في بلاد العم سام والفائدة المتوخّاة
صدر كتاب"في بلاد العمّ سام، من أدب الرّحلات" لجميل السلحوت نهاية العام 2015 عن مكتبة كل شيء الحيفاوية، ويقع الكتاب الذي صمّم غلافه شربل الياس في 162 صفحة من الحجم المتوسّط.
وما يميز كتابات الأديب جميل السلحوت في هذا الميدان، حرصه على كتابة نصوص أدبية، بحيث لا يكتفي بتسجيل المشاهدات والوقائع وتفاصيل الأمكنة على نحو تقريري جاف. وإنّما يكرس خبرته في السرد الروائي لكتابة أدب رحلات بأسلوب ممتع وبلغة سلسة، وبقدر من التشويق الذي يأخذ المتلقي إلى حيث يريده الكتاب أن يمضي معه.
وهو حين يكتب هذا اللون من الأدب يكون حريصا على أن يُشرك المتلقي معه في ما يشاهد من أمكنة، وفي ما يقدمه له من ملاحظات وتعليقات على العادات والتقاليد وأنواع السلوك المختلفة، وعلى التجليات الحضارية والإنجازات، لكي يخرج من ذلك بحكمة ما أو باستنتاج يضيف إلى وعي المتلقي الفلسطيني بخاصّة والعربي بعامّة خبرة جديدة ووعيًا جديدًا، باعتبار ذلك الوسيلة الأجدى لتفاعل الثقافات،ولما من شأنه الإسهام في بناء أوطاننا مقارنة بأوطان الشعوب الأخرى، ويجعله، أي المتلقي، مستعدًا للمشاركة الوجدانية تجاه ما يقترحه عليه الكاتب من قضايا وآراء.
نحن بحاجة إلى هذا اللون من الكتابة التي تستفيد من أدب السيرة الذاتية ومن أساليب السرد الروائي، لما فيها من قدرة على الإمتاع والمؤانسة، ومن تعبير عن الرحلة الواقعية بمنطق الأدب وما يشتمل عليه من أدوات فنية وتقنيات.
ربما كان في هذا الكتاب، وفي كتاب الرحلات السابق "كنت هناك" استرسالا لا ضرورة له في بعض المواقف وفي بعض التفاصيل، إلا أن ذلك لا يحجب عن العيون القيمة الفنية للكتابين المذكورين.
وسوم: العدد 681