الارتقاء في درجات تلقي معاني القرآن

قراءة في كتاب

صورة المرأة في كتاب

clip_image002_db473.jpg

ذكر عبد الباقي يوسف في مقدمه كتابه القيّم "الارتقاء في درجات تلقي معاني القرآن"

الهدف من بحثه:  (سعيت في هذا الكتاب إلى تناول تفاصيل وقائع الحياة التي يجلو فيها

أثر القرآن على سلوكيات الناس، فقد أشرت إلى مدى ما يفعله القرآن الكريم من تحولات

مفصلية كبرى في حياة الإنسان )ص. 8. والحقيقة انك حين تتصفّح  هذا الكتاب تجد

المؤلِّف يُسقِط كل ما جاء في القرآن الكريم على الحياة اليومية، لأنه علم يقينا ان القرآن

الكريم ليس مجرد كلمات تزين الصفحات وانما هو منهاج حياة ومنار صراط مستقيم.

لقد كثرت البحوث حول القرآن الكريم، فأسهب العلماء في ذكر سوره وآياته وكلماته

وحروفه وتفاسيره وأسباب النزول والمحكم والمتشابه... و هذا باع كبير في الد راسات

القرآنية، لكن القرآن الكريم هو هدى للناس وبينات تنير درب الإنسان الذي يريد السعادة

في الدارين. هذا هو غرض بحث الأستاذ عبد الباقي يوسف الذي يجد في القرآن العظيم

ملاذ كل إنسان متدبر: "قارئ القرآن المتدبر يتمتع بحالة هائلة من الاتزان البدني والنفسي

والاجتماعي والعقائدي والفكري والاقتصادي، يقرأ وقائع الحياة قراءات قرآنية، يتلقى الأنباء

السارة والحزينة وفق المخزون القرآني الكامن في أعماقه، إنه كائن لا تزحزحه أعتى

الرياح، يستمد حصانته من صلب علاقته القويمة بالقرآن )ص. 11 )

      شخصية المرأة

إن ما لفت انتباهي وأنا أجوب صفحات الكتاب وأحاول الارتقاء في درجات تلقي معاني

الكلمات حضور المرأة حضوراً بارزاً. إن المرأة شقيقة الرجل ومعينته في الحياة التي

تشرق سبلها كلما تمسك الإنسان بحبل من الله وحاول الاعتصام بالذكر الحكيم. وقد

وجدتُ الكاتب قد ذكر نساء كثيرات قد ارتقين إلى درجات عالية في فهم القرآن الكريم

فصرن منا رات هدى ورموزا يُحتذي بها. وسأذكر في مقالي هذا ثلاث نساء: أم أنس أو أمّ

سليم، رابعة العدوية،  وامرأة أسماها  الناطقة بالقرآن.

أم أنس: لا حياء في الدين

لقد جاء ذكر هذه الصحابية الجليلة في الفصل الرابع "قارئ القرآن وفقه الموقف" من

القسم الاول. فالمواقف لا تنحصر على الرجال فقط، و لنا في القرآن أمثلة عديدة. فحين

نقرأ آخر سورة التحريم نجد أن الله ضرب لنا موقفين أحدهما سلبي يتمثل في زوجتي نوح

ولوط عليهما السلام وموقف إيجابي تمثل في امرأة فرعون الطاغية، ومريم ابنة عمران

الطاهرة. "فالموقف بصمة الإنسان وهو خلوده ]..[. وعندما تقوم )المرأة ( بعمل وتكون

جادة فيه فإنها تبدع في هذا العمل وتقدم موقفا فيه]...[ وهي تريد أن تبرهن للرجل أنها

39- تفعل شيئا هاما" ) صص. 39 )

وإن  السائل يبحث عن سر اهتمام الكاتب بهذه المرأة،  فيجد الجواب صريحا حين يقول عبد

الباقي يوسف "أتحدث عن أم سليم  هذه المرأة إلتي تتمتع بسيرة حسنة و تبرهن لنا إن

الرجال  العظماء يمكن أن يسهموا في وجود نساء عظيمات والنساء العظيمات يمكن إن يقفن

دعامة قوية إلى جانب الرجال إلعظماء" )ص. 59 (. فالرجل العظيم الذي كان مصدر

عظمة هذه إلصحابية الجليلة لم يكن إلا الرسول صلى الله عليه وسلم حامل إلقرآن إلكريم

فأم سليم عرفت قدر إلاسلام و شربت من كوثر إلقرآن حتى إلثمالة. لقد إرتقت في درجات

تلقي إلقرآن وعرفت معانيه وإتبعت رضوإنه، أما إلرجل إلعظيم إلذي أهدته للعالمين وهو

إلصحابي إلجليل أنس بن مالك .

