مخطوطان ليسا للسيوطي

"شرح اللمعة من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم"

و"أحوال المهدي المنتظر وبيان علامات القيامة"

ليسا للسيوطي

نُشِرتْ يوم الأربعاء 3 من ربيع الآخر سنة 1437هـ في هذه الشبكة العلمية مادةٌ بعنوان "مخطوطة مجموع للسيوطي فيه عدة رسائل".

وذُكِرَ أنَّ هذا المجموع يقع في (155) ورقة، وهو في مكتبة نور عثمانية بتركيا[1]،

وأنه يحتوي على:

1- أنموذج اللبيب في فضائل[2] الحبيب.

2- شرح اللمعة من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم.

3- الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف.

4- أحوال المهدي المنتظر وبيان علامات القيامة[3].

5- حصول الرفق بأصول الرزق.

• • •

أقول:

والصواب أنها ليست كلها للسيوطي، وعبارةُ الناسخ في أول المجموع دقيقةٌ فقد كَتَبَ: "ما في هذا المجموع من الرسائل".

ونَسَبَ إلى السيوطي ثلاثة وهي:

• أنموذج اللبيب.

• والكشف.

• وحصول الرفق.

ولم ينسب:

• "شرح اللمعة".

• و"أحوال المهدي المنتظر".

إلى السيوطي، وقد أصاب، فهذان ليسا له.

• • •

وهذا وصف الأول:

جاء العنوان هكذا:

• اللمعة من أحول النبي صلى الله عليه وسلم.

أوله:

(بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله تعالى حمدًا يليق بقدس جلاله، وأشكره شكرًا يستدر أخلاف نواله، وأصلي على رسوله محمد الذي أرسله شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا الى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، وابتعثه ناسخًا حكمُ شرعه ملةَ مَنْ كان مِنْ قبله، بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وعلى آله وأصحابه مصابيح الظلم ومفاتيح الكرم والجود ﴿ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29]

وبعدُ: فإنه جرت مفاوضة مع بعض أهل الدراية، في قرب السند وعلو الرواية، فاقتضى ذلك أني تصفحتُ السند من مسموعاتي طَرفًا، وأتيت من أعاليها طُرفًا، وقدمتُ عليها لمعًا من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق في الافتتاح والاختتام.

شرح اللمعة من أحوال النبي صلى الله عليه وسلم).

قلت:

وقد ذُكِرَتْ في هذه اللمعة العناوين الآتية:

ذكر نسبه، ذكر مولده، ذكر رضاعه، ذكر منشئه، ذكر مبعثه، ذكر هجرته، ذكر عمومته، ذكر عماته، ذكر زوجاته، ذكر سراريه، ذكر أولاده، ذكر مواليه، مراكبه، ذكر عدد غزواته وسراياه، مؤذِّنوه، كتبتُه، ذكر مَنْ كان يضرب الأعناق بين يديه، تسمية مَنْ حرسه، ذكر سلاحه، ذكر حجِّه، ذكر فراقه، ذكر مَنْ حضر غسله، ذكر الصلاة عليه ودفنه، ذكر مَنْ نزل لحده، ذكر سنِّه، ذكر صحابته.

ثم: (هذا آخر ما أردتُ ذكرَه مِنْ أحوال النبي صلى الله عليه وسلم).

• • •

الملحوظات:

• تبلغ هذه الرسالة (14) ورقة من القطع الصغير.

• لم يُذكر اسمُ مؤلّف لهذا المخطوط صراحة، لكن جاء في صفحةٍ سابقةٍ ما يأتي:

(ترجمة المصنِّف

قال السيد الأجل الإمام العلامة الصدر الكامل المرتضى الفاضل أوحد الأنام سفير الخلافة المعظمة محيي الدين أبو محمد يوسف بن الأجل الإمام العالم الحافظ جمال الدين أبو[4] الفرج عبد الرحمن بن علي...بن جعفر الجوزي...).

فهل يريد الناسخُ أنه هو المؤلف؟ يُنظر.

• جاء العنوان الأول: "اللمعة"، وجاء في أثناء المخطوط: "شرح اللمعة"، والثاني خطأ، فالمذكور لمعة وليس شرحًا.

• ليس في الرسالة مصادر.

• تنقطع الرسالة دون ذكر طرفٍ من أعالي مسموعات المؤلف، التي ساق اللمعة أمامها كما ذَكَرَ في المقدمة.

• مقدمة الرسالة لا تخلو مِنْ تكلُّف.

• • •

والخلاصة أنَّ هذا المخطوط لا علاقة له بالسيوطي.

• • •

أما كتاب (أحوال المهدي المنتظر وبيان علامات القيامة) فإنه ليس للسيوطي كذلك، ويتضحُ هذا من مقدمته، وهي هذه:

(بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فهذه نبذة من علامات المهدي من نحو سبعين حديثًا محذوفة الأسانيد ومطوية البسط، انتخبتُها من الأحاديث والآثار المذكورة في رسالة ألّفها علامة عصره الشيخ جلال الدين السيوطي -قدّس اللهُ سرَّه- سماها "العرف الوردي في أخبار المهدي".

وكتاب "عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر" للعلامة يوسف بن يحيى بن علي المقدسي الشافعي - رحمه الله تعالى -.

ثم رسالة ألّفها أحد علماء العصر مفتي الحرمين الشريفين شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي[5] الشافعي -رحمه الله تعالى- وسمّاها "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر".

وجعلتُ نبذتي هذه على أربعة فصول، وسميتُها: "تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان").

فالمؤلِّف ينصُّ أنه أخذ كتابَهُ من كتاب السيوطي وغيره.

أقول:

و"تلخيص البيان" مذكورٌ في مؤلفات المتقي الهندي صاحب "كنز العمال".

وقد نسبه إلى السيوطي الأستاذُ إياد خالد الطباع في كتابه "الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي" ص 335 عازيًا إلى تاريخ بروكلمان (6/ 145)، والذي رأيته في تاريخ بروكلمان نسبتَه إلى المتقي في (9/ 31) و(9/ 643).

ونُسِبَ إلى السيوطي في نسخة في المكتبة البريطانية في لندن برقم (4280) كما في مركز جمعة الماجد بدبي، وهو خطأ أيضًا.

[1] ورقمه (675).

[2] جاء في الشبكة: "خصائص" وهو الصواب. ولكن الذي ذُكِرَ في المخطوط: "فضائل".

[3] في الشبكة: علاماته. وأثبت ما في المخطوط.

[4] كذا.

[5] في المخطوط: الهيثمي.