من أساليب الخطاب القرآني
1- لاحظتُ من خلال تتبُّعي لأنواع الخطاب القرآني أنَّ أشرف أنواعه هو حديث الحقِّ سبحانه عن نفسه وأسمائه وصفاته بصيغة الغائب.
• ومن أمثلته: آية الكرسي، وأوائل سورة الحديد، وأواخر سورة الحشر، وسورة اﻹخلاص...
وهو موضوع يحتاج إلى تتبُّع وإحصاء.
2- ومن أنواع الخطاب القرآني الشريفة:
الآيات التي اشتملَت على مخاطبتنا لله سبحانه، لا سيَّما في مواطن الدُّعاء.
• ومن أمثلته: قوله تعالى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6].
وهي آية تعلِّمنا أدبَ الخِطاب مع الله سبحانه.
فلو لم تكن الهداية أكبر نِعمة في حياة الإنسان، لَما علَّمنا الحق سبحانه أن نطلبها في كل ركعة من صلواتنا عندما نقرأ الفاتحة.
3- من أساليب الخِطاب القرآني:
لاحظتُ من خلال تتبُّعي لأساليب الخطاب القرآني أنه عندما يكون الأمر متعلقًا بهذه الأمَّة، يكون الخطاب بواسطة رسولها؛ حفظًا لمقام الربوبيَّة، ومراعاة لمنصب الرسالة.
وعندما يكون الخِطاب متعلقًا بالحديث عن الأمَم يخبر الحق عنهم بنفسه من غير واسطة.
4- عندما يكون الخِطاب متعلقًا بالعبادة والربوبيَّة يكون الحديث بلا واسطة غالبًا، وكذلك التشريعات.
5- ومن أساليبه: كثرة الخِطاب بأسلوب الجمع؛ مما يدلُّ على أهميَّة الجماعة في حياة الأمة، وعدم الفرقة.
6- إنَّ الله سبحانه يعبِّر عن نفسه بالجمع في مقام العطاء، ويعبِّر بالمفرد في مقام الألوهيَّة.
فلكلِّ مقام مَقال يناسبه.
7- سورة الفاتحة تعلِّمنا أدبَ الخِطاب مع الله سبحانه.
ويلاحظ أنَّ نصفها الأول كان بضمير الغائب: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].
ونصفها الثاني كان بضَمير المخاطب:
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].
وكأنَّ نِصفها الأول يشير إلى عالَم الغيب، بينما نِصفها الثاني يشير إلى عالم الشهادة.
8- ومن أساليب الخطاب القرآني:
الاختصار والإحالة على ما سبق تفصيله.
ومن أمثلته:
قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ... ﴾ [النحل: 118].
9- من أساليب الخطاب القرآني:
حكاية أقوال المنصِفين من أهل الإيمان والعقل الرشيد، ومن أمثلته: أقوال مؤمِن آل فرعون في (14) آية من سورة غافر.
كلمات صادِقة من نفس مخلِصة، غدَت قرآنًا يُتلى! إنَّه درس في أهميَّة الكلمة الناصحة في الحياة!
10– وبعد، فإنَّ من مظاهر جمال القرآن الكريم تنوُّع خِطابه؛ وهو لون من ألوان إعجازه، وتأثيره، وليتَ الباحثين في الدِّراسات القرآنية يلتفتون إلى هذا الموضوع المهم!
وسوم: العدد 680