولا الى التشاجر بل يدعو الى السلام ويهدي الناس اليه ويدلهم عليه فمن ذلك قوله – صلى الله عليه واله -: (المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه)، وقوله – صلى الله عليه واله -: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا... كل مسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه)، وهذا كله يدل على السلم والمسالمة والمصالحة بين الناس، وفي حديث النبي- صلى الله عليه واله -: (من اصبح آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)، دلالة واضحة على الانسان لا يكون سعيدا في هذه الدنيا الا بالسلام.
وبهذا يستند الامام الشيرازي (قدس سره) في نظريته ايضا (السلم الاجتماعي) الى جملة من الاحاديث الشريفة والاخبار الواردة عن الرسول واهل بيته – عليهم السلام – ومنها روايات في وصف رسول الله – صلى الله عليه واله وسلم – واخلاقه وفي وصف الائمة من ال بيته واخلاقهم وكذلك ما ورد من احاديث واقوال لأهل البيت – عليهم السلام - في وصف المؤمنين واحوالهم فمن الاحاديث المروية عن رسول الله – صلى الله عليه واله قوله: (الا اخبركم بخير خلائق الدنيا والاخرة العفو عمن ظلمك وصلة من قطعك، والاحسان لمن اساء اليك، واعطاء من حرمك) وهو حديث يجمل كل سلوك السلم الاجتماعي واحواله في اربع وهي: (العفو، الصلة، الاحسان، العطاء) وبهن تصفو الحياة من كدر العنف ومنغصات العيش في الاساءة والرد عليها بالمثل (وان تعفوا هو اقرب للتقوى).
وعند الامام الشيرازي (قدس سره) يعد الرفق اظهر صور السلم الاجتماعي واهم تجلياته، ويبني حكمه هذا على قول رسول الله – صلى الله عليه واله: (ان من الرفق الزيادة والبركة، ومن يحرم الرفق يحرم الخير)، ومن حرم الرفق او السلم فقد حرم الخير او الحياة التي لابد ان تقوم على الخير والا فهي شر مستطير، وحتى يكون المؤمن في نظر الامام الشيرازي عاملا بأمر الله تعالى راغبا في ما يرغبه الله تعالى، محبا لما احبه الله تعالى، ان من مصاديقه ان يكون رفيقا محبا للرفق عاملا به ذلك:- (ان الله تعالى رفيق يحب الرفق).
واما الاخبار المروية عن رسول الله واهل بيته في هذا الامر فهي كثيرة لايمكن الالمام بها الا في مطولات موسعة في كتب الحديث والسيرة، ولكن ما اشار اليه الامام الشيرازي وذكره في كتبه وخطبه ورسائله تفي بغرضه في الاستدلال بالسنة وسيرة اهل البيت عليهم السلام على ما ذهب اليه في احكام مسألة السلم الاجتماعي (اللاعنف) وما ترتب عليها من فتاوى واراء فقهية في هذا المجال، فمن هذه الاخبار والتي بها يستدل الامام الشيرازي على موقعية السلام في دائرة الاسلام: ان رجلا سيئ الخلق والعمل جاء الى رسول الله – صلى الله عليه واله – وشتمه وهو في المسجد الحرام يقرأ القرآن فسكت عنه الرسول ولم يقل له شيئا وقد كان يريد التحرش بالرسول حتى يدخل معه في المنازعة ولكن الرسول بقي ساكتا واخيرا اساء الادب اكثر فبصق في وجه الرسول، يقول الرجل نفسه: ان محمدا لم يزد على ان مسح البصاق عن وجهه الشريف ولم يقل شيئا والتزاما بما تفرضه السنة من العمل بمقتضى الامر بها، فان الامام الشيرازي يرى ضرورة واهمية تلقين السلام للنفس والمجتمع على حد سواء باعتباره اسلوبا تربويا وتطبيقيا للجوانب النظرية في السنة النبوية، وهو ما يؤدي الى غرس نزعة السلام وحبه في نفس الانسان، فاذا لقن الانسان نفسه بهذا التلقين في ليله ونهاره وشهره وسنته فانه يتطبع بطابع السلم.
وحسب رأي الامام الشيرازي (قدس سره) فان المسلم يلقن نفسه السلام في كل يوم وعلى عدد صلواته في الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء بالإضافة الى الصلوات المستحبة بينها، حيث يكرر ذلك في كل صلاة فيقول: السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويحمل رأيه على وجوب السلم الاجتماعي (اللاعنف) وضرورته على ما ورد في الخبر عن صفات رسول الله والطاهرين من ال بيته عليهم السلام ذلك ان رسول الله –صلى الله عليه واله- هو موضع اقتداء المسلمين والمثل الاعلى الواجب على كل مسلم الاقتداء والعمل بسيرته في الناس، وحول علاقته بالإنسان والمجتمع يقول الله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا) ويستشهد (قدس سره) في مورد استدلاله هذا بحديث ابي سعيد الخدري في وصف رسوله الله – صلى الله عليه واله وسلم -:- (هين المقولة، لين الخلق، كريم الطبع، جميل المعاشرة، بسام من غير ضحك، محزون من غير عبوس، شديد من غير عنف) ويحمل هذا الحديث ونقلا عن صحابي جليل القدر والمنزلة عند المسلمين تصويرا عن نأي رسول الله بأخلاقه وحياته عن العنف وشدته واتصافه بالخلق الذي وصفه الله تعالى بقوله: (وانك لعلى خلق عظيم) واللين في رسول الله – صلى الله عليه واله - ثمرة هذا الخلق واهابه، يقول تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك)، وبهذه الرحمة ولين القول كانت علاقة الرسول الاكرم – صلى الله عليه واله – بمن حوله وكان بالمؤمنين رؤوف رحيم ومن ملكت الرحمة والرأفة كل جوانب نفسه ومقومات شخصيته فمن اين يكون للعنف اليه سبيلا؟، بل السلم ديدنه وسبيله الذي اوصله الى الله تعالى والى قلوب الناس والى النجاح في نشر الدعوة بين الناس.