أول ثمرات هذإ إلتلقي إلحكيم لمعاني إلقرآن إلكريم ظهر في قصة زوإجها مع أبي طلحة

إلذي كان عدوا لدوداً للإسلام والمسلمين. كان أبو طلحة رجلا غنيا تتمناه كل إلنساء ولكن أم

سليم كانت إمرأة متميزة، ورمزاً من رموز إلاسلام إلتي لا ينطفئ نورها. إنها لم تطلب ذهبا ولا

فضة بل كان مهرها إلمنشود إن يعتنق أبو طلحة إلإسلام "فانطلق أبو طلحة يريد إلنبي

صلى إلله عليه وسلم ورسول إلله صلى إلله عليه وسلم جالس في أصحابه، فلما رآه، قال:

"جاءكم أبو طلحة غرّة الاسلام بين عينيه". فأخبر رسول إلله صلى إلله عليه وسلم بما قالت

أم سليم فتزوجها على ذلك" )ص. 59 (. إنه موقف جلل من إمرأة رمت إلدنيا خلف ظهرها

فلم ترض بالفاني إلبخس، بل أحبت أن يكون مهرها وما أعظمه مهراً دخول إنسان إلى

إلاسلام

ولم يكتف إلكاتب بهذا الموقف فحسب، بل ذكر آخر يصور إلصحابية إمرأة صبورة وزوجة

صالحة تعين بعلها على نوائب الدهر، وإن أشد نائبة هي الموت. لقد ترجمت أم سليم إلقرآن

في حياتها وارتقت في معانيه، فهي لم تكن تقرأ القرآن قراءة عابرة،  بل كانت تتدبر في آياته

المشرقات. آمنت بالقضاء والقدر خيره وشره وعلمت أن البنين زينة الحياة إلدنيا ولكنها هدية

من إلله إن شاء نزعها.

 لمّا مات ابنها وكان فلذة كبد والده، طلبت من الصحابة ألا يعلنوا

خبر الوفاة لزوجها. فلما عاد إلى البيت تعشّى مع أصحابه ثم "قام إلى فراشه فوضع رأسه ثم

قامت وتصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك، ثم جاءت حتى دخلت معه الفراش فما

هو إلا أن وجد ريح الطيب فكان منه ما يكون من إلرجل مع أهله. فلما كان آخر الليل،

قالت: يا أبا طلحة  أ رأيت لو أن قوما أعاروا قوما عارية لهم فسألوهم إياها، أ كان لهم إن

يمنعوهم؟ فقال: لا. قالت: فإن إلله عز وجل كان أعارك ابنك عارية ثم قبضه إليه. فاحتسب

واصبر" )ص. 59 (. ياله من موقف عظيم مصدرة إلقرآن

ومن خير مواقف هذه إلصحابية إلجليلة الموحية بمدى حرصها على الارتقاء في درجات

تلقي معاني إلقرآن هو مسارعتها لطلب المعرفة، لأنها تعلم يقينا إنها لا تستطيع تعلم دينها

إلا بواسطة العلم والعلم يبدآ بالسؤال. ولقد كانت السيدة إم إنس لا تستحي إن تسأل إلرسول

صلى إلله عليه وسلم عن أمور دينها. ذكر الكاتب نموذجا من هذإ الحرص على طلب العلم

قائلا: "جاءت أم سليم إلى رسول إلله صلى إلله عليه وسلم، فقالت يا رسول إلله، إن إلله لا

يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي: إذا  رأت الماء..

