نقدُ الربط بين أجزاء الجُملة، في غرض الوصف عند البُحتُري

دراسةٌ تطبيقيةٌ

* سلام عليكم، طبتم صباحاً أيها العلماء وطاب مسعاكم! بسم الله سبحانه، وتعالى! وبحمده، وصلاة على رسوله وسلاماً، ورضواناً على صحابته وتابعيهم، حتى نلقاهم!

* أحمد الله الذي يسر لي أن أجاور هذه الطبقة من العلماء الأجلاء، وأسأله كما جمعنا عاجلاً أحباباً سعداء، أن يجمعنا آجلاً أحباباً سعداء، بلا مناقشات ولا مداولات ولا قرارات!

* ينبغي أن يذكر للطالبة أنها اختارت هذه الاختيارات الأربعة: التطبيق، والشعر، والبحتري، وترابط أجزاء الجملة.

* وعلى رغم أن كثيراً مما أريد قوله قد أتى عليه أخي الفاضل الدكتور إهاب أبو ستة، أتلمس فيما يأتي والله المستعان! ما يزيد الطالب انتفاعاً والعمل إتقاناً، مؤمناً بأن من عمل المشرف القدير أن يُوَثِّق تلميذه من نفسه، فيتركه يجترئُ ويصيبُ ويخطئُ، حتى إذا ما راجعته لجنة المناقشة تأصل لديه منهج البحث العلمي الصحيح.

* الربط بين أجزاء الجملة في غرض الوصف عند البحتري: دراسة تطبيقية لنعمة بنت خلفان بن علي السليمية استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستير من قسم اللغة العربية وآدابها، بإشراف أخينا الفاضل الأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العمراوي، وقعت في 233 صفحة، من:

- غلاف وشكر وملخصين عربي وإنجليزي في 4 ص.

- مقدمة في 4 ص.

- تمهيد (شعر البحتري وعصور الاحتجاج، مفهوم الترابط بين أجزاء الجملة) في 12ص.

- فصل أول (الترابط بين عنصري الإسناد: مفهوم الإسناد وأنواعه، الترابط بين عنصري الإسناد في الجملة الاسمية، الترابط بين عنصري الإسناد في الجملة الفعلية) في 65 ص.

- فصل ثان (الترابط بين العناصر غير الإسنادية: ترابط مقيدات الفعل، ترابط التابع بمتبوعه، الترابط بين عناصر المركب الاسمي) في 101 ص.

- فصل ثالث (ترابط الترتيب: الشرط، ترابط جملة القسم) في 20 ص.

- خاتمة في 2 ص.

- قائمة مصادر ومراجع في 6 ص.

- فهرس أبيات البحتري في 16 ص.

- فهرس موضوعات في 3 ص.

* ولا يخفى ما بين أحجام فصولها الثلاثة من تفاوت كبير غير مستحسن.

 * في عنوان الرسالة "ربط" وفي تناولك "ترابط"؛ فلماذا لم تغيري العنوان؟

* حرتِ بين الربط والترابط، والربط عمل صاحب اللغة، فأما الترابط فعمل اللغة نفسها.

* أوضح مقاتل هذا العمل اقتصاره من قصائد البحتري الكاملة على أجزاء الوصف منها!

* لا ريب في حاجتنا في مثل هذه الأبحاث إلى الفرشات النظرية، ولكن ينبغي ألا يليها التطبيق كأنه حل واجب، بل يقف منها على أرض ثابتة، وينطلق إلى خصائص العينة المختارة التي يكشف بعضها بعضاً في نفسها هي أو إذا اتبعت الموازنة وهي أقوم سبيلاً وازنت بين الشيء المحدد هنا وهناك.

* قلت: "أما بقية الأقسام فلم أجد ما يمثلها في العينة المدروسة (32)؛ فوقعت فيما أسميه طريقة الواجبات المنزلية لا الأبحاث العلمية، ثم أين هذه العينة المدروسة!

