الدكتور محمود الربيعي، شاعر الطين والعجين!
حسناً؛ فعل الدكتور محمود الربيعي؛ إذْ ترك الشعر لأهله؛ لأنه ليس من أهله!
وخيراً؛ ابتعد عن دوحة القريض؛ لكونه أبعد خلق الله عن عالم السحر والفن والخيال!
لكن؛ من أسفٍ؛ أنَّ بعض زملائه الفكِهين المتحذلقين المُتَبَعِّرين؛ يصفونه بالشاعر؛ فصدَّق المسكينُ كلامهم الكذوب؛ فقال شعراً حسب فهمه المغلوط؛ وما هو بشعر أساساً! وما هو بكلامٍ عربيٍّ أصلاً!
فكان لزاماً؛ أنْ نرد عليهم؛ بالضربة القاضية؛ فتقتلهم؛ ونقتله دفعةً واحدةً؛ من خلال كلامه الموصوف منهم بالشعر؛ وما هو بالشعر!
يقول المتشاعرالدكتور/ محمود الربيعي في عصيدته(يوم من أيام كمبردج):
"أقرأ في مكتبة الجامعةِ من الصبحِ إلى الليلْ
عقلي ثرثارٌ، وفمي صامتْ
والصمتُ يُعوِّضني عن كل الأصواتْ
أتقلَّبُ بين الفكرة والفكرة
الفكرةِ وبديلتها
والفكرةِ ونقيضتها
أبني العالمَ وأُقوِّضه
من أقصى الشرقِ لأقصى الغربْ
يتردد بندولُ الفكرِ
أقرأ تاريخَ البشريةْ
عقلَ البشريةْ
قلبَ البشريةْ
المتمرِّدَ والمنحازَ
المؤمنَ والمتردد والمُنْكِرَ، الباني والهادم
والباني والهادم
والهادمَ والباني
المُبْدِعَ ضمن مثالٍ سابق، والمبدع دون مثالٍ سابق
والمُتَّبِعَ المُجْتَرَّ
والتجريبي لذات التجريبْ
والتخريبي لذات التخريبْ"!
سامحك الله يا ربيعي؛ وسامحك شِللتكَ الضالة المُضِلَّة!
فقد كرَّهتنا يا رجل في الشِّعر!
فلو كان هذا الهراء القاحل الصادر منكَ إبداعاً؛ فأشعار محمود حسن إسماعيل؛ إذاً باطلٌ باطلٌ!
وما درج عليه الشعر العربي؛ وما درج عليه النقد الأدبي؛ هراءٌ في هراء!
فكلام الربيعي هذا؛ فاقدٌ للوزن، وللإيقاع؛ وللألفاظ الشريفة؛ التي تُناسِب عالم الشعر؛ وفاقدٌ للموسيقى؛ وفاقدٌ لعالم الجَمال والخيال، والجَرْس، والتصوير!
فلقد تصوَّر ناقدُ الأدب(مَجازاً) محمود الربيعي؛ أن مجرد رصّ الكلام؛ هو الشعر؛ ولم يعرف المسكين؛ أن الشعر موهبةٌ؛ وأنه ثقافةٌ؛ وأنه صناعةٌ ثقيلةٌ؛ لم يتآتاها هذا المحمود الربيعي في يومٍ من الأيام!
وتخيَّل؛ وما أسقم خياله؛ أنَّ القراءة هي التذوق؛ وأنَّ ما سمعه في كمبردج هو الشعر؛ وهو الفن؛ وهو العبقرية!في حين أنه؛ هو اللغو المُبين!
ونسيَ الربيعي؛ أنه ضعيف العتاد؛ مريض الخيال؛ سقيم اللغة؛ خلقه الله؛ لمهمةٍ أخرى غير الشعر؛ وغير اللغة؛ وغير النقد! ولا يسألني أحدٌ عنها بالطبع؛ لأنني لا أعرف ما هي قطعاً!
إذاً؛ فليرحم الربيعي نفسه المهيضة؛ وشاعريته العديمة؛ بأنْ يطلب من شِللته؛ ألاّ تنعته بالشاعر؛ لئلا يقع في عش الدبابير؛ ولئلا تطحنه رحى النقد العنيفة؛ التي لا ترحم أدعياء الشِّعر من أمثاله!
وسوم: العدد 680