فغطت أم سليم، و قالت: يارسول إلله أ وتحتلم المرأة  ؟ قالت عائشة رضي إلله عنها: يا أم

سليم فضحتِ النساء، تربت يمينك. فقال النبي صلى إلله عليه وسلم لعائشة: بل أنت تربت

يمينك. نعم فلتغتسل يا أم سليم إذا رأت ذلك" )ص. 011

ومواقف إم سليم بطولية أيضا، لأنها عرفت إن الجهاد في سبيل إلله دعامة لنشر إلاسلام.

فلقد أبلت هذه إلصحابية بلاء حسنا في يوم أحد. "قال أنس: لما كان يوم أحد، انهزم الناس

عن إلنبي صلى إلله عليه وسلم. قال: و لقد رايتُ عائشة وأم سليم رضي إلله عنهما وأنهما

لمشمرتان تنقزان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم. فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان

في أفواه القوم" )ص. 011 (. وسابقت أم سليم في الجهاد يوم حنين حينما ضاقت الأرض

بالمسلمين وولوا مدبرين: "فانهزم الناس و"بقي النبي صلى إلله عليه وسلم و"معه عدد قليل

من إصحابه لا يتجاوز عددهم اثني عشر رجلا، فكانت أم سليم مع من بقي مع النبي صلى

الله عليه وسلم ص. 011

لقد بدأت بالعلم متبعة نداء إلقرآن لمحمد صلى إلله عليه وسلم، حين كان أول أمر له القراءة

وطلب العلم. ثم جاءت لأمر ثان يكرهه أصحاب القلوب الضعيفة وهو الجهاد في سبيل إلله

خاصة في ساعة العسرة: ولعل أصعب غزوتين للرسول صلى إلله عليه وسلم وأصحابه هما

غزوتا أحد وحنين و كانت فيهما أم سليم مثالا في البطولة والشجاعة. أما الأمر الثالث

الذي فيه ثمرات الارتقاء في تلقي معاني إلقرآن وهو الكرم. فالناس مجبولون على حب المال

وقليل مَن يتصدق بحُرّ ماله وخيره لمساعدة الفقراء  والمساكين. وثم أسهب الكاتب في ذكر

قصة اختلف رواتها حول جود هذه الصحابية الجليلة. فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم

يأتي مع جمع غفير إلى بيت أم أنس إلتي لم تكن تملك في دإرها إلا خبزاً. إنها لم تبخل بما

عندها لأن الكرم ذكر أجره الكبير في إلقرآن. أحبت أن يضاعف إلله لها أجرها ويبني لها

بيتا في الجنة: "فأتت بذلك الخبز. فأمر به رسول إلله صلى إلله عليه وسلم ففُتّ وعصرت أم

سليم عكة لها فأدمته، ثم قال فيه رسول إلله ما شاء أن يقول، ثم قال إئذن لعشرة، فأذن

لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا، ثم قال إئذن لعشرة، فأذن لهم فأكلوا حتى

شبعوا، ثم خرجوا، ثم قال إئذن لعشرة، حتى أكل القوم كلهم حتى شبعوا والقوم سبعون أو

ثمانون رجلا )ص. 011. ما أروعه جوداً

 

نساء .. ونساء .. ارتقين بالقرآن

 

ولقد أضاف الكاتب في هذإ الفصل مواقف أخرى خلدها التاريخ. لكن ما أثار انتباهي هو أنه

قد اتبع سيرة الرميصاء امرأة أبي طلحة أم إنس بن مالك بموقف امرأة تعرف عن سيرتها

الرسول صلى إلله عليه وسلم حينما أُسْري به، إنها ماشطة بنتِ فرعون التي شم النبي عبيرها

الطيب وهو على إلبراق . هذه المرأة إلتي آمنت برب واحد أحد فرد صمد، و لم تخش في إلله

لومة لائم أمام طغيان فرعون الذي "هدّد أن يقذف أولادها أمام عينيها في الزيت المغلي إن

لم تتراجع عن موقفها ولكنها أصرت على موقفها الإيماني بأن إلله هو ربها ورب فرعون ورب

الناس أجمعين. وبدأ يقذف أولادها أمام عينيها في الزيت واحداً تلو الآخر، وعندما جاء دور

