وقفة مع اللغة(4)...

حكاية عن سبب وضع النحو

قصة أبي الأسود الدؤلي مع ابنته، تكاد تكون المعلَم المشهور في سبب وضع علم النحو، وتقوم هذه القصة على تغيّر المعنى لتغيُر الحركة. فقد رَوَوْا أن أبا الأسود زار ابنته في وَقْدة الحرّ بالبصرة.  فقالت له: يا ابتِ، ما أشدُّ الحرَّ ورفعت (أشدُّ). ففهم أبو الأسود أن ابنته تستفهم عن أشد الأوقات حرارة، فقال لها: شهرا ناجر، فقالت: يا ابتِ، إنما أخبرتُك، ولم أسألك. ولو كانت تخبرُ متعجبةً، كان حقها أن تفتح آخر (أشدَّ) لأنه فعل ماضٍ للتعجب مبني على الفتح. أما وقد رَفَعتْ، فتكون (ما) استفهامية، وتعرب خبرًا مقدمًا، وأشد: مبتدأ مؤخرًا. فانظر كيف غيّرت الحركة المعنى، من التعجب، إلى الاستفهام. 

معجم الشوارد النحوية والفوائد اللغوية، محمد محمد حسن شُرّاب، ص 13.

أراني كلما كلمتك خالفتني:

عن عبد الله بن صالح العجلي قال: أخبرني أبو زيد النحوي قال: قال رجل للحسن: ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن: ترك أباه وأخاه. فقال الرجل: فما لأباه وأخاه؟ فقال الحسن: فما لأبيه وأخيه؟ فقال الرجل للحسن: أراني كلما كلمتك خالفتني!.

أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي

إعراب (لا عليك)

لا: نافية للجنس. اسمها محذوف تقديره بأس. أي لا بأس.

عليك: شبه الجملة جار ومجرور متعلقان بخبر (لا) المحذوف وتقديره موجود.

تقدير الجملة: لا بأسَ موجودٌ عليك.

لغز لغوي: ما معنى إنّا في الأبيات التالية لصفي الدين الحلي:

شكوتُ إلى الحبيبِ أنين قلبي *** إذا جَنّ الظلامُ، فقال: إنّا (من الأنين)

فقلتُ له: أظنُّكَ غَيرَ راضٍ *** بما كابدتُ فيكَ، فقال: إنّا(بمعنى نعم إنّا غير راضين)

فقلتُ: أترتضي إن ناءَ قلبي *** بأثقالِ الغرامِ، فقال: إنْ نَا( بمعنى حمل أثقال الغرام)

فقلتُ: فإنّكُم لوُلاةُ أمرٍ *** على أهلِ الغرامِ، فقال: إنّا( إن واسمها أي إنّا لولاة أمر)  

ديوان صفي الدين الحلي، ص 427.

ابن شاكر الكتبي، فوات الوفيات، ج2، ص 344. (الموسوعة الشاملة).

وتجعل الشعر منساباً غير متكلف وهو ما نسميه السهل الممتنع الذي يعشق القراء اعادته وتكراره والاستزادة من متعته، والشعراء ليسوا سواء في ذلك وحتى الشاعر نفسه قد تجد لديه قصائد تنتمي الى هذا الصنف وأخرى الى ذاك.عراء لا يجدون ما يقولون فيلجأون الى غامض القول والتركيب ومهما حاولت ايجاد مفاتيح للقصيدة لن تستطيع لأن الشاعر نفسه لم يكن في باله ما يقال ولربما تقوم أنت بتحليلك المبتدع بالتوصل الى شئ لم يقصده الشاعر في احلام يقظته.وهناك (الشعراء) التلفيقيون يلفقون في كل حين قصيدة مما يصطاونه من بحار الشبكة العنكبوتية ويتماهون معها فتصبح كأنها هم او هم هي والله أعلم. وهناك من يذهبون الى الألفاظ المختارة الجميلة التي يسهل فهمها وتؤدي المعنى الجمالي وتفي الذائقة حقها، وتجعل الشعر منساباً غير متكلف وهو ما نسميه السهل الممتنع الذي يعشق القراء اعادته وتكراره والاستزادة من متعته، والشعراء ليسوا سواء في ذلك وحتى الشاعر نفسه قد تجد لديه قصائد تنتمي الى هذا الصنف وأخرى الى ذاك.ودعوني أذكر لكم على سبيل المثال موقف الشاعر صفي الدين الحلي أحد شعراء القرن الثامن الهجري، فقد كان يدعو المبدعين إلى معايشة الواقع، ويسخر من أولئك الذين يتخاصمون مع المعاصرة والذوق الحديث فتراه يقول ساخراً:قصيدة مما يصطاونه من بحار الشبكة العنكبوتية ويتماهون معها فتصبح كأنها هم او هم هي والله أعلم. وهناك من يذهبون الى الألفاظ المختارة الجميلة التي يسهل فهمها وتؤدي المعنى الجمالي وتفي الذائقة حقها، وتجعل الشعر منساباً غير متكلف وهو ما نسميه السهل الممتنع الذي يعشق القراء اعادته وتكراره والاستزادة من متعته، والشعراء ليسوا سواء في ذلك وحتى الشاعر نفسه قد تجد لديه قصائد تنتمي الى هذا الصنف وأخرى الى ذاك.عراء لا يجدون ما يقولون فيلجأون الى غامض القول والتركيب ومهما حاولت ايجاد مفاتيح للقصيدة لن تستطيع لأن الشاعر نفسه لم يكن في باله ما يقال ولربما تقوم أنت بتحليلك المبتدع بالتوصل الى شئ لم يقصده الشاعر في احلام يقظته.وهناك (الشعراء) التلفيقيون يلفقون في كل حين قصيدة مما يصطاونه من بحار الشبكة العنكبوتية ويتماهون معها فتصبح كأنها هم او هم هي والله أعلم. وهناك من يذهبون الى الألفاظ المختارة الجميلة التي يسهل فهمها وتؤدي المعنى الجمالي وتفي الذائقة حقها، وتجعل الشعر منساباً غير متكلف وهو ما نسميه السهل الممتنع الذي يعشق القراء اعادته وتكراره والاستزادة من متعته، والشعراء ليسوا سواء في ذلك وحتى الشاعر نفسه قد تجد لديه قصائد تنتمي الى هذا الصنف وأخرى الى ذاكإنَّمَا الحَيْزَبُوْنُ وَالدَّرْدَبِيْسُ *** وَالطَّخَا وَالنُّـقَـاخُ وَالعَطْلَبِيْسُلُغَةٌ تَنْفِرُ المَسَامِعُ مِنْها *** حِيْنَ تُرْوَى وَتَشْمَئِزُّ النُّفُوْسُوَقَبِيْحٌ أَن يُذْكَرَ النَّافِرُ الوَحْـ *** ـشِـيُّ مِنْهَا وَيُـتْـرَكَ المَأْنُوْسُأَيْنَ قَوْلي هَذا كَثِيْبٌ قَدِيْمٌ *** وَمَقَالـي عَقَنْقَلٌ قُدْمُوْسُ؟!الحيزبون : العجوز من النساءالدردبيس : الداهية والشيخ والعجوزالطخا :السحابالنقاخ : الورم من داء؛العلطبيس :الأملس البرَّاقكثيب :التلُّ من الرمل سُمّي بهِ لأنهُ انكثب أي انصبَّ في مكانٍ فاجتمع فيهِعقنقل : المكيال الضخم والرجل الثقيل الوطءِ واسم تاجٍ لكسرىقدموس : القديم والملك الضخموإلى جانب ذلك سأذكر مثالاً على الغموض والإبهام والعبثية في الشعر:فقد جاء قول احدهم في مجلة ثقافية عربية:أنام ( جميعاً) .. وليس بقربي أحد!

المؤتلف والمختلف والمتشابه في الأسماء واللغة

المؤتلف والمختلف في الأسماء واللغة: وهو أن تتفق الأسماء خطًّا وتختلف نُطقًا، ومن أمثلته: سلاّم بتشديد اللام، سلام بتخفيف اللام.

أما المتشابه فهو أن تتفق الأسماء خطًّا ونطقًا وتختلف أسماء آبائهم نطقًا مع ائتلافها خطًا أو بالعكس، ومن أمثلته: محمد بن عَقيل بفتح العين، ومحمد بن عُقيل بضم العين.

 وقد ألّف الدارقطني كتابًا من أربعة أجزاء اسمه المؤتلف والمختلف. وكانت الحاجة إلى هذا العلم ملحة في عصر لم تكن الطباعة فيه معروفة، وقضية التصحيف مطروحة، وتنقيط الحروف محدود وشكلها منقوص.

ومن أمثلة المؤتلف في اللغة: الخُضَر: وهي البقول والفواكه، وخُضْر وهو العدو، والحَصْر وهو الحبس وحُصُر جمع حصير.

راجع كتاب المؤتلف والمختلف للدارقطني

المثلثات اللغوية:

هي مجموعة مكونة من ثلاث كلمات لها نفس بنية الحروف وما يتغير منها هو حركة فاء الكلمة أو عينها كقولنا:

-البَر(بفتح الباء): اليابسة.

-البِر(بكسر الباء): الإحسان.

-البُر(بضم الباء): القمح.

-الكَلام(بفتح الكاف): النطق.

-الكِلام(بكسر الكاف): الجراح.

-الكُلام(بضم الكاف): الأرض الصلبة.

-القَسط(بفتح القاف): الجور.

-القِسط(بكسر القاف): العدل.

-القُسط(بضم القاف): نوع من البخور

 فوائد لغوية عن اللسان

-اللسان في الفم ويصلح للتذوق والبلع والنطق.

-اللسان: اللغة، قال تعالى في كتابه العزيز: "وهذا لسان عربي مبين". لسان العرب: لغتهم وكلامهم، وهناك معجم اسمه لسان العرب لابن منظور.

-لسان القوم: المتكلم عنهم.

-طلق اللسان: بليغ، مفوّه. واللسان: البلاغة. نقول فصيح اللسان.

-اللسان: الخبر أو الرسالة.

-لسان صدق: الذكر الحسن.

-أطلق لسانه في فلان: عابه، ذكره بسوء، هجاه.

-سليط اللسان: بذيء، فاحش.

-جرح اللسان: قال امرؤ القيس: وجرح اللسان كجرح اليد. وقال آخر:

     جراحات السيوف لها التئام*** ولا يلتام ما جرح اللسان

-أمسك لسانه: سكت، امتنع عن الكلام.

-قطع لسان الشاعر: وهب له مالاً ليضمن عدم هجائه.

-لسان الحال: ما دل على حالة الشيء وكيفيته من الظواهر. يقال لسان الحال أنطق من لسان المقال. وأنشد أبو نصر محمد بن عبد الجبار لنفسه:

لا تحسبنّ بشاشتي لك عن رضا *** فوحقِ فضلك إنني أتملقُ

وإذا نطقتُ بشكرِ برّك مفصحًا *** فلسان حالي بالشكاية أنطقُ

وقال آخر: لسان الدمع أفصح من لساني *** فلا تسأل سواه بعلم شاني

-حصائد الألسنة: ما يقال من كلام في حق الغير، كلام لا خير فيه. وفي الحديث: وهل يُكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم.

ومن الاستعارات الحسنة للسان قول بعضهم: لكل شيء لسان ولسان الزمان الشعر. وقول الآخر: الاستطالة لسان الجهل. وقول بعض الفلاسفة: الخط لسان اليد؛ والمثل يقول: لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك. أي حفظ لسانك يصونك من العثرات.

-عثرات اللسان: سقطاته، أي الأخطاء.

-ذو لسانين: منافق، مخادع.

-لسان: شريط ضيق من اليابس يمتد في البحر.

-لسان الميزان: حديدة في وسطه تشبه اللسان. وهناك كتاب لابن حجر العسقلاني اسمه لسان الميزان في رجال الحديث.

وسوم: العدد 658