* ما أعجب قولك بعد تفصيل أمر ضمير الفصل وعلاقته بتقوية الترابط كما عبرت: "لم أجد ما يمثله من العينة المدروسة ولعل ذلك يرجع إلى المقام والسياق فالمقام مقام وصف والوصف يناسبه السرد والأساليب الخبرية التي لا تحتاج إلى مؤكدات"!

* من مقاتل هذه الدراسة كذلك أنها ذكرت كلمة العينة ولاكتها كثيراً كما في 81 من غير أن تكون فيها عينة أصلاً! فما مادتك من شعر البحتري على التحديد؟

* هل يكفي في ادعاء العينة أن نشير إلى غرض الوصف؟ إن البحتري وصاف كثير الشعر فهل بحثت عن مسألتك في شعره كله؟

* طمحت إلى غايات لا تنال بمادة مبتسرة (2)!

* أي كلام! أين تنميط الأنماط؟ أين إحصاء العناصر الدالة؟ أين استنباط المعطيات؟ أين تفسير المعطيات؟ أين عقد خيوط التفسير في تصور واحد؟

* على أساس مثل هذا التنميط (49 ،61 ،69) كنت أريد أن تبني عملك كله.

* ولكن لا غنى للنمط عن إحصاء مادة وجوده ولا عن تعميم التنميط والإحصاء والموازنة بين الأنماط.

* لا بد أن أستاذك نبهك على فكرة تنميط الأنماط، ولكنها لم تستقم لك دائماً أو لم تسهل عليك!

* لا تكادين تفسرين (68) ، يشغلك الوصف الذي لم تستطيعي أن تدققيه ولا في التنميط الذي أعجبني، وهي مشكلة الدراسات الإنسانية عموماً.

* عدنا إلى تنميط الأنماط بعد غياب طويل (156)، وعلى رغم هلهلته وسذاجته نثني به عليك.

* ظننت قول البحتري:

كأَنَّ جِنَّ سُلَيْمَانَ الَّذِينَ وَلُوا إِبْدَاعَهَا فَأَدَقُّوا فِي مَعَانِيهَا

من اقتران خبر كأن بالفاء "فَأَدَقُّوا فِي مَعَانِيهَا"، وما خبرها غير الاسم الموصول "الَّذِينَ"، فأما جملة أَدَقُّوا فِي مَعَانِيها"، فمعطوفة بالفاء على صلته!

* ظننت قول البحتري: "بقفرة بيداء"، من تقديم النعت على المنعوت، وهو من نعت النعت، فالقفرة من الخلاء والإجداب والبيداء من الهلاك!

* لا أدري جعلت قول البحتري:

وكأن اللقاء أول من أمس ووشك الفراق أول أمس من عطف معمولي عامل محذوف على معمولي عامل مذكور؛ إذ لو كان تخريجك صحيحاً لكان من عطف الجملة على الجملة! لكنه من العطف على معمولي عامل واحد، وهو معروف شائع؛ إذ الإشكال إنما يكون من عطف معمولين على معمولي عاملين مختلفين.

* جعلت ترابط الترتيب من ترابط العناصر غير الإسنادية، وهو مما بين الجمل لا أجزاء الجملة الواحدة، وإلا فلم لم تتناولي العطف (عطف الجملة بعضها على بعض) والاعتراض والتوكيد...(4)!

* لو استعملت مصطلحي المسند إليه والمسند لنجوت من تسمية المبتدأ والخبر بعد نسخهما (4)!

* هل أردت استيفاء وسائل الربط بين أجزاء الجملة؟ فأين إذن الإحالة مثلاً بأنواعها المختلفة (15)؟

* ذكرت في ورود الجملة خبراً أن الخبر كان فعلاً (38)  فلم تعبئي بضبط فهمك وعبارتك عنه!

* زعمت أن الإسناد لا يتغير بعد دخول النواسخ (47) ، ولكن المسند في الجمل المنسوخة بكان هو خبرها معها!