آخر الأبناء وهو طفل صغير، ترددت الأم  في إعطائه كونه ما يزال في المهد وهنا تحدث

معجزة، فيتحدث هذا الطفل كي تبقى أمه في موقفها ولا تغيّره عطفا منها على الابن. فقال

لها: يا أماه اثبتي على الحق فانا في الجنة" )ص. 019

 

رابعة العدوية وحبّ إلله

 

جاء ذكر هذه المرأة الصالحة في الفصل الأول( حاجة الإنسان إلى القرآن). في القسم

الثاني حين تحدث الكاتب عن حجة الوداع فالرجل الاستثنائي وهو خاتم الانبياء والرسل

الذي أنشأ رجالا عظماء ونساء استثنائيات. قال عبد الباقي يوسف : "كانت رابعة العدويّة تصلي في

اليوم والليلة ألف ركعة وتقول:  والله ما أريد بها ثوابا ولكن ليسر ذلك رسول الله صلى الله

عليه وسلم ويقول للأنبياء عليهم الصلاة والسلام انظروا الى امرأة من أمتي هذا عملها

في اليوم والليلة". )ص. 143 )

ما اعظمها من امرأة تدبرت في معاني القرآن وجعلت حب الله والرسول صلى الله عليه

وسلم في أوج غرامها. عرفت أن القرآن كلام الله ورسوله لا ينطق على الهوى وأحبت أن

تكون فخراً لأمة النبي صلى الله عليه وسلم .

القرآن يعتمد على العقيدة وأساس العقيدة هو حب الله سبحانه وتعالى وهذا الحب يترجم

في العمل بأوامره والانتهاء عن نواهيه. تقول رابعة العدويّة عن قوة الحب الإلهي ص

191

أحبك حبين حب الهوى **** وحبا لأنك اهل لذاك

فأما الذي هو حبّ الهوى **** فشغلي بذكرك عمن سواك

وأما الذي أنت أهل له **** فكشفك للحجب حتى أ  رك

فلا الحمد في تلك ولا ذاك لي **** ولكن لك الحمد في ذا وذاك

إنها رابعة العدويّة التي كلما صلّت وقرأت فاتحة الكتاب، علمت أن وقوفها بين يدَي ربها

ليس إلا حمدا على كل نعمة... وقوفها هو ارتقاء لتلقي معاني أم الكتاب التي هي أفضل

القرآن لأنها تلخص حياة الإنسان التي رُسمت بأحرف الذكر. لقد عرفت رابعة  العدويّة أن

أولى آيات الفاتحة هي لله وأوسطها علاقة الانسان بربه فالإنسان يعبد والله يعين، ثم

الآيات الثلاث الاخيرة هي دعوة إلى الهداية التي يعرف بابها بالقرآن الكريم

من قارئ القرآن وفق الموقف مع الصحابية أم سليم إلى حاجة الإنسان الى القرآن،  مع

العابدة رابعة  العدويّة، نصل إلى الفصل الرابع "القرآن الكريم ومنهج الحياة" مع امرأة

ضربت مثلا في تعلقها بالقرآن وحرصها على الارتقاء في معانيه

المتعلقة القرآن

 

إنها امرأة ا رفقها عبد الله بن المبارك في رحلته إلى بيت الله الحرام مع سواد من الناس.

امرأة قد بلغت من الكبر عتيا، عجوز عليها درع من صرف وخمار من صوف.

،ثلاث صفحات كاملة احتوت على حوار متميز: السائل عبد الله بن المبارك

والمجيب هذه العجوز التي لا تلفت الانتباه. الأسئلة عادية بلغة العوام والإجابات اقتطفتها

هذه العابدة المتدبرة من رياض القرآن. الرحلة الطويلة غلبت عليها معاني القرآن، لأن

هذه العجوز لا تجيب إلا بالقرآن، وهذه لمدة أربعين سنة كاملة "مخافة ان تزل فيسخط

عليها الرحمن" )ص. 139

إن المتتبع لهذه القصة يقف متعجبا أمام فراسة العجوز وقدرتها على إيجاد إجابات كلها

نابعة من القرآن الكريم ... المتتبع للقرآن لا يجد إلا كلمات ويقف إجلالا أمام قدرة هذه

