مدائح فاروق شوشة .. للطاغية حسني مبارك!
أجل؛ فهذه قصيدة فجة رعناء رعناء؛ كلها نفاق وتزلف ورياء؛ أسقطها صاحبها الشاعر/ فاروق شوشة من أعماله الكاملة؛ لا سيما بعد سقوط نظام الطاغية المخلوع/ حسني مبارك قبل خمس سنوات؛ لذلك؛ فلم تعرف الأجيال الجديدة؛ أنَّ فاروق شوشة؛ كان من ضمن جوقة حسني مبارك؛ لا؛ بل كان من ضمن حملة المباخر؛ في أعياد ميلاد مبارك، وفي احتفالاته الزائفة؛ التي كبَّدت مصر الخسائر الفادحة على ولائمه لهؤلاء المُطَبِّلين والراقصين بالأشعار الحرام الحرام!
وتصحيحاً؛ لتاريخ الأدب الحديث والمعاصر؛ الذي كتبته وتكتبه بِطانة حسني مبارك على دماء الناس؛ ومن دمائها؛ وما تزال حسب هواها في أروقة المجلس الأعلى للثقافة بمصر؛ وفي دهاليز وزارة الثقافة العرجاء؛ كان لزاماً علينا .. نشر هذه القصيدة الفاضحة لصاحبها، ولمن نفحته ما ليس فيه من تقريظٍ ومدائح؛ أثبت الواقع والتاريخ؛ أنَّ مبارك كان كنز إسرائيل الاستراتيجي!
وتوثيقاً، وتسجيلاً لتاريخ الأدب الصحيح؛ فقد آثرنا تعريف المثقفين والأكاديميين بهذه القصيدة وأمثالها؛ حتى نعرف مَنْ فَرْعَنَ الفرعون؟! وحتى لا ننخدع في هؤلاء المتزلِّفين الواقفين على أبواب القصور؛ ومعهم زكائب النفاق الضلال؛ طلباً للنوال والقربان!
ومن أراد معرفة المزيد عن هؤلاء الرويبضة؛ المدّاحين الجوّالين؛ فليقرأ كتابنا(المنافقون في عصر مبارك) الصادر بمكتبات القاهرة؛ عقب الإطاحة بنظام مبارك العميل المجرم.
وعودةً إلى الوراء؛ فقد قيلت هذه القصيدة المرذولة الشائهة الفاجرة الباهتة الطافحة بلغة شاعر الربابة الجوّال المنتظر عطاء سيده؛ ولو كِسرةً من خبزٍ؛ وعنوانها(مِصْرُ في جبينكَ)إثر تعرَّض مبارك لحادثة أديس أبابا الفاشلة في عام 1994م؛ حيث قام الراحل/ سمير سرحان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وقتها؛ بعمل احتفالية شعرية كبرى بالقصر الجمهوري؛ تغنّى فيها هؤلاء المدّاحون بنجاة الدكتاتور؛ وكانت الجوائز الثمينة من نصيبهم؛ حتى إن كل شاعرٍ منهم؛ نال الآلاف المؤلَّفة من الجنيهات؛ نظير إلقائه قصيدته؛ وفي النهاية جمعها سمير سرحان في كتابٍ؛ وأسماه(مبارك في عيون الشعراء) في عام 1995م، وكانت قصيدة فاروق شوشة مُفتَتح هذا السجل التقريظي التلميعي الورنيشي الإجرامي؛ الذي نفخ في مبارك حتى جعله ربّاً لهم؛ والعياذ بالله!
لهذا؛ كانت هذه القصائد؛ وأمثالها؛ هي التي صنعت مبارك الدكتاتور؛ وجعلته يُعربِد في البلاد طوال ثلاثين عاماً من التخلف والفساد والظلم والتبعية الذليلة للغرب وإسرائيل!
وإليكم قصيدة فاروق شوشة في نفاق مبارك واستجدائه، وتصويره على أنه أصل الخير والعدل والأمن، وكأنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ وهي بعنوان(مصرُ في جبينك). لكنني أرجو من القارئ العزيز؛ أن يتفضَّل مشكوراً بتجهيز مجموعة من الأكوام؛ لا بل زكائب من الرمال والأتربة والزلط والطوب؛ لكي يحثو في وجهه هذا الشاعر كل هذه الأطنان من التراب والحجارة؛ مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرجل مدّاحاً؛ فاحثوا في وجهه التراب).
يقول فاروق شوشة في رياء مبارك:
لم تزل مصرُ في جبينكْ
والرايةُ عهد
وموكبُ المجدِ سائرْ
وطريقٌ رسمتَه
كلُّ ما فيهِ حياةٌ وهِمَّةٌ وبشائرْ!
كلُّ يومٍ يمر ..
حبَّة عِقدٍ نجتليه
مُطَوَّقاً بالمفاخرْ!
ما الذي أطلق النشيد
فدوَّى وقعه في القلوب
قبل الحناجرْ؟!
لم تزل مصرُ في جبينك
معنىً لوجودٍ ما بين ماضٍ وحاضرْ
قلعةً للأمانِ والخير والحُب
ونوراً يضئ ملء البصائرْ
وبناءً لكل معنىً جليلٍ
والتفاتاً إلى العلا والمآثرْ!
عرفتُ فيك وقفة الحق
تمضي مُستعِزَّاً من أجلها
وتُبادرْ!
عرفتُ فيكَ معدنَ الرَّجُل الحرِّ
أبيّاً
يعفُّ عند الصغائرْ!
عرفتُ فيكَ صانعاً للبطولات
وعزماً كطعنةِ السيفِ باترْ!
عرفتُ فيكَ واسعَ الصدرِ
تحنو
وتفيض الأمان والليلُ غامرْ!
وفؤاداً يذوب فرطَ حنانٍ
في هوى مصرَ
مثلما رفَّ طائرْ!
كما أقبل الظلامُ ..
تلفَّتنا ..
فكنتَ الرجاءَ عند المَخاطِرْ!
سلمتْ مصرُ إذْ سلمتَ
وجاءتْ لكَ تسعى
والحشدُ حولكَ زاخرْ!
جدَّدوا بيعةً
وصانوا عهوداً
وولاءً مُستبطناً في الضمائرْ!
تلك عينُ الإلهِ حاطتكَ بالحفظِ
وصانتكَ مِن حَقودٍ وغادرْ!
أبطلتْ كيدهمْ
فطاشَ رصاصٌ صوَّبوه إليكَ
والموتُ دائرْ
ما دروا أنها المقاديرُ ترعاكَ
ويا فوزَ مَن رعته المقادرْ
لم تزل مصرُ في جبينك!
والعهدُ وثيقٌ
والذكرُ زاهٍ وعاطرْ!
ترتجي فيكَ حُلمها بالغد الآتي
مُضيئاً كطلعة الشمس
ناضرْ!
تجمع الشملَ باسمها!
وتصونُ النيلَ
من شرِّ آبقٍ أو مُكابِرْ
لا تُعِرْهُ مساحةً لاهتمامٍ ..
مصرُ أبقى ..
وذلكَ الطيشُ عابرْ!
وسوم: العدد 681