* ترى ما علاقة امتداد الجملة بطولها عندك؟ أهما سواء؟ هل اطلعت على كتابي "الأمثال العربية: دراسة نحوية"، ومنه نسخ بمكتبة هذه الجامعة؟ فإذا كان فلم لم تذكريه في مراجعك؟

* لم لم تشملي بترابط الترتيب جواب الطلب (الترتب الطلبي)، في مثل "سافر تجد"؛ أجعلتها من الشرطية؟

* جعلت لما في أدوات الشرط لحديث النحويين فيها عن جوابها فقد تحدثوا عن جواب رب أفنجعلها في أدوات الشرط، لقد أرادوا أن لما متعلقة ببقية ينبغي البحث عنها ليتم بهما معاً معنى جملتها.

* كيف جمعت في نفس واحد (203) ، بين الشاذ وهو من وادي القياس (التقعيد) والقليل وهو من وادي الاستعمال (السماع)!

* الشعراء الجاهليون (...) والأعشى - بل الأعشى مخضرم، ورجح المانع أنه أسلم.

* أشرت إلى اختيار تحقيق الصيرفي لعدة أسباب ثم لم تذكري غير دقة التحقيق (2ح)! ألا فاعلمي أنه هو نفسه شاعر لطيف ذكي لماح.

* أومأت إلى خلو كتاب أستاذنا الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف (في بناء الجملة العربية من التطبيق)، وقد اشتمل عليه من آخره ولكنك تسرعت (3).

* نقلت زعم من زعم أن ليس للبحتري تصرف في الهجاء وهو من مزاعم الأصفهاني، وقد وجدت للبحتري في الهجاء قصائد محكمة عجيبة (7)!  

* ذكرت في الاحتجاج بشعر البحتري علاقته بأبي تمام (7)، وهو أمر مهم في هذا المقام؛ إن قد اشتهر عندنا تقدير الزمخشري لأبي تمام حتى قال: أجعل ما يقوله بمنزلة ما يرويه، ومن أشبه أستاذه فما ظلم!

* وسعت في فكرة الاحتجاج بشعر البحتري في النحو من إطار النحو ليشمل الصرف (8)، على رغم خلوص دراستك للنحو من غير صرف.

* مثال واحد على الاحتجاج بشعر البحتري في النحو (8)، غير كاف أبداً.

* زعمت أن لم يخلص للبحتري في الوصف وحده غير ثلاث قصائد (9)، ولا نثق بكلامك، إذ لم تعتمدي التحديد؛ فهل نفهم أن ثلاث القصائد تلك هي مادة عملك؛ فلم تحددي غيرها؟

* تنقلين وتكثرين ولقد انتبهت إلى أنك تنقلين ولا تنصصين فيبدو من كلامك وهو منقول وهذا كفيل برد الدراسة (29،85).

* أوحيت فيما سبق بأنك تقدمين التنظير على التطبيق ثم فاجأتنا هنا (34) بفاصل نظري كبير، فما عدا مما بدا!

* أرأيت كيف تحشرين الأمثلة من غير تجميع ولا تصنيف (37)!

* الخلاصات هي من بعد النتائج فيعمها ما يعمها.

* تجمعين في السطر البيت وكلمة القول (42 )، ولقد ينبغي أن تفردي البيت بعدها بسطر.

* أغمضت قولك - وربما نقلته عن النحو العربي للدكتور بركات في بعض شروط دخول ضمير الفصل: "أن يكون المبتدأ معرفة ذلك لأنه يكون توكيداً ولا يؤكد الضمير إلا بالمعارف" (46)، وأردت لأن ضمير الفصل يكون توكيداً، ولا يؤكد الضمير إلا المعارف، والعبارة كلها ركيكة!

* تشيرين بالأبيات إلى بيتين (61)، وكأنك تتمنين ولا تجدين فتهذين!

* جريت على التحشية في المتن بموضع البيت من الديوان ورقمه من القصيدة؛ فما الفائدة؟ قد أخذت الحاشية سطراً كما تأخذه في الهامش أو أكبر مساحةً وحجماً!

* لم تكوني تنتبهين إلى غرض الوصف إلا إذا وجدت منعوتاً ونعتاً (76)، والأمر أعوص مما ظننت!

