النهر العذب لا يهتم بالزبد
ماعلاقة الخيال وحرية التعبير والفكر بألفاظ وعبارات لا تقبلها حتى لغة الصحافة؟ وحريتك تنتهي عند حرية الآخرين وإلا أصبحت فوضى.. والمتلقي له حريته التي يجب ان يحترمها الكاتب المؤمن بالحرية.. وليس الخادش الجارح للحياء.. وما نشرته أخبار الأدب القاهرية تحت مسمى "استخدام الحياة" لأحمد ناجي لا يصلح أن يكون مقالا أو فصلا من رواية.. ولا يصح لرئيس تحرير "أخبار الأدب" أن يوافق على نشر مثل هذا "اللا أدب"' وفي مصر كم يعاني المبدعون الحقيقيون من صعوبة النشر وطابور السلاسل.. فهل من يدافع عن" اللا أدب" و"اللا أخلاق" و"الجنس الصريح" و"أسف الحب لمصر" و"السخرية من ذكرى الثورة ورأس السنة الهجرية" و"تفاصيل التعاطي"' وغيرها مما تضمنته هذه المساحة الإباحية في أخبار الأدب.. هل من يدافع عن محتوياتها يمكن أن يسمح لابنته أو زوجته بقراءتها؟ وإذا كان يقبل ذلك.. فهل تقبل المرأة الحرة أن تصبح رخيصة لحما وعقلا كما أكدت مساحة "ناجي"؟ ' ثم بعيدا عن هذا كله، أتساءل عن اللغة العربية وقواعدها وآدابها في مثل هذه المنشورات الخبيثة؟ وإلى متى سيستمر فساد الثقافة والإعلام؟ إننا أصبحنا كلما نفتح صنبورا يصب علينا مخدرات وعنف وجنس وشعوذة وسب للذات الإلهية والتحرر من القيم.. هل من يرفض هذه الموبقات يتلقى منكم الاتهامات أيها الأقزام؟
لا يصح أبدا أن نخلط بين الحرية و"قلة الأدب" ' وإن اتخذ أربابها من الأدب عباءة كي يبثوا سمومهم.. لن نقبل أبدا بمثل هذه المهاترات وإن تكتل المتحذلقون والمُعرّصون . وإن اعترضت العجوز المتصابية.. والكاتبة الـ "نص كم"' فكل هؤلاء ليسوا سوى سفهاء ربما ينعكس ما كتبه ناجي في مساحته الإباحية عليهم!
ويظل الطهر ميثاقا / ثوبا لا تدركه "القحبة" ولا يعرفه "الخصيان" في سوق اللاشرف واللاأدب.. ويظل المبدع الحقيقي برسالته وشرف قصده وروعة قصيده رغم هذه السوءات نبراسا شاهدا على التمسك بالقيم ودفء الحب ولو كره الشواذ ومغتصبي المنصات والإعلام.. وأبدا لن تغرق سفين الطهر، وإن غدرت أمواج الرزيلة، فالنهر العذب لا يهتم بالزبد..
وسوم: العدد 656