حدادا على أقواس قزح الاصدار الشعريّ الثاني لأحمد السلطاني
يصدر قريبا عن دار الثقافية للنشر تونس الديوان الشعريّ الثاني "حدادا على أقواس قزح" للشّاعر التونسيّ أحمد السلطاني و تجدر الاشارة هنا ان الشّاعر قد اصدر ديوانه البكر "الرّاقص القرويّ" عن دار رسلان " سنة 2015.
أحمد السلطاني :شاعر و كاتب تونسي من مواليد مدينة حاجب العيون ،متحصّل على شهادة الاستاذية في اللغة و الآداب العربية ( كليّة الآداب بسوسة ) .نشط بنادي الابداعي الادبي بنفس المكان منذ بداية التسعينات ،متحصل على عدد هام من الجوائز الأدبية ،يشتغل ايضا على النقد و اسئلة الكتابة عموما .
"حدادا على أقواس قزح" :سيتضمن هذا الديوان 44 قصيدة شعريّة و ستغطّي حوالي 140 صفحة ، يصدر هذا الديوان في طبعة أنيقة و في 1000 نسخة ،يقدّمه الشّاعر والروائي والناقد التونسيّ السيّد التوي، يهدي الشّاعر أحمد السلطاني ديوانه الى :
أرواح الشّهداء..
إلى الّذين يهيمون في اللّيل بلا مأوى في أصقاع الأرض تحت سياط الصّقيع..
إلى الكادحين والمعطّلين والثّكالى..
إلى الأطفال الفقراء في أيّام العيد...
إلى من تخشّبت أيديهم وهم يغالبون الوقت بحثا عن لقمة العيش...
إلى أمّهات من قتّلهم الحوت أو الموج وهم يحلمون بالنّجاة من الغرق في ليل المتوسّط الهائج
والكئيب...
إلى بائعات الياسمين في حانات اللّذة والقمار...
إلى أوراق صفراء تتهاوى من شجرة العمر يوما بعد آخر..
إلى وشم غزالة وحيدة في ضفاف القلب هي أمّي ..
إلى روح أبي لم يمهله الوقت كي نلعب " طرحا " آخر من الشطرنج تحت زيتونة مظلّة في الخريف...
إلى إخوتي يتقاسمون معي بعضا من عناء هذا الطّريق المترب والطّويل....
إلى الأصدقاء والشّعراء يحرسون قمر المحبّة في واحة القلب ويطردون الموت إلى تلّة بعيدة في الغياب....
إلى أساتذتي جميعا ...لولاهم ما كان للحرف أن يخفق ويطير في سماء واسعة وعامرة بالنّجوم....
سيتضمن غلاف الاصدار في صفحته الخلفيّة أراء ثّلة من الكتّاب العرب حول تجربة الشّاعر التونسيّ أحمد السلطاني :
أحمد السّلطاني ... شاعر يتقن الاختلاف ... يمعن في التجلّي ويدرك مكامن الجمال في اللّغة وفي الحرف وفي الصّورة الشعريّة بإيقاع سلس انسيابيّ دافئ ورمز بديع .... عرفته عاشقا للّغة العربيّة ومعتزّا بمورث أدبيّ وفنيّ خالد وثريّ وعرفته انسانا راقيا وخلقا عاليا وعطاء لا ينضب .. كان يحتفي بالنصّ ويسرع إلى أحبّته مبشّرا بميلاد أيّ سطر إبداعيّ ... وكان أحبّته وأصفياؤه يغرقون في سحر المعنى وبديع التّشكيل ... شكرا لأقدار وهبتنيه صفيّا وصدوقا وأخا..
الأستاذ الشّاعر: الزبير بالطيب / دوز
..لم تكن قصائد الشّاعر أحمد السّلطاني إلّا صورة بالألوان لما سوف تكون عليه ترنيمة الحياة في زمن يشتعل بالصّراعات والحروب المعلنة والخفيّة ...وقدر الشّاعر هنا والآن هو أن يقرع الأبواب الموصدة بيننا وبين ابتكار الحلم القادم للتّوّ من ظلمات النّسيان وأن يتصدّى لمشكلات الوجود الإنسانيّ وقلق الذّات وانكسار الرّوح وانحسار فضاء المغامرة في غابات الغربة والضّياع ..جاءت أشعار أحمد القرويّ لتمارس الرّسم بالكلمات وتمنح الأشياء الجميلة فينا صورا لعوالم شعريّة مدهشة وخلاّبة تغري أرواحنا التي تستحم في اللّيل عارية من خيبات الماضي وصدمات الحاضر .
الشاعر والإعلامي : الأسعد العيّاري
راهن الشّاعر أحمد السّلطاني في مجموعته "حدادا على أقواس قزح "
على ما تختزنه ذاكرته من لحظات بدت فارقة في تكريس وعي الشّاعر بذاته و بالأشياء من حوله لذلك لم تكن النّصوص محض توثيق لذاكرته بل تعرية و تشظية للذّات فيما هي تبحث عن اكتمالها .. إنّ هذه النّصوص هي لحظات للتّفكّر و تسريح النّظر البعيد حيث تحثّنا اللّغة لنشارك الشّاعر قراءة الذّكرى و السّؤال عمّا توهّمنا مرارا أنّه مجرّد لحظات عابرة .
الشّاعر : فتحي القمري
أحمد السلطاني ، شاعر يحبِّرُ القصيدة بروح نقيَّة جدا، ترى لغتَه تنساب عذبة صافية، فتحقِّقُ للقارئ درجة عالية من الجمال، ومن الصدق . يسير نحو الشعر بلغة الشعر، وبلغة الماء. يرصد عبر صوره البديعة تفاصيل الربيع الذي يملأ قلبه، فيكشف لنا في قصيده عن الحبِّ والبساطة، فلا يسع القارئَ إلا أن ينصت بعمق. إنَّ منجزه الشعري شعريٌّ بامتياز .
الشّاعر : زكرياء الزاير. المغرب
و في اطلالة على مداراته الشعرّية المرعبة نورد هذا المقتطف من نصّ "حِدادًا على أقواس قزحْ" الذي سيحمل الديوان أسمه :
قال لي حارس أعمى كان يقف على باب الشّمس ويحرس نشوانا أحلام الملكة أيّها المتطفّل.. لا بيت لك في الملكوت و لا يوجد قفص شاغر كي نسجن رغبتك في الصّراخ أو تَقوّل الشّعر.. عيناك اللّامعتان مثل هدهد أو صفصافة تطلّ على نواعير من الرّيح هاتان العينان الغارقتان في الذّكرى تهجسان بالصّواعق.. وتقولان أنّك مثل الحزن خطر وفظيع.. لا تقترب من البئر إذا..أو تنظر في المرايا.. فقد تنسف أغانيك مذكّرات سيّدة الغيب..
وسوم: العدد 682