* في ترابط النعت منعوته عند البحتري قسمت وحددت القسم الأول (أ: النعت الحقيقي (132))، ثم لم تذكري السببي؟ أالغيته؟ أم افتقدته؟ أرأيت عاقبة منهج حل الواجبات المنزلية!

* كثرت فراغات ما بين أسماء مراجعك!

* "الكتاب"، قبل "كتاب الأغاني" (208).

* "نظام الربط"، في ظني قبل "نظام الارتباط" (210).

* أرقام صفحات أبيات البحتري مضطربة اضطراباً شديداً، ولم تنصي على أنها أبياته الواردة في عملك.

* عجباً كل ما في الهمزة المكسورة كاملي! هذا لأنها من نصك المختار!

* ما الذي أقحم الباء المضمومة (212)، بين الباءات المفتوحات!

* على أي أساس رتبت فهرس الأبيات؛ أعلى القوافي أم البحور أم الموارد في العمل؟ ولا جواب إذ الترتيب عليها جميعاً مضطرب، إضافة إلى اضطراب الصفحات أصلاً.

* لماذا وسطت عناوين فهرس الموضوعات في أسطرها! أترينها من شعر الحداثة!

جنبيها إلى اليمين!

* صالحاً – صالحًا (أ)، فأنني فإنني (أ)، الدكتور المشرف الدكتور محمد عبد الفتاح العمراوي المشرف (أ)، يتناسب مع غرض الوصف – يناسب غرض الوصف (أ، 14، 31، 204)، وينقسم – فينقسم (ب)، وخاصة – بخاصة (1)، المحتج بشعرهم – من حيث الاحتجاج بشعرهم (1)، إلا أننا نجد – نجد(2)، الترابط – الربط (2)، محي – محيي (2ح)، هَطِلٍ – هَطِلِ التَّعداءِ (8)، فخلَّ – فَخَلِّ (8)، المبكَّرّ – المبكِّرِ(9)، شوى نَهْدُ – شَوّى نَهْدُ، تخِدي – تَخْدي، قامِهِ – قامَاتِهِ (50)، مفعول – مفعولا (58)، فاعل – فاعلا (58)، مقترن – مقترنا (67)، أمور – أمورا (79)، تحتْ – تحتَ (116)، ثَنِينَ – ثَنَيْنَ (181).

* من شكل لك الأبيات؟

* من شكل لك؟ فالتشكيل في معظمه صحيح على كثرة شواهد أبياتك، ومثلك لا يستقيم منه تشكيل ولو عن نقل بل يخطئ في نقله فلا بد أنك نسخته إلكترونياً رقمياً هذا هو السر إلا أن يكون لأستاذك، وأستبعده لأنه مثلنا لا وقت لديه ليتتبع هذا كله!

* لا ترقمي الشعر، وإذا استطعت فلا تقسمي البيت على شطريه!

* أتحبين الشعر؟ أتتقنين العروض؟ كيف إذن تبحثين عن شأن الشعر؟

* سلها القراءة والشرح فلا وصول إلا بقراءة وليتك تطبع لها سينية البحتري لتنشدها في الموقف على طريقتك في تقدير الطلاب، بدلاً من أن تحشد عليها أخطاءها حشداً لا قبل لها به!

* قد حشرت عليك من أخطائك العروضية والصرفية والمعجمية والنحوية والأسلوبية والإملائية والتشكيلية والترقيمية والطباعية، ما لا تحتملينه لا أنت ولا الوقت المتاح؛ فهاك سينية البحتري وهي من خواص مداة دراستك؛ أنشدينا إياها، ولا تخطئي، وأتبعي السيئة الحسنة تمحها!