يقول الامام الشيرازي: وكذلك كانت السيرة النبوية وفاطمة البتول والائمة الطاهرين – صلوات الله عليهم – فكان السلام شعارا لهم في كل شؤون حياتهم، وهذا النجاح المنقطع النظير لنبي الاسلام والائمة – عليهم السلام – انما هو لأسباب من جملتها السلام الذي يتحولون به، واما بلوغه قلوب الناس فانه بعد فتحه مكة وعفوه عمن اساء اليه، وسيرته في اهل مكة سيرة السلم والعفو فألفته هذه القلوب واحبته: حتى ذكر المؤرخون ان مكة لم تحارب بعد ذلك وانما رضخت لحكم عتاب بدون جيش وبدون شرطة وبدون سلاح، ويفسر الامام الشيرازي هذا الامر بانه راجع الى طريقة الرسول – صلى الله عليه واله – في السلم واجتنابه الشدة والعنف حتى اخذ – صلى الله عليه واله – بذلك: ألبابهم واستولى على قلوبهم والقلب اذا صار مواليا لانسان لايمكن ان يثور عليه او يناهضه.
وعلى وفق ما تقدم نقول:- ان السلم الاجتماعي يتحقق عن طريق المشاعر التعاطفية، حيث لا تخرج عن كونها مجرد ظواهر مصاحبة للحياة الاجتماعية، اعني انها مجرد اعراض للغريزة الاجتماعية التي تدفع بالحيوان مثلا الى الانضمام للقطيع، وبمجرد ما تتكون المشاعر التعاطفية، فانها سرعان ما تقوى وتترقى بتزايد مصالح افراد الجماعة، فلا تلبث المشاركة الوجدانية ان تنمو بنمو الحياة العقلية، وتزايد درجة التضامن بين افراد المجتمع الواحد، واتجاه الصراع من اجل البقاء نحو الطبيعة بدلا من استمراره بين الافراد انفسهم، ومن هنا ان تطور الانسانية سائر حتما في طريق ازدياد التعاطف وترقي الايثار، على حين ان الانانية وانعدام المشاعر التعاطفية يمثلان ظاهرة تخلفية تعبر عن ضرب من النكسة او الارتداد نحو طور الهمجية، وما دامت الانسانية سائرة في طريق التقدم، فان الهدف المثالي الذي تسعى سائر الجماعات نحو بلوغه هو القضاء على الحروب، وتحقيق الاستقرار الصناعي، وتوفير اسباب التوازن الاجتماعي ولا يتحقق هذا الا من خلال السلم الاجتماعي.
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
* باحث في مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث
..............................
المصادر والمراجع
• القرآن الكريم
1. ادب المهجر: عيسى الناعوري، مطبعة دار المعارف، القاهرة – مصر، 1957 م.
2. ايليا ابو ماضي، بين التجديد والتقليد: طالب زكي طالب، المكتبة العصرية، بيروت لبنان، د.ت.
3. حديث ايوب السختياني: ايوب السختياني، دار الريحاني للطباعة والنشر، بيروت لبنان، 1418 هـ - 1998 م.
4. ديوان اوراق الخريف: ندرة حداد، مطبعة نيويورك، د.ت.
5. الريحانيات: امين الريحاني، المطبعة العلمية ليوسف صادر، بيروت – لبنان، 1922.
6. السبيل الى انهاض المسلمين: اية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)، مؤسسة الفكر الاسلامي، ط7، 1994 م.
7. السلم الاجتماعي – مقوماته وحمايته: حسن الصفار، دار الساقي للطباعة والنشر، بيروت لبنان، ط1، 2002 م.
8. صحيح البخاري: محمد ابن اسماعيل البخاري الجعفي، دار ابن كثير، دار المعارف بمصر، 1414 هـ - 1993 م.
9. اللاعنف في الاسلام: اية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)، الموقع الالكتروني www.alashirazi.com
10. القومية والانسانية في شعر المهجر الجنوبي: عزيزة مريدن، الدار القومية للطباعة والنشر، القاهرة – مصر، 1966م.
11. كتاب النظافة: اية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)، دار مطبعة هيئة محمد الامين، 2000 م.
12. لسان العرب: ابو الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور، دار صادر، بيروت – لبنان، 1375 هـ - 1956 م.
13. مجلة المستقبل – اللاعنف ومصادره عند الامام الشيرازي: حمودي عادل، العدد (3)، 2006 م.
14. المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران (المعربة): جبران خليل جبران، دار صادر، بيروت – لبنان، 1962 م.
15. نظرية اللاعنف عند الامام الشيرازي: اسعد الامارة، مطبعة بيروت، 1424 هـ.
وسوم: العدد 627