وقفة مع اللغة(804)..
في أصل كلمة أستاذ
كلمة أستاذ أعجمية، دخيلة على اللغة العربية، ومعناها بالفارسية الماهر بصنعته، وغلب إطلاقها على الحاذق في عمله.
وهي اليوم تطلق على المعلم والعالِم، ودرجة أستاذ من درجات المحاضرين في الجامعة، وأيضًا من درجات المنتهين من دراستهم في الجامع الأزهر، وتطلق على المحامي والوكيل في المحاكم.
وعن دخول الكلمة إلى لغة أهل العراق يقول الجواليقي المتوفى سنة 540ﻫ في كتابه المعرّب من الكلام الأعجمي: "فأما الأستاذ فكلمة ليست بعربية، يقولون للماهر بصنعته: أستاذ، ولا توجد هذه الكلمة في الشعر الجاهلي، واصطلحت العامة إذا عظّموا الخصي أن يلقبوه بالأستاذ، وإنما أخذوا ذلك من الأستاذ الذي هو الصانع لأنه ربما كان تحت يده غلمان يُؤدبهم فكأنه أستاذ في حسن الأدب ولو كان عربيًا لوجب أن يكون مشتقًا من الستذ وليس ذلك بمعروف".
انتقلت الكلمة إلى الجزيرة والشام ثم منها إلى سائر البلدان، قال أبو البقاء العكبري في شرح ديوان المتنبي: "الأستاذ كلمة ليست بعربية، وإنما تقال لصاحب صناعة كالفقيه والمقريء والمعلم، وهي لغة أهل العراق، ولم أجدها في كلام العرب. وأهل الشام والجزيرة يسمون الخصي أستاذًا".
وذكروا أنه لا يستحق أن يُلقب بالأستاذ إلا من جمع اثني عشر علمًا، أو ثمانية عشر علمًا منها: النحو والصرف والبيان والبديع والمعاني والآداب والمنطق والكلام والهيئة وأصول الفقه والتفسير والحديث.
الجواليقي، المعرب من الكلام الأعجمي، تحقيق أحمد محمد شاكر، ط2، القاهرة، 1969.
أبو البقاء العكبري، شرح ديوان المتنبي، ج1، ص 170.(المكتبة الشاملة).
وسوم: العدد 700