زغرودة الفنجان وقصة عشق قديمة

clip_image002_f458f.jpg

صدرت رواية زغرودة الفنجان للأسير حسام شاهين عام 2015 عن دار الأهليّة للنشر والتّوزيع في عمّان,

بداية أشكركم من صميم اعماقي على الاستضافه وهذا شرف لي ان أكون بينكم ومنكم، وان شاء الله سأكون من رواد هذه الندوة ما أستطعت ذلك .

حسام الانسان صديق عزيز ورائع، وشخصية قياديّة متميّزة، مثقف استقى ثقافته من تجاربه العملية في العمل بين أبناء شعبه، ومن خلال مطالعاته المتعدّدة، صاحب حسّ مرهف وعاطفة جياشة، وفي نفس الوقت حازم ولا يتردد في قول الحق مهما كانت النتائج .

للكتاب في قلب حسام مكانة خاصه يقتطع ساعات من يومه ليكون جليسا له ومعه، يبحر في دهاليزه باحثا في ما بين السطور، فهناك زبدة الكلام كما يقال .

عدا عن أنه انسان شهم وكريم ومبادر، يحوز حب فلسطين على قلبه وعقله، ورغم الصعوبات التي تلم بالقضية الوطنية بشكل عام، وبحركه فتح بشكل خاص، إلا أنّه متفائل بشكل غير اعتيادي، وهو مؤمن بحتمية انتصار الشعب الفلسطيني الولّاد، والذي سيبرز من بين أبنائه من يعمل على تحقيق الخلاص، والنهوض بحركه فتح التي باعتدال حالها اعتدال لجميع المشروع الوطني .

الأسر أضاف لحسام الكثير من التجارب التنظيمية التي يتقن التعامل معها أصلا، والتجارب الانسانية التي تهمه أكثر، وإذا ما فرضت مشكلة ما، فإنه يعالجها من كافه جوانبها بقدرة واقتدار، ويتألم إذا ما واجه أحد الأسرى مشكلة ما، فلا يهدأ إلا بعد أن يحلها، وتجاربه في هذا المضمار كثيرة جدا.

 الرواية حلم يراود حسام، فمنذ أن بدأ الكتابة وهو يطمح بكتابة رواية، ولا أنسى كيف كان يقص عليّ عرضه لأوّل كتاباته على العم الشيخ جميل السلحوت، وتشجيعه له بأنه سيكون ما يريده، تجربة الأسر صقلت لدى حسام توجهاته في الكتابة، فانخصر بين المقالة السياسية والقصة القصيرة، إلى أن قرر كتابة رواية تتضمن تجارب من عايشهم، وتجاربه الشخصية، وقصصا كان شاهدا عليها، وأكثر دافع حسب رأي الشخصي الشعور بالإجحاف والظلم الذي لحق بكتائب شهداء الأقصى، والتي لم يسلط الضوء عليها كما يجب، فحجم التضحيات كان هائلا، والفرق بين العمل وتسليط الضوء كان كبيرا جدا.

هذا من جهة أما من الجهة الأخرى التي لا تقلل  من أهميه انغماس حسام الانسان بمشاكل هؤلاء المناضلين الذين سوادهم الأعظم إرتقى الى الأعالي شهيدا، والقسم المتبقي إما جريح يعاني شدة الألم والعزلة، أو أسيرٌ حكم عليه بالمؤبدات والسنوات الطويلةة .

الرواية مميزة ككاتبها، فهو كاتبها الذي يحيط بحيثياتها، وأما عمر بطلها الرئيسي فقد جمعت شخصيته قصصا، كثيرة وتجارب عديدة وحسام ككاتب أراد أن يظهر أن الصراع مستمر، والاحتلال يعمل على إسقاط بعض أبناء شعبنا لتحييدهم، أو ليكونوا براثن له، وسلط الضوء على العلاج المجتمعي الصحيح، وركز أيضا على أننا شعب في مرحلة تحرر ويجب علينا إلتزام القواعد الأمنية التي تقوينا وتجعلنا عصيين على الكسر تحت ضغط المؤسسة الاستخباراتية الاسرائيلية، التي تعمل ليل نهار لقتل روح النضال الوطني لشعبنا .

أخيرا حسام الانسان لا أستطيع وصفه بهذه السطور، ولو حدثتكم عنه عشرات الساعات لن أوفيه حقه.

وسوم: العدد 676