لن تكوني الأخيرة
لن تكوني الاخيرة هذا اسم لقصيدة الشاعر صابر حجازي ومن خلال طالعتي لها حسب رغبة شاعرها اقول :
في قصيدة النثر تمثل الحرية المطلقة للشاعر في انتقاء الكلمات او العبارات المتجانسة لقصيدته .فالايقاع الموجود في قصيدة النثر او لربما يصل الى حالة الانعدام حيث ارى ان قصيدة النثر قد حطمت كل قوانين الشعر من وزن وقافية وبحر بحيث ما يجري في قصيدة النثر يعد هدما لاسس وقواعد قصيدة العمود . الا اني الاحظ ان الايقاع الشعري الموجود في قصيدة العمود او قصيدة التفعيلة موجود في قصيدة النثر نوعما الا ان قصيدة العمود اختلفت عنها بالقافية والتزام حرف الروي وهو الحرف الاخير من عجز البيت او هو القافية بعينها فتاتي في العمود متناغمة متسقة بينما تاتي في قصيدة التفعلية مختلفة باختلاف نهايتها وحسب مزاجية الشاعر وكذلك في قصيدة النثر قد يعتمد على البنية الصوتية للحروف كما في قصيدة الوزن, لكن ليس بترتيبية الخليل ا و الأوزان العروضية, إنما من خلال مبادئ خاصة بها من أهمها مثلا التكرار المقطعي في ترتيبة صوتية معينة ضمن المقطع الشعري الواحد أو التكرار اللفظي لبعض الكلمات تلك التي يرغب الشاعر إعطاءها الأهمية في الإظهار وغيرها من الاساليب التي ربما قد يتبعها بعض شعراء المعاصرة ممن كتب في قصيدة النثر لاستحداث نوع من روحية غنائية جديدة ولتمثل ايقاعية معينة و هي بحد ذاتها ضرورية لبناء قصيدة النثر وتعتمد كليا على امكانية ومقدرة الشاعر الثقافية والادبية وعليه فالإيقاع الظاهر لا يأخذ الأهمية هنا كما في شعر العمود او قصيدة التفعلية .
فالطبيعة البشرية وجدت منذ الازل و هي في عراك مستمر مع الحدث وسلطته الواسعة عليه لذا ابتدع الانسان صيغا كثيرة للتخلص من تلك الحالة او السلطة من خلال ايجاده سبلا جديدة يطمح اليها وهذه تختلف من انسان لاخر ومن بلد لاخر تبعا للتطور العام وقد نسمي هذا الانفلات من هذه التغير الايدلوجي بالحرية فهو اشبه بالحلم الكبير الذي ما زال الإنسان يبحث له عن معنى حقيقي لذا نجد في صفحات التاريخ مثل هذه الحالات تمثل الحلم الذي يراود الا نسان في اطار التخلص من سلطة الطبيعة المدركة على أنها تلك الجاذبية التي تربطه بتلك السلطة الطبيعية ..
والإنسان منذ ان خلق في دأب مستمر لابراز ما عنده من نوازع وافكار وامور ويعتبر الادب أحد أهم الوسائل . لذا تكون قصيدة النثر هي اخر ما توصل اليها الفكر الابداعي والعربي خاصة في هذا العصر من خلال التمازج الثقافي مع المجتمعات الاخرى وكأسلوب يحمل في طياته نتاجا ً فكرياً ادبيا انسانيا من خلال استناده الى التقنيات الفنية ويتبلور من خلال مساحة الحرية المتاحة له و التي تمتلكها هذه القصيدة بالقياس الى ما تمتلكه قصيدة العمود الشعري او قصيدة الشعر الحر كان لا بد لها أن تبرز من خلال هذا التناقض و توحده ضمن وحدة القصيدة في صورها الشعرية ومن خلال صياغتها اللغوية .
لذا نرى ان الحرية في اختيار الشاعر لما يريد حتى ان بعض الشعراء – وهذا ما لا اقره – اعتمد اسلوب الابهام و التناقض في ايجاد نوعية شعرية رمزية غير مفهومة عند المتلقي بينما قصيدة شاعرنا (لن تكوني وحيدة ) اتخذت حالة من الفهم وبعدا عن الابهام مع ذلك فهي تتكافأ مع رمزيتها ولا اريد الدخول في حيثيات القصيدة الا اني ارى لوان الشاعر اتخذ حالة رمزية تاريخية حين اشار الى القائد صلاح الدين الايوبي والحروب الصليبية بقوله :
( حين فلسطين انشطرت ...كان صلاح الدين ...يترنح ...في الحانات )
والمعروف تاريخيا ان صلاح الدين كان بطلا خاض غمار الحروب الصليبية منتصرا ملتزما دينيا ولا أي احد يقبل ان يمسه شاعر او كاتب اوناقد بتصرفه قليلا او كثيرا فلو ان الشاعر قال : كان صلاح الدين معتكفا ... ) لكان افضل بكثير ثم ياخذ بعده الاسطوري الذي قصده حالة من الصحة والجيادة والواقعية في قصيدته وهذه هي القصيدة :
اميرالبيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني
العراق- ديالى - بلدروز
ولن تكونى الأخيرة
وسوم: العدد 701