سِينيَّةُ البُحْتُري

وتماسكت حين زعزعني الدهر التماساً منه لتعسي ونكسي

بلغ من صبابة العيش عندي طففتها الأيام تطفيف بخس

وبعيد ما بين وارد رفه علل شربه ووارد خمس

وكأن الزمان أصبح محمولاً هواه مع الأخس الأخس

واشترائي العراق خطة غبن بعد بيعي الشآم بيعة وكس

لا ترزني مزاولاً لاختباري بعد هذي البلوى فتنكر مسي

وقديماً عهدتني ذا هنات آبيات على الدنيات شمس

ولقد رابني نبو ابن عمي بعد لين من جانبيه وأنس

وإذا ما جفيت كنت جديراً أن أرى غير مصبح حيث أمسي

حضرت رحلي الهموم فوجهت إلى أبيض المدائن عنسي

أتسلى عن الحظوظ وآسى لمحل من آل ساسان درس

أذكرتنيهم الخطوب التوالي ولقد تذكر الخطوب وتنسي

وهم خافضون في ظلٍ عالٍ مشرفٍ يحسر العيون ويخسي

مغلق بابه على جبل القبق إلى دارتي خلاط ومكس

حلل لم تك كأطلال سعدى في قفار من البسابس ملس

ومساع لولا المحاباة مني لم تطقها مسعاة عنس وعبس

نقل الدهر عهدهن عن الجدة حتى رجعن أنضاء لبس

فكأن الجرماز من عدم الأنس وإخلاله بنية رمس

لو تراه علمت أن الليالي جعلت فيه مأتماً بعد عرس

وهو ينبيك عن عجائب قوم لا يشاب البيان فيهم بلبس

وإذا ما رأيت صورة أنطاكية ارتعت بين روم وفرس

والمنايا مواثل وأنوشروان يزجى الصفوف تحت الدرفسِ

في اخضرار من اللباس على أصفر يختال في صبيغة ورس

 وعراك الرجال بين يديه في خفوت منهم وإغماض جرس

من مشيح يهوى بعامل رمح ومليح من السنان بترس

تصف العين أنهم جد أحياء لهم بينهم إشارة خرس

يغتلي فيهم ارتيابي حتى تتقراهم يداي بلمس

قد سقاني ولم يصرد أبو الغوث على العسكرين شربة خلس

من مدام تظنها وهي نجم ضوأ الليل أو مجاجة شمس

وتراها إنا أجدت سروراً وارتياحاً للشارب المتحسي

أفرغت في الزجاج من كل قلب فهي محبوبة إلى كل نفس

وتوهمت أن كسرى أبرويز معاطي والبلهبذ أنسي

حلم مطبق على الشك عيني أم أمان غيرن ظني وحدسي

وكأن الإيوان من عجب الصنعة جوب في جنب أرعن جلس

يتظنى من الكآبة إن يبدو لعيني مصبح أو ممسي

مزعجاً بالفراق عن أنس إلف عز أو مرهقاً بتطليق عرس

عكست حظه الليالي وبات المشتري فيه وهو كوكب نحس

فهو يبدي تجلداً وعليه كلكل من كلاكل الدهر مرسي

لم يعبه أن بز من بسط الديباج واستل من ستور الدمقس

مشمخر تعلو له شرفات رفعت في رؤوس رضوى وقدس

لابسات من البياض فما تبصر منها إلا غلائل برس

ليس يدرى أصنع إنس لجن سكنوه أم صنع جن لإنس

غير أني أراه يشهد أن لم يك بانيه في الملوك بنكس

فكأني أرى المراتب والقوم إذا ما بلغت آخر حسي

وكأن الوفود ضاحين حسرى من وقوف خلف الزحام وخنس

وكأن القيان وسط المقاصير يرجعن بين حو ولعس

وكأن اللقاء أول من أمس ووشك الفراق أول أمس

وكأن الذي يريد اتباعاً طامع في لحوقهم صبح خمس

عمرت للسرور دهراً فصارت للتعزي رباعهم والتأسي

فلها أن أعينها بدموع موقفات على الصبابة حبس

 ذاك عندي وليست الدار داري باقتراب منها ولا الجنس جنسي

غير نعمى لأهلها عند أهلي غرسوا من زكائها خير غرس

أيدوا ملكنا وشدوا قواه بكماة تحت السنور حمس

وأعانوا على كتائب أرياط بطعن على النحور ودعس

وأراني من بعد أتلف بالأشراف طراً من كل سنخ وأس

وسوم: العدد 632