ذكريات .. يوم كانت البركة
1 - يوم كانت البركة ..
كان المزارع ﻻيضع شتلة أوغرسة إﻻ قال
بسم الله .. وﻻ زرع إﻻ ولسانه يهلل
ببسم الله .. حتى الزوج ﻻيضع ماءه إﻻ ويقول باسم الله ..
2 - يوم كانت البركة ..
كانت مدينة الباب عيونا وظﻻﻻ وارفة .. وكان المسبح البلدي هو المخاضة .. والحديقة العامة في الزورة .. يوم كان الماء بالخرزات ﻻتشعر بلفح الحر ولو كنت في عز الصيف .
3 - يوم كانت البركة ..
كانت كروم الباب تمﻷ سفوح جبل الدير وسفوح تل بطنان من جهاته اﻷربع إلى قباسين إلى بزاعة إلى السفيﻻنية كروم ورمان .
وأحدثك عن كرم واحد حضرته وأنا صغير .. كنت وأهلي ضيوفا عند صديق الوالد جلس عند شجرة فمﻷ سحارتين من عنب اسمه قيسي رومي حباته كأنه حبات الجوز طعمه كأنه السكر ..
4 - يوم كانت البركة ..
كان صابور الرمان ( مجموع الرمان في الموسم ) في مزرعة واحدة طوله 10 م وعلوه 5 متر .. الرمانة الواحدة تمﻷ راحتيك يغطى بورق الشجر .. وكان يعلق من أذنابه لفصل الشتاء .. الرمانة الواحدة كانت غداؤنا في المكتب والغني منا يشتري بﻻط جهنم ( هريسة أسفلها أبيض وأعﻻها أحمر ).
5 - يوم كانت البركة ..
كانت البندورة واسمها فرنجي .. البندورة الواحدة تمﻷ اليدين .. كانت الفليفلة الحمراء القرن الواحد منها طوله شبر وعرضه فتر .
6 - يوم كانت البركة ..
وشب حريق في دار أو بستان تعاون الجيران وبدأ التكبير بصوت جماعي ..لم يكن هناك سيارات إطفاء .. لكن هم الشباب والشابات من يخرج الماء بالدلو وكل البيوت تفعل ذلك .
7 - يوم كانت البركة ..
لم يكن عندنا إشتراكيون .. وﻻ إتحاد عمال .. وﻻ إتحاد فﻻحين .. وإنما شهامة عربية وأخوة اسﻻمية .
8 - وعندما فقدت البركة ....
لم يعد ينفع السماد الكيماوي .. واﻷنهار قد جفت .. وصدق ربنا جل شأنه ( قل إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين ) .. ونحن في عصر الحفارات لو اجتمعوا من حلب والباب لما عاد إلينا نهر الذهب وﻻ عيونه ...
9 - اقرأ هذا الهدي النبوي ..
لوﻻ شيوخ ركع وأطفال رضع .. وبهائم ترتع لصب الله عليكم العذاب صبا .. لوﻻ رحمة الله لما قطفنا عنبا وﻻ حبا .
10 - استغفروا بكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا .. ادعو ربكم تضرعا وخفية سترون بركات السماء ..وسترون أن طعام اﻹثنين يكفي ثﻻثة .. وستصدقون معجزات النبي وكرامات الصالحين ..
11 - عودوا إلى الله حكاما ومحكومين .. تأتيكم البركة مهرولة ..
وإﻻ فﻻ كيماوي نفع وﻻ البيوت البلاستيكية .. واقرأوا إن شئتم ..
( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ).. غﻻء ووباء .. وظلم وبطش وجور ..
لقد ابتﻻنا الله فترة من الزمان فاأكلنا خبز الذرة الصفراء وطبخنا المحشي بالذرة البيضاء أكل الطيور ..
12 - لما كثرت المساجد وكثر المصلون .. واختفى السكارى والمعربدون .. عادت إلينا خيرات اﻷرض وصرنا نعرف الموز والكيوي ..
كانت الفاكهة البرتقال والتفاح هي للمريض فقط .. ولها منا النظر .. اليوم صارت على كل مائدة وفي كل سهرة .. وﻻتنسوا ( لئن شكرتم ﻷزيدنكم .. وإن كفرتم إن عذابي
لشديد ) .
13 - يارب هدنا إليك فارفع مقتك وغضبك عنا وإلى سواك ﻻتكلنا .. آيها اﻹخوة كونوا من المستغفرين باﻷسحار .. وإذا قال المؤذن الصﻻة خير من النوم قلتم له صدقت وبررت ..
وﻻتخافوا من سجﻻت اﻷمن السياسي التي تدون أسماء المصلين في صﻻة الفجر ؟؟ فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .. وليكن على لسانكم دائما اللهم لك الحمد كما ينبغي لجﻻل وجهك وعظيم سلطانك .
وسوم: العدد 651