المرأة  على أن تعثر في القرآن على كل إيجاباتها، لكن الحقيقة أن هذه العجوز لم تحفظ

القرآن كلمات فقط بل جعلت القرآن منهجها: كلامها قرآن وسلوكها قرآن، حديثها ذكر

وأفعالها قرآنية. فهذه العجوز هي مثل القارئ المتذوق لحلاوة معاني القرآن يعكس ذلك

على نفسه ص. 131

التي تبين أن القرآن الكريم يصير منهج حياة كل

قارئ متدبر فيه، يتحدث الكاتب عن المرأة عموما فيقول: "وقد حظيت المرأة بتكريم إلهي

في القرآن الكريم وهي تتسع بخصوصية تميزها عن الرجل. تقف المرأة في القرآن الكريم

دعامة أساسية في ترسيخ أواصر العلاقات الاجتماعية والإنسانيةص. 131

المرأة الصالحة تقدم للمجتمع أبناء بررة وهي حصن لزوجها. وقد ذكر الكاتب أحاديث عن

قيمة الزواج وأثر الزوجة الصالحة. فذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن ابن

مسعود رضي الله عنه: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض

للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء"

وإن الحديث عن الزوجة الصالحة بعد قصة الناطقة بالقرآن لم يكن اعتباطيا، فهذه

العجوز كانت أمّا لثلاثة أولاد صالحين، وصلاح الأم هو صلاحها زوجة

ولقد ذكر الكاتب علاقة الزواج حين تحدث من بركات البسملة، فقال صلى الله عليه

وسلم: "وهي فاتحة خير يستحب أن يفتتح بها الإنسان كل أمر هو مقبل عليه ويشمل ذلك

حتى الجماع لأن المرء عندما يعاشر حليلته فإنه نتيجة ذلك تكون الولادة بمشيئة الله،

ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالبسملة في الجماع. ففي رواية للشيخين، عن

ابن عباس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: لو أن أحدكم إذا أ ا رد أن يأتي

أهله، قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدّر بينهما ولد لم يضره

الشيطان أبدا. ص. 14

لقد حظيت المرأة عموما والزوجة والأم خصوصا بقيمة كبيرة في كتاب عبد الباقي يوسف،

وكانت هناك صفحات عديدة أسهب فيها الكاتب في ذكر قيمة الزواج ومكانة الزوجة

الصالحة الطيبة التي تساعد بتدبرها في القرآن زوجها وأولادها على الارتقاء في تلقي

معاني القرآن

ولعل أهم ما يمكن أن نختم به هذا البحث عن المرأة في كتاب الروائي السوري عبد الباقي يوسف هو ما جاء في فصل : "التلقي القرآني وترويض النفس" من القسم الاول، حيث قال عن

قارئ القرآن: "تنتعش نفسه بقراءة القرآن، يرتاح سمعه بالإصغاء إلى تلاوة آياته. إن كل

كلمة يقرأها أو يسمعها، تجعله أكثر توازنا و أكثر هدوءا ]...[. النفس تتبع توجهات

صاحبها، لا توجد نفس لا ترضخ لأمر حاملها. والنفس كالمرأة ، تكون امرأة كلما كان

زوجها رجلا ]...[. تريد النفس ان تكون مفتاحا بيد صاحبها أكثر مما تريد أن يكون

مفتاحا بيدها. إنها مرة اخرى كالمرأة في ذروة اشمئزازها ، توجه صفعة مؤلمة إلى زوجها

الواهن ردّا على وهنه وعدم تمتعه بمسؤولية الرجولة نحوها )ص. 111 (. فما احوج

القرآن إلى نفوس تقية متدبرة في معاني القرآن ! وما أحوج المجتمعات إلى نساء ارتقين

في درجات تلقي معاني القرآن الكريم وأعنّ أزواجهن وأولادهن على المضي قدما في سبل

الذكر الحكيم

اسم الكتاب : الارتقاء في درجات تلقي معاني القرآن

المؤلف:     عبد الباقي يوسف

عدد الصفحات : 300  من الحجم الوسط

الناشر:  الاتحاد الاسلامي الكردستاني – أربيل – كردستان